الأحد، 12 يونيو 2011

"إن الإشكال قد لا يتمثل فقط في تكريس مبدأ سمو المؤسسة الملكية على المستوى الدستوري، بل يتجاوز ذلك إلى مبدأ شخصنة الدولة" أي دستور بالمغرب في ظل هيمنة المؤسسة الملكية


 "إن الإشكال قد لا يتمثل فقط في تكريس مبدأ سمو المؤسسة الملكية على المستوى الدستوري، بل يتجاوز ذلك إلى مبدأ شخصنة الدولة"  
أي دستور بالمغرب في ظل هيمنة المؤسسة الملكية
 
عبـد الله أســبـــري
 
يخوض الشعب المغربي صراعا غير مسبوق من أجل التغيير الذي تكثف مرحليا في الإلحاح على دستور ديمقراطي إعدادا ومضمونا، ويعود الفضل في هذا الحراك السياسي على المستوى الوطني لحركة 20 فبراير من جهة، وما تعرفه المنطقة العربية من ثورات سياسية من جهة أخرى.
أهم ميزة اتسمت بها هذه المرحلة هي دخول الشباب حلبة الصراع السياسي كفاعل أساسي، بعد عقود من تغييبه بكل الوسائل التي تمتلكها الدولة تحت شعار مخادع ومضلل "العزوف السياسي للشباب"، حيث أبان عن قدرات هائلة في التحريض والتعبئة والتنظيم لعموم الجماهير والنفس الطويل والذي أنتج على المستوى الإقليمي إسقاط أنظمة ديكتاتورية ( تونس، مصر) واستمرار المقاومة في كل من (ليبيا، سوريا، اليمن، البحرين… ).
المغرب هو الأخر لم يخرج عن هذا النطاق، وما الإصرار على التظاهر رغم مخاطر القمع وحملات التضليل والتمسك بالتغيير الشامل للدستور بكل أبعاده سوى دلالة على عمق الوعي السياسي، فلأول مرة ترفع الجماهير المغربية بهذه الكثافة شعارات من قبيل:
- الشعب يريد إسقاط الفساد / البوليس الإعلامي.
- الشعب يرفض دستور العبيد/ الشعب يريد دستورا جديد.
- المطالبة بفصل السلطة عن المال.
- المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.
- المطالبة بالملكية البرلمانية.
- المطالبة بدسترة الحقوق اللغوية والثقافية.
- الدستور الممنوح في الزبالة يبقى مليوح…
كل هذه الشعارات ساهمت في تأطير المرحلة بشكل صحيح وجعلتها تتجاوز مستوى الإصلاح الدستوري، إلى التغيير الشامل لجميع بنيات النظام السياسي، فكيف تفاعل الحكم مع هذه المطالب؟
إن هذه الدينامية لا يمكن القفز عليها وتجاهلها فقد فرضت على نظام الحكم أن يتعاطى معها بشكل من الأشكال، وما خطاب 9 مارس سوى إحدى هذه التجليات الذي حاول من خلاله أن يطوق حالة المد هذه وأن يقدم على مستوى الشكل ما يوهم بالاستجابة لمطالب الشعب، فتحدث الخطاب عن تعديل دستوري شامل، بعد إعادة النظر في تشكلة وتسمية المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ليتحول إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، باختصاصات "أوسع" وبـ"استقلال" نسبي عن القصر، وتشكيل مؤسسة الوسيط لأول مرة في المغرب والتي ألغت ديوان المظالم.
الجديد في الخطاب أنه حدد معالم الإصلاح التي ترتكز على ما سماه الثوابت الخمس التي قدمها باعتبارها ثوابت للأمة، وهذا ما طرح سؤال مشروعية هذه الثوابت، ومن أين استمدتها؟
من جهة المراجعة الدستورية فهي قد استندت إلى الفصل 103 من الدستور الحالي، والتي يقيد مضمونها أحكام الفصل 106، حينما أشار إلى مجالات الحضر المرتبطة بالنظام الملكي والدين الإسلامي، وقد تم تزكية هذه المجالات في خطاب 9 مارس مضافا إليها كل من إمارة المؤمنين والوحدة الترابية، والخيار الديمقراطي كثوابت للأمة.
هذه العناصر تعد حسب المرجعية المخزنية بمثابة منطلقات أي إصلاح ستسمح به في هذه المرحلة، فباستثناء الخيار الديمقراطي والذي يعد عنصرا جديدا في الخطاب السياسي  للحكم على المستوى الدستوري، باقي العناصر تعد محل نقاش خاصة عنصر إمارة المؤمنين الذي يكرسه الفصل 19 من الدستور.
 
الأسئلة التي أثارها الخطاب.
 
 أشار الخطاب إلى تشكيل لجنة بمراجعة الدستور من قبل المؤسسة الملكية باعتبارها الجهة المحتكرة للسلطة التأسيسية بعيدا عن الأسس والمعايير الديمقراطية لوضع وتعديل الدستور، وقد طرح على هذا المستوى سؤال مشروعية هذه اللجنة، أي من أين تستمد سلطتها للقيام بمراجعة هذا الدستور؟ ومن هي الجهة التي تمثلها هذه اللجنة؟ الشعب؟ أم الملك؟
إن سؤال الإصلاح الدستوري يطرح دوما لدى المتتبعين تحديد مجالات السلط، من يحتكر السلطة السياسية: الشعب أم جهات أخرى فوق الشعب؟ وسؤال الملكية في المغرب مازال محط تساؤل في علاقته بباقي المؤسسات السياسية والدستورية المنبثقة عن الدستور المراد مراجعته.
إن أي متتبع لأي نظام سياسي يمكنه أن يعود إلى طريقة وضع دستوره وطريقة مراجعته ليتسنى له تصنيف طبيعة النظام السياسي، أهو ديمقراطي أم أنه يمكن أن يكون أي شيء آخر إلا أن يكون ديمقراطيا؟!
في المغرب السلطة التأسيسية الأصلية والفرعية لوضع وتعديل الدستور في يد الملك ومنه ينطلق التشريع الدستوري ودونه بناء على المصالح السياسية التي يؤمن بها، لا التي يرتضيها الشعب أو يطالب بها؛ وهذا راجع إلى موازين القوى التي يحتكم إليها. ومن خلال هذه الصورة يمكن أن نضع توقعا أوليا لطبيعة الإصلاح الدستوري المقبل، والذي لن يخرج عن طابع المنحة، يعترف فيه للشعب ببعض الحقوق على أساس أن تظل مكانته سامية، ما يجعل جميع المؤسسات تحت إشرافه وتتبعه كما هو معمول به في ظل الدستور الحالي.
 
معالم الإصلاح أو التغيير في ظل دستور يحتفظ بالفصل التاسع عشر.
 
ينص الفصل التاسع عشر على أن " الملك أمير للمؤمنين، والممثل الأسمى للأمة ورمز وحدتها، وضامن دوام الدولة واستمرارها، وحامي حمى الدين، والساهر على احترام الدستور، وله صيانة حقوق وحريات المواطنين والجماعات والهيئات، وهو الضامن لاستقلال البلاد وحوزة المملكة في دائرة حدودها الحقة".
لا شك أن كل وثيقة دستورية وقت وضعها تجسد الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية السائدة في الدولة وتعكس مستوى ميزان القوى السياسي، وتبعا لذلك التجسيد يتم تنظيم السلطات وتحديد الاختصاصات وتقرير الجهة التي لها السمو.
فعلى سبيل المثال نجد المادة 5 من دستور الجمهورية الخامسة الفرنسية تعرف هي الأخرى أحكاما كالأحكام الواردة في الفصل التاسع عشر مع بعض الفروقات، فرئيس الجمهورية في فرنسا منتخب على خلاف النظام الملكي الذي يعتمد على مبدأ التوريث. في إسبانيا المادة 56 فقرة أولى تعتبر الملك رئيس الدولة ورمز وحدتها ودوامها، ويمارس التحكيم ويسهر على السير العادي لوظيفة المؤسسات، والتمثيل الأسمى للدولة في العلاقات الخارجية، لكن في الدستور الاسباني في نفس المادة الملك يمارس الاختصاصات المخولة له بأحكام الدستور والقوانين، ليس الدستور وحده هو من يحدد مجال اختصاصات الملك بل القانون بما هو تعبير عن إرادة الدولة عبر مؤسساتها المنتخبة، ويعمل على تحديد مجال اختصاص الملك.
أما في المغرب فالوثيقة الدستورية جسدت النظرية السياسية لمفهوم الحكم كما بينها فقهاء أهل السنة والجماعة حسب تعبير الأستاذ مصطفى قلوش، حيث يعتبر متولي سدة الإمامة العظمى رئيسا للدولة، يمارس مهاما واختصاصات فعلية، وهو ما جعل الملك ينفرد في إطار أحكام الدستور الحالي باختيار وتعيين الوزير الأول وباقي الوزراء وإعفائهم، وإصدار الأمر بتنفيذ القانون، ومخاطبة البرلمان وحل مجلسيه أو أحدهما، وتوقيع المعاهدات وممارسة حق العفو، وإعلان حالة الاستثناء، وممارسة كل من الوظيفة التشريعية والرقابية والتنفيذية وقتما شاء خارج أي رقابة شعبية أو مؤسساتية، وتتمتع قراراته بحصانة قضائية حيث لا تقبل أي طريق من طرق الطعن القضائي خاصة الطعن المبني على الشطط في استعمال السلطة، أو المطالبة بالتعويض عن الضرر الذي قد تتسبب فيه قراراته للمواطنين.
إن صياغة هذا الفصل واستعمالاته تجمع بين مجالين لا يلتقيان في ظل دستور يمكن وصفه بالطابع الديمقراطي، لأنه يجمع بين مجال القداسة ومجال السلطة، لتشكلا معا وحدة بنيوية لا يمكن أن يتم قبولها إلا في إطار نظام ثيوقراطي استبدادي يمارس فيها الحاكم السلطة بقبضة القداسة، وقد صرح الملك الحسن الثاني في خطابه في 20 غشت 1992، والذي اعتبر فيه أنه كأمير المؤمنين يعد بمثابة العالم الراسخ في أمور الدين كما أنه يعلم أين يجب الاجتهاد في الدين وأين لا يجب.
إن الحديث عن دستور ديمقراطي في ظل هذا الفهم لصلاحيات الملك وفي ظل دستور من قبيل الفصل التاسع عشر وباقي الفصول المرتبطة بصلاحيات الملك مجرد عبث سياسي لا غير.
 
هيمنة المؤسسة الملكية والتعاطي الحزبي من خلال بعض المذكرات.
 
 باستثناء كل من النهج الديمقراطي وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي اللذان طالبا بإلغاء الفصل التاسع عشر، باقي الأحزاب "اليسارية" حافظت على هذا الفصل، إلا أن بعضها حاول التخفيف من حمولته السياسية وانعكاساته الدستورية على باقي المؤسسات الدستورية، محاولة تتغيا تقييد ومحاصرة هذا الفصل المثير للكثير من الجدل، وقد حاولت مذكرة الاشتراكي الموحد تقسيم هذا الفصل إلى مواد، يشار في الأولى إلى كونه أي الملك:
- رئيس الدولة؛
- رمز دوام الدولة واستمرارها؛
- الممثل الأعلى للدولة في المحافل الدولية، يمارس جميع أنشطته الخارجية باقتراح أو موافقة من الحكومة؛
- الساهر على احترام الدستور، من خلال تمكين المؤسسات المنتخبة من ممارسة كامل وظائفها؛
بينما تنص المادة الثانية على الإشراف الرمزي للملك على ممارسة المغاربة لشعائرهم باعتباره أمير المؤمنين كلقب يحمله لوحده، دون أي مس أو إخلال أو تدخل في سير المؤسسات والقوانين القائمة.
بينما المادة الثالثة يتم في إطارها تقييد ممارسة الملك لجميع وظائفه في حدود البنود المكتوبة للدستور.
إذن فباستثناء الأحزاب الثلاث فقد حافظت كل الأحزاب السياسية على هذا الفصل على مستوى مضمونه وحمولاته القانونية، بالرغم من رفع بعضها لمطلب الملكية البرلمانية لكن بعد إفراغه من محتواه.
فإذا عدنا لمضمون خطاب 9 مارس يمكن أن نستنتج استمرارية الحفاظ على مبدأ السمو الذي ستتمتع به المؤسسة الملكية في الدستور المقبل، فهو، أي الملك، سيعمل على تكريس هيمنته على جميع المجالات الدولتية، وهو ما سيفرغ مطلب الملكية البرلمانية التي رفعها الشارع المغربي بفضل حركة 20 فبراير من محتواها.
إن الإشكال قد لا يتمثل فقط في تكريس مبدأ سمو المؤسسة الملكية على المستوى الدستوري، بل يتجاوز ذلك إلى مبدأ شخصنة الدولة، فالعمال في الفصل 102 من الدستور يمثلون الدولة، ويعد الملك وفقا للفصل التاسع عشر الممثل الأسمى للأمة ورمز وحدتها بما هي أعم وأشمل من الدولة، وضامن دوام الدولة، كما أن العمال يتم تعيينهم من طرف الملك، ويحملون صفة عمال "صاحب الجلالة"، وهو ما يطرح سؤال شخصنة الدولة ضربا لكل مؤسساتها.
السؤال الذي يطرحه هذا الفصل، يتمثل في إمكانية تقييده أو محاصرته كما يقول البعض، لكن وانطلاقا والحمولات السياسية والثقافية التي يحملها هذا الفصل، لا يمكن تقييده ولا محاصرته إلا بإلغائه من المنظومة الدستورية ككل، فالجمع بين السلطة والقداسة يؤدي إلى أشد أساليب الاستبداد السياسي، ولا يمكن أن تتقبله الذهنية الديمقراطية للقرن الواحد والعشرين إلا بفعل القمع، وهو ما بات يتجسد عبر القمع الشرس للتظاهرات التي تدعو لها حركة 20 فبراير، ابتداء من النزهة المراد تنظيمها أمام مقر معتقل تمارة، والمسيرات المنظمة في 22 ماي على المستوى الوطني والتي تعرضت للقمع الهستيري لأجهزة القمع البوليسية، إلى سقوط عدد من شهداء الحركة في مناطق مختلفة من أنحاء الوطن.
 
عود على بدء
بالعودة إلى اللجنة المكلفة بمراجعة الدستور وسؤال مشروعيتها؟ ومن تمثل؟ وبناء على ما سلف، وبقراءة بسيطة لطريقة تشكيلها يمكننا أن نخرج بما يلي:
- هذه اللجنة تم تشكيلها من قبل الملك باستحضار المعايير التي حكمت قراءته للواقع.
- لأول مرة يتم تشكيل مثل هذه اللجنة من المغاربة، لكن عملها يغلب عليه الطابع التقني وأعضاؤها محافظون.
- هذه اللجنة تفتقد لبوصلة سياسية منبثقة من الإرادة الشعبية، وبوصلتها السياسية تتمثل في الخطب الملكية بما فيها خطاب 9 مارس كمرجع أساس لها.
- هذه اللجنة لا ترتكز على أي أساس ديمقراطي.
فمن خلال هذه الخصائص التي تتسم بها هذه اللجنة، ومن خلال مجالات الإصلاح المحددة سلفا باعتبارها كمرتكزات الإصلاح الدستوري الواردة في خطاب 9 مارس.
ومن خلال تصور المؤسسة الملكية لموقعها في هرمية النظام السياسي والدستوري المغربي، فإننا أمام دستور أقرب إلى إكرامية "يتفضل" فيه الملك و"يتكرم" بناء على خطابه "التاريخي" في 9 مارس بمنح "رعاياه الأوفياء" دستورا جديدا يكرس لاستمرارية هيمنة الحكم الفردي، مع إعادة النظر في نسبة 99.99، حتى يتسنى له صناعة الوهم والتضليل على غالبية المواطنين.
ــــــــــــــــــــــــ  نشر الموضوع بالاتفاق مع الكاتب

الجمعة، 10 يونيو 2011

يــــكـــفـيــــــني


يــــكـــفـيــــــني
*****************
 بن يـــونس ماجن
 يكفيني وتد واحد
 لأنصب خيمتي
 فوق بئر نفط معطل
 تحرسه كومة من الأحجار
 
 تكفيني دمعة واحدة
 لإقناع التماسيح
 العدول عن البكاء
 في أعراس المستنقعات
 
 تكفيني قطرة من الندى
 لأرسم سرابا
 على فم العطشان
 في يوم قائظ
 أفلت من عاصفة رعدية
 تكفيني حفنة واحدة
 لأستريح من عناء الفئ
 مادامت الأشجار في إجازة مع الحطاب
 
 يكفيني درب واحد
 لأتسكع في شوارع العالم
 وأدون رحلاتي
 بدون فيزا ولا جواز السفر
 
 يكفيني معول واحد
 لأحرث تضاريس البحر
 وأدرب السمك على السباحة المتزامنة
 في أعالي البحار
 
 تكفيني  حجرة واحدة
 لأشيد بيتا زجاجيا
 في حلبة ثور هائج
 يشتكي من وجع الرأس
 جراء طلقة طائشة
 
 تكفيني إبرة واحدة
 لأرتق غشاء بكارة العوانس
 التي تغار منهن
 عجائز الحي
 
 حركة واحدة تكفيني
 لأزيح مساماتي
 من تحت وشم الجلد
 فيهدأ سعالي في الليل
 
 تكفيني مرآة واحدة
 لأتلصص على الوجوه النرجسية
 وأسرق انعكاساتها العارية
 واكتب في دفتر الخلود
 ما وشت لي به
 الرموش الندية
 
 تكفيني نبرة واحدة
 لأعصر حنجرتي
 في قصبة ناي
 وأترك سراح هوائه
 
 يكفيني حرف واحد
 لأروض قافية
 ثم ألق بها في بحر لعوب
 تسبح مع قصيدة منسية
***********
توصلت مدونة سيدي سليمان من الشاعر المغربي المقيم في لندن بن يونس ماجن بالقصيدة، نحييه بالمناسبة ونتمنى له كامل التوفيق.

إِشراقاتٌ من غيب أو: ثنائيَّة: هُمْ وأنتَ وحدها السماء تتعرّى لتكشف عن طيفها..


إِشراقاتٌ من غيب
                   
أو: ثنائيَّة: هُمْ وأنتَ
            ـ وحدها السماء تتعرّى لتكشف عن طيفها..
 
 
      ذ. جواد المومني
     
 أَمِنْ نبعٍ يتفيّأُ
 ظِلال الإحْتضارات
 أو : من حدودٍ هلاميةٍ
                 
قَدمتَ ؟
 همْ…هامشٌ
 من قُلُبٍ ووجه
 رسموا المشاهد
 فتنوا فراسخ موتكَ
 وأحبّوا شبهاً
 تولَّدَ فيكَ؛
 منْ سحيقِ العتماتْ
 رصَّفوا الأجساد
               
من ورقْ؛
 ومن حُلُم
 أصابعُهم نقشتْ هباء. لكَ في كلّ حِجْر
 ألْف سِتار
 عنك
 يحْجبُ مواسم القصيد
 يُغْنيك
 عن لاء اتِ المُرجَّإ
 وعنهم.. يسدُّ منافذ الأسرار،
 يفيض بالصدود
 ويقتلع مواكب الإمتداد. ما كلُّ رَقْشٍ
 يفكُّ ذا المجهولَ
 ولا وصاياهُمُ الحُبلى
 ناءتْ
 بأنساغ غيْبكَ. إشاراتكَ في الحُدوس
  تقود مباهجك
 وغيرَ التّيهِ
 لن تطأَ عَتَبَه !! بيبانُهمْ ـ مُصفَّحةً ـ
 تَنغلقُ في وجهك
            … 
الغريب
 هم رسْمٌ تآكل
 ما انْقضى
 وَهبَ لوْنَهُ أسامِيَ
        … 
أُخرى
 وسمَّى الويْل
       … 
أبْجدياتٍ. هُمْ جرَّدوا دواخِلك
 من عطش المُريد
 ساوموا في نبضِك
 شغب الصِّغار
 وحاصروا المُهمَّشَ
 في إشْراقك. قايضوك يا عبد الشِّعر :
                       
ـ في وصف رحيب…لا يخبو
                      
ـ في أساطيرَ…لا تكسَفُ
                      
ـ في أهْواءٍ هائجة…لا تميل
                      
ـ في دَرْدارٍ…لا زهْرَ له. سفَّروا عن الأحلام
 كُرْهك للوطن المغْبون
 وشوقك لِميعة العطور
 أللا مُسمّياتِ…نحروها
                  
والجنونَ استوْطنوه. تخيلوا في فَتْحِكَ
 أوْزاراً إنْ هو إلا الخلاصُ..
           
كاشفوا لغْوك
           
سيَّجوا عَبَقَك
           
مزّقوا صبرك
               
أللا محدودُك شطَّروه.
… 
هم غرّبوا العناوين
 والمنافي توَّهوها؛
 كلُّ المقامات
 طوَّحوا دروبها
 وإلى الخَذْلِ… سار قدرك!! عصاكَ القلب، يا شقيُّ
 وفي مدائنهم تهشَّمتْ
                     
ذاتك،
                     
انْتزعتْ سُكْرها
                     
وانعكستْ… ظِلاًّ
                         
للسكون. ألّذين نجّسوها
             
باهروا حُسْنَها
                          
و أَجهزوا توحَّدتْ…فانْكتبتْ
     
باللامَقول
 إنخطفتْ… فامَّحَتْ
     
باليقين
 أشاعتْ ذِكْرياتِ الرذاذ
    
من فجرٍ
    
بَهيمٍ
 واحْتشَدتْ في صفٍّ
 تُرتِّقُ اللقاءَ
 وتَخيطُ من الشموس
 أقداراً أخرى!! رحيقها المتجدد
       
يغتبط
       
يستلقي
       
يفيض
       
يقتات
 من جميل اللغات،
 وصوتها الضّمِئُ
          
يستحْيي
          
ينصهر
          
ينفخ
          
يشتاق
 لِصخَبِ الأنّات.
… 
وأنتَ
 إذْ تحُدُّك الأنقاض
 لا تسمع من
 تفاصيل الحكايات
 إلاّ انشطار الفِتنة،
 فَهُمُ الغُرباء
 من شَطْحٍ غائر.. يأْتونْ
 شراراتهمْ،
        
أنتَ سيدها
        … 
والهباء
 إشاراتك،
       
هُمْ نُسّاكها
        … 
والولاء. أيا شقيُّ، لا تغْضب
 إليك
 الفهمُ لا يسري
 والدَّهَشُ
 بكلِّ الأصباغ انكتبْ. تَدينُ للإملاء
 تسقي أحلامك
 من ريِّ الخَطلْ،
 تحِنُّ للحيرة
 وتأْتي كما النُّبوءةُ
       
لا تفكُّ الألغاز
              
لا موتَ آخرَ تصنعُ
                      
لا جديدَ فيكَ غير العتبات!! هُمْ حنَّطوا لهَبَك
 ومن خَلَلِ الضِّياء
 فجَّروا وقتاً للعجب. كيفَ صادقوا الكذِب؟
 كيف شيَّدوا سُحب العماء،
 كيف غامروا
 كيف دمَّروا
           
بُرْجَ الإغواء؟
 أنتَ أدْرى… أنت أدرى
 هُمْ غَلِطوا… هم أخْطأوا
 أبداً ما أدركوا
          فِقْهَ السَّناء !!
 
إنتهى.
 
 
*********************
تمَّ النصّ ب پيرپينيان/فرنسا في أبريل/نيسان 2011
 *************************************

 ـ ذ. جواد المومني شاعر مقيم في فرنسا يخص قراء مدونة سيدي سليمان  بقصائد من شعره، تحية له

حول التعليم والإضرابات في قناة Medi 1 sat


حول التعليم والإضرابات في قناة Medi 1 sat
**********************
مصطفى لمودن
قدمت قناة Medi 1 sat  برنامجا حواريا حول مشاكل التعليم في المغرب ليلة الأربعاء 8 ماي، بقدر ما كان النقاش صريحا فقد طغت عليه مسحة سياسية رغم عدم التصريح بذلك، فممثل نقابة حزب الاستقلال لم ينسلخ عن توجه  حزبه المشارك في الحكومة والذي يتحمل مسؤولية تاريخية في تأزيم وضعية التعليم في المغرب منذ غير المأسوف عليه عز الدين العراقي وما قبله، ورغم محاولات النقابي عدم المس بالشغيلة التعليمية وإظهار نقابته كأنها مدافع عن مصالح العاملين بقطاع التربية الوطنية، لكنه وقع في منزلقات من قبيل تلفيق اتهامات للمضربين والمحتجين حول علاقتهم بأجندة خاصة ربطها بحركة 20 فبراير، كما دعا بشكل صريح إلى إصدار قوانين تحد من الإضراب، والغريب أنه أشار إلى "الحريات" المتوفرة الآن عكس زمن سابق كان فيه الحديث ممنوعا حول السياسة وقد ذكر بالحوادث المترتبة عن إضرابات 1979 وهو يتحدث عنها بفخر كأن نقابته هي من كانت تدعو إلى ذلك، بينما العكس هو الصحيح فقد كانت نقابته حينها ضد كل أشكال الاحتجاج.. غيبت القناة المعني الأساسي بالموضوع وهو رجل التعليم، خاصة العاملين في القطاع المدرسي وبالخصوص المصنفين في السلم التاسع وقد أخذ الحديث عنهم وقتا مهما، رغم قيام القناة بربورتاج مصور من داخل اعتصام لهؤلاء المدرسين بداخل مقر نقابة بالرباط.. أما ممثل نقابة العدالة والتنمية كضيف ثان فقد حاول باستمرار الدفاع عن دور النقابة ولو كانت ضد مصلحة رجال ونساء التعليم كما أشارت إلى ذلك منشطة البرنماج في سؤال مباشر موجه إليه.. من جانبه محمد أكنوش رئيس فدرالية جمعيات آباء وأمهات  وأولياء التلاميذ فقد حاول شد العصا من الوسط مع ميل طفيف نحو دفاعه عن مصلحة التلاميذ والمدرسة العمومية، حيث ركز على عدم إتمام المقرر الدراسي وضعف جودة التحصيل وانكباب بعض رجال التعليم على تقديم دروس خصوصية في تفان أكثر عما يقومون به في شغلهم الأصلي.. لكنه أشار كذلك إلى تفهمه لمطالب المشتغلين بالتدريس، ثم رد على ممثل نقابة حزب الاستقلال مختلفا معه حول اتهامه للمحتجين بالاشتغال وفق أجندة خاصة في إشارة إلى حركة 20 فبراير… غير أن أهم مشارك في البرنامج والذي ظهر كالحكيم وسط  كوكبة الضجيج هو عبد اللطيف اليوسفي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة بني احسن وممثل الوزارة في الحلقة، وقد دعا إلى تضافر كافة الجهود لرعاية المدرسة العمومية مادام التعليم الخصوصي لا يمثل غير 6%  من التلاميذ الممدرسين، كما قال إن المقررات الدراسية قد استكملت أو في طريقها إلى ذلك حسب تقارير المديرين والنظار والمفتشين، وتأخير أسبوع على موعد الامتحانات الإشهادية أتاح فرصة لتدارك كل النقائص، ونوه بمجهودات المدرسين والمدرسات وانخراطهم الإيجابي في الرقي بالتعليم، وأبدى تفهمه للاحتجاجات إلا فيما يخص مقاطعة حراسة الامتحانات، وأضاف بأن مطالب المصنفين في السلم التاسع لها مبرراتها وهي في الطريق إلى الحل سواء عبر اتفاق 26 أبريل أو ما يمكن أن يأتي فيما بعد، ولم يغلق الباب من أجل تدارس مختلف المشاكل العالقة وهو يتحدث باسم وزارة التربية الوطنية..  
في نفس الوقت كانت تعرض القناة عبر شريط متحرك على الشاشة مختلف التساؤلات وردود الفعل من مشاهديها حيث تتوصل بذلك عبر رسائل هاتفية، وقد تضاربت الآراء حول جودة التربية والتعليم ومسؤولية المكلفين بذلك على مختلف الأصعدة، وحضرت بوضوح مطالب رجال ونساء التعليم، وقد كانت تستعين منشطة البرنامج بطرح تساؤلات مستمدة من بعض تلك الرسالة، لكن ظهر أنها غير ملمة بمختلف إشكالات التربية الوطنية، بحيث لم تطرح مثلا تقييما لمختلف المجالس التي أصبحت تعرفها المؤسسات التعليمية وخاصة "مجلس التدبير"، وكذلك أسباب توقف إتمام برنامج" مدرسة النجاح" في جانبه التجهيزي، بحيث اكتفت الوزارة في السنة المنصرمة بمد المستوى الأول ببعض التجهيزات والوسائل البيداغوجية.. أحيانا كان يحس المشاهد كأن الصحافية فقط تكتفي بالتقاط ما يروج حول الموضوع في بعض وسائل الإعلام.   

أربع نقابات تعليمية بسلا تطالب بمقاطعة بيداغوجيا الإدماج


أربع نقابات تعليمية بسلا تطالب بمقاطعة بيداغوجيا الإدماج
 
سلا: عبد الإله عسول   
 
أصدرت كل من المكاتب الإقليمية للنقابات الأربع (النقابة الوطنية للتعليم CDT والنقابة الوطنية للتعليم FDT والجامعة الوطنية لموظفي التعليم UNTM والجامعة الوطنية للتعليم UMTبيانا عقباجتماعها الاستثنائي لتدارس مشاكل نساء ورجال التعليم حول بيداغوجية الإدماج، طالبت فيه بمقاطعة بيداغوجيا الإدماج إثر توصلها بعرائض في الموضوع من الشغيلة التعليمية وبالنظر إلى عدد من الأسباب إدارية وتربوية، منها:
 -غياب رؤية موحدة في الفهم والتنزيل نتيجة لسوء التكوين والتأطير.
 - الشرخ التربوي الحاصل بين محتوى الوضعيات من جهة والموارد والتعلمات من جهة أخرى.
-الطابع التقني المعقد للمذكرة 204 لاتخاذ قرارات الانتقال من مستوى إلى آخر وتغليب الجوانب الكمية على الجوانب الكيفية.
-حذف حصص الدعم التربوي الدوري بصفة نهائية .
-الإجهاز على مبدأ تكافؤ الفرص عند تقويم المتعلمين .
-استيراد بيداغوجية الإدماج بعد ثبوت فشلها في العديد من البلدان .
-عدم ملاءمة و انسجام المناهج و مقتضيات المذكرة 204 .
     ــــــــــــــــــــــــــ 
 المدونة: ومعلوم أن هذه البيداغوجيا قد فرضتها الوزارة من جانب واحد، وخصصت لها أموالا طائلة، سواء من أجل التكوين أو توفير العدة اللازمة خاصة الكراسات التطبيقية، لكن إنزالها إلى أرض الواقع يثير مشاكل كثيرة، منها أوراق التفريغ، تعقد تقويمها، صعوبة إدماجها مع نقط المراقبة المستمرة ونقط الامتحانات الإشهادية وفق معادلة معقدة وطيلة… كما أن جل الوضعيات المقترحة بشكل موحد على المغرب بأسره لا تساير واقع التلاميذ وأحيانا مستواهم المعرفي والعمري… بينما كان من اللازم أن تكون بعض المواد الدراسية هي "المدمجة" فعلا، كمواد التفتح، عبر توفير الوسائل التعليمية وضمان الانتقال إلى وسط طبيعي للاطلاع والتطبيق… 
ــــــــــــــــــــ     
 
نص البيان

ندوة "الشباب والتحولات المجتمعية بالمغرب" بسلا


ندوة "الشباب والتحولات المجتمعية بالمغرب" بسلا
جانب من الندوة
سلا: عبد الإله عسول
استأثر ‘مفهوم الشباب’ و’حركة 20فبراير’ باهتمام كبير خلال تقديم العروض وأثناء فترة المناقشة التي شهدتها الندوة الوطنية في موضوع "الشباب والتحولات المجتمعية بالمغرب "التي سهر على تنظيمها فرع سلا للجمعية المغربية لتربية الشبيبة، عشية السبت 4 يونيو الحالي بالقاعة الكبرى للعمالة، تخليدا للذكرى 55 لتأسيس الجمعية، بمساهمة محمد رزين، محمد الساسي، إدريس بنسعيد.
في مقاربته لموضوع الندوة، سجل محمد زرنين أستاذ باحث في علم الاجتماع ومشرف تربوي  بقوله " أن هناك مؤشرا أساسيا عرفته المجتمعات العربية بما فيها المغرب، وهو المتمثل في الانتقال من مواسم الهجرة للشمال – فيما عرف بالحريك – إلى مواسم إحراق الذات – في إشارة لما أقدم عليه المواطن التونسي البوعزيزي-على اعتبار أن إحراق الذات هو بمثابة إدانة لأوضاع اجتماعية غير محتملة، وعودة للإرادة ولوفي معناها التراجيدي بما تعنيه هذه الأخيرة من شجاعة نادرة .."
أما محمد الساسي أستاذ جامعي باحث بكلية الحقوق (جامعة محمد الخامس) وقيادي بالحزب الاشتراكي الموحد، فقد تطرق لموضوع "حركة 20فبراير –المفهوم والدلالات"  مقسما عرضه إلى قسم أول سعى فيه إلى تقديم قراءة في عوامل النشأة والميلاد للحركة وقسم ثاني تحدث فيه عن القيمة المضافة السياسية لها.
وبهذا الصدد أشار الساسي" إلى أن حركة  20فبراير، جاءت نتيجة ما أسماه –الهجرة الثلاثية السياسية للشباب – أولها هجرة إلى النضال داخل أحزاب اليسار والمنظمات الطلابية، ثم إلى الحركات الاسلاموية خصوصا العاملة بالحقل السياسي، قبل أن يهجر إلى المجتمع المدني والشبكة العنكبوتية "
وبخصوص القيمة المضافة للحركة، قال الساسي "إن هذه الأخيرة تعبير عن بداية ظهور نخبة جديدة، وعن الشارع كفاعل سياسي، باستعمال لغة بسيطة ومباشرة، ومطالب تنشد الحكامة الجيدة ومحاربة الفساد، وتسعى إلى ترسيخ السلوك المدني بما هو مزج بين الحقوق والواجبات.."
بدوره قال إدريس بنسعيد أستاذ علم الاجتماع بنفس الكلية "إننا نتحدث عن حدث شبيبي ومجتمعي لازال قيد التشكل "، مفضلا الكلام عن دينامية عوض حركة، هذه الدينامية – يقول بنسعيد- التي كشفت عن عطب كبير تمثل في الفراغ السياسي الكبير المتمثل في تقلص رقعة العمل السياسي الحزبي، كما كشفت عن توازي خطابين الأول رسمي وحزبي والأخر منبثق من المجتمع المدني..
ووقف ذ. بنسعيد "على الأفق المعلن لهذه الدينامية من خلال المطالب التي رفعتها ومنها – محاربة الفساد بكيفية مشخصة تحيل إلى أشخاص ومؤسسات بعينها، الانتقال إلى دولة المؤسسات، بناء دولة الحق والقانون…"
كما ذكر نفس المتحدث "بأن هذا الحراك الشبابي جاء في سياق أنهت فيه لجنة الجهوية الموسعة عملها، أعقبها  الخطاب الملكي ل9مارس، الذي أكد على إعادة مراجعة الوثيقة الدستورية وتكييفها مع مطالب الإصلاح.."
من جهة أخرى أبرز المتدخل "أن الشباب مابين 18 إلى 32 سنة، يعتبر فئة مقصاة من العديد من المؤسسات، كمؤسسة الشغل، الزواج، الحياة السياسية، الحق في التعبير…"
معتبرا "شباب 20فبراير الذي خلق هذه الدينامية هو بمثابة طليعة تقع على عاقتها مسؤوليات كبيرة، إن على مستوى التنظيم، تحديد سقفها السياسي، والحفاظ على استقلالية قرارها.."