الثلاثاء، 9 أبريل 2013

"العدالة والتنمية" والدين


"العدالة والتنمية" والدين

 مصطفى لمودن
بكل صراحة لم يطمئن قلبي للآتي إلا إذا ألطف الله بعدما نقلت تقارير صحفية أن أحدهم كان يقاطع خطبة عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة  وهو  يدعم مرشح حزبه أثناء آخر حملة انتخابية جزئية قبل أيام وبالضبط في مولاي يعقوب بناحية فاس وهو يقول (أي صاحب البوق): "تــكـــبير"، فيرد عليه آخرون "ألله أكبر".. فما الأمر في ذلك؟
 إنه خلط للأوراق وإدخال الدين في غمرة السياسة، وحتى نوع من التدليس أمام بسطاء الناس.. فلنفترض لا قدر الله أن بنكيران وحزبه بكامل خبرائه  فشلوا في الحكومة وحلت معهم الكوارث، فماذا سيكون عذر بنكيران حينذاك وعذر صاحب البوق الذي كان بجانبه؟ قد يردون الآمر للمناوئين وللمعارضة وللظروف وقد يفهم البساط الذين كانوا يرددون الشعارات أن وراء الفشل ذلك "أعداء الدين"..
إن الدين أسهل طريق يمكن بها الوصول إلى نيل "ثقة" البعض، وبالتالي النجاح في الانتخابات، لكن ذلك لعب بالنار يستهدف الدين أساسا من حيث لا يدري هؤلاء.. إن الدين قاسم مشترك بين المغاربة (إلا لمن لم يرد ذلك)، والدين علاقة ٌ للفرد مع ربه، والدين ملجأ للأنفس تحتمي بظله ليحصل الاطمئنان والقناعة والعيش في كامل الهدوء بالنسبة للمؤمنين المعتنقين أي دين..
 لكن السياسيين الذين يركبون الدين لأغراض ضيقة يسيئون لهذه الرغبة المشروعة لدى الكثيرين في تحصيل الألفة مع الذات في نسق خاص مبعثه اعتقاد راسخ، كما يثيرون لديهم الحيرة والبلبلة التي يكونون في غنى عنها.. حينما يقترن الدين بأي انتكاسة أو فشل" في المجال الذي تختص به السياسة والدين برئ من ذلك..
 ورغم ذلك فقد طلب مؤخرا بنكيران في خلوة مع برلماني حزبه في نهاية شهر مارس المنصرم الثبات على اختياراتهم المعروفة عنهم.. فما القصد من ذلك؟ هل يريد الاستمرار في نفس النهج القائم على نوع من الاستغلال للدين؟ أم عليه أن يعي أن الحزب الفاعل في السياسة من موقع "الحكم" وما يتطلبه من حلول تهم الاقتصاد والعلاقات الدولية والتعامل مع مختلف أطياف المجتمع والفاعلين الوطنيين في مواقع مختلفة.. عليه أن يبدع الحلول الموضوعية للمعضلات انطلاقا مما هو محسوس وعقلي وتدبيري، وإلا ما كان على بنكيران أن يتحالف مع أحزاب أخرى وما كان ليلجأ إلى الاقتراض من الخارج، بل وحتى لربط علاقات دبلوماسية مع دول العالم.. 
أما نزول رئيس الحكومة إلى دعم مرشح حزبه وهو مسؤول عن حكومة من المفترض أنها تسهر على مصالح الشعب برمته وليس حزبا بعينه فتلك قصة أخرى، في الدول الدول الديمقراطية التي  تحترم فيها الأحزاب نفسها، يتحول شبيه بنكيران إلى ممثل للشعب ويترك الحزب لمسير آخر يتفرغ له ويجادل باسمه..

ليست هناك تعليقات: