الأربعاء، 10 يونيو 2009

الأحزاب السياسية وإشكالية البرنامجية


الأحزاب السياسية وإشكالية البرنامجية
إعداد نجاة الراضي (*) 
مع بداية الحملة الانتخابية للانتخابات الجماعية لسنة 2009 أضحت إشكالية البرنامجية تطفو إلى السطح من جديد، حيث أنه وإذا كانت الانتخابات التشريعية لسنة 2007 عرضت مجموعة من الملاحظات في هذا الشأن. كما أكدت تقارير الملاحظين الوطنية لكل من المنظمات التي رصدت الانتخابات  ( النسيج الجمعوي  لرصد الانتخابات، المنظمة المغربية لحقوق الانسان، المنتدى المدني الديمقراطي ، المعهد الوطني للشؤون الدولية…) حيث ثم تسجيل العديد من الملاحظات في هذا الشأن من أهمها.
1- الخلط الذي انتاب البرامج الانتخابية حيث أن أغلبية الأحزاب كانت برامجها متشابهة
2-أثناء الحملة الانتخابية لم يتم الاهتمام بالبرامج بقدر ما كان الاهتمام بالأشخاص
3-أغلبية الأحزاب لم تعط للبرنامج الانتخابي قيمته الحقيقية باستثناء بعد أحزاب اليسار الديمقراطي.
4-كان الاهتمام باللوائح الانتخابية والتسابق حول وكلاء لوائح الترشيح .
    والأسباب  كما أكدت التقارير كثيرة من أهمها.
السبب الأول: هيمنة أباطرة الفساد على الأحزاب السياسية.
السبب الثاني: أن الأحزاب السياسية في المغرب لم تهتم بمسألة البرامج والتجديد الفكري لمواجهة المتغيرات المعقدة التي يشهدها العالم الآن.
السبب الثالث: أن أغلبية الأحزاب بحكم هيمنة سلطة النفوذ والمال على مرشيحها لم تعط قيمة للبرامج وكان التسويق لأشخاص وليس لبرامج، باستثناء طبعا بعض أحزاب اليسار الديمقراطي التي تؤمن بأهمية البرنامج، باعتبار أنها أحزاب لها تاريخ نضالي يرتكز على وضوح إيديولوجي مبني على مبادئ الجماهيرية والتقدمية والديمقراطية .
وتبقى هاته الأحزاب التي ترشح مناضليها أحزاب نوعية، تعاني من عدة عراقيل وصعوبات بحكم الوضع السياسي غير اللائق في الأحزاب وإفراغ السياسة من محتواها.
إن التغيير الحقيقي يتطلب ثقافة سياسية جادة مبنية على برامج حزبية لها مشروع مجتمعي يستجيب لمتطلبات الشعب المغربي وطموحاته.
——————
(*) باحثة في علم الاجتماع.