الأربعاء، 23 أبريل 2008

إصلاح ناقص: لماذا كل هذه اللامبالاة؟


      إصلاح ناقص: لماذا كل هذه اللامبالاة؟
     بعد إعادة تزفيت عدد من الشوارع بسيدي سليمان، وهو الموضوع الذي كنا قد تحدثنا عنه عند انطلاقته، وللتذكير فكل التمويل يعتمد على القروض، باستثناء شارع واحد (في حدود علمنا) وهو ما سيكون موضوع حديثنا اليوم، العملية على العموم إيجابية، فلا أحد كان يريد أن تظل شوارع المدينة تعرف الحفر والخنادق، أما تقييم الجودة فذلك يرجع للمختصين، رغم أن بعض المواطنين كانوا أشاروا في مداخلتهم إلى ضعف سمك الطريق وذلك أثناء تنظيم ندوة بقاعة البلدية حول الجرائم الاقتصادية من تنظيم " جمعية مركز الدراسات القانونية والحقوقية (سنعود لها لاحقا)، كما أن الزمن وحده لا غير من يفضح كل غش يقع في التجهيزات عامة، كما وقع للمسبح البلدي في المدينة، وبعض الشوارع كالتي توجد في محيط مسجد الهدى بحي السلام. 
 
   773dsc   
 
 
139dsc 
 
تبليط قارعات الطرق ووسط الشوارع المزدوجة دون ترك أحواض لغرس الأشجار   
 عمل ناقص لا خير منه:
    ما أثارني شخصيا وأنا مار صدفة بأحد الشوارع الذي يفصل حي السلام بحي الغماريين هي عملية ترصيف وسط هذا الشارع المزدوج، فالعمال يضعون الإسمنت دون ترك أحواض لغرس الأشجار، لغرسها في المستقبل وليس الآن، لأن مسؤولي اليوم لا تهمهم الأشجار، لم يغرسوا شجرة، بل أقلعوا بعضها، لا يسقون ما تبقى من الأشجار في فصل الصيف الحار، بعض الأشجار التي غرسها متطوعون من المجتمع المدني منها ما قد مات بسبب الإهمال، ومنها ما أكلته الحيوانات التي ترعى وسط المدينة، العمال يفرغون الإسمنت ويمررون خشبة ويدفنون كل شيء، أولا لا يضعون فراغات بعد كل مسافة محددة حتى لايتشقق هذا "الإنجاز" بفعل حرارة الشمس. ومثل هذه " الأشغال" ليست جديدة على المدينة، كل الأعمال المماثلة على قارعات الشوارع لم يتركوا بها فتحات لغرس الأشجار ( أقول في المستقبل وليس الآن) وكما وقع بمحيط مصلحة البريد كذلك في زمن سابق رغم توفر مساحات فارغة كان يمكن أن تزينها الأشجار. يبدو أن مسؤولينا لا يقدرون قيمة الشجرة، أصغر تلميذ في المدرسة الابتدائية يعرف ذلك، الأكسجين الذي يتنفسه كل "مسؤول علينا" تمنحه له الشجرة.
   حاولت أن أكون "مواطنا" يهتم بالصالح العام، اقتربت من العمال واستفسرتهم عن عدم ترك مكان لغرس الشجر، فرد أحدهم بأن لا أحد طلب منهم ذلك، قلت لهم تصرفوا أنتم واتركوا مكانا لغرس الأشجار، رد بأن ذلك لا يمكن لأنه لم يُطلب منهم، وأضاف لو أعطوني "كاباري" (آلة خاصة لذلك) لفعلت. 
  العمال عندما يجدون شجرة مازالت واقفة تقاوم لا يقدرون على دفنها تحت الإسمنت، ببساطة لأنها حية وقائمة ومتشبتة بالحياة، أما ما تبقى من مكان فكله يُدفن.
    حاولت أن أكمل على "مواطنتي" وتوجهت للمجلس البلدي، الجهة المسؤولة نظريا عن مثل هذا العبث، لكن لم أجد أحدا، وكنت قد نسيت أن الجماعات المحلية في المغرب قد بدأت "مشوارا" طويلا  في الإضرابات، ستدخل به موسوعة " غينس "للأرقام القياسية، حيث تضرب عن العمل أربعة أيام في الأسبوع، من الثلاثاء إلى الجمعة، فبعد سلسلة من الإضرابات المتوالية لمدة يوم أو يومين في الأسبوع استغرقت شهورا، وأمام الإهمال التام من طرف الحكومة لهذا الواقع المأساوي، تحول الإضراب إلى ما يشبه " العصيان المدني"، فعلا لعمال البلديات ومستخدميها طلبات معقولة، لكن صمت الحكومة له عواقب أخطر. أعود لموضوعي فقد كنت سأتصل بأي مسؤول إداري أو منتخب لأبلغه " شكايتي الشجرية"، لكنني عدت خائبا، رغم أنه كان يخامرني إحساس بأنه لن تكون هناك أية استجابة، بل ربما كنت سأُستقبَل بابتسامة استهزاء وسخرية، أو قد يكون مثل هكذا تدخل من "مواطن" يعتقد أنه في السويد مثار فكاهة طيلة أسبوع على الأقل…
 
 فعن أي جماعة منتخبة تخدم القرب كما يحلو للبعض الحديث ؟ ومثل هذه الأعمال لا يراقبها ولا يتفقدها تقني مختص أو غير مختص، أو رئيس أو مستشار أو أعضاء لجنة بلدية أو أي مسؤول كبر أو صغر له غَيْرةُ.
 
    استمر العمال في عملهم، ومن المرتقب أن يكملوا على نفس الشاكلة هذا الشارع الذي يصل طوله كيلومترين، ثم يتحولون على نفس المنوال إلى شارع آخر أطول اسمه محمد الديوري، يفصل بين حي السلام وحي الليمون والمسيرة. وهكذا لا حياة لمن تنادي، نتمنى أن يتنبه أحد للأمر وينقد المسقتبل البيئي والجمالي للمدينة أوعلى الأقل بعض الشوارع… 
 
 ويمكن أن نضيف إلى قضايا الإهمال مراكمة أكوام من الأثربة بجانب البلدية، وهي تتزايد يوما عن آخر.  
    أما نحن فسنظل نشعر بمواطنتنا الحقيقية وندافع عنها، كما أنه من واجب المواطنين الاهتمام بالشأن المحلي والوطني رغم أنف كل من يرغب في فرض الوصاية على الناس.

          مصطفى لمودن