قرية بن اصميم تحتج من جديد على قرار تفويت الماء
مساندة إعلامية وجمعوية
وجدت قرية بن اصميم نفسها وجها لوجه أمام الرأسمال المتعطش للربح كيفما كان، وذلك إثر حصول شركة فرنسية خاصة على قرار رسمي بموجبه يحق لها ملء القنينات من مياه العين المجاورة للقرية وبيعه، دون مراعاة حاجيات القرية المتزايدة للماء، والذي بدوره يعرف تناقصا مطردا. وعليه قرر السكان مرة أخرى اللجوء إلى الاحتجاج علّ صوتهم يصل إلى المعنيين بالأمر، وذلك بالدعوة لتنظيم مسيرة في عين المكان، من القرية إلى العين المهددة، يوم الأحد 20 يناير2008 على الساعة الحادية عشر صباحا.
جانب من احتجاجات سلمية سابقة من طرف سكان القرية
وتجدر الإشارة أن القرية التي تبعد بحوالي عشر كيلومترات عن مدينة أزرو بها أزيد من 3500 نسمة، تعتبر العين مزودهم الوحيد بالماء، سواء للشرب أو السقي أو إرواء المواشي، هذا وقد سبق للسكان أن نظموا احتجاجات مختلفة على فترات، كما راسلوا مختلف الجهات المسؤولة التي يهمها الأمر، ويقول سكان من نفس القرية أنهم يتعرضون لضغوطات مختلفة من أجل ثنيهم عن مطالبهم، وقد ساندتهم لا حقا في مطالبهم جمعيات مغربية ودولية، منها من ترسل مندوبين عنها وناشطين تحت لوائها لعين المكان، كما تفعل أكمي المغرب ( جمعية العقد العالمي للماء*) المؤسسة بشكل فعلي وموسع إثر جمع عام حضره عدد من المناضلين في مدينة الجديدة يوم الأحد 2 دجنبر2007، ومما تهدف إليه هذه الجمعية ذات الامتداد الدولي الحفاظ على حق الوصول للماء واستعماله لجميع الناس، مع عدم خوصصته أو تفويته أو جعله مادة تجارية تدر الأرباح، والسعي لعدم تلويثه أو إهداره.
وفي أول مبادرة بعد تشكيل هيكل جمعية أكمي المغرب، بادر رئيسها الدكتور المهدي لحلو رفقة رجاء كساب عضوة المكتب الوطني للجمعية بعقد لقاء مع الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة في الرابع من يناير الجاري السيد نزار بركة، قصد مناقشة مشكل الماء بقرية بن اصميم مع القطاع الحكومي المعني، وقد علم من مصدر مطلع أن النشيطيْن المذكورين الممثلين لأكمي المغرب طلبا من الوزير المذكور تخصيص موعد مع الوزير الأول بموجبه يستقبل وفدا عن سكان القرية المهددة في مائها، ولا يعرف لحد الآن مصير المسعى المشار إليه، فهل ستصلح الحكومة الحالية أخطاء الحكومة السابقة وتعيد المياه إلى مجاريها؟
جانب من قرية بن اصميم
كما علم كذلك أن الدكتور المهدي لحلو رئيس أكمي المغرب قد زار رفقة نعيمة لحلو قرية بن اصميم في 28 دجنبر 2007، حيث جدد دعم جمعية أكمي اللامشروط لسكان القرية في محنتهم التي يمرون منها، وفي نفس السياق نذكر أن هذا المشكل خلف اهتماما إعلاميا ملحوظا خاصة من طرف الإعلام المكتوب الوطني والدولي، وكذلك بعض القنوات التلفزية الأجنبية منها المصرية والأوربية، ومن عدد من المهتمين والجمعيات كأكمي فرنسا التي تدخلت لدى الحكومة المغربية من خلال وضع لائحة لتوقيعات التضامن لدى سفارة المغرب بباريس كما ذكر السيد جون كلود أوليفا رئيس أكمي فرنسا أثناء تدخله بالجديدة أثناء الجمع العام لأكمي المغرب المشار إليه سابقا.
هل سيبقى الماء يسيل لإرواء البشر والحيوان والنبات؟
إن المسيرة الاحتجاجية التي ستنظم في العشرين من الشهر الجاري من المنتظر أن تدعمها وتحضرها عدد من الجمعيات الفاعلة على الصعيد الوطني، مما يعتبر تضامنا مع سكان قرويين يعيشون عزلة بفعل قسوة الطبيعة، من صعوبة في المواصلات، وضعف البنية التجهيزية، رغم أن القرية كان يمكن أن تكون قبلة للسياحة، لما تزخر به من مؤهلات، سواء المنتزه الذي لم يعد صالحا بسبب الإهمال، وبنية تخييمية تستقبل الأطفال وتنشط خصوصا بالصيف، كما أن أقدم معلمة استشفائية بالقرية، ونعني به مستشفى كان مخصصا لعلاج الأمراض الصدرية، قد أقفل وأصابه الخراب… وليس من داعم لهؤلاء السكان في محنتهم التي انطلقت منذ 1999 سوى الدعم المعنوي الذي يلمسوه من المجتمع المدني.
مصطفى لمودن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ACME-MAROC( Association pour le Contrat Mondial de l’Eau)
للمزيد حول أكمي المغرب وقرية بنصميم يرجى العودة إلى موضوع سابق داخل هذه المدونة:
نشرت بموقع : الحوار المتمدن - العدد: 2158 - 2008 / 1 / 12