السبت، 11 يوليو 2009

وزان: محمد حمضي



وزان: محمد حمضي  
لم نكن نعلم والعلم للواحد القهار وحده، بأن الأبحاث في المختبرات يمكن أن تقودنا إلى إحداث ثورة في عالم الورود والزهور، حتى جاءنا الخبر اليقين من مدينة وزان التي يقولون في حقها"اتركوا أهلها يفعلون بها ما يريدون" معلنا(أي الخبر) تعزيز هذا العالم بنوع جديد من الورد أصله سنبلة! كيف ذلك؟ إذن، سافروا معنا في هذه الجولة لنقدم لكم الوصفة العجيبة.
  تقول الحكاية بالحجج والوثائق الدامغة بأن مواطنا وزانيا قحا، اختار دخول غمار استحقاق 12 يونيو الأخير(هذا حقه الدستوري) تحت يافطة السنبلة، بعد أن كان قد تقلب أو تمرغد (بحال بحال ) في السالف من الاستحقاقات بين كل الألوان. ولأنه مرح ومحبوب ومتقن بارع للعبة الانتخابات، فقد تجاوز الحاجز بامتياز، متفوقا بذلك على أقوى الأحزاب المناضلة ! مما جعله رقما صعبا في كل التحالفات التي نسجتها ألوان الطيف ضد مصلحة الساكنة، لتعود وتبكي على ضياع الأندلس، عفوا دار الضمانة، فكان له المراد. ولأن منتخبنا المحترم مليء بالحيوية، وله طموح كبير في تمثيل وزان بكل الواجهات! فقد اختار خوض معركة الغرف المهنية، ولكن هذه المرة تحت يافطة الوردة يا سادتي الأعزاء  !بكل تأكيد لم يجد صعوبة تذكر، بل استقبلته الجماهير الاتحادية الجديدة بالأحضان والعناق، لأنهم به وبأمثاله، سيحاصرون "الوافد الجديد"، وسيخلقون الحياة السياسية، وسيعمقون الديمقراطية التشاركية، وسيصالحون المواطن مع الأحزاب التقدمية العريقة، يا سلام! ولأن الوقت لا يرحم فإن"الأخ "سارع إلى تلقي دروس التقوية لضبط القاموس الاتحادي القديم - باش مايفحوش عليه شي إخوان- أولئك الإخوان الذين رموه بين 22 يونيو واليوم، كتابة وصوتا بكل أنواع الاتهامات (ما شي شوغلنا)، ليعودوا ويقدموه لنا بالمناضل المغوار(هاداك شوغلهم). بعد أن تظاهروا بالاحتجاج الهاتفي بأنهم غير راضين على المؤسسة الحزبية التي مكنته من التزكية. ناسين أو متناسين تلطيخ سمعة حزبهم سنة 2006 عندما ساهم بعضهم (شاهدا أو فاعلا) في شراء الذمم بمناسبة تجديد ثلث مجلس المستشارين، أو عندما سمحوا لبعض رموز الفساد بوزان بقيادة حملتهم الانتخابية في شتنبر 2007.
   أما بعد
       يقول الشهيد عمر بن جلون وهو يقدم التقرير الإيديولوجي سنة 1975(زمن الرصاص) "إن التضليل هو أخطر أشكال القمع". فهل تموقع الخطاب الاتحادي بوزان في ضفة، والممارسة الميدانية (نموذج هذه التزكية ) في ضفة أخرى، لا يقدم التضليل في أبشع صوره ؟ إنها دعوة للحوار الهادئ.