أي تصور يناسب الحديقة الترفيهية لإقليم سيدي سليمان؟
مصطفى لمون
شرعت السلطات المختصة في إزالة الأشجار من منطقة غابوية في جماعة القصيبية من أجل وضع حديقة ترفيهية هناك، وهو الموضوع الذي سبق أن تحدثنا عنه قبل سنة، ويمكن لمثل هذا "المشروع" أن يجد نجاحا وإقبالا إذا ما وضع وفق رؤية مندمجة، يراعي المطلبات الاجتماعية من ترفيه ورياضة وثقافة وتجارة وتشغيل… وفي نفس الوقت ينتبه لضعف مداخيل غالبية سكان المنطقة، ويتم توفير بنية استقبالية مناسبة.. لكن الأهم هو مراعاة تصورات مبتكرة في الحفاظ على الماء واقتصاد الطاقة وجمع النفايات.. في المنقطة فرشة مائية غنية، لكن لا يتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب في السقي والمشاريع السياحية كالمسابيح العمومية المنعدمة.. لكن في نفس الوقت هذه الفرشة المائية هشة ويمكن أن تتلوث بسرعة.. وفي غياب أي تواصل فعال حول مختلف مكونات المجتمع يحبس "المنفذون" أنفسهم داخل مكاتبهم أو يلتقون مع فئات قليلة كبعض المنتخبين الذين يعرف الجميع كيف يصلون إلى مواقعهم ويصبحوا شبه متفرغين لقضاياهم الخاصة، ويضع هؤلاء "المنفذون" "المخططات والتصورات" التي تفشل عند أول استعمال كما حصل للمسبح البلدي (يسمى الأولمبي(!، وقد تبخرت الملايير من أجل بنائه أو وضع إضافات وترميمات لم تنته يوما، ولم يفتح هذا المسبح بشكل دائم، سوى ليوم واحد كان سبتا حضرت خلاله القناة الثانية لسكب ماء بارد على الرأي العام المحلي!
ليس مطلوبا في الحديقة القادمة أن تكون فقط تتوفر على ميدان للفروسية ومقهى وبضعة دكاكين وكراسي مشتتة هنا وهناك.. بل على ملاعب للرياضة كالتنس وكرة القدم المصغرة وكرة اليد وكرة السلة.. وقاعة (أو قاعات) مغطاة للرياضة، (على اعتبار أن هناك نية لإحداث ملعب لكرة القدم شرق المدينة حسب معلومات خاصة)وقاعة للعروض الثقافية والفنية مع ملحقات لها تكون كحجرات للورشات وللمراسم… وحمامات (douches)… ناهيك عن توفير طريق مناسبة خاصة ووسائل نقل عمومية، لم لا يكون ترامواي كهربائي…ثم وضوح وشفافية في توزيع وتفويت التدبير لمن يستحق..
فهل سيجد مستقبلا زوار "الحديقة" الموعودة أنفسهم أمام معلمة منظمة لائقة تكون متنفسا للجميع؟ أم أمام ركام من الحجر وممرات باهتة وأعشاب تسوء النظر ومعاملات غير مريحة؟