الهدر المدرسي: الجماعة القروية لبوقنادل بسلا نموذجا
شهادة مدرس بفرعية تعليمية
إعداد: عبد الإله عسول*
يشكل موضوع الهدر المدرسي إحدى المعضلات التربوية والمجتمعية التي تؤثر سلبا على جودة التعليم (على مستوى المدخلات والمخرجات) وعلى الجهود المبذولة لتحسين مردوديته بل وعلى تطور المجتمع ككل…
فالهدر المدرسي عامل جد مؤثر في ارتفاع مؤشر الأمية ونسبة البطالة، اللذان لهما علاقة مباشرة في تنامي الأمراض الاجتماعية مثل الانحراف والجريمة…
لقد تعددت المقاربات والدراسات التي تناولت هذه الظاهرة/المعضلة، وتقاطعت جلها في خطوات اعتمدتها كمنهجية للتعاطي مع الموضوع حيث بدأت:
-بتحديد المصطلح (ماذا نعني بالهدر المدرسي؟)
-البحث عن أسباب الظاهرة (المدرسية وغير المدرسية)
-اقتراح الحلول المناسبة لمواجهة هذه المشكلة..
وعلى العموم فإن الهدر المدرسي يجد أسبابه في عوامل متعددة أهمها:
- الفقر..- بعد المدرسة عن السكن- المستوى التعليمي للأسرة -صعوبات التحصيل (المرتبطة بنوعية البرنامج التعليمي والمناهج والطرائق، جاذبية المؤسسة ونوع العلاقة تلميذ/ مدرس…)- تدني دور القطاع التعليمي في الترقي الاجتماعي..
وهي نفس الأسباب التي استخلصتها شخصيا من خلال تفريغ استمارات في الموضوع وجهتها لمدرسي المجموعة المدرسية التي أعمل بها (مجموعة مدارس سيدي ابراهيم والتي تضم مركزية وثلاثة فرعيات هي البراهمة3 وسيدي إبراهيم وبنعويش أو البراهمة 2) المتواجدة بوسط قروي في جماعة بوقنادل القروية…حيث يسجل الافتقار والخصاص في عدد من البنى التحتية والمرافق العمومية والتجهيزات (مثل الطرق المعبدة، المراكز الطبية، السكن اللائق، الماء والكهرباء، المؤسسات التعليمية الإعدادية والتعليم الأولي…الخ)
حيث وقفنا على ارتباط ظاهرة الانقطاع عن الدراسة بأسباب تتعلق بالمستوى الاقتصادي الهش للعديد من أسر التلاميذ (أغلبهم فلاحين أو بدون عمل بدواوير البراهمة ..)، بُعد السكن عن المؤسسة، خطورة المسالك المؤدية لهذه الأخيرة (خصوصا بالنسبة للفتيات الملتحقات بالسنة الأولى إعدادي… )
فأمام انعدام إعدادية أو ملحقة إعدادية قريبة من البراهمة تضطر عدد من الفتيات إلى قطع العديد من الكيلومترات مشيا على الأقدام للالتحاق بإعدادية المنصور الذهبي بمقاطعة العيايدة… وهي مسيرة محفوفة بمخاطر التحرش الجنسي والاعتداء…
مما يدفع الوالدين في النهاية إلى اتخاذ قرار توقيف الدراسة لبناتهم… لتجد هؤلاء أنفسهن أمام اختيارات لا تخرج عن واقع التهميش الذي تعيشه المنطقة… إما الأعمال المنزلية، السخرة في بيوت الغير، أشغال الفلاحة، الزواج المبكر أو الشغل المقنع بإحدى الشركات بالمنطقة (لمن وجدت سبيلا لذلك ولو بدراهم معدودات…)
من جهة أخرى وأمام هذا الوضع المعقد، فقد تم اقتراح بعض الحلول من لدن أطراف متنوعة (منها مدرسون، منتخبون، سكان، مسؤولون تربوي أو مسؤولين إقليميين…)، من هذه الحلول:
- مقترح بناء إعدادية لفائدة تلاميذ وتلميذات دواوير البراهمة (مقترح لم يجد طريقه للتنفيذ لأسباب تقنية تتعلق بملائمة تصميم التهيئة ..؟!)
- خلق ملحقات ببعض المؤسسات الابتدائية لتقريب المسافة(بقي معلقا )
- فتح قنوات الحوار المباشر مع الأسر والتلاميذ والتلميذات المنقطعين(لم يفض لنتائج مهمة).
- انجاز حصص الدعم التربوي من خلال استثمار أسابيع الدعم…
- تبني صيغة «خلايا اليقظة» والتي في نظرنا لم تعط نتائج ملموسة ونوعية… للتقليص من نسبة الهدر… لأنها تحتاج إلى موارد مالية وبشرية وتجهيزات لم تتوفر بالشكل الكافي…
- التحضير لإنجاح مقترح توفير «وسائل نقل مدرسية» في إطار المبادرة الوطنية…كما صرح لنا بذلك رئيس الجماعة…. نأمل أن ينفذ قريبا كحل مؤقت لوقف معاناة أبنائنا…
مجموع التلاميذ الإناث منهم المنقطعون الإناث منهم
الابتدائي : 6389 3017 110 52
الإعدادي : 1665 766 30 05
الثانوي : 375 167 02 00
—————–
* (مدرس بفرعية سيدي إبراهيم جماعة بوقنادل بسلا)