الأربعاء، 18 يوليو 2012

افتتاح محل للتسوق بسيدي سليمان انطلاقة شره الاستهلاك وغياب المنتوج المحلي


افتتاح محل للتسوق بسيدي سليمان
انطلاقة شره الاستهلاك وغياب المنتوج المحلي 

مصطفى لمودن
حلت أعداد غفيرة للتسوق أو الاستطلاع، وظلت صفوف طويلة تنظر دورها للدخول، وذلك بمناسبة افتتاح محل للتسوق بشكل عصري لأول مرة في سيدي سليمان يوم الثلاثاء 17 يوليوز 2012، سبقت الافتتاح حملة إعلانية قوية بسيدي قاسم (مدينة مجاورة)، بحيث وزعت كراسات دعائية على المنازل.. وتم الاكتفاء بملصقات في سيدي سليمان، لعل أصحاب المتجر يعرفون طبيعة المجتمع حيث تنتشر المعلومة عبر"راديو المدينة" بشكل مجاني وأفضل..
يعود المتجر لعلامة فرنسية  (carrefour) حلت بالمغرب قبل سنوات قليلة فقط، وقد استطاعت أن تجد لها موقع قدم وتنافس شركات مغربية كأسواق السلام، أو أخرى ذات رأسمال مشترك هولندي مغربي كأسواق مرجان..الخ.  ومعلوم أن الشركة الفرنسية المعنية  قد اندمجت قبل سنة تقريبا مع La belle vie … ويبدو أن ظاهرة الأسواق الكبرى ستغزو المزيد من المدن المغربية.. لتفتح المجال لعدة رهانات:
ـ نزوع الأسر نحو المزيد من الاقتناء والاستهلاك والإنفاق، فالأسواق التجارية الكبرى وشركات إنتاج السلع تعتمد على مختلف الإغراءات، منها الاشهار الممنهج، بعض "التخفيضات" عما هو موجود بالسوق، تسهيلات في الأداء..
ـ خلق تنافس تجاري يكون المستهلك المستفيد الأساسي منه، خاصة على مستوى الجودة وضمان الوقاية الصحية.. مما يحتم على المكلفين بالمراقبة القيام بواجبهم المهني في هذا الأمر (الجودة، المكونات، التخزين..).
ـ عمليات التوزيع والاستهلاك على نطاق متزايد من الضروري أن تدفع المنتجين لينظموا أنفسهم، وإلا سيبقون محط استغلال ويكونوا هم الحلقة الأضعف، ونقصد هنا بالأساس الفلاحين في منطقة الغرب.. فلا يستغرب أحد حينما يجد في السوق الجديد فواكه مستوردة من الخارج كتركيا مثلا، بينما يعتبر المغرب ثاني مصدر للفواكه في العالم !!!ويزداد الأمر سوء حينما نعلم أن سيدي سليمان كانت تتوفر على تسع مصانع لتلفيف الفواكه والخضر والحوامض أغلقت…
ـ التجارة بالأسواق الكبرى ستدفع باقي التجار المتوسطين والصغار ليتكيفوا مع الوضع، فيحصلون على أرباح معقولة وتنافسية، ويحسنون وضعية تخزين المنتوجات، ويهتمون أكثر بالنظافة التي تنقص الكثير من محلاتهم.. مثلا بائعو التمور يغرفون بأصابعهم ويزنون للمستهلكين في غياب تام لأبسط شروط النظافة، بائعو الحليب المتجولون وهم يحملون سلعتهم في حاويات بلاستيكية..الخ. ونعرض هنا كمثل في التنظيم بعض جمعيات وتعاونيات منتجي العسل بالمغرب، وكذلك فلاحي إقليم الأندلس بإسبانيا الذين تشكلوا في تعاونيات قوية تقوم بالإنتاج والتلفيف والتوزيع بنفسها في دول أوربا. وفلاحوننا ما زالوا ينتظرون السماسرة ليجدوا لهم مشتريا أو يحملون سلعهم بطرق تقليدية إلى الأسواق أو يقعون ضحية جشع الشركات مثل كوزيمار وشركات تصبير الطماطم.. 
ـ لن تسلم المعادلة إلا بتنظيم المستهلكين لأنفسهم كذلك، في إطار جمعيات تدافع عن مصالحهم، فالمنتجون والتجار تهمهم الأرباح أولا وأخيرا.. بينما لا تهمهم نوعية السلع المستهلة، وكم تتضمن مثلا الخضر والفواكه من مواد كيمائية، ما نوعية المواد الحافظة التي توضع مع المصبرات..الخ.
ـ من الضروري إعادة النظر في الأسواق الأسبوعية القروية(منها ما هي بالمدن كسيدي سليمان وسيدي قاسم..) فهي لم تعد تفي بالغرض على مستوى عرض السلع والتسوق وتنقصها الكثير من البنيات الأساسية، منها ما لا يتوفر حتى على الماء كحالة سوق سيدي سليمان المخرب وغير اللائق إطلاقا .. وقد لوحظ حضور سكان العالم القروي بدورهم عند افتتاح السوق الجديد..
 إن محلات التسوق العصرية تعتمد على آخر شروط التجارة من إعلانات وإغراءات.. فمحل التسوق الجديد بسيدي سليمان اعتمد في بدايته على "لعبة التخفيضات"، فنجد مثلا كيلو لحم العجل ب 49.90 درهم لا يمكن مقاومته، ونفس الشيء بالنسبة لسلع أخرى.. فإذا كان البعض قد زار المحل الجديد للاستطلاع وحتى للتجول، فآخرون يخرجون محلمين بكميات كبيرة من السلع، وقد اختار المشرفون على السوق وضع السلع الغذائية بكثرة في هذه الفترة حيث رمضان على الأبواب.. كما اهتموا بالجانب التنشيطي عبر وضع مكبرات الصوت تطلق موسيقى مختلفة، وراقصون على أنغامها بجانب البناية، هذه البناية في حجم متوسط بالمقارنة مع ما يوجد في مدن أخرى، وعلى أي فهي بداية ستعقبها أخرى سواء في سيدي سليمان أو مدن مجاورة، بسبب ارتفاع الطلب وظهور نزعات استهلاكية جديدة.. 
—————– 
 صور تسوق واسواق بالجهة:
 
 سوق السبت بدار بلعامري  
  
سوق الخميس بسيدي قاسم
سوق الأربعاء بسيدي سليمان  

بيع الخرفان قبل عيد الأضحى بسوق الأربعاء بسيدي سليمان