انتحار الشباب اليحياوي..وهذا هو المتهم!
حميد هيمة.
نحن، هنا، في جماعة بوكو فساد، نحن هنا في قلب مسالك كتامة! نعم، هنا كولومبيا، حيت تستقر مافيا الفساد المنظم، وعصابات مصادرة أحلام شبابنا في المستقبل!
هنا يتساقط، يوميا، شباب في عمر الزهور في دوامة التعاطي لكل أشكال المخدرات، التي "تتسرب" إلى المدينة بكميات كافية لإشباع الحاجيات المتزايدة لهذا "السوق" الكبيرة، ولتشجيع أفواج جديدة، من الشابات والشباب، لممارسة هذه الغواية القاتلة!
كولومبيا الغرب، كاختزال مكثف لانغراس سلوكات الإدمان على المخدرات بكل أنواعها، وللدلالة على انتشار كل ظواهر الانحراف الاجتماعي؛ من عصابات منظمة للنشل، والدعارة، والسرقة، واعتراض سبيل المارة...الخ.
إن "وعي" "النخبة" الفاسدة بضرورة تأمين شروط استمرارها، هو ما يجعلها تبدع في صناعة حاضنة اجتماعية تُطبّع مع كل ظواهر الانحراف الاجتماعي. ولا نحتاج، في هذا الصدد، إلى استدعاء نماذج للنجاحات الانتخابية المستمرة والمتوالية لكل من يحصل على سند فئات اجتماعية ضحية للفساد والانحراف الاجتماعيين.
إذا لم تُجرب استعمال إحدى أشكال الدوخة، فأـنت بالتأكيد لست ابن سيدي يحيى الغرب! هذه حقيقتنا، هكذا نحن عراة إلا من حقيقة أوضاعنا القاسية والمُرة!
يا للفضيحة، شبابنا، في كل الأحياء، في هجرة يومية إلى تلك الأمكنة السوداء لاقتناء ما تيسر من المخدرات كجواز سفر للهجرة من واقع البؤس والفقر والعهر الانتخابي والسياسي!
أ لم تنتبه السلطات المحلية إلى تلك "الهجرة اليومية" لهؤلاء الشباب في اتجاه هوامش المدينة لاقتناء ما يلزم من المواد المخدرة؟
بهذا السلوك المتوالي في الزمن، ننجر إلى تأويل "شيطاني" لسلوك تعامل/ تطبيع السلطة مع ما هذه الظاهرة: اللهم يتحشو ولا يحتجو باش يطلبو الخدمة والحقوق وداكشي ديال صداع الراس، هكذا قد يردد من لم يوشم في قلبه حب الوطن، ومن ليس على قلبه هواء المواطنة!
في تحدي جماعي على قتل المستقبل، نسمح لأنفسنا بـ"فضيلة" الصمت إزاء انتشار هذه الظواهر في المجتمع المدرسي وفي محيط المؤسسات التعليمية! لن نوفر لأبنائنا إلا تواتر أخبار الفساد الانتخابي، ولتأمين شروط وصول بضائع الموت والضياع والقتل البطئ لفلذت أكبادنا!
من منكم، أيها السادة، لا يعرف شابا أو شابة ضحية لهذا الصمت الجماعي! من منكم، أيها السادة، يجهل انغراس سلوكات تعاطي المخدرات في المحيط التعليمي؟
نعم، كل هادشي موجود وسط ولادنا وبالزيادة! نتابع، نتفرج، كمجتمع مدني لم يعد مشغولا إلا بالعائدات المالية لمشاريع "التنمية البشرية"، أو نشارك في حروب بالوكالة ضد أولياء النعمة!
إننا جميعا متهمون في هذه الجريمة في حق زهور أبناء سيدي يحيى الغرب! فالأمن "فشل" في تجفيف هذه السوق المتزايدة لتداول المخدرات، غير أن الوقت ما يزال من اجل التدارك والإصلاح.. إننا لا نطلب إلا الحق في الأمن والأمان، كمطالب حقوقية، لأبنائنا من هذه الظواهر التي تقتحم كل الفضاءات بالمدينة؛ في ظل سياسة القرب التي تنهجها عصابات ترويج المخدرات في الاحياء والازقة!
كلنا متورطون! فالأمن، لوحده، لا يمكنه "معالجة" هذه الظواهر في ظل لا وعي السلطات، الوصية والمنتخبة، بضرورة حماية أبنائنا/ مستقبلنا. وهل سبق للمجالس الجماعية ان بلورت إجراءً واحدا لتحسيس الساكنة بهذه الظواهر؟
الحقيقة أن المجالس الجماعية بريئة من تهمة محاربة ظواهر الانحراف الاجتماعي! فالجالسون على صدورنا لا يفكرون إلا في البيع والشراء في المواطنين كأصوات انتحابية! ولمن لا يعلم فجماعتنا تحمل اسم: بوكو فساد!
كلنا متورطون! فالمجتمع المدني منشغل بمشاريع "التنمية البشرية"، من حيث العوائد المالية، مقابل صمته عن هذا الضياع الذي يلفنا، والنسيج المدني الديموقراطي مرتبك ومشغول بخلافاته وحروبه التي لا تنتهي.
شموع تنطفئ! فمن سيُضيء ظلمة سيدي يحي؟
كلنا متورطون! كيف يتعايش المجتمع المدرسي، وفي مقدمته هيئة التدريس الحاملة لهم الوطن والمواطنة، مع تغلغل هذه الظواهر وسط أبنائنا؟ أ ليس بوسعنا العمل عن قرب في أنشطة ثقافية وتربوية لتحسيس هذه الشموع المضيئة بمخاطر المخدرات؟ للأسف، لم تعد أسرة التعليم، في غالبيتها، تحترف إلا البحث عن عائدات السوايع الخصوصية، وبيع شرف الكلمة في سوق النخاسة الانتخابية!
الأقسى على القلب، هو صمت الأسر! والأقسى على الروح هو أن يختزل شبابنا أحلام مستقبلهم فقط في تقليد بطولات وهمية لأحد المجرمين! والأقسى على الوطن هو هذا التواطؤ الجماعي على إطفاء شموعنا ليعُم الظلام وحتى ينتعش الفساد بكل هدوء!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق