السبت، 24 مارس 2012

ما بين المساري وبوعشرين الأساسي أن يخدم الإعلام الشعب


 ما بين المساري وبوعشرين
الأساسي أن يخدم الإعلام الشعب

مصطفى لمودن
لما جاء دور توفيق بوعشرين ليتحدث في ندوة حول "المجلس الوطني للصحافة"، كال ما شاء من الأوصاف لوزير الإعلام السابق محمد العربي المساري، ووصفه بصاحب  اللسان الخشبي والذي كان يمرر الوقت دون أي قرار مفيد للإعلام لما كان وزيرا.. وذلك بحضوره، وبالإشارة إليه مباشرة.. وطلب من مصطفى الخلفي الوزير الحالي في الإعلام  وهو جالس بجانبه في المنصة  ألا يحدو حدوه.. خيم صمت على الجميع وأحس البعض بثقل اللحظة، نظرت في وجه المساري الذي كان قريبا مني وعلى نفس خط الصفوف (2) فلاحظت احمرارا شديدا على وجهه، دون أن يحني رأسا، بقي صامتا ينظر في بوعشرين مباشرة.. وقد غادر بعد ذلك دون أن يتم بقية أشواط الندوة المنظمة من طرف "منظمة حريات الإعلام والتعبير"، التي احتضنها المعهد العالي للإعلام والاتصال مساء الخميس 22 مارس.. لما خرجنا قلت لصديقة تابعت الندوة هذا جزء من "حكم التاريخ"، لكن إلى أي حد كان توفيق بوعشرين مدير نشر جريدة "أخبار اليوم" صادقا مع نفسه؟ فرغم أخطاء العربي المساري الكثيرة حينذاك، منها عدم قدرته ولوج قلعة التلفزة والإذاعة في عهد عامل الداخلية طريشة الذي رقي إلى والي تنويها بخدماته في المساهمة في تدجين الشعب!  دون أن يبدي المساري عن مواقف صارمة وهو عضو ضمن حكومة "التناوب التوافقي" الأولى، وقبل إنه استقال، لكنه لم ينل شرف الإعلان عن ذلك، كتب حينها قيدوم الصحافيين مصطفى العلوي في "الأسبوع الصحفي" مقالة حول ذلك وضع لها عنوانا " طريشة والي والمساري والو"،  ورغم هذا التاريخ "الحافل" فالرجل من "نبلاء" الثقافة والإعلام في المغرب، ويحظى باحترام واسع…  في الجهة الأخرى لدى المنتقد، أقصد توفيق بعشرين، وقد رأى الجميع الانعطافة التي أخذتها جريدته بعد طرح مسودة الدستور للنقاش في شهر يوليوز المنصرم، فقد كان من مدعمي "حركة 20 فبراير"، لينقلب رأسا على عقب، بمجرد نشره لإعلانات "مدفوعة الأجر" حول الدستور الجديد،  وأظن أنه سمع بنفسه "حكم التاريخ" بدوره، ومن وسط نفس القاعة، فقد تدخلت الصديقة المذكورة أعلاه، وهي مناضلة وصاحبة مواقف، وطرحت سؤالا في الموضوع يعنيه مباشرة، وتساءلت عن ضعف المصداقية وتحوير أخبار بعض الأحداث التي تكون حاضرة فيها… فكان رده أنه مضطر  للتكيف كي يستمر ويعيش..على أي فتوفيق بوعشرين مازال شابا وأمامه الكثير من الوقت ليخدم شعبه إن أراد ذلك..
لتطرح مصداقية النخبة المغربية عموما على مشرحة النقاش والتحليل، وكذلك التساؤل عن الدور الحقيقي للإعلام والصحافة المسماة "مستقلة". لقد طلب الصحفي علي أنوزلا الكلمة ليعلق على كلام الوزير المبشر بقرب حصول "الجديد" في "الشركة الوطنية لإذاعة والتلفزة"، رابطا التغيير بالقضايا التقنية والمالية دون تغيير الأشخاص، أنوزلا تساءل عن الدور الحقيقي للإعلام العمومي، هل سيخدم الشعب أم توجها آخر؟ هذا هو جوهر كل الأسئلة التي تطرح حول الإعلام برمته.