تحقيق حول شاطىء سلا:
إقبال كبير على مياه الشاطىء بالرغم من عدم جودتها؟
سلا: عبد الإله عسول
شاطىء سلا وجموع المستحمين
لم تترك موجات الحرارة العالية، التي عرفتها البلاد مؤخرا، فرصة للآلاف من ساكنة المدينة، سوى التوجه لما تبقى من شاطىء سلا، بالرغم من تلوثه وعدم جودة مياهه، وذلك لإطفاء النار المشتعلة في أجساد الكبار والصغار وحتى المسنين.
المصطافون لم يعد أمامهم، إلا التجمع فيما تبقى من مساحة رملية، تتخللها حفر هنا وهناك، أو على طول ما يسمى "بمون سلا ".
بحيث أن مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق، لم يبق أي بناية بالشاطئ، فلقد تم هدم المقهى الوحيدة، ومحلات بيع الساندويتش، والدوش، والمراحيض، ما عدى بناية تضم الآن مكانا للقوات المساعدة وآخر لعناصر الوقاية المدنية.
أثار هدم المحلات بجانب الشاطئ
سباحة وسط أجواء من التلوث والفوضى.
فيما تكلفت عناصر من القوات المساعدة ( بضعة راجلين وخيالة )، بضبط الأمن داخل الشاطئ، تسهر عناصر من الوقاية المدنية والمنقذون الموسميون، بمراقبة عملية السباحة، لكنها خدمات تبقى محدودة، حيث وقفنا على مظاهر من الفوضى والتسيب، خصوصا في أيام الذروة (السبت والأحد)، مثل تدخين الشيشا، تناول الجعة والخمور، السرقة والتحرش الجنسي، ممارسة كرة القدم وسط المصطافين.
كما أن وسائل التدخل لدى "المنقذين الموسميين" تقليدية، مما يتطلب طلب تدخل "زوارق سريعة "مرابضة قرب المكان المعروف بمارينا، على مسافة من الشاطىء، عند استشعار حالات الإنقاذ المستعصية، كما صرح لنا بذلك أحد "المنقذين"، الذي أضاف بأن الأجرة التي يحصلون عليها( 2000درهم في الشهر)، تذهب في مجملها في مصاريف الأكل والتنقل .
شاطىء الفقراء والغلابة :
نظرا لقربه، وبسبب الإكراهات المادية، يقبل أغلب سكان الأحياء الهامشية من سلا (العيايدة، الانبعاث، حي الرحمة، سيدي موسى، القرية، المازة، حي السلام الخ)، يقبلون على شاطئ سلا، ما يؤدي إلى تكدس المستحمين سواء بما تبقى من رمال أو بمياه الشاطئ، وتتلاصق الخيم والشمسيات، في مساحات مليئة بمخلفات الأكل من علب مصبرات، أعقاب السجائر، أكياس بلاستيكية وقنينات المشروبات .
بعض المصطافين، الذين صادفناهم، رفعوا في وجهنا شعار "مجبر أخوك لا مخير "، وأكدوا، أن ليس أمامهم بديل، غير هذا الشاطئ، لقربه بالأساس ، كما أنهم ينتظرون ما سيشهده الشاطىء من تغييرات من خلال أشغال تهيئة ضفتي أبي رقراق.
مقر الوقاية المدنية والقوات المساعدة
دراسة علمية تثبت تلوث شاطىء سلا:
اعتبر التقرير السنوي لمراقبة جودة مياه الشواطىء لهذه السنة، أن سلا محطة شاطئية غير صالحة للاصطياف، التقرير المنجز بتنسيق بين وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ووزارة التجهيز والنقل، أفاد أن التحليل الميكروبيولوجي لعينات من مختلف الشواطىء التي شملها البحث، أكد أن 5 بالمائة من الشواطىء المغربية غير صالح للاصطياف من بينها شاطىء سلا.
مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، تبرمج شاطئ سلا ضمن مخططها "إعادة الابتسامة للشواطىء":
عقدت المؤسسة اجتماعا يوم 30 يونيو الماضي، بالمكان الخاص بالقوات المساعدة بشاطىء سلا، لتدارس سبل ووسائل تطبيق برنامج "إعادة الابتسامة للشواطئ " بسلا، وهو برنامج يشمل في الغالب، القيام بحملات نظافة وأخرى تحسيسية في موضوع حماية بيئة الشاطئ، بالإضافة لأنشطة رياضية وترفيهية.
وقد صرحت لنا ممثلة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والتي حضرت الاجتماع المذكور أن الأوضاع التي يعرفها شاطىء سلا، ناجمة عن كون المنطقة التي تشمله والمحيطة به، في مرحلة انتقالية بحكم أشغال تهيئة ضفتي أبي رقراق، وأكدت أن كل ذلك سيسفر عن تحسن في جمالية وجاذبية الشاطئ، مطالبة بشيء من الصبر، وهو ما قد لا يشاطرها فيه جزء من الساكنة التي انتزعت منها مساكن أو أراضي في إطار نزع الملكية الخاصة بالمشروع.