من يستغل مساجد سيدي سليمان؟
ملصقات "حركة التوحيد والإصلاح" تغزو بيوت الله
مصطفى لمودن
كيف يحق ل"حركة التوحيد والإصلاح" أن تستغل المساجد لدعاية لأنشطتها؟ وتضع ملصقاتها على أبواب المساجد بسيدي سليمان؟ علما أنها لا تمارس "الدعوة" لوجه الله، فهي ذراع لحزب "العدالة والتنمية" حيث يسعى هذا الحزب إلى ممارسة السلطة، كما هو عليه الحال الآن في عدة مؤسسات، لعل أهمها الحكومة، وهو عمل مشروع من حق جميع الهيئات السياسية… وعليه، فبالتالي يحق لجميع المنظمات (جمعيات ، نقابات) التي تكون لها علاقة بشكل أو بآخر مع أحزاب سياسية، وحتى التي تمارس العمل الجمعوي والمدني بدون أفق سياسي، يحق لها بدورها استعمال المساجد للدعاية لأنشطتها.. لقد درجت جميع الهيئات المحلية على نشر بلاغاتها وبياناتها بعيدا عن المساجد، بينما هذه الجمعية تريد سن بدعة جديدة خاصة بها.
كيف يتصور أطر "حركة التوحيد والإصلاح" هذا الموقف الاستغلالي والانتهازي للمساجد وهي بيوت الله الخاصة بالعبادة، والمفتوحة في وجه جميع المؤمنين والمؤمنات؟ وليس بالضرورة أن يكون هؤلاء جميعا متفقين مع هذه الحركة الدعوية والتي لا ينفصل عملها عن السياسة إلا لمن أصبه حول أو يتعامى.
وما موقف القيمين على بيوت الله؟ ونعني بهم ممثلوا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي، ونعتقد أنه لا يمكن التبرير بأي اتفاقية شراكة بين الجمعية المعنية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تكون موقعة بين الطرفين، لأنه لا يمكن أن يكون مجالها هو استغلال المساجد لأغراض ضيقة، إن إعلانات الجمعية المقربة من "العدالة والتنمية" توضع إلى جانب إعلانات المجلس العلمي نفسه كما يظهر في إحدى الصور.. ثم ما مسؤولية وزارة الداخلية والأجهزة التابعة لها من الأمر؟ كان بودي أن أطرح هذه التساؤلات على المعنيين بالأمر مباشرة، لكني لا أملك الصفة( الصحفية)، رغم أن حق الحصول على المعلومة يجب أن يكون متاحا للجميع.. ويبقى المجال مفتوحا لكل من أراد أن يوضح.
ما أشرت إليه ليس القصد منه التضييق على أي حركة جمعوية، ولكنها دعوة ليتحمل الجميع مسؤوليته، حتى لا تتحول المساجد لأغراض أخرى هي بعيدة عنها، قد تجلب مضار كثيرة…
من ذلك تهافت آخرين على أبواب المساجد ومداخلها لوضع إعلاناتهم في إطار التعامل بالمثل الذي تضمنه كل الأعراف..
————-