أيام حقوقية بإعدادية السمارة بسلا
سلا: محمد الثاني إكزارن
احتضنت الثانوية الإعدادية السمارة بسلا أياما حقوقية نظمها نادي المواطنة و حقوق الإنسان بتنسيق مع جمعية أمهات وآباء و أولياء التلاميذ أيام 10 و 11 و 13 دجنبر 2010، وشارك فيها عدة فعاليات حقوقية وجمعوية وصحفية.
و قد شملت الأنشطة تنظيم ندوة في موضوع " التربية على حقوق الإنسان مدخل للارتقاء بالمدرسة المغربية " من بين محاورها مفهوم حقوق الإنسان، النشأة و التطور، وحقوق الطفل بين التنظير وإكراهات الواقع، بسط عناصره الاستاذ بوشعيب ذولكفيل من المجلس الاستشاري لحقوق الانسان. أما أحمد أوبلوش باسم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فقد استعرض طرائق تنشيط أندية حقوق الانسان في المدرسة المغربية. الإعلامي حسن بو يخف من جريدة التجديد انصبت مداخلته على حقوق الطفل في وسائل الإعلام، محمد الخيتر الناقد السينمائي و الفاعل الجمعوي باسم مركز التوثيق التربوي بالأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين، فقد تركز عرضه على " دور التربية على حقوق الإنسان في الارتقاء بالحياة المدرسية".
وجاء في مداخلات المشاركين أنه لا يكفي الإقرار بالحقوق فقط وإنما ينبغي تفعيلها على أرض الواقع لما للمدرسة من دور في إشاعة ثقافة حقوق الإنسان والتربية عليها من خلال تأهيل المدرسة والفاعلين التربويين والشركاء ، والعمل على وضع آليات للتفعيل والتنسيق والتتبع والتقييم، مع تعزيز تنمية ثقافة حقوق الإنسان في المدرسة المغربية في أفق الارتقاء بها، كما دعا المشاركون في الندوة إلى ضرورة تكوين فهم مشترك للمبادئ الأساسية والمنهجيات الخاصة بالتثقيف في مجال حقوق الإنسان واستغلال البرامج الحالية للتربية على حقوق الإنسان، رغم وجود بعض الإكراهات والنقائص التي لا تساعد في كثير من الاحيان على إشاعة ثقافة حقوق الإنسان، كاضطراب المرجعية الحقوقية، إضافة إلى أن الكتب المدرسية لا تزال تتضمن قيما منافية للتربية على حقوق الإنسان، ومع ذلك يرى المشاركون في الندوة أنه لا بد من تسجيل بعض المكتسبات كإقرار اتفاقية شراكة و تعاون بين وزارة التربية الوطنية، وبعض منظمات الحركة الحقوقية والتي تهدف إلى إعداد برامج وأنشطة للبحث والتوعية والتكوين وتنمية نوادي حقوق الانسان بالمؤسسات، وتوسيع شبكتها عبر برامج وأنشطة تربوية متنوعة إضافة الى توقيع عدة شراكات للنهوض بالتربية على حقوق الإنسان.
و صبيحة يوم السبت 11/12/2010 استضافت المؤسسة التعليمية الثانوية الإعدادية "السمارة"الكاتب العام للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان الأستاذ بوبكر لركو وأمال الإدريسي الشرفي وكذا ممثلتين عن المفوضية السامية للاجئين، وقد تناولت العروض المقدمة التعريف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وبالمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، والشراكة بين المنظمة والمفوضية السامية للاجئين، ثم أدوار ومهام مراكز المساعدة القانونية بكل من الرباط ووجدة، كما تم التعريف باتفاقية اللاجئين لسنة1951 ثم البروتوكول الملحق بها لسنة 1961، اللجوء، أسبابه عبر العالم، وضع اللاجئين في العالم، اختصاصات المفوضية السامية.
كما عرض بالمناسبة شريط بالرسوم يهم كيفية طلب اللجوء، ثم ثلاثة أشرطة أخرى قصيرة من إنتاج المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، فيلم يعالج ظاهرة الأطفال المشردين واستغلالهم جنسيا ومخاطر ذلك، الفيلم الثاني "إلى أين؟" تناول وضعية الإسرة التي لا معيل لها وانعكاسات ذلك على حياة الأطفال، الفيلم الثالث" الجنود الصغار" تعرض للعنف في التلفزة، العنف في المدرسة وأثر كل ذلك على مسار الطفل، المناقشة كانت غنية وهادفة عكست وعي التلاميذ ومدى استيعابهم لمضامين المداخلات والعروض والأشرطة.
إضافة إلى ذلك تم تنظيم ورشتين أطرها عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان خديجة عنان وعن الجمعية المغربية لتربية الشبيبة بسلا حسن بنزلا وسعيد زيبوط تناولت الحقوق عامة وحقوق الطفل خاصة، الحق، الواجب، المسؤولية أين تبدأ؟ وأين تنتهي ؟ … كما عرفت المؤسسة خلال الأيام الحقوقية أنشطة بيئية ومعرضا للكتب الحقوقية ساهمت بها المنظمات والهيئات المشاركة في الندوة والتي تم تحويلها إلى مكتبة المؤسسة، إضافة إلى تنظيم معرض بإنتاجات التلاميذ في مجال حقوق الإنسان.
وتوجت الأيام الحقوقية بتنظيم زيارة للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالرباط ، شارك فيها خمسون تلميذة وتلميذا رفقة مؤطريهم، قدم خلالها الاستاذ بوشعيب دولكيفل عرضا تناول فيه تنظيم ومهام المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، الشأن والتكوين، المجال، الاهتمامات والاختصاصات: الشروط الفردية الضرورية لاختيار أعضاء المجلس، تركيبته، الصفة الاستشارية، الاستقلالية الإدارية والمالية، إعداد تقرير سنوي حول وضعية حقوق الانسان بالمغرب، إصدار توصيات بخصوص ملاءمة النصوص القانونية الوطنية للاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب، دراسة حالات الانتهاكات التي تطال حقوق الانسان، تقديم توصيات بشأنها للجهات المعنية، المساهمة في نشر ثقافة حقوق الانسان.
سلطت من جهتها نزهة البرنوصي مسؤولة بالمركز المغربي لحقوق الإنسان الضوء على مهام المركز واختصاصاته ودوره في إشاعة ثقافة حقوق الإنسان من خلال ما يصدره المركز من كتب وإصدارات ووثائق تخص مجال حقوق الإنسان وعمل المجلس ومنجزاته في هذا الصدد.