الزمزمي يفتي بتطليق سيدة
من زوجها
بعثت سيدة متزوجة بسؤال إلى جريدة
"المساء"، تقول إنها متزوجة من رجل أنجبت معه ثلاث أبناء، وقضت معه أجمل
سنوات عمرها، ومؤخرا حصل على شهادة الدكتوراه من فرنسا، فتغيرت رؤيته نحو الدين،
بحيث أصبح يعلن إلحاده، وكما جاء في الصيغة التي أوردتها الجريدة في عددها 1975،
يوم الأربعاء 30 يناير 2013، فقد نصحها بعد أفراد أسرتها بالتطليق منه وأن العيش
معه تحت سقف واحد حرام، ولكنها في نفس الوقت لا تريد تشريد أسرتها...
ابتدأ جواب الزمزمي بالآية :"ومن آياته أن
خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات
لقوم يتفكرون (21 سورة الروم)، ثم سرد شرحا مبسطا للآية.. ليعلن لهذه السيدة بقوله
" يكون هذا الزواج مفسوخا شرعا، ولا يحل لك ولا تحلين له إلا بتوبة صادقة
يعلن فيها ندمه على ما بدر منه، هذا هو حكم الله في النازلة".. ورجا منها في
الأخير أن تحاول معه هي أو "شخص مؤمن من معارفه وأصدقائه ليقنعه بالعودة إلى
حظيرة الإيمان.."
ـ ورد
في سؤال السيدة كذلك أن زوجها "يتهكم على الرسل، ويستخف بالدين.."، وهو
أمر لا يحق أن يصدر هكذا بالمطلق عن متعلم نال أرفع الشواهد، وإلا أن هناك التباس
وسوء فهم بين الزوجين، لكن ذلك يأخذ تجليات أخرى..
ـ هل
تتحقق المساء من صدق بعض الأسئلة التي ترد إليها؟ ونفس الأمر يصدق كذلك مع جرائد
أخرى، قد يكون دافع الانتشار يجعلها تهمل ذلك (التحقق).. وقد يسعى البعض بمثل هذه
الأسئلة لإثارة الفتن والبلبلة.
ـ لم
تتحدث السيدة المتزوجة عن أي سوء معاملة تتلقاها هي أو أبناؤها من زوجها، ولربما
أصبح أكثر احتراما لها ولعلاقتهما الزوجية والإنسانية..
ـ لم
يورد "المفتي" عبد الباري الزمزمي أي دليل شرعي استند إليه في تبرير
فتواه، بل سعى لتشتيت أسرة دون اكثرات بما سيقع لكل فرد من أفرادها، ربما لمجرد
نقاش ذي طابع فكري من زوجة، بسرعة نقلت "الخبر والسر" إلى خارج بيت
الزوجية..
ـ لا
تنتبه "المساء" وغيرها لخطورة بعض "الإفتاء" الصادر عن فقهاء
يمكن أن يوضع سؤال مشروع عن سلامة عقولهم أصلا، كالذي أجاز نكاح الزوج لزوجته
المتوفاة كما فعل الزمزمي نفسه..