الخميس، 28 مارس 2013

هنا "إذاعة" الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية !!


هنا "إذاعة" الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية  !!

مصطفى لمودن
قيل إن إدريس لشكر ينوي فتح إذاعة خاصة بالحزب (*).. فكرة جيدة، خاصة أن أغلب المغاربة يهتمون بالشفوي أساسا، ومع انحصار المقروء والجريدة الحزبية وفراغ المقرات وهروب الناس إلى الماضي والفراغ، قد يكون هذا الحل مفيد للتواصل أحسن.. لكن، هل يمكن للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي أن يحصل على رخصة؟ لا أظن ذلك، ومعاذير القائمين على "الترخيص" كثيرة منها صعوبة فتح هذا الباب.. وقد رأينا العراقيل التي وضعت أمام قنوات تلفزية "خاصة"، فما بالكم بإذاعة تابعة لحزب.. فهل يمكن أن يفكر مثلا لشكر في فتح إذاعة بقبرص أو جزر الخالدات؟ تقنيا يمكننه ذلك ويصل صوته إلى المغاربة في قمم الجبال وكهوف دور الصفيح وشقق العمارات.. لكن هل يمكنه فعل ذلك أصلا؟ (أي في قبرص؟)، وهل ستجد مثل هاته الإذاعة الحزبية أذنا سامعة (أو صاغية على أبعد حد) أمام زحمة الإذاعات والقنوات التلفزيونية والتواصل بالهواتف النقالة.. هل ستقدم هذه الإذاعة العيوط والطقطوطقة والراب والهيب هوب حتى تجد من يستمع لها ومن يبحث عن "نشوة" موسيقية قبل أي استماع إلى البيانات والخطب.. إن نخبنا "تستفيق" متأخرة، فلو أن أحزاب "الحركة الوطنية" كانت ذكية وجادة لكانت قد أنشأت قناة فضائية تبث من أنجلترا مثلا في عز صولتها حينما كان الحسن الثاني يفاوضها كي "تشترك" في الحكم قبل 1998.. لكن في الغالب فنخب المغرب الحزبية تعلن عن بعض القرارات للمزايدات أو لإثارة الانتباه في إطار الإعلان عن التواجد أو محاولة تصريف الاحتقانات الداخلية والسلام.. على أي أتمنى أن يفتح الاتحاد الاشتراكي قريبا إذاعته الخاصة، فقد تكون مدرسة إعلامية جديدة كما ظلت صحافة هذا الحزب لعقود مدرسة إعلامية حقيقية إلى أن قتلها "التناوب" المغشوش.. إن الزمن الآن يفتح المجال للصورة المتحركة قبل الصوت الخافت الذي لم يعد يلتفت إليه إلا القلة القليلة جدا. وكل يوم تبدع التكنولوجيا صرخة جديدة آخرها الانترنيت بكل حمولاته عبر الهواتف المتنقلة. ويبدو أن لشكر مازال في زمن "هنا لندن" عندما كانت تخرج رنانة من راديونات في حجم الصناديق الكبيرة..
-----------------------
(*) "المساء" 27 مارس 2013

ليست هناك تعليقات: