الأحد، 19 ديسمبر 2010

وزان: قضايا تعليمية وبيئية واجتماعية…


 بريد وزان:
 خمسة مواضيع مختلفة؛ في مجال البيئة تشكّي سكان قرية الزواقين من نهب أشجار قديمة، وفي مجال التعليم تخوفات الأساتذة من عدم توفرهم على نقط التفتيش للمشاركة في "الترقية بالاختيار"، واحتجاج أساتذة التربية البدنية على طريقة تشكيل جمعية خاصة بالرياضة المدرسية، وصرخة خاصة من قبل أستاذ ليعود إلى عمله، وخبر عن حادثة سير غريبة خلفت قتيلا، قبض على  مقترفها بعد فراره..

محمد حمضي
 
*****************  
مجزرة بيئية بقرية الزواقين
 غليان كبير يسود سكان دوار أولاد عبد الله بقرية الزواقين، جماعة سيدي رضوان، دائرة وزان، بعد أن بلغ إلى علمهم إقدام بعض الأشخاص على إعدام أشجار تاريخية وناذرة بالمنطقة كلها، توجد بمقبرة الدوار.
   فحسب ما صرح لنا به وفد من سكان القرية حضر إلى مدينة وزان لتقديم شكايات وقعها سكان الدوار المذكور(42 توقيعا) إلى الجهات المختصة ( وكيل الملك، العمالة، المياه والغابات، الأوقاف والشؤون الإسلامية، قائد سيدي رضوان) فإن ثلاثة أشخاص معروفين استغلوا مناسبة ترميم المسجد المجاور للمقبرة التي تعلو بها هذه الأشجار ذات الظلال الوارفة، وذاكرة للقرية التي بصمت بحضورها الثقافي ربوع المنطقة، فشرعوا بالاعتداء عليها بقطعها بمنشار دو محرك، وأحضر أحدهم بعد ذلك سيارة مسجلة تحت رقم 78-أ-78 حيث سينقل ما تم اجتثاثه.
  السكان وبعد أن فطنوا بأن ما يحدث لهذه الأشجار من إبادة عمل شنيع، ولم ترخص به أية جهة، سارعوا إلى وقف هذه الجريمة وأحاطوا الجهات المختصة بالموضوع في شكاية من بين ماجاء فيها"إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تحطيم واجتثاث الأشجار بهذا الدوار رغم معارضة الساكنة المحلية، لذا نطلب من سيادتكم ملاحقة ومعاقبة هؤلاء المعتدين وتوقيفهم…"

 

************
عاجل إلى نائب التعليم بوزان
1) تعيش فئة عريضة من أساتذة التعليم الابتدائي على مستوى إقليم وزان هذه الأيام تذمرا واسعا، بعد أن بدأت تشعر بأن استفادتها من الترقية الداخلية لسنة 2010 أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التبخر.
 فحسب المعطيات الدقيقة التي بسطها أمامنا المتضررون، فإن الأمر يتعلق بحرمانهم من التفتيش منذ سنوات لأسباب هم غير مسؤولين عنها، ولأن الترقية بالاختيار تخضع لعدة معايير من بينها احتساب نقطة التفتيش الأخيرة، وهو ما سيجعل ترقيتهم تتأخر لسنوات عدة إذا لم تبادر الإدارة التربوية لتصحيح وضعيتهم.
  لهذا فإن المتضررين يلتمسون من السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية التدخل العاجل لدى فريق المراقبة التروية لتصحيح وضعيتهم قبل فوات الأوان، خصوصا وأن الوزارة قد حددت نهاية الشهر الجاري للتوصل بملفات كل المستوفين لشروط الترقي بالاختيار برسم سنة 2010.
2) كما في علم الجميع، فقد دخلت هيأة الإدارة التربوية بالتعليم الابتدائي على الصعيد الوطني في سلسلة من المعارك النضالية المشروعة دعت لها إطارات جمعوية ونقابية، وأبلغت ذلك إلى الوزارة الوصية. ومن بين أشكال الاحتجاج، عدم سحب البريد من النيابات التعليمية لمدة شهر، وتعليق إمساك الإحصاء إلى حين أن تصدر القيادات الوطنية بلاغا في الموضوع.
  كان بالإمكان أن يمشي الأمر بشكل عادي جدا لولا أن موظفة سقطت سهوا هذه الأيام بنيابة وزان، وأرادت أن تجتهد لتنال الرضى… فيوم الأربعاء 15 دجنبر شرعت ومن تلقاء نفسها حسب تحرياتنا، في الاتصال بأكثر من مدير تطلب منهم التعجيل بإمساك الإحصاء، وعندما يخبرها المتصل به بأن هناك  قرارا نضاليا في الموضوع، فإن الموظفة المعنية تجتهد وتنتقل للمرحلة الثانية حيث تردد في الهاتف (راه بزاف منكم امسكوا الإحصاء بما فيهم هادوك ديالكم…).
  المديرون يستنكرون هذا التصرف المعزول لهذه السيدة، ويلتمسون من النائب الإقليمي الذي يحترم الإطارات الداعية لهذه المعارك المشروعة، بوضع حد لمثل هذه التصرفات الطائشة.

*************
هذا إلى كاتبة الدولة المكلفة بقطاع التعليم

صرخة أستاذ
 
في شهر غشت سنة 2008 عاش أستاذ التعليم الابتدائي(ف-ح) رقم تأجيره 153002، مقر عمله السابق وزان، حدثان يوجدان على طرفي النقيض.الحدث الأول تمكنه من النجاح بامتياز في مباراة الامتحان المهني  حيث سيلتحق بنادي أساتذة السلم 11 وهو ما ترك في نفسه ارتياحا عميقا، واعتبر ذلك مدخلا لتصفية ذمته التي أثقلتها شركات القروض، وبوابة لمنطقة الاستقرار النفسي والمادي! لكن فرحة الأستاذ لن تعمر طويلا ، وسيتحول الأمل الذي أنعشه إلى ألم.. حدث ستكون فاتورته ثقيلة حين أصدرت المحكمة في حقه حكما بقضاء سنة وراء القضبان!
   غادر هذا المدرس عتبة السجن مكسور الجناح، وشرع في طرق أبواب وزارته لعلها تسرع وتيرة الإجراء التأديبي الذي تتخذه اللجان المتساوية الأعضاء ذات الدور الاستشاري ولكن الأساسي. وفعلا التأمت اللجنة  بكافة أعضائها بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمدينة القنيطرة في شهر ماي 2010، حيث سيستمع أعضاؤها بإمعان لقصة هذا الأستاذ المكلوم التي كانت وراء سجنه، وبعد مداولات عميقة استحضرت ظروفه الاجتماعية والنفسية، وسجله الإداري النظيف باعتباره أستاذا نموذجيا، استقر رأي أعضاء اللجنة كما سيبلغ له فيما بعد بأن يحرم من أجرته لمدة ثلاثة أشهر شريطة أن توافق وزارة التربية الوطنية على القرار.
   عادت البسمة إلى محيى السيد (ف-ح) وشرع في تهيئ نفسه لمصالحة الفضاء التربوي وهو كله حيوية. لكن سيصاب من جديد بالإحباط ، والسبب هو أن الوزارة لم تتخذ إلى اليوم أي قرار في حقه بعد أن عطلت قرار اللجنة المتساوية الأعضاء، لتظل وضعيته معلقة، ويظل هو مشردا بين أزقة عروسة الشمال ينتظر الأسوأ من الأيام.
   إنها باختصار قصة مأسوية لأستاذ اشتغل بشكل متناغم مع مخطط الوزارة لإنقاذ المدرسة العمومية، لكنه يقول وعيناه تدمع أخطأ في لحظة ضعف، فهو بشر ككل البشر. لذا فإنه يوجه نداء إنسانيا إلى السيدة كاتبة الدولة المكلفة بقطاع التعليم بأن تنظر إلى حالته، وتعمل على إيجاد مخرج مشرف لمأزقه، حتى يعود لأداء رسالته التربوية بنفس التفاني الذي شهد له به رؤساؤه طيلة مسيرته التربوية.  
 
*************
ويستمر مسلسل الحوادث القاتلة بدار الضمانة!  
شيعت مدينة وزان إلى مثواه الأخير صباح يوم الاثنين 13 دجنبر في موكب مهيب يتقدمه عامل الإقليم والعديد من الفعاليات المدنية والحقوقية والاقتصادية والمآت من المواطنين، جثمان المواطن البسيط المسمى قيد حياته أحمد بن ريان الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد تعرضه وزميليه لحادثة سير مروعة بقلب المدينة ليلة 27 نونبر الأخير. 
حادثة السير المشار إليها لم تكن عادية كما أسرت لنا مصادر متعددة؛ فبينما كان الهالك وزملاؤه باعتبارهم عمال الإنعاش الوطني منهمكين على الساعة الثانية والنصف صباحا في كنس مجاري المياه التي احتقنت بسبب غزارة الأمطار التي تهاطلت على المدينة في ظرف وجيز وحولت شارع مولاي الحسن المحاذي لمقر العمالة إلى بحيرة، سيفاجأ العمال الثلاثة بسيارة تدهسهم وتختفي عن الأنظار، ولم يكسر صمت ذلك الليل القارس إلا أنينهم الذي التقطته هواتف الجهات التي كانت متأهبة تلك الليلة.
 المصالح الأمنية ومسؤولين بمصلحة الإنعاش الوطني بالعمالة، والوقاية المدنية سيلتحقون فورا بعين المكان حيث سيتم نقل الضحايا في حالة خطيرة إلى مستشفى أبي القاسم الزهراوي لتلقي الأسعافات الأولية. وفي هذه الأثناء سيعثر رجال الأمن بمكانالحادثة على أكثر من دليل (لوحة ترقيم السيارة) سيقودهم لتحديد مالك السيارة الذي سيحال على العدالة في حالة  اعتقال طبقا للمساطر القانونيةالمعمول بها .
  يذكر بأن الهالك الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى الجامعي بالرباط  بعد أن استعصى علاجه بمستشفى وزان، خلف وراءه أسرة تعيش تحت عتبة الفقر، ولا معيل لها، أما زميلاه فإنهما لا زالا طريحا الفراش.  والمحكمة التي كانت قد قررت الشروع في تناول القضية يوم 13 دجنبر قد اضطرت إلى تأجيل الجلسة إلى يوم الاثنين 27 دجنبر لتصادف انعقادها مع نزول خبر وفاة أحد الضحايا.
 
************
أساتذة التربية البدنية بنيابة وزان قلقون
"نرجو منكم أن توضحوا لنا الأسباب التي حالت دون مشاركتنا في الجمع العام التأسيسي للمكتب الإقليمي للرياضة المدرسية" هكذا خاطب العديد من أساتذة التربية البدنية بإقليم وزان نائبهم الإقليمي عبر العريضة التي حصلنا على نسخة منها، التي رفعوها إليه بتاريخ 3 دجنبر، لما اكتشفوا أن حفنة من زملائهم وبحماية ما، وفي منطقة معتمة، قد شكلوا مكتبا إقليميا لجمعية الرياضة المدرسية الذي تنظمه قوانين لا غبار عليها، وغير مسموح فيها للاجتهادات العقيمة.
  المحتجون بشكل مسؤول ورزين، اعتبروا إحاطة موضوع تأسيس الجمعية وتسييجه بهذه السرية عملا غير بريء، وترتيبا بئيسا لا يقدر من سمد له التربة المناسبة العواقب الوخيمة التي سيؤدي فاتورتها الثقيلة الحضور الرياضي لإقليم وزان في مختلف المنتديات الوطنية والجهوية. وطالبوا "بإعادة النظر فيما سبق باعتبار هذا العمل إقصاء وخرقا للقوانين المنظمة"
  يجدر التذكير بأن نيابة التعليم بوزان الحديثة العهد، انطلقت في  وضع هياكلها في ظروف وبشروط صعبة منذ نهاية الموسم الدراسي الماضي. ومن بين الهياكل التي يتطلب هذا المرفق العمومي إرسائها، تأسيس مكتب إقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية الذي يحدده القانون الأساسي للجمعية وبالضبط ما ورد بالمادتين 30و31 اللتان تحددان وتصنفان قاعدة الجمع العام للجمعية، وهي القاعدة التي غيبت بصفة نهائية عندما انفرد أشخاص بوضع لبنات بناء مغشوش.
   القلقون الموزعون على خريطة الإقليم، وبمختلف مواقعهم التي يحددها التشريع المدرسي ينتظرون من النائب الإقليمي إلغاء ما ترتب عن هذا العبث الذي يعتبر استنساخا مشوها لتجربة تدبير الجمعية قبل أن تستقل نيابة وزان عن نيابة سيدي قاسم.

***********************
حماة الأستاذ نورالدين هريدو في دار البقاء 
  أسلمت الروح إلى باريها بمدينة وزان صباح الأحد 12 دجنبر، المشمولة برحمة الله حماة السيد نورالدين هريدو رئيس فرع الجمعيةالمغربية لحقوق الإنسان بوزان.
  وأمام هذا المصاب الجلل يتقدم أعضاء النقابة الوطنية للتعليم العضو بالفيدرالية الديمقراطية للشغل وكل مناضلي الصف الديمقراطي والتقدمي بإقليم وزان بتعازيهم الحارة ومواساتهم القلبية إلى أبناء الفقيدة، تتقدمهم السيدة جميلة العروسي عضو مكتب الحزب الاشتراكي الموحد بوزان، وكذا صهر الفقيدة الأستاذ نورالدين هريدو، راجين للجميع الصبر والسلوان وللفقيدة المغفرة والرضوان. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 ـــــــــــــ 
المدونة: الصور مرسلة من طرف الكاتب