الثلاثاء، 10 يوليو 2012

احتفالات الجزائر بالذكرى الخمسين لاستقلاها الحاجة لتفعيل المغرب الكبير



 احتفالات الجزائر بالذكرى الخمسين لاستقلاها

الحاجة لتفعيل المغرب الكبير
  
مصطفى لمودن
تحتفل  الشقيقة الجزائر على امتداد سنة كاملة بالذكرى الفضية على استقلالها.. بعد استعمار ظالم وغاشم امتد على ما يفوق 130 سنة من طرف فرنسا، وما خلفه ذلك  من مصائب بقيت آثارها متواجدة على مختلف الأصعدة إلى الآن.. لا يسعنا سوى أن نهنئ إخوانا في الجزائر، وقد كان بودنا (كمواطنين مغاربة) أن نشاركهم أنشطتهم وحفلاتهم فوق أرض الجزائر بكثافة.. كان يمكن أن تتوجه قوافل الزائرين إلى مختلف المدن هناك.. كم من مغربي ومغربية يود ذلك.. لكن للسياسة شروطها القاهرة التي تحد من تطلع الشعوب نحو التعاون لما فيه مصلحة الجميع، ولعلنا نترقب ما ستسفر عنه القمة المغاربية (إن عقدت) من نتائج إيجابية، بحيث هناك نية لعقدها في أقرب وقت، وقد التقى وزراء الخارجية في الجزائر يوم الاثنين 9 يوليوز لبحث عدة قضايا تهم المغرب الكبير خاصة جوانب أمنية  …
   ما استلفتني وأنا أتابع أحد البرنامج الوثائقية عن الجزائر، هو ما قدمته من ضحايا عبر قرن ونصف من الزمن، بالإضافة إلى المليون شهيد الذين قدموا أرواحهم فداء للجزائر كي تخرج من ربقة استعمار الذي كان بعض متطرفيه يعتبرون البلد المحتل إقليما فرنسيا! هناك كذاك رقما آخر للقتلى ما زال غير محدد بالضبط، وغالبا ما يلفه الغموض، يتعلق بالمتوفين جراء عمليات الانتقام الواسعة التي حدثت بعد خروج فرنسا من الجزائر، حيث قتل ما بين 50 ألف و100 ألف حسب ما جاء في البرنامج الوثائقي الذي بثته قناة فرنسية.. وذلك بعدما تخلى عنهم المارشال دوكول، وبعدما كانت فرنسا تستعملهم داخليا في حفظ الأمن، ومختلف العمليات القذرة.. قتلوا عبر تصفيات واسعة بدون شفقة أو محاولة طي صفحة الماضي الأليم، كما يقع في حالات مماثلة (جنوب إفريقيا بعد الأبرتهايد..).. وفي نفس الوقت كانت فرنسا قد رحلت مجموعة منهم كانوا قد تظاهروا في باريس من أجل حماية "المتعاونين"، لتلقي بهم بين يدي كماشة الانتقام والتصفية في الجزائر.. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل عرفت الجزائر عمليات اغتيالات وانتقامات المتبادلة إثر الفوضى التي عقبت إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي كانت قد فازت بها "جبهة الإنقاذ" الجزائرية في بداية تسعينيات القرن الماضي..
  ما نتمناه للجزائر هو الاستقرار وترسيخ الديمقراطية والتقدم والازدهار.. كما نتمنى أن يُــفعـّــل "المغرب الكبير" لما فيه من مصلحة للجميع، على الأقل تحتاج مقاولات كل بلد لسوق موسع بالكاد يصل إلى 100 مليون نسمة.
  ولعل تونس الآن بعد تغيير النظام هي من أهم المتحمسين لذلك، فقد كتب الرئيس التونسي منصف المرزوقي يذكر بمقترحاته الخمس، وهي "حق المغاربيين في التنقل والعمل والاستقرار والتملك والمشاركة في الانتخابات البلدية، في الأقطار المغاربية الخمس". وقد سبق أن أعلنت تونس إلغاءها للتأشيرة ولجواز السفر أمام كل المغاربيين، قبل أن تتراجع عن ذلك، خاصة لما قالت الجزائر إنها غير معنية بهذا القرار..
فمتى ستكون مصلحة الشعوب التواقة للازدهار والديمقراطية والحرية والكرامة فوق كل المصالح الضيقة والأنانية؟