السبت، 15 مارس 2008

قصة: لكل لعبة قانون


قصة:    
لكل لعبة قانون
 
 
منذ قرّرْنا نـحْن أطفال حيّ الرحمة تكوينَ فريقٍ لِكرة القدَم ونـحْن نُجري مقابلاتٍ حماسيةً في الملعب المجاور لحيّنا، ننتظر بشغف حلول يوم العطلة الأسبوعي، أو أي عطلة أخرى… بعد الانتهاء من كل الواجبات الدراسية وبعض الأعمال الأخرى التي يقوم بها بعضُنا لصالح الأسر… نُسرع جميعا إلى الأرض الخلاء المجاورة للحي، نُعَينّ ُمكان المرمى بأحجارٍ بارزة، نُقسّم العددَ الحاضر منّا إلى فرقينْ ِونَشرَعُ في التنافُس إلى أن نُـحسّ بالعياء قَدْ هَدّ أجسادنا الصغيرةَ، نَعْتبرُ ذلك تدريبا شاقّا اسْتعدادًا لكل تنافُسٍ مُــحْتمَلٍ مع فِرَقِ المدينة، رغم التّعَبِ لا نرْغَبُ في ترك المكان والكرة…
 
قلتُ الكرةَ؟ 
 
هل تعرفون كيف حصّلْنا على كرة؟ 
 
اقْتنَيْناها بالتّشارك فيما بيننا، كلّ طفل له رغبة في اللعب أحضر بضعة دراهم، وهكذا اقتنينا كرةً نَـمْلكها جميعُنا، نَلْعب بها كلُّنا، اتّفقْنا أن نستعملها بَعْدَ حُضور أغْلبِ أعضاءِ الفريق المُشاركِ في أيّ موْعد نتّفِق عليه.
 
آخِرُ كرةٍ اقْتنيْناها لم تَدُمْ طويلا، فقد تـمزّقت من كثْرة الرَّكْل والرّفس، بَقينا بدون كرة. في صَبيحةِ يوْمِ العُطلة الأسبوعيّ حَضَر إلى حيّنا أطفالٌ من حيّ الوحْدة المجاوِر، بدوْرهم كوّنوا فريقا يلْعب كرةَ القدم، كُلّ فرَق الأحْياء بالمدينة تَـهابُنا، لدينا فريقٌ قويٌّ، ولاعبون مَهرَةٌ… كلما لعبنا مع فريق نَنْتصرُ عليه.
 
عَلِمَ أطفال حيّ الوحدة المجاور لِـحيّنا أنّنا أصْبحْنا بدون كرةٍ، ولم نجمعْ بَعْدُ نقودا لشراء أخْرى، عَرضُوا عليْنا أنْ نَلْعب معهم، أن نُـجْري معهم مقابلةً في كرة القدم، وذلك في الملعب المجاوِر لـحيّنا، لكنّهم اقترحوا علينا شروطا غايةً في الغَرابَة…
 
بما أنهم يعرفون قُوّتنا، وهم مُتيَقّنون مُسْبَقًا أنَّ مرماهم ستدخُلُه الكرةُ عِدّةَ مرّات، وبما أنّــهم يتوفرون على كرة ونـحن لا نتوفر عليها، فقدِ اعْتقدوا أنفُسَهم في موْقعِ قُوّةٍ ليَفْرضوا عليْنا ما يريدون، حتى يـحقّقوا نصْرا على فريقنا، كَمْ تَـمنّوا أن يَنالوه، سيَظلّون يفْتخرون به طول الوقْت.
 
فماذا اقترحوا؟ 
 
لقدِ اقترحوا أن يُغيّـروا قانون لُعبةِ كرة القدم لصالـحهم، حيْث من حقهم لَـمْسُ الكرةَ باليد وحَـمْلها والجريُ بها! ونحن لا يَـحقّ لنا ذلك، ليس من حقّ حارسِ مرمانا اعتراضُ الكرة بيده! يُعيّنون حَكَمًا مِنْ اختيارهم! إذا أخْرجوا الكرةَ مِنَ الملعب يُـمْكنهم تسلّمها مِن جديد! أما نحن فنردها لهم!…
 
قالوا هذا والكرةُ بين ذِراعَيْ أحدِهم، يُشيرون إليها ويعتبرونها أداةَ قُوّتهم…
 
مِن جانبا رفضنا كل هذه الاقتراحات، قلنا لهم أن للعبة قانونا عالميا يجب أن يـحْترمه الجميع، لا يمكن أن نلعب معكم دون قانون عادل، يحترمه الجميع ويوافق عليه الجميع، قلنا لهم كذلك أن ما تقترحونه يسمى قانون الغاب، كأننا في غابة تسكنها الوحوش، القويّ فيها يفرض قانونه على الضعفاء، ليفعل بهم ما يريد، هذا ليس عدلا، لا يمكن أن نلعب معكم بهذه الطريقة…
 
ارتفعت الأصوات من الجانبين، كَثُرَ اللّغط، بدأ يطل بعض الكبار من نوافذ منازلهم، لقد تحول حوارنا إلى ضجيج يزعج، لم يعد حوارا بل خصاما…
 
هل سنتحول من فريقين يريدان لَعب كرة القدم إلى ما يُشبه جيشين متناحريْن؟
 
وإذا بأستاذنا إدريس يـمرّ بـجانبنا، لفت انتباهه صياحُنا وتدافُعنا، اقترب منا، هَدَأْنَا جميعُنا، كلّنا نعرفه حتى أطفالُ حي الوحدة، منهم من يتعلم عنده بالمدرسة القريبة، أو سبق أن درّسه، أو على الأقل يعرفه، فهو مدرس يحترمه الجميع…
 
كدنا نتفرّق كل واحدٍ إلى حال سبيله، لكنه استوْقفنا فاستجبنا جميعا لأمره، حكيْنا له عن سبب إثارة صخبنا الذي أثار انتباه الكبار من داخل منازلهم.
 
فقال: ـ إن لكل لعبة قانَونها الذي يجب أن يعمل بمقتضاه الجميع، ولا يكون أيّ قانون عادلا، ويحترمه الجميع، إلا إذا تـمّتِ الموافقةُ عليه من طرف الكل، ولا يحس أي طرف أنه متضررٌ عُنْوَةً مِن وضْع هذا القانون، إلا مَن أصرّ على مُـخالفته، حينها يكون قد وَضَعَ نفسَه في موْقع من يجب أن ينال عِقابا حسب نوع المخالفة… كلّكم تعرفون رَكلةَ الجزاء، إنها عقوبة ضد الفريق الذي ارتكب خطأ فادحا أمام مرماه، أو منع بطريقة غير قانونية خصمه من تسجيل هدف. 
 
أما رغبة أطفال حي الوحدة في الانتصار حسب قوله، فذلك يقتضي شيءً آخر، وهو الاستعداد والتدريب، وإجراء مقابلات متعددة حتى يقع الانسجام بين جميع عناصر الفريق، وبعدها يُـمْكنكم أن تنتصروا، ويكون لانتصاركم طعمٌ صادقٌ، بِدون غِشّ أو إكراهِ الخصْم بالقوة غير المشروعة على الانهزام، إن ذلك لن يسمى انتصارا حقيقيا، وإذا كانت الكرة الآن تعود لملكيتكم ـ وهو يتوجه بالحديث إلى أطفال حي الوحدة ـ ففي وقت لاحق ستتمزق بدورها، وتصبحون أنتم كذلك بدون كرة، حينها قد يكون فريق الرحمة قد توفر على كرة جديدة، يمكنهم بعدها أن يشركوكم معهم في اللعب، على أي لن ينسوا معروفكم تـجاههم، لكن عليكم جميعُكم ألاّ تنسوا مراجعة دروسكم…
 
      أنْصتنا باهتمام لحديث الأستاذ، وقد اقتنع كل الأطفال بما قال، وبذلك عرفنا أن القانون العادل حينما يوضع يجب أن يحترمه الجميع، ولا يتم تغيير بنوده إلا باتفاق الجميع…
      غادَرَنا الأستاذُ بعدما اختار لنا من بين الأطفال حَكَمًا يُشْهَد له بالصّدق والأمانة والاطّلاع على قانون لعبة كرة القدم.
                          مصطفى لمودن




ملحوظة: إن أي إبداع كيفما كان مستواه، هو نتيجة جهد مضن من طرف منتجه، على الأقل يجب الحفاظ على حقوقه في نسب كل إبداع إلى صاحبه.

رجاء: أتمنى أن يشاركني هذا الركن الخاص بالطفولة رسام يوشح النصوص برسوماته، ويوقعها باسمه طبعا خدمة للطفولة.

تَكفيه سُبُلُ المَجدِ للعَطشِ الأخير


           تَكفيه سُبُلُ المَجدِ للعَطشِ الأخير 
      « وَلِي مَنْطِقٌ لمْ يرضَ لِي كُنْهَ مَنْزلِي 
                                      عَلى أنّني بيْنَ السِّمَاكَيْن نازِلُ»
                          ـ المَعرّي ـ 
                     
 
                    dsc005
             شعر: الأستاذ جواد المومني ٭ 
   ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 كما أن للرحيل عُثورًا آخرَ، سأقِيمُ
 ـ مُتناقِضًا ـ بيْن فَلاةِ الفَصْمِ
 وشَتْلاتِ المُهمّش
 كما أن للمُرّ حَلاوةَ الحُلُمِ
 ـ أرجوك ـ سَعْني في دَمَارٍ
 يُحاور فيه الرّقصُ ظِلاًّ
 أشاءُ له الحَزَن…
 فما أجَْبَرني على حُلُمٍ آخَر،
 غيْرَ ثِقةٍ مُتنكِّرةٍ، إليَّ تحفُلُ في جَلْبَهْ
 وساهمةً،
 مُحمَّلةً بعيون المَعَرّي، تنفُشُني ـ يا رَهينُ!ـ 
 وتُنزلُني إلى بُرُوقِ الرّفاقْ… هؤلاء الّذين أسدلوا مَرَارةً على يميني…
   … وطِينًا مَأزومًا تَعَمْلَقَ
 واسْتَوْطَسَ مَرَّغوهُ على الشّمالْ!
 وكانَ أنْ خَسرْتُ الصُّورةَ،
 خسرتُ القادمينَ إليها، 
 خسرتُ كلَّ الألواحِ والأمْواجِ وما خسرْتُ:
 رُكْنَ العناكبِ الوَهِنِ
 أو دُخَانَ الهُبوبِ الأوَّلَ
 ولا رمادَ النُّصُوصِ النَّاريَّة التَّليدْ.
 تَمَفْصَلَ العجبُ، السّببُ، اللهبُ
 تَخنْدقَ« الصَّاحُ » جِسْرًا لوحْدهِ، ما اعْتلاهُ
 غيْرُ سحابِ المَجْدِ، غائبًا تراهُ ولا يراكَ
 بالعينيْنِ، مكانًا هَمَى على الطَّمْعِ، ومِنْ سَحيقِ
 الزّمان خَلَّدَ روحَه، فَجْرَهْ!
   كان يعدلُ ويُعْرِضُ،
 كان يَخُصُّ…
 تَنْتَظِمُ فيه خَمْرَةُ الذّات
 بِهَوْلِ العَتباتْ،
 حَدًّا للسَّماء، فَجَّرَتْهُ انعكاساتُ المُثُلِ،
   عيّنةً، لا يجودُ بها الذَّوْقُ إلا مِنْ دِنانِ الحُدُوسِ؛
 تَعرّى، إلا مِنْ وَشيجَةِ أبي الطّيّبِ؛
 تعالى، حَدَّ بُكاءِ الحمَامْ.
 تكفيه سُبُلُ المَجْدِ للعَطَشِ الأخيرْ، تكفيهِ، 
 تكــــــــــــــفيــــــــــــــــــــــــــــــــهْ.
 تكبَّـــــــــــــرْ سَيِّدَ الرَّائينْ
 تمـــــــــــزَّقْ عَنْ جُبَّتِكَ الحَلبيَّهْ
 مَنْ تَجلَّى في خُلْوَتِه وانْبَرى لِلُّجَّةِ كابِحًا
 تموْضَعْ في الإشارةِ…
 وحْدَها نورٌ يتوَتَّرُ جَهرًا
 وحدها تبْجيلٌ للسّيّد الشّعْر
 وحدها هَلْوَسةُ الحَكْي…
 وعَبْرَ حيطانِ الأرْض الشّامخةِ
 تَنزَّلتْ علاماتُهُ الزّرْقاءْ:
                        أعْمِدةً
 بارعةَ العُلا
 تَبْنى الضّياءَ
 ترُصُّ طفولةً غَصَّبَها الوالدُ!
      (كَمْ غضَبٍ حَنَّطتْ هَذي العظامُ الثّاويَهْ!)
                     مُثقلةً
   بصوْلةِ الكَفّ
   تُجْهدُ الرّوحَ مِنْ فرارٍ إلى قرارٍ
                    آثِمةً
 مِنْ وزْنِِ الحرَكهْ
 تُسلسِلُ الجَلِيَّ وتَذُمُّ الكَشَفْ!
                   رائعةً
 من لَهْفةِ الوَرْدِ لأُخْدود السّماءْ
 فيا رَهينُ؛
 هَبْ لي مِنْ ها الرّحيل عُثورًا 
 يكون الحُلْمُ إليْه عُبورًا
 في جهْلِ الدُّجى بِلوْنِ الرَّحيلْ
 
 
          تم في : 13 أبريل 2001
ــــــــــــــــــــــــــــ
٭ الأستاذ جواد المومني شاعر مدرس للغة العربية بإعدادية عبد الخالق الطريس، كما أنه معروف بنضالاته السياسية والحقوقية والثقافية، وهو يقيم في سيدي سليمان…

الأحد، 9 مارس 2008

من أجل المساواة في جميع المجالات وبدون تحفظات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تصدر بيانا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة


من أجل المساواة في جميع المجالات وبدون تحفظات
   الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تصدر بيانا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
 
     تحث شعار “من أجل المساواة في جميع المجالات وبدون تحفظات” أصدر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بيانا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس 2008)، تعميما للفائدة نعرضه كما توصلنا به.
    يحتفي الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان باليوم العالمي للمرأة. وفي إطار متابعته للوضع النسائي بالمدينة يسجل استمرار واقع التردي وانتهاك حقوق المرأة على مستويات عدة:
   ـ الحق في الصحة:
 + تدهور الخدمات الصحية، وضرب مجانية التطبيب مع حرمان النساء من حقهن في العلاج والصحة والإنجابية.
   ـ الحق في التعليم:
 + حرمان عدد كبير من الفتيات من حقهن في متابعة الدراسة بسبب غياب دور الطالبات، ناهيك عن استمرار ظاهرة التمييز في الحق في التعليم بين الفتيان والفتيات مع ارتفاع نسبة الهدر المدرسي.
-        الحق في السلامة البدنية:
+ تفشي الجريمة والاعتداءات الجسدية ضد النساء من طرف المجرمين والمنحرفين نظرا لانعدام الأمن بعدة نقط بالمدينة.
-        الحق في الشغل:
 + ارتفاع نسبة البطالة وسط النساء
  + إغلاق مجموعة من الوحدات الإنتاجية بالمدينة مما أدى إلى تشريد عدد هائل من العاملات.
   + الاستغلال الفاحش للعاملات الزراعيات دون احترام لمقتضيات مدونة الشغل على علاتها.
   + ويسجل الفرع المحلي بشكل خاص عدة خروقات شابت عملية تسجيل النساء للعمل في حقول التوت باسبانيا تمثلت في:
   * وضع شروط تمييزية لا تحترم العهود والمواثيق الدولية.
   * تعامل حاط بالكرامة الإنسانية مارسته السلطات المحلية أثناء عملية التسجيل، إضافة إلى الزبونية والمحسوبية.
   + تنامي ظاهرة الفقر مع غياب فرص التشغيل مما أدى إلى:
    * اضطرار بعض النساء إلى اللجوء للدعارة، أو الهجرة السرية…
وعليه فإن الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يطالب ب:
1/ تحسين الخدمات الصحية وضمان الحق في العلاج.  
  
  
 
صور عن وقفة احتجاجية سبق أن نظمها فرع الجمعية أمام المستشفى المحلي
 
2/ توفير بنيات الاستقبال للتلميذات الوافدات من العالم القروي، مع تشجيع التمدرس.
 3/ ضمان الحماية الأمنية في مختلف أحياء المدينة.
 4/ توفير فرص الشغل.
 5/ تطبيق مقتضيات مدونة الشغل على علاتها، وتحمل مفتشية الشغل لمسؤوليتها المهنية لحماية المأجورين.
 6/ ضمان حقوق المرأة القروية في العيش الكريم تماشيا مع المادة 14 من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
 7/ القضاء على جميع أسباب الفقر، خاصة وسط النساء المعيلات للأسر.
   8/ محاربة جميع أشكال العنف ضد النساء.
    يحيي الفرع عاليا انخراط النساء محليا في الأشكال النضالية عموما، ويعاهدهن على استمرار النضال إلى جنبا إلى جنب حتى انتزاع كافة الحقوق، كما يحيي صمود النساء الفلسطينيات أمام غطرسة آلة الدمار الهمجي الصهيوني.
                        ودمتم للنضال أوفياء  
                     المكتب المحلي 7 مارس 2008

وقفة من أجل فلسطين


        وقفة من أجل فلسطين
 نظم فرع النقابة الوطنية للتعليم التابع للكنفدرالية الديمقراطية للشغل وقفة احتجاجية من أجل فلسطين، وذلك عشية الأحد 9 مارس 2008 في ساحة بلدية سيدي سليمان، تخللتها شعارات منددة بالمجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وبالمواقف المتخاذلة من قبل الأنظمة العربية التي لا تقدم المساندة الضرورية لشعب محاصر، وبالدعم الأمريكي المنحاز للكيان الإسرائيلي.  
   وقد سبق للفرع النقابي أن وجه نداء للهيئات المحلية الحزبية والنقابية والجمعوية ولعموم المواطنين قصد المساهمة من خلال الوقفة لدعم الفلسطينيين، من ضمن ما يذكره حسب نسخة حصلنا عليها:" أمام جرائم الإبادة التي يرتكبها العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. والتدمير الشامل للمقومات التاريخية والحضارية للشعب الفلسطيني. وإرهاب الدولة الصهيونية المدعومة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، وعملائها في المنطقة، والتواطؤ والصمت العربي والدولي الرهيب، وافتعال التوترات والأزمات في كثير من الجهات. والنزوع الامبريالي الصهيوني / الأمريكي إلى عسكرة المنطقة وبلقنتها للتحكم فيها" فقد تقرر تنظيم الوقفة المشار إليها، و"الاحتجاج ضد المحرقة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني" 
 
 
 
  
 
  صور عن الوقفة الاحتجاجية
 
ولوحظ من خلال الوقفة حضور ضعيف للمواطنين بالمقارنة مع حجم القضية، ربما يرجع ذلك لعدم تعود الناس على التعبير عن آرائهم من خلال الوقفات السلمية، بينما يفضل بعض الجمهور البقاء على الرصيف يلاحظ ما يجري، وهناك من يمر دون اكتراث، ربما يعتبر البعض أنه لا جدوى من مثل هذا الأمر الذي لن يؤخر أو يقدم في القضية الفلسطينية شيءً، ويلاحظ باستمرار أن نفس العناصر تقريبا من تتطوع بتنظيم مثل هذه الوقفات وتحضر ضمنها، فقط انضاف  هذه المرة غياب من يختلفون مع "توجهات" الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، كما لاننسى الضعف الإعلامي والتواصلي قبل انجاز مثل هذه الأنشطة، حيث لا يتم الإخبار بها على شكل واسع… ورغم ذلك فالخروج إلى الشارع للاحتجاج والتعبير عن موقف أو حاجةسلوك حضاري متقدم يجب أن يتم دعمه ولو تم من طرف فئة قليلة.
   مصطفى لمودن
 
تخبر المدونة أنها على كامل الاستعداد لتغطية مختلف الأنشطة  ذات البعد الجماهيري التي تنخرط فيها الهيئات المسؤولة والجادة

السبت، 8 مارس 2008

فلسطين تحتاجنا جميعا


            فلسطين تحتاجنا جميعا
      
 إن الشعب الفلسطيني يعاني حصارا غاشما خاصة على قطاع غزة، حيث يتعرض الفلسطينيون  لعقاب جماعي، داخل سجن مغلق اسمه غزة، بدون طاقة ولا حاجيات أساسية تكفل الحد الأدنى للعيش الكريم من دواء وغذاء ،  بل حتى الضفة الغربية بدورها تعاني الأمرين رغم مهادنة السلطة الفلسطينية هناك وإجرائها أحيانا لاتصالات ومفاوضات مباشرة مع إسرائيل بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أقال حكومة إسماعيل هنية التي فازت في آخر انتخابات حصلت فيها حركة حماس على الأغلبية…وبذلك دخل الإخوة الفلسطينيون في نفق مغلق، بعدما تم تنصيب حكومة جديدة بالضفة، بينما رفضت حماس الانصياع لقرارات الرئيس، واستمرت في تدبير أحادي الجانب لشؤون قطاع غزة الضيق جغرافيا والمكتظ سكانيا، مع مقاطعة واسعة من طرف جل دول العالم… في محاولة لدفع حماس إلى الاعتراف بدولة إسرائيل وتغيير سياستها، وهو ما ترفضه حماس إلى الآن رغم كل المحن، رغم تلويحها أحيانا بإمكانية الجلوس إلى طاولة الحوار مع الإخوة في الضفة. 
   قبل أيام فقط اجتاحت القوات الإسرائيلية قطاع غزة، مما أسفر عن وفاة مائة شهيد ضمنهم أطفال صغار، وجرح وتشريد العشرات، أمام أنظار العالم الذي لا يحرك ساكنا، بل إن مجلس الأمن وهو تحت رحمة الفيتو الأمريكي لا يستطيع حتى إصدار بيانات الإدانة في حق الهمجية الإسرائيلية، حيث تم إقبار مشروع في ذلك تقدمت به ليبيا، كما تفعل مع كل المشاريع التي تشتم فيها رائحة العدالة والوقوف ولو بالكلام إلى جانب الفلسطينيين،وقد اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه قبل الاجتياح الأخير لغزة أن جيشه سيقود " محرقة" تجاه الفلسطينيين، عقابا لهم على حقهم المشروع في المقاومة، وإطلاق صواريخ تجاه مستوطنات قريبة من القطاع أو في القطاع نفسه، وقد أثارت كلمة "محرقة" ردود أفعال مختلفة، علما أنها مرتبطة في أذهان الغرب عما تقوله إسرائيل عن " محرقة النازية" لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية، فكيف يصبح هذا الصهيوني " المضطهد" يمارس بدوره أبشع اضطهاد في حق شعب أعزل، سوى من وسائل مقاومة شبه بدائية، تبدعها فصائل المقاومة الداخلية دفاعا عن النفس في مواجهة أعتا جيش في المنطقة، يتوفر على ترسانة سلاح يقل نضيرها.
وأمام التغلغل الصهيوني داخل مختلف الأوساط المتنفذة في الغرب، خاصة لدى الحكام وأصحاب القرار الأساسيين، فإن ردود الفعل تكون باهتة تجاه كل أشكال العدوان الذي يمارسه الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين، فالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مثلا قال مؤخرا أنه لن يصافح أحدا لا يعترف بدولة إسرائيل بخلاف ما كان ينهجه سلفه شيراك من الظهور بموقف حيادي في القضية الفلسطينية، وقد شاهد الجميع أنه قرر الذهاب إلى زيارة محمود عباس بالضفة الغربية إلى جانب زيارته للقدس المحتلة وملاقاته للحكام الإسرائيليين قبل مغادرته قصر الإليزيه بباريس. أما عن  دور البيت الأبيض داخل الولايات المتحدة الأمريكية فهو منحاز بشكل سافر إلى جانب الإسرائيليين، وقد تفاقم الوضع أكثر مع وصول المحافظين الجدد إلى سدة الحكم مع بوش الابن قبل أزيد من سبع سنوات، وإن كانت الإدارة الأمريكية لا تحيد عموما عن نفس النهج، وليس صدفة أن ينطلق العدوان على العوائل والأسر الفلسطينية من قبل إسرائيل مباشرة بعد عودة "والكر جورج بوش" من جولة قادته إلى المنطقة، من ضمن من زارهم إسرائيل ودولا عربية أخرى. وبالتأكيد فإن إسرائيل تُشعر حليفتها أمريكا بكل تحرك تقوم به، أي أنها تتلقى الضوء الأخضر قبل كل هجوم.  
 ولعل هجوم يوم  الخميس 6 مارس على مدرسة تلمودية بالقدس الغربية خلف ثماني قتلى وجرحى هو ردة فعل ضمن سلسلة من الانتقامات لن تنتهي مادام المشكل الفلسطيني قائما، منه وعنه تنبطق عددا من المشاكل والخلافات، لعل من أبرزها الصراع القائم في جنوب لبنان مع حزب الله، حيث تكبد الجيش الإسرائيلي " الذي لا يقهر" حسب البعض شر هزيمة له في صيف سنة 2006، في أطول حرب اضطر لمجراتها جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدة 33 يوما، ومن تبعات ذلك اغتيال عماد مغنية بسوريا خلال الشهر المنصرم، وبذلك تنتقم دولة إسرائي كعادتها بأساليب مخابراتية مقيتة من الرجل القوي في التنظيم العسكري لحزب الله، وقد أكد حسن نصر الله زعيم الحزب الشيعي امكانية انتقام مماثل، وربما يدخل حادث المدرسة التلمودية ضمن ذلك، رغم أن القضية الفلسطينية تبقى هي المحرك الأساسي لكل النزاعات بمنطقة الشرق الوسط منذ غرس الكيان الإسرائيلي بالمنطقة.
 يتم الحديث باستمرار عن الصمت العربي المريب تجاه الأحداث والفواجع الفلسطينية وما يترتب عنها دون الوقوف على حقيقة الأنظمة العربية المتخوفة باستمرار من كل ما يثير غضب أمريكا الحليف الاستراتيجي لإسرائيل، علما أنه بالإضافة لضعف أغلب هذه الأنظمة في علاقتها بشعوبها، فإن لكل دولة مشاكلها الخاصة، التي تؤرقها وتهدد كيانها في بعض الأحيان، ولعل نظرة بسيطة على خارطة الوطن العربي تؤكد ما نقوله، لهذا لا يرجى كثير نفع من هذه الدول لدعم الفلسطينيين، سوى ما قد يقوم به المجتمع المدني الضعيف في كثير من هذه الدول أو المنعدم أصلا، لأن نشاط وقوة المجتمع المدني مرتبطة حتما بالفضاء الديمقراطي والحرية، وهما صفتان مصادران في أغلب الدول العربية، نقول أن دعم الشعوب العربية والمجتمع المدني هو آخر حصن مازال قائما تجاه الاستمرار في سياسة مقاطعة إسرائيل والتنديد بتقتيلها لفلسطينيين.
    ماتزال فئة عريضة من الشعوب العربية تبرز دعمها اللامشروط للقضية الفلسطينية، غير أن تحول الخلافات الفلسطينية الداخلية إلى احتراب بين الإخوة في الوطن الواحد جعل البعض يثير أكثر من سؤال حول ذلك… ما نتمناه هو عودة الصف الفلسطيني إلى سابق عهده من التوهج والوحدة كما عهدناه داخل منظمة التحرير الفلسطينية ـ رغم كل الخلافات ـ  الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين كما كنا نسمع أو نقول على عهد جيلين. ونقول أنه لمصلحة العرب جميعا يجب تجديد أساليب العمل الدبلوماسي والانتقال إلى العمل المنظم على شاكلة اللوبي الإسرائيلي بأمريكا، فللعرب من القوة المالية والاقتصادية ما يجعلهم قادرين على إسماع صوتهم، لكن غياب الإرادة الرسمية لدى الحكام يحول دون ذلك.  
ستظل فلسطين تحتاجنا لندعمها قصد خلق دولتها المستقلة حسب إرادة الفلسطينيين أنفسهم، بدون وصاية من أي جهة كانت.
                                     مصطفى لمودن 

الثلاثاء، 4 مارس 2008

أي أفق ينتظر تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية


أي أفق ينتظر تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية
أعتبرت تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية من أهم محرك للاحتجاجات في السنة المنصرمة على الأقل، حيث عرفت أغلب المدن تكوين مثل هذه التنسيقيات، وبعضها قاد احتجاجات في أهم الساحات العامة، دفاعا عن القدرة الشرائية لغالبية المواطنين، والمطالبة بتحسين جودة الخدمات العمومية أو الإلحاح على توفيرها… ولعل من أهم الأحداث التي ميزت السنة الفارطة 2007، خروج عشرات المواطنين بمدينة صفرو للاحتجاج وتحول ذلك إلى استعمال العنف المزدوج من طرف بعض المتظاهرين والقوة العمومية، حيث أسفر ذلك عن خسائر مادية واعتقلات، والصفحة الآن تسير نحو طي هذا الملف المترتب عن تلك الاحتجاجات، غير أن أهم ظاهرة احتجاجية عرفتها مدينة بوعرفة، حيث امتنع عدد من السكان عن تأدية واجبات استهلاك الماء والكهرباء، احتجاجا على ارتفاع الأسعار، ونفس الشيء عرفته سيدي سليمان من حيث تنظيم الوقفات الاحتجاجية، غير أن واحدة منها تم منعها من قبل السلطة المحلية، وقد أشرنا إلى كل ما يخص سيدي سليمان ضمن هذه المدونة في حينه، بعدما كانت هذه التنسيقية المحلية من أول ما ظهر على الصعيد الوطني بجانب تنسيقية واد زم، وهذه التنسيقيات تتشكل غالبا من عناصر تنتمي لليسار، سواء كأحزاب أو نقابات أو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أو جمعيات أخرى… وهي مفتوحة في وجه جميع الهيئات التي تؤمن بدور الشارع في الدفاع عن مصالح الطبقات المسحوقة والمتضررة من بعض القرارات كالزيادة في الأسعار… وقد أعتبرت هذه التنسيقيات أملا يعيد الاعتبار للنضال الحقيقي إلى جانب المواطنين في ارتباط بظروف عيشهم، حيث تنبهت الحكومة لعواقب كل زيادة على القدرة الشرائية للمواطنين، وما قد يحدثه ذلك من احتجاجات قد تخرج أحيانا عن نطاق المؤطرين، وهو ما جعلها تخصص أزيد من 20 مليار درهم من أجل دعم صندوق المقاصة الذي يحاول إحداث نوع من التوازن بين السعر الحقيقي المتواجد في السوق وبعض المواد الغذائية الأكثر إقبالا عليها، ورغم ذلك هناك زيادات متتالية في بعض المواد كزيت المائدة. 
 
