الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

البناء المفكك من مشاكل التعليم الابتدائي حجرات غير صحية ولا تناسب تحولات الطقس


البناء المفكك من مشاكل التعليم الابتدائي
حجرات غير صحية ولا تناسب تحولات الطقس
 
كان خيارا غير صائب، حينما لجأت الحكومات المتعاقبة على المغرب، إلى اعتماد الحجرات الدراسية في المدارس بالبناء المفكك، حيث انتشر ذلك في أغلب مناطق العالم القروي منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي، حينا شرع في توسيع قاعدة التعليم الابتدائي بالعالم القروي، وقد بنيت الأقسام الدراسية على عجل طول المغرب وعرضه، دون مراعاة للظروف الطبيعية لكل منطقة، وخاصة عامل المناخ.. وظلت هذه البنايات المتشكلة من ألواح متداخلة بعضها إلى بعض، مجرد بنايات مؤقتة، ووضع لها عمر افتراضي لا يفوق العشر سنوات، لكن "حياتها" استطالت، وأصبحت تتعرض للترميم والإصلاحات المستمرة عوض إزاحتها بشكل نهائي، فما هي خوطرتها إذن؟
ـ يثار بحدة احتواء هذه الحجرات على مادة لاميانط (l’amiante) السامة، والتي تفتك بجهاز التنفس، وتسبب أمراضا خطيرة على المدى المتوسط والطويل؛
ـ لا تناسب أي طقس سوى فترة الاعتدال التي لا تدوم طويلا، تصبح كالثلاجة في فصل الشتاء، والفرن في فصل الصيف؛
ـ تعشش الطيور في سقفها المزودج، وتراكم هناك أعشاشا تتضخم ويزداد حجمها سنة بعد أخرى، مما ينتج عنه روائح كريهة، بفعل البراز المتراكم هناك، كما تسرب من تلك السقوف حشرات مختلفة، منها الدقيقة جدا، والتي تغزو رؤوس الأستاذة والتلاميذ في الأوقات التي تعرف درجة حرارة معتدلة أو مرتفعة..
أصبح من المستعجل إزالة هذه الحجرات غير الصالحة، والكف عن ترميمها وضياع أموال طائلة من أجل ذلك، والجميع يعلم كيف تمرر الصفقات حيث الفساد ينخر الإدارة المغربية والمقاولة الخاصة..
عدم اللجوء مستقبلا، وتحت أي مبرر كان للبناء المفكك، نظرا لمساوئه الكثيرة..
تكليف إدارة لتنظيف الأسقف والتي تبعث منها روائح كريهة باستمرار، ولا يمكن التعويل على ذلك بمجهود هيئة التدريس، لأن هذه الفئة تتحمل الكثير من الأتعاب وحدها فيما يخص شؤون المدرسة ومشاكلها..
وعلى الجهة المسؤولية عن التربية الوطنية والصحة العمومية نفي أو تأكيد تسرب مادة "لاميانط "من هذه الحجرات، واتخاذ ما يلزم لحماية مستعمليها.. كما على النقابات أن تنظر كذلك في واقع "المؤسسات التعليمية بالعالم القروي".. أما الجماعات المحلية فلا يأمل فيها المدرسون والمدرسات خيرا مادامت على حالها التي هي عليه الآن..
————
الصور: من إحدى مدارس العالم القروي، حيث يتطوع أحيانا بعض المدرسين مكرهين لتنظيف الأسقف.. ولم يحدث إطلاقا أن تساءلت جهة معينة عن ذلك..  
—————