شظايا الليل و النهار
شعر: ذ. محمد رحو
قبل أن أفصح عن الحنين
ليوم من معدن أسطوري
يستعيد فيه الطين
تكوينه السري البكر
وقبل أن يقر الرمل
بثدي شحه الثر
و كرم جرح الياسمين!
قبل أن ألمح أو أبين
عما يطحن الفؤاد
من وجع مضاعف يفرمني
ويفرم المرأة/ الأغنية/البلاد!
***
بعدما واربت باب الخيبة
و الحضور الشبيه
بالغياب المر المديد
لا تحسبوا أني الفتى السعيد
لأن صورة أخرى منسية
تتكلم لغة جلية:
شريد يحترف التيه
هنا
بين مضارب الرغبة
و مخالب الغربة
***
مندوبا لسيدتي الحياة
مندوبا لدفئها الآت
أناور حرس الجليد
مجروحا أشدو للمدى
ألف ومض شهيد
غير أني منذ خروجي
ارتبت فيك ياامرأة
تحضن في المغيب
من أسماء مروجي
تحضن في المعذب
من طقوس اللؤلؤة
وأشواق النشيد!
***
بأي نجمة سأحلم
ولأي غيمة سأيمم
و الشعاع البكر
كما القطرة البكر
في المرآة المرحلية:
أسير و منفية!
***
هل تقتربين مني
لتدركي أنني العاشق المعني
بما تكابده السيدة الأرض!
ولا أنهض إلا لأنفض
عن وجهها الغبار/
فائض الغبن السميك
إلا لأجرؤ فأسميك
ملء الضجر المحض
جذر البشارة
بين دياجير القمع
برق المعجزة
تحت سطوة السكوت
أميرة الكلام!
***
سيدتي
يا سروة الإلهام
يا أنت التي كابدت
نزيف فصول الأسطورة
يا أنت التي تجرعت
من دنانها المريرة
ثم غفوت قليلا
على ربوتها النضيرة
وما صحوت على ربيع الأنواء!
هي ذي ربوع من حولها ..
تسمو بالانتماء
لبريق عينيك
هي ذي شعوب من خرس بكاملها
عطشى لصوت يديك
فما بالي أرى العديد
من وعود تزعم الهيام بالقمر
ولا تخجل أن تخون
مواعيد نار السفر
وحلم الألق الشهيد!?
لماذا تراها تخون
اتقاد خطوك الأغر
ولا تتردد في التدحرج
صوب بحيرة الصديد!?
***
ياامرأة أو قمر
من أجل ميلادك الأكيد
سريت القفر الدامسا
من اجل امتدادك المشتعل
لبست المعطف القارسا
وكان الحزن يلبسني
ويغلق بوجه فرحي السبل!
وكان الحلم يحرضني
على اقتراف شعاع جسور
لا يعوزه البرهان
أن الراهن - حقا - بلاد
سبية بسوق المزاد!
***
أنا نبضك المعذب
بين نيوب الحقد الوارف
أنا اسمك المغيب
في سجلات الحضور
أنا فمك المختلف المحظور
ضد حلمي تتآلف
مصارف و طوائف
وشعارات مشبوهة حامية!
لكأني لم أنرجرح السفوح
لكأني لم أنزف دم الروح
لما سحبوك عارية
لساحة القتل
ساعة الهول
ملء جرس السادسة الدامية!
هناك
فوق ربوة النبضة الأخيرة
هل تراني كنت
سوى دمك المنذور
لدلالة البوح برمحك المسحور
بكنوز رموزك الهادية!
***
لغدك انتدبت دمي
عاشقا و عاشقا و عاشقا
لوردك ربيت حلمي
واثقا وواثقا وواثقا
بما تضمر شجون الحكاية
من فرح مجاور
أووتر يمرن الحياة
على اجتراح النشيد!
فلماذا يحتال الحواة على الحقيقة
ولماذا يفبرك الرواة
سوى الرواية!?
ما بالهم يتدحرجون
من كل فج مشبوه
ليس من وهم يحفزهم
لشل خطى الخفقات
أو تشويه أفق القسمات
سوى رنين الموسمي العابر!?
ولماذا يا رفيقة
هكذا و هكذا و..
خارج السؤال تقرفصين
تستمعين و تصدقين
فحيح أفعى الأنباء!?
و ما يذرف مسخروها الفقهاء
من فتاوي التمويه!!
لماذا تستبيك
أساور الغفوة الذهبية
فتنسين أن الأخطبوط
عدو شط الضياء –
يمخر دم الأرض
حد تتويج الخراب
ملكا على الخليقة!
ياامرأة تزهر ملء النبض
هل أطمر رأس الحقيقة
إن أنا غنيت:
كل ما يفضي للشرارة
كل ما يفضي للمنارة
لأعراس الفقراء يفضي!
***
قدام بابك الأول
حشودا كنا نقف
نحن عشاقك الفقراء
قدام بابك/البهاء!
نصر أن نقترف
أريجك الحيوي النادر
فنشدو انزياحنا الآسر
ولا نملك سوى أن نعترف
بنشيدك العشبي الأجمل
من كل سمفونيات الضوضاء!
***
ما أقسى الصعود لشمسك
كقبض الريح صعب
عيدنا المنصف النابض
بلؤلؤة الفرح!
كاللامرئي من ألوان الطيف
واضح وغامض
كضبط المستحيل في الممكن!
***
لكم هو بعيد غدي
عن أشواق يدي
لكم عصي و بعيد
بلدي عن بلدي!
***
أنا صداك المدمن
نبيذ صوتك المحظور
أنا فتاك المؤمن
بمعجزاتك المتناسلة
ملء فصول الموت!
بين غموض العبارة
ووضوح الإشارة
أحيي خطوك الحيوي
أنا نجل كفرك المؤمن
بكل ما فاض عن مخاض المرحلة
من قواميس الألم
أحسست قهرا مريرا
بصقيع يمخر نخاع المنفي
وما نسيت القمر الأسيرا
شيعت الشهيد شامخا
وما فككت المعضلة!
***
كلما همست اسمك الشمسي
استنفر الليل كتائبه!
كلما هفوت لوردة
هبت رياح شوكية!
كلما أحببت امرأة
وصمتني بالفساد القيم!
كلما سربت لفردوسك الحنين
نصبوا لحنيني مقصلة!
***
بين شوارع الهباء
هنا تسكعت..و الرفاق
هنا شربنا كأس الأعماق
هنا جعت و جاعوا
هنا ضعت و ضاعوا
وهنا أيضا
ولجنا مدار النسيان!
حد أن نسينا تماما
أن احتراقك مشروع ضياء/
محض ينبوع نداء
ليوم يستعيد فيه الأمل
ربيع العنفوان!
هنا صار للقمع قفازات
تسحب عشاقك بالتدريج
لدوائر الشتات
أفرادا و زرافات
بعد أن تسوغ نخب الخديعة
ومفاتن الكرسي!
غير أني ولست الوحيد
أعوي في الوحشة العظمى
فيهزني شيء ما
ويحملني بين أحضانه الذهول
شيء غريب ما
ربما نشيجك الشرقي
ربما أريجك البرقي
شيء عجيب ما
يأخذني بعيدا
عن محطات الفصام
ليحرضني على السفر
بين أحراش الحياة!
شيء غريب ما
كضراوة الحب..يحرضني
لأضرم بين نواجذ الظلام
شوقا لألق ساحر
يأبى إلا أن يصاهر
صباح عيد جميل
يجسد قوة الأحلام!
***
ملء فصول الخراب
بين قيود المعضلة
تلسعني أتون الأسئلة
عن مسافة السفر/الحنين
لبسمتك المؤجلة!
أيها الوطن الحالم الحزين
لكأني وحدي أهواك
لكأني يتيم هواك
يا ملتقى العشاق
يا موعد الجلجلة!