الأحد، 14 أغسطس 2011

حريق يلتهم ثلاث براكات في سيدي يحيى شباب يطفئ نار "دوار السكة". من يطفئ نار الشباب؟


  حريق يلتهم ثلاث براكات في سيدي يحيى

شباب يطفئ نار "دوار السكة". من يطفئ نار الشباب؟
حميد هيمة

حريق يلتهم 3 براكات بدوار السكة بسيدي يحي الغرب صباح الأحد 14 غشت الجاري. شباب الدوار المذكور، الذي تلتهب فيه نار التفقير والبؤس، شمر على سواعده، باستعمال وسائل بسيطة، لإطفاء حريق "تعطل" رجال المطافئ في إخماده. 
قهر سياسوية الانتخابات، وتعطل آلات الدولة كما أجهزتها الإدارية، في إخماد نار الحريق ولهيب البؤس والفقر وافتضاض لبكارة الوطن والمواطنين بحماية من السلطة.
دوار السكة، علامة، بل علامات، على تنكر "الوطن" لمواطنين اختارتهم "الجغرافية"، بتوجيهاتها المخزنية، لــ"تقمص" شخصية ضحايا الوطن في مسرحية الواقع البئيس.
وهو علامة، أيضا، على جبننا، نحن معشر الحالمين بوطن العدل والكرامة، لعدم الانتباه لأبناء شعبنا دفعوا بالإجبار، لا الاختيار، ليعيشوا في جهنم القصدير والمعاناة.
يقررون مصيرهم، بديمقراطية مثالية، في تحديد لون الميكة التي "ستقيهم" من برودة الشتاء أو "ستحميهم " من حرارة الصيف. عدا ذلك فأصواتهم الانتخابية لا تساوي، في سوق النخاسة، إلا 200 درهم للرأس و للسمسار الشاطر أكثر من ذلك.
في هذا الدوار، يرتفع منسوب معدلات تنمية البؤس والفقر، وينحدر هبوطا منحنى احترام كرامة البشر وآدميتهم. تحضر بنشاط مشاريع تنمية الانتحار الاجتماعي مع استمرار الوجود الجسدي. جسد بلا روح. الانتهاء من برنامج الإدمان على المخدرات، والحال هو إدمان "الدولة" على قهر شباب يائس. استنفاذ مراحل مخطط العهر، والحال وضع الدوار هو عهر للجهات المسئولة.
دور السكة، كما دوار الشانطي (…)، جروح عميقة في الجسد المتخن لسيدي يحي الغرب، تكالبت عليه مافيات الانتخابات والعقار. وامتزج التسلق الاجتماعي السريع، لكائنات أمية أبجديا وإنسانيا، بآلام و معاناة شعبنا.
ظلام دامس يلف كل أمكنة الدوار، الظلام طرد النور، وأخضع كل مكونات المكان لاحتلال الظلام الانتخابي من فساد وقهر وتجويع. ما يشبه "الماء"، ممزوج ببقايا سائلة وصلبة، يحتل الأزقة المختنقة. هذا "الماء" هو الذي يسيل في عروق من يتغذى على واقع شعب "دوار السكة" بسيدي يحي الغرب (…).
توفق شباب الدوار فإطفاء نار الحريق، رغم تعطل أجهزة الدولة في هذه المهمة. لكن من يضمن عدم اشتعال نار الشباب في ظل استمرار تعطل الدولة ؟