نادي الطليعة السينمائي بسيدي سليمان
الغياب والمبررات
مصطفى لمودن
يلاحظ المتتبعون للشأن الثقافي والجمعوي الغياب الملحوظ لنادي الطليعة السينمائي، فهذه الجمعية المهتمة بالفن السابع، تجر وراءها تاريخا عريقا بسيدي سليمان، ولعله من أول الأندية التي تأسست في المغرب، وقد كان من ضمن أعضائه مقيمون أجانب… وقد ساهم النادي السينمائي في تأطير أنشطة فنية وعرض أشرطة سينمائية ومناقشتها كما كان عليه الحال في مختلف المناطق التي بها أندية سينمائية، وكان يشرف على ذلك وطنيا "الجامعة الوطنية للأندية السينمائية" (ما تزال هذه الجامعة قائمة لحد الآن)، وقد ساهم ذلك لدى الكثيرين في تشكيل وعي فني والتوفر على بعض آليات التحليل السينمائي، بل أكثر من ذلك كانت الأندية السينمائية وراء بروز كتاب سيناريو ومخرجين أصبح لهم فيما بعد باع في الأمر. غير أن المفارقة التي لا تفهم هو أنه في وقت يتضخم فيه صبيب الصورة والفيديو ويرتفع عدد الأفلام في المغرب وفي بقية العالم لكن تتناقص عدد قاعات العرض ويضعف تأثير الأندية السينمائية ويكاد ينعدم أي نقاش وتواصل حول ما يقع في مجال السينما والدراما عموما، خاصة مع تعدد الحوامل كالقنوات التلفزية والانترنيت.. دون أن يلتفت المربون والمهتمون بالثقافة والتواصل لكل هذه المعطيات "الخطيرة" على المجتمع بأسره، عندما تفتقد إمكانية الخيارات المناسبة والقدرة على التحليل وفرز الغث من السمين.. فعلا ما تزال بعض الأندية السينمائية متواجدة لكنها في الغالب تكتفي بالإشراف على "مهراجانات" سنوية تنظم خلال بضعة أيام وينتهي الأمر.
بدوره نادي الطليعة السينمائي بسيدي سليمان لا يخرج عن هذا المسار، من حيث قلة الأنشطة، وقد توقف قبل سنيتن عند الملتقى السينمائي السادس المنظم ما بين 7 و10 ماي 2010، ليدخل بعد ذلك النادي السينمائي في سبات غير مفهوم، فكان اللقاء مع الجيلالي حمقات رئيس نادي الطليعة السينمائي، وقد تحدث عن مبررات الغياب، وعن تجديد المكتب المسير..
الجيلالي حمقات رئيس نادي الطليعة السينمائي
حول عدم تنظيم ملتقيات سنوية كما كان سابقا، ذكر الجيلالي حمقات فقد "تم تأجيل الدورة السابعة لأسباب موضوعية، منها أولا غياب بنية الاستقبال، خصوصا أن المهرجان يعرف غقبالا كبيرا من طرف السينمائيين المغاربة وكذلك الأجانب، في إطار الشراكة التي تم توقيعها مع فيستماج/ Festimaj . ثانيا غياب قاعة سينمائية لعرض الأفلام في حجم المهرجان.
أجاب حول "الدعم" قائلا "إن الجهات المسؤولة ـ دون ان يحددهاـ وعدتنا بدعم كبير، لكن ارتأينا عدم المغامرة في الانجاز بسبب غياب بنية الاستقبال بالأساس.
وفيما يخص المكتب المسير للنادي الذي تجدد في 24 نونبر 2007، ويبدو أنه تجاوز فترة انتدابه ويسجل غيابا ظاهرا على مستوى العطاء والتواصل، كان رد الرئيس بقوله "إن المكتب لديه فقط سنة إضافية وهي استثنائية، وننوي التجديد مستقبلا، في الموسم الثقافي المقبل"..
أعضاء مكتب نادي الطليعة السينمائي (الواقفون من اليمين): رضوان الخلفي، مصطفى الغفير، أعميار عبد المطلب، الجيلالي حمقات، أشرف الكدكاد. (الجالسون): أحمد المصمودي، نجاة جدني، علي البوخاري (مصدق علوي غير مصور)
وحرص الجيلالي حمقات أن يتحدث عن آخر نشاط أشرف عليه باسم "نادي الطليعة السينمائي"، وهو تقديم عروض سينمائية في ثلاث مؤسسات تعليمية أيام 28/29/30 ماي المنصرم في إطار شراكة معفيستماج/ Festimaj (جمعية فرنسية) التي تنظم مهرجانا سنويا في فرنسا ودول أخرى كالمغرب، وهكذا تابع التلاميذ أفلاما قصيرة وساهموا في التصويت عليها لتناول جوائز، مدرسة عبد الله الشفشاوني 19 فلما، إعدادية عمر بن الخطاب 17، ثانوية علال الفاسي 11..
ورغب رئيس النادي السينمائي في الأخير أن يبلغ رسالة تتحدث عن الصعوبات التي لاقاها في إنجاز أنشطته والإشراف عليها بالمؤسسات التعليمية، قائلا "عوض أن تطلب منا نيابة وزارة التربية الوطنية بسيدي سليمان أن نقدم أنشطة سينمائية في المؤسسات التعليمية، لما لذلك من أهمية ثقافية وتربوية، تصبح هي تطلب منا ترخيصا على الغياب ونحن من يؤطر هذه الأنشطة"..
من العروض التي تابعها التلاميذ (مصدر الصورة صفحةرئيس النادي بالفايسبوك