ندوة "الشباب والتحولات المجتمعية بالمغرب" بسلا
جانب من الندوة
سلا: عبد الإله عسول
استأثر ‘مفهوم الشباب’ و’حركة 20فبراير’ باهتمام كبير خلال تقديم العروض وأثناء فترة المناقشة التي شهدتها الندوة الوطنية في موضوع "الشباب والتحولات المجتمعية بالمغرب "التي سهر على تنظيمها فرع سلا للجمعية المغربية لتربية الشبيبة، عشية السبت 4 يونيو الحالي بالقاعة الكبرى للعمالة، تخليدا للذكرى 55 لتأسيس الجمعية، بمساهمة محمد رزين، محمد الساسي، إدريس بنسعيد.
في مقاربته لموضوع الندوة، سجل محمد زرنين أستاذ باحث في علم الاجتماع ومشرف تربوي بقوله " أن هناك مؤشرا أساسيا عرفته المجتمعات العربية بما فيها المغرب، وهو المتمثل في الانتقال من مواسم الهجرة للشمال – فيما عرف بالحريك – إلى مواسم إحراق الذات – في إشارة لما أقدم عليه المواطن التونسي البوعزيزي-على اعتبار أن إحراق الذات هو بمثابة إدانة لأوضاع اجتماعية غير محتملة، وعودة للإرادة ولوفي معناها التراجيدي بما تعنيه هذه الأخيرة من شجاعة نادرة .."
أما محمد الساسي أستاذ جامعي باحث بكلية الحقوق (جامعة محمد الخامس) وقيادي بالحزب الاشتراكي الموحد، فقد تطرق لموضوع "حركة 20فبراير –المفهوم والدلالات" مقسما عرضه إلى قسم أول سعى فيه إلى تقديم قراءة في عوامل النشأة والميلاد للحركة وقسم ثاني تحدث فيه عن القيمة المضافة السياسية لها.
وبهذا الصدد أشار الساسي" إلى أن حركة 20فبراير، جاءت نتيجة ما أسماه –الهجرة الثلاثية السياسية للشباب – أولها هجرة إلى النضال داخل أحزاب اليسار والمنظمات الطلابية، ثم إلى الحركات الاسلاموية خصوصا العاملة بالحقل السياسي، قبل أن يهجر إلى المجتمع المدني والشبكة العنكبوتية "
وبخصوص القيمة المضافة للحركة، قال الساسي "إن هذه الأخيرة تعبير عن بداية ظهور نخبة جديدة، وعن الشارع كفاعل سياسي، باستعمال لغة بسيطة ومباشرة، ومطالب تنشد الحكامة الجيدة ومحاربة الفساد، وتسعى إلى ترسيخ السلوك المدني بما هو مزج بين الحقوق والواجبات.."
بدوره قال إدريس بنسعيد أستاذ علم الاجتماع بنفس الكلية "إننا نتحدث عن حدث شبيبي ومجتمعي لازال قيد التشكل "، مفضلا الكلام عن دينامية عوض حركة، هذه الدينامية – يقول بنسعيد- التي كشفت عن عطب كبير تمثل في الفراغ السياسي الكبير المتمثل في تقلص رقعة العمل السياسي الحزبي، كما كشفت عن توازي خطابين الأول رسمي وحزبي والأخر منبثق من المجتمع المدني..
ووقف ذ. بنسعيد "على الأفق المعلن لهذه الدينامية من خلال المطالب التي رفعتها ومنها – محاربة الفساد بكيفية مشخصة تحيل إلى أشخاص ومؤسسات بعينها، الانتقال إلى دولة المؤسسات، بناء دولة الحق والقانون…"
كما ذكر نفس المتحدث "بأن هذا الحراك الشبابي جاء في سياق أنهت فيه لجنة الجهوية الموسعة عملها، أعقبها الخطاب الملكي ل9مارس، الذي أكد على إعادة مراجعة الوثيقة الدستورية وتكييفها مع مطالب الإصلاح.."
من جهة أخرى أبرز المتدخل "أن الشباب مابين 18 إلى 32 سنة، يعتبر فئة مقصاة من العديد من المؤسسات، كمؤسسة الشغل، الزواج، الحياة السياسية، الحق في التعبير…"
معتبرا "شباب 20فبراير الذي خلق هذه الدينامية هو بمثابة طليعة تقع على عاقتها مسؤوليات كبيرة، إن على مستوى التنظيم، تحديد سقفها السياسي، والحفاظ على استقلالية قرارها.."