الأحد، 18 مارس 2012

المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير" ينظم مهرجانا خطابيا



المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير" ينظم مهرجانا خطابيا
الأحزاب المساندة تدعو لدعم الحركة وتجاوز الخلافات
أثناء الوقوف ترحما على الشهداء
 مصطفى لمودن
نظمت سكرتارية المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير" مساء الجمعة 16 مارس 2012 مهرجانا خطابيا بالرباط احتضنته قاعة المهدي بنبركة تحت شعار "كل الدعم لحركة 20 فبراير"، سير اللقاء محمد العوني منسق المجلس الوطني لدعم "حركة 20 فبراير"، شارك بمداخلة كل من محمد المرواني عن "حزب الأمة" المحظور، وعبد الله الحريف عن "حزب النهج الديمقراطي"، ونبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد عن تحالف اليسار الديقراطي (الاشتراكي الموحد ـ الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ـ المؤتمر الوطني الاتحادي)، وحضر من امزورن الشاب عمر أشحشاح عضو "حركة 20 فبراير"، وقد قدم شهادة عن أحداث بعض مدن الشمال… حضر في القاعة عبد الرحمان بنعمرو الأمين العام لحزب الطليعة بالنيابة، وتعذر على عبد السلام العزيز الأمين العام للمؤتمر الوطني الاتحادي المشاركة بسبب إجرائه عملية جراحية.. تابع المهرجان عدد من أعضاء الأحزاب المشاركة ومساندون لحركة 20 فبراير ومتتبعون.. 
وقد اتفق الجميع على ضرورة دعم "حركة 20 فبراير"، ودعوا للمساهمة بفاعلية في مختلف الأنشطة التي ستقام يوم الأحد 25 مارس بمختلف المناطق..
توقف  الجميع في بداية المهرجان الخطابي ترحما على شهداء الحرية و"حركة 20 فبراير"، الذين بلغ عددهم إلى ذلك اليوم 11 شهيدا كما قال محمد العوني.
   

  قدم محمد المرواني قراءة في تاريخ المغرب منذ نيل الاستقلال، متوقفا عند ممارسات المخزن التي نعتها بالاستبداية، ودعا إلى نبذ الخلافات وتجميع القوى على مبدأ الديمقراطية وأخذ المبادرة وإسقاط الفساد، وليس رموز الفساد فقط، وأعلن عن إيمانه بنجاح "حركة 20 فبراير"، وقال إن ما يهم الحاكمين الآن هو "السعي لاستعادة هيبة الدولة وفرض النظرة الأمنية الضيقة"..
    من جانبه يرى عبد الله الحريف أن "حركة 20 فبراير" "حققت تراكمات نوعية وعميقة وأساسية.."، من ذلك:
ـ  تراجع الخوف، وربط تحقيق المطالب بتنظيم الاحتجاجات وليس الاستجداء، واعتبر أن "تحقيق المكاسب الجزئية قابلة للتراجع"، والحل في نظره سياسي يتمثل في "رفع هذه العرقلة المتمثلة في هذا النظام المخزني الفاسد"..
ـ شكلت "حركة 20 فبراير" وعاء جمع عدة تشكيلات، "مما دفع النظام لتأجيج الخلافات، وقد نجح في ذلك إلى حد ما"، ودعا إلى "الدفاع عن وحدة الحركة وتعدديتها واستقلاليتها وممارستها للديمقراطية…"
ـ سمحت "حركة 20 فبراير" بظهور حركات احتجاجية مطلبية في عدة مناطق، وبفضلها كذلك انخرط الشباب في العمل السياسي، وإن كان هناك نفور لديهم من التنظيم بشكل عام، وأرجع ذلك لفساد أغلبيتها (التنظيمات) وغياب الجاذبية وضعف التواصل مع الشباب.. ودعا إلى إشراك القوى الفاعلة السياسية والنقابية، وانخراط العمال والطلبة..
ـ كشفت "حركة 20 فبراير" عمن "هم أصدقاء الشعب ومن هم أعداؤه"، حسبه على المستوى الخارجي يتمثل أعداء الشعب في الامبريالية، والرجعية الخليجية.. وعلى المستوى الداخلي "هناك قوى مناهضة وأخرى مترددة"..
وفي ختام مداخلته أكد على مسؤولية القوى الفاعلة التاريخية في دعم الحركة، واعتبر أن المغرب يعيش لحظة استثنائية بكل المقاييس و"ليس مطلوبا أن نتردد.. وشعبنا دخل مرحلة جديدة من أجل التحرر والديمقراطية.. ويجب ألا نتراخى ونتحلى بروح الوحدة والمبادرة.. والتاريخ سيحاسبنا إذا تخاذلنا.."
    ألقت نبيلة منيب كلمة مكتوبة باسم " تحالف اليسار الديمقراطي"، واعتبرت "حركة 20 فبراير" ضمن صيرورة "نهضة الشعوب رغم محاولة حصارها من طرف مملكات البترول والفساد والدول الامبريالية، وأعلنت عن الاعتزاز بشاب الحركة، ودعت إلى دعم محطة 25 مارس المقبلة وإلى التعبئة والحضور في كافة الاحتجاجات، ورأت أن الحركة "فتحت آفاقا جديدة للنضال السياسي الديمقراطي، وأعطت قيمة حداثية للديمقراطية وحقوق الإنسان"، لتنتقل إلى إدانة " حملات القمع التي تقوم بها السلطات العمومية في مناطق متعددة لترهيب المواطنين"، وطالبت بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعتقلي احتجاجات "حركة 20 فبراير"، وبمراجعة الدستور الذي احتفظ ـ حسبها ـ بالثوابت المخزنية ولم يستجب لمطالب الحركة ولم يؤسس للديمقراطية، ودعت إلى القطع مع الفساد ونهب المال العام وإحداث مشروع ديمقراطي يحقق السلم والتقدم والحياة الكريمة وإصلاحات سياسية ودستورية وفصل السلط واستقلال فعلي للقضاء وتوقفت عند حالة أمينة الفيلالي القاصر المغتصبة التي انتحرت مؤخرا بالعرائش…
   قادما من أمزورن ومن مناطق الشمال الملتهبة خاصة في بني بوعياش ونواحيها، ابتدأ الشاب عمر أشحشاح مداخلته قائلا" تحملت مشاق السفر من أجل إيصال صوت أبناء منطقتي.. ما تعرفه منطقة الريف الآن بالغ الأهمية والخطورة ومفتوح على كل الاحتمالات.."، واعتبر أن الاحتجاجات القائمة هناك هي استمرار للحركات الاحتجاجية الشعبية التي فجرتها "حركة 20 فبراير"، ليقدم سردا كرنو لجيا لأهم الأحداث التي عرفتها المنطقة، ابتداء من "اختطاف ناشط في "حركة 20 فبراير" من المسجد بعد صلاة العشاء من طرف رجال أمن بزي مدني"، مما جعل السكان ينظمون معتصما ليلة 8 مارس ببوعياش، تعرض للاقتحام من طرف الأمن، وأدى ذلك وفقه إلى حدوث اشتباكات دامت ثلاثة أيام، تعرض خلالها حسب المتدخل المواطنون لأشكال من القمع، والاعتداء على حرمات المنازل… وخرجت الناس بعد ذلك للاحتجاج بشكل عفوي في بوعياش يوم 11 مارس، متوجهين إلى الحسيمة، وقد وجهوا بقمع شديد، وهو ما حصل لمسيرة المعطلين في بوكيدارة،  وقد تعرضت (حسب إفادة المتدخل) المحلات التجارية للنهب محملا مسؤولية ذلك للجهات الأمنية. وأخبر بأن الأمن اقتحم ثانوية مولاي إسماعيل بامزورن يوم أمس الخميس (15 مارس)، مما خلف إصابات في صفوف التلاميذ واعتقال آخرين. وتساءل عن العقلية التي يشتغل بها النظام المخزني، الذي يتهمه بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان، ووصف "الانتفاضة" بالشعبية ذات المطالب الاجتماعية (في بداية تدخله قرنها بالسياسي)، ورأى في رفع علم "جمهورية الريف" من قبل البعض هو اعتزاز بتراث وطني وليس تعبيرا عن انفصال، "فلا أحد من المحتجين انفصالي"، وطالب بالاستجابة لمطالب الساكنة في الصحة والتعليم والسكن.. وبإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء المتابعات ضد المحتجين، ورفع الحصار الأمني… وحمل الدولة مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع، وقال إن الساكنة لم تعد تقبل الإهانة، وقد عرفت المنطقة وحدها ست شهداء "لتحسوا بخطورة الموقف".