(تصوير: مصطفى لمودن)
جانب من الوقفة الاحتجاجية المنظمة في 10 أكتوبر 2007 أمام بلدية سيدي سليمان
 وبقدر ما ظهرت بوادر الأمل من خلال خلق هذه التنسيقيات، خاصة مع بعض الحالات الإيجابية في الاحتجاج المنظم والسلمي كما هو موجود في كل الدول الديمقراطية، بقدر ما ظهرت كذلك بوادر الخلافات هنا وهناك، مما يعرقل سير واستمرار هذه التنسيقيات، من ذلك ما يقع مثلا على المستوى الوطني، حيث صعب باستمرار التحكم في آليات الإشتغال المشترك بحضور كل الحساسيات المشاركة، فتطفو على السطح نزعات قد تهدد استمرار عنفوان هذه الحركة الاحتجاجية، رغم قيامها سابقا بمسيرة وطنية مشتركة، وما يزال من المنتظر أن تُنظم أخرى في 23 مارس 2008 بالدار البيضاء، لكن آخر الأخبار عن اجتماع التنسيقيات يوم الأحد 2 مارس بالدار البيضاء حمل أخبارا غير سارة، حيث انقسم الجمع إلى طرفين متنازعين، كل طرف قرر الاستمرار في العمل حسب منهجيته الخاصة.
لقد توصلتُ عبر بريدي الإلكتروني الشخصي ببلاغ وبيان، الأول من طرف المنسق الوطني للتنسيقيات محمد غفري، والثاني من أحمد سعيد، الأول يؤكد الاستمرارية رغم إقراره وجود بعض المشاكل إذ يقول: " نظرا للنقاش الحاد حول مشاريع الأوراق المقترحة والذي استنزف وقتا طويلا" ويضيف رغم ذلك تكون مجلس وطني "ضم 54 عضوة وعضوا ممثلين لمختلف المناطق والهيآت السياسية والنقابية والجمعوية الحاضرة مع توصية المجلس باستكمال اللائحة بممثلي الهيآت التي تعذر عليها متابعة أشغال الملتقى إلى نهايتها وانتخاب لجنة المتابعة الوطنية."بينما البيان الثاني اتخذ منحا آخر حيث ذكر أنه كانت هناك محاولة من طرف بعض الأحزاب لجعل التنسيقيات تابعة لها " بمحاولة تحريف نضال التنسيقيات وجعلها ملحقة حزبية لأطراف سياسية بعينها وعلى رأسها حزب اليسار الاشتراكي الموحد وجزب الطليعة والمؤتمر الاتحادي وفي ذيلهم حزب النهج الديموقراطي من خلال محاولة تأسيس مجلس توجيهي بشكل فوقي وبيروقراطي ذو مضمون سياسي" وأخبر نفس البيان ب " انسحاب بعض أعضاء لجنة المتابعة الوطنية" دون تحديد العدد، و" تجديد الثقة فيما تبقى من لجنة المتابعة الوطنية وتطعيمها بأعضاء آخرين من داخل التنسيقيات المحلية وتشكيل لجنة متابعة وطنية مؤقتة" وعدم الاعتراف بكل ما انبثق عن محطة 2 مارس.
  
(تصوير: م. لمودن)
محمد غفري المنسق الوطني لتنسيقيات مناهضة الغلاء 

فهل هي لعنة الخلافات والانشقاقات قد حلت هي الأخرى بتنسيقيات مواجهة الأسعار؟ أم وراء ذلك بعض النزَعات المغرقة في الأنانية؟ ألا يمكن أن يستظل الجميع تحت نفس الإطار ونسيان الخلافات إلى موعد لاحق؟ ثم ما ضير بعض الناشطين في هذا الإطار من انتماءات البعض إلى أحزاب ؟ خاصة أن مثل هؤلاء متعودون على التأطير والتنظيم وبالتالي دورهم حيوي لكل تنسيقية، وأي دور يريده البعض أن يبقى للأحزاب بعد سحب مثل هذه "الأنشطة" من مناضليها؟
كما أن أي ملاحظ سيلمس في البيان جهلا واضحا حتى بأسماء الأحزاب التي من المفترض أن يكون المنسحبون قد خاضوا مع مناضليها أشواطا من التضحية والنضال والعمل المشترك، فالأسماء الحقيقية للأحزاب المذكورة هي الحزب الاشتراكي الموحد، والمؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي (الاسم بكامله)،وحركة النهج الديموقراطي، فكيف يمكن للبعض أن يرى الجميع مخطئين؟ ويقف هو في وجهم؟ رغم حمل الجميع لنفس الشعرات، نقول هذا من باب طرح الأسئلة.
إن بعض القضايا الحيوية المصيرية أكبر من كل الخلافات الحقيقة أو المفتعلة.
مصطفى لمودن

الجمعة، 29 فبراير 2008

المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي بسيدي قاسم يصدر بيانا حول قضايا التعليم بالإقليم


 المكتب الإقليمي للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي بسيدي قاسم يصدر بيانا حول قضايا التعليم بالإقليم  

                  في ظل تعدد مبررات الإضراب وتضاربها بين مختلف النقابات   

 أصدر المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية المستقلة للتعليم الابتدائي بسيدي قاسم بيانا توقف فيه على مجمل مشاكل قطاع التربية بالإقليم خاصة ما يهم الطور الأول (الابتدائي)، ويأتي ذلك في سياق تنامي الاحتجاجات عبر القيام بإضرابات متتالية من طرف عدد من النقابات المنتمية للتربية والتعليم عموما، من ضمنها النقابة المعنية بالبيان، حيث دعت خلال هذه السنة الدراسية فقط (2007ـ 2008) إلى ثلاث إضرابات، كان الأول يوم الجمعة 5 أكتوبر 2007، مدته يوم واحد، ثم لتتحول الإضرابات في المحطتين المواليتين إلى ثلاثة أيام، في 15 ـ 16ـ 17 يناير 2008، وفي 19 ـ 20ـ 21 فبراير من نفس السنة… وقد اقتطعت وزارة المالية في بعض المناطق من أجرة المضربين، مما حدا بالنقابة إلى إصدار " تظلم " نموذجي على موقعها في الانترنيت، يمكن تحميله وملأه لإرساله بشكل فردي من طرف كل متضرر إلى الجهات المختصة، عوض التفاوض بشكل جماعي على المشكل، رغم أن هناك من يعتبر يوم الإضراب يجب ألا يؤدى عنه الأجر، غير أنه إذا كان ذلك محبذا أو ضروريا ومنطقيا حسب البعض، فعليه أن يصدر في قانون، ثم لا يتم استثناء البعض كأفراد وكنقابات، علما أن القطاع تنشط فيه عدة نقابات وكل واحدة تدعو فيه للإضراب سواء بشكل منفرد أو يتوافق ذلك مع موعد دعوة آخرين، إما عن طريق اتفاق مسبق، أو اتخاذ القرار في آخر لحظة حتى لا تنفرد نقابة معينة "بميزة" الدعوة للإضراب و"جني ثماره"، ولا أدل على ذلك فيما نقول ما وقع يوم الأربعاء 13 فبراير 2008 عندما دعت الفدرالية الديمقراطية للشغل إلى إضراب عام في الإدارات العمومية، فانخرطت معها عدد من النقابات، علما أن النقابة التي كانت سباقة إلى الدعوة لمثل هذا الإضراب مقربة من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهي الصفة المخففة التي تقال عادة (مقربة)، حتى لا يكون هناك رد فعل يدعي استقلالية العمل النقابي عن الحزبي، رغم أن الاتحاد الاشتراكي هو الآن مشارك أساسي في الحكومة، ويتوفر على حقيبة وزارة التشغيل، كما أن نفس الحزب شارك في آخر حكومتين لمدة عشر سنوات متتالية بحقائب وزارية مهمة منها وزارة المالية… فإذا كان من نعيم أو من بؤس يلحق شغيلة الوظيفة العمومية  فإن هذا الحزب  يتحمل مسؤولية في ذلك؟ فكيف يدعو إلى إضراب عبر نقابته ضد حصيلته الحكومية وضد مشاركته الحالية، ذلك من المفارقات العجيبة التي يحبل بها الواقع المغربي، قيل مثلا أن الدعوة للإضراب جاءت من قبل جناح أو تيار معين في نفس الحزب، فكيف يمكن حسب هذا المنطق تقديم الحسابات الضيقة على المصالح الحقيقية للوطن وللموظفين، رغم أن دواعي ومبررات الإضراب سليمة، وهو ما يدخل ضمن مقولة" حق يراد به باطل"، وإذا ما كان الجميع على وئام داخل الحزب والنقابة هل كانت ستكون هناك دعوة للإضراب؟ ثم لماذا لم تجتمع النقابة مع مناضل الحزب وزير التشغيل يوم السبت أوالأحد في أحد المقرات الحزبية أو النقابية التابعة لهم وأن تتدارس معه كل المشاكل، وبعدها يعرف الرأي العام ما يمكن فعله، أي يدخل في اختصاص الوزير والحكومة، وما لا يمكن فعلهأو اتخاذ قرار فيه، يدخل في إطار توافقات وتجاذبات تشارك فيها عدة أطراف. قد يقول قائل ربما من داخل هذه التنظيمات نفسها أن الحكومة ليست لها صلاحيات واسعة وأن مثل هذا الإضراب القصد منه توجيه خطابات ورسائل معينة لها عدة معاني وأوجه، منها القدرة على تحريك الشارع إلى جهات قد يعنونها هم، في هذه الحالة لماذا إذن يشاركون في الحكومة إذا لم تكن لها صلاحيات وغير قادرة على تنفيذ سياسة معينة، فعلا يعرف الجميع أن الحقل السياسي عموما في المغرب يعيش لبسا متعددا، وقد اُعتبرت النقابة في مرحلة قريبة حصان طروادة الذي يستعمله السياسي لممارسة ضغوطه قصد الوصول إلى نتائج محددة لا علاقة لها بالشغيلة والعمل النقابي الحقيقي، ونحن هنا لا ندعو إلى "النقابة الخبزية" واستقلالها عن الهم السياسي، إنما ندعو إلى تعاقد بين النقابي والحزبي/ السياسي قصد اقتسام " المنافع"، بحيث لا ينسى السياسي وعوده، والتاريخ ليس ببعيد، فقد ساهمت النقابات بشكل كبير في الوصول إلى ما سمي بالتناوب التوافقي، والجميع يتذكر أجواء الإضراب العام في بداية تسعينات القرن الماضي، فأين نتيجة كل تلك التضحيات التي ساهمت فيها عدة فئات من الشعب المغربي؟ من نتائج ذلك وصول بعض الأحزاب للحكومة وتحمل مسؤوليات مهمة فيها، حتى أصبح الارتياب والشك يخامر بعض تلك الفئات، بل منها من اعتزل كل " نضال" لا يقود إلى نتائج واضحة، وها نحن نعود من جديد لأجواء الإضرابات العامة، ولكن بشكل مخفف لا يثير كثيرا من ردود الفعل القوية من طرف الدولة، حيث أصبح الإضراب يوما عاديا، وهو تقدم ـ على كل حال ـ ملموس في النظر والتعامل مع بعض الحركات الاحتجاجية. كما لا يفوتنا أن نذكر بالمناسبة الانتخابية القادمة سواء الخاصة بالجماعات المحلية أو بانتخاب اللجان الثنائية… وما يقتضيه ذلك من دق الطبول، هناك من يريد من النقابات أن تكون "رائدة فيه"، ويمكن أن ندرج كمثل عن ذلك ما صدر بشكل واضح بين حزب العدالة والتنمية ونقابته من اتفاق بينها لا يغفل مساهمة النقابة في الانتخابات الجماعية القادمة لصالح الحزب، وهو ما كانت تقوم به سابقا النقابات التابعة لبعض الأحزاب في إطار "أنصر أخاك".

  على أي يجب الإحتفاظ دائما بالحق في اللجوء إلى الإضراب، كما أنه يوجد الآن أكثر من داع لممارسة أكثر من إضراب…

       عودة إلى النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي  (المصدرة للبيان أسفله) المولود الحديث قبل سنتين والتي ابتدأت مشوارها بتلقي عدد من مناضليها "وجبة سمينة" من الضرب والتنكيل أثناء وقفتها الاحتجاجية التي نظمتها أمام مقر وزارة التربية الوطنية بالرباط في السادس من شهر يونيو 2006، حيث تم تفريق نساء ورجال التعليم المحتجين باستعمال القوة المفرط
مصطفى لمودن

  

                

الكاتب الوطني محمد بلبهلول يُحمل إلى المستشفى بعدما نال نصيبه من الضرب

             بيان


   عقد المجلس الإقليمي للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي اجتماعه العادي بتاريخ 17-02-2008, وبعد وقوفه على الأوضاع المزرية التي تعيشها المدرسة العمومية و العاملين بها, و كذا على المضايقات الممنهجة التي تمارس ضد نقابتنا من طرف المسؤولين على تدبير الشأن التربوي إقليميا ووطنيا, سجل ما يلي:
إقليميا:    
1- استمرار السيد النائب الإقليمي في نهج أساليب التضييق على نقابتنا خلال محطاتنا النضالية (الاستفسارات, الاستفزازات…).
2- التعامل بمنطق الانتقام و المزاجية في منح النقط الإدارية(نموذج م/م عين قرواش).
3- هشاشة البنية التحتية للمدرسة العمومية.
4- خلق وضع شاذ في البنية التربوية بمؤسسات التعليم الابتدائي (تكريس الفائض وتكريس الخصاص…).
5- تعمد السيد النائب الإقليمي حرمان مجموعة من المتعلمات و المتعلمين من الحق في التعليم خاصة بالعالم القروي, إرضاء لجهات معينة.
6- استمرار السيد النائب الإقليمي في إصدار التكليفات في منتصف السنة الدراسية الحالية.
وطنيا:
1- التدمر و الاستياء العميقين لشغيلة التعليم الابتدائي من نتائج الترقية بشقيها (الترقية بالمباراة
 و بالاختيار).
2- استباحة أجور الشغيلة ببعض النيابات ضدا عن كل الضوابط و القوانين و التشريعات المنظمة للعمل بالقطاع. و عليه نعلن ما يلي:
إقليميا:
1) تشبثنا بملفنا المطلبي جملة و تفصيلا.
2) مطالبتنا السيد النائب الاقليمي بالتراجع الفوري عن كل أشكال المضايقات التي تعرقل ممارسة الحق النقابي.
3) مطالبتنا الجهات المسؤولة برفع الحيف عن شغيلة التعليم الابتدائي فيما يخص النقط الإدارية.
4) مطالبتنا السيد النائب الاقليمي بالتراجع عن جميع الخروقات المسجلة بالإقليم.
وطنيا:
1) تشبثنا بملفنا المطلبي الوطني.
2) التراجع الفوري عن الاقتطاعات من أجور شغيلة التعليم الابتدائي.
3) نطالب بترقية استثنائية و بأثر رجعي لكل الفئات المتضررة بقطاع التعليم الابتدائي.
وفي الأخير نؤكد التزامنا الدائم بالدود عن حقوق و مكتسبات شغيلة التعليم الابتدائي وتتعهد بالرد بكل الصيغ النضالية المشروعة في الوقت المناسب.
                    عن المكتب الإقليمي


 تنشر المدونة كل ما تتوصل به


الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تصدر بيانا حول تفويت ضيعات الصوديا


   الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تصدر بيانا حول تفويت ضيعات الصوديا
  صدر بيان عن الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي بسيدي سليمان التابع للاتحاد المغربي للشغل، إثر انعقاد جمع عام بمقر النقابة بتاريخ 12 فبراير 2008، خاض بالخصوص ـ حسب البيان الذي توصلنا بنسخة منه ـ في عملية تفويت ضيعات الصوديا للخواص، حيث أكد على " فشل" الشطر الأول من عملية التفويت التي عرفت "خلافات" بين المستثمرين والطبقة العاملة. أما فيما يتعلق بالشطر الثاني من التفويت فقد تأرجح الموقف بين "رفضه" وبين " تأكيد الجميع على موافقتهم بكيفية استثنائية" بشروط تراعي مصالحهم، كما أكدوا (الجهة التي أصدرت البيان) "أنهم مستعدون… لخوض نضال موسع… حفاظا على كرامتهم… مهما كلفهم ذلك من تضحيات" مع دعوتهم إلى " استمرار شركة صوديا وسوجيطا لتأمين إنتاج البذور والشتائل…" و"استرجاع الدولة لكافة الأراضي المفوتة في أفق إصلاح زراعي ديمقراطي" كما جاء في البيان، الذي ندرