فلسطين وحقيقة الدعم العربي*
إدحماد مولاي عمر/ أطلس المغرب
طالبت الشعوب العربية من أنظمتها أن تتحرك لإنقاذ غزة من الهولوكست الذي تمارسه إسرائيل ضد الأبرياء، لقد فشل الحكام العرب في مسعاهم الدبلوماسي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ومعه ضاعت كل آمال الشعوب العربية بإنقاذ ما تبقى من ماء وجه حفدة يعرب، الفشل العربي هذه المرة لا حدود له فلحد الساعة لم يتمكنوا من عقد قمة عربية لتدارس الوضع، و لم تتمكن من لعب دور طلائعي داخل أروقة الأمم المتحدة و مجلس الأمن لفرض ضغوطات على إسرائيل، فكل الأنظمة العربية دون استثناء فشلت مع العلم أن لهم من القوة ما يفوق قوة أمريكا و إسرائيل من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية و مقاطعة كل منتجاتهم التي تحتل الصدارة في الأسواق العربية، و استخدام سلاح البترول لممارسة حقها في صنع القرار الدولي، مما يعني أن لا ينتظر الفلسطينيون الدعم العربي، فكل ما فعله حكامنا المحترمون مجرد تنديد واحتجاج لا يقدم و لا يؤخر، لا مساعدات لا أدوية لا مبادرة جادة لوقف الإجرام الصهيوني، اكتفوا فقط باستعراض عضلات ألسنتهم فلا أحد منهم مستعد لمواجهة إسرائيل ميدانيا و اقتصاديا و سياسيا، و حتى إن كانت هناك مساعدات فإنها تنتظر حتى تقصف إسرائيل الأهالي و تتناثر الجثث و الأشلاء لتتحرك في تثاقل مريب يكشف مدى ضعفها و هشاشة آلياتها، فأنظمتنا الطيبة جدا لم تعد تهمها القضية الفلسطينية بل أصبحت تخشى على مصالحها الإقليمية أكثر، و بدل أن تطالب بوقف العدوان طالبت بلجم المقاومة و إسكاة صوت الفصائل الفلسطينية التي لم ترض بذل الاحتلال، تحت ذريعة أنها تمارس الإرهاب و تسعى لدمار المنطقة، فهي تخشى بالدرجة الأولى من المد الفارسي في المنطقة، و في نفس الوقت لا تستطيع مقاومته و كل مرة تبحث عن ذريعة لتعلن عدائها لإيران، فهي دائما تشتكي منها و تتهمها بدعم الإرهابيين، و هذه المرة وجدتها في العدوان الإسرائيلي على غزة ، فهي في نظرها تنفق على الإرهابيين في إشارة إلى حماس بكرم حاتمي، من خلال إطعام أهالي غزة بالصواريخ و القنابل و ألغام بشرية و مشاريع سياسية تخريبية، و التي لا تتفق إلا مع مصالح طهران الخاصة التي تطمح للتوسع و الهيمنة على حساب الدول العربية، و هو بالمناسبة طموح سياسي مشروع لكل دولة، لهذا بررت صمتها و تواطؤها مع إسرائيل باتهام حماس و إيران أنهما سبب العدوان، حتى و إن لم تجد ما تعلق عليه صمتها فإنها اليوم أصبحت تنظر للقضية الفلسطينية و إلى الصراع على أساس أنها قضية داخلية تهم صراع فلسطيني فلسطيني حول السلطة و صراع فلسطيني إسرائيلي، وهي تؤكد بذلك أنه لا وجود لشيء اسمه الصراع العربي الإسرائيلي، مادامت إسرائيل قادرة على هزم الفرس وتساهم في حماية الأمن القومي للدول العربية.
إذا كنا صادقين فعلا في تصريحاتنا و بياناتنا المحشوة باللغو، و مازلنا متمسكين بموقف الدفاع عن قضية فلسطين و حقها في الوجود ماذا قدمنا للفلسطينيين؟ و إن كنا أنظمة لها حضور وازن على الساحة وتمارس دورا طلائعيا بالمنطقة، ماذا قمنا به اتجاه الطرف الفلسطيني الآخر الذي تصفه أنظمتنا بالمعتدل، و الذي يسعى للسلام وفق منظور أنظمتنا؟ و الذي هو في الحقيقة لا يهمه من فلسطين سوى كرسي الحكم، بعد أن رضي بالسلطة الفلسطينية عوض الدولة الفلسطينية وعوض السلام يكون الاستسلام؟؟
مبدئيا كلنا سنتفق أننا لم نفعل شيئا طيلة 60 سنة من الصراع، مجرد خطب رنانة و شعارات زائفة وعقد مؤتمرات كاذبة تخسر فيها الملايين دون أن تقدم شيئا، الدعم الذي يحتاجه الفلسطيني و دولة فلسطين هو دعم الأرض، و دعم الانتفاضة، و دعم الحق الفلسطيني في بناء دولته المستقلة، من خلال أفكار تنموية تساعد آلاف الفلسطينيين لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي و لمواجهة التطرف العربي، الفلسطينيون لا يحتاجون من أنظمتنا كسرة خبز أو جرعة ماء أو دواء أو قطعة قماش، ما يحتاجه الفلسطينيون و فلسطين اليوم لمواجهة الاحتلال هو الدعم العملي من خلال الاستثمارات في أنشطة صناعية و تجارية و المساهمة في تقوية اقتصاد الدولة الفلسطينية، من خلال تفعيل الاتفاقيات في مجال التربية والتعليم و التكوين التي بقيت حبرا على ورق منذ عقود طويلة، و كذلك الدعم العسكري من خلال تقديم العدة و العتاد للمقاومة للدفاع عن الأرض، و هو ما يعني دعم بناء الدولة و توفير المناخ السياسي والاجتماعي المناسب له ليتحقق عمليا على الأرض حلم دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، هذا أن كنا فعلا نريد ذلك.———————
إذا كنا صادقين فعلا في تصريحاتنا و بياناتنا المحشوة باللغو، و مازلنا متمسكين بموقف الدفاع عن قضية فلسطين و حقها في الوجود ماذا قدمنا للفلسطينيين؟ و إن كنا أنظمة لها حضور وازن على الساحة وتمارس دورا طلائعيا بالمنطقة، ماذا قمنا به اتجاه الطرف الفلسطيني الآخر الذي تصفه أنظمتنا بالمعتدل، و الذي يسعى للسلام وفق منظور أنظمتنا؟ و الذي هو في الحقيقة لا يهمه من فلسطين سوى كرسي الحكم، بعد أن رضي بالسلطة الفلسطينية عوض الدولة الفلسطينية وعوض السلام يكون الاستسلام؟؟
مبدئيا كلنا سنتفق أننا لم نفعل شيئا طيلة 60 سنة من الصراع، مجرد خطب رنانة و شعارات زائفة وعقد مؤتمرات كاذبة تخسر فيها الملايين دون أن تقدم شيئا، الدعم الذي يحتاجه الفلسطيني و دولة فلسطين هو دعم الأرض، و دعم الانتفاضة، و دعم الحق الفلسطيني في بناء دولته المستقلة، من خلال أفكار تنموية تساعد آلاف الفلسطينيين لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي و لمواجهة التطرف العربي، الفلسطينيون لا يحتاجون من أنظمتنا كسرة خبز أو جرعة ماء أو دواء أو قطعة قماش، ما يحتاجه الفلسطينيون و فلسطين اليوم لمواجهة الاحتلال هو الدعم العملي من خلال الاستثمارات في أنشطة صناعية و تجارية و المساهمة في تقوية اقتصاد الدولة الفلسطينية، من خلال تفعيل الاتفاقيات في مجال التربية والتعليم و التكوين التي بقيت حبرا على ورق منذ عقود طويلة، و كذلك الدعم العسكري من خلال تقديم العدة و العتاد للمقاومة للدفاع عن الأرض، و هو ما يعني دعم بناء الدولة و توفير المناخ السياسي والاجتماعي المناسب له ليتحقق عمليا على الأرض حلم دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، هذا أن كنا فعلا نريد ذلك.———————
*- نص المساهة التي توصلنا بها من الصديق مولاي عمر إدحمان من الرباط، وهو كاتب ومدون معروف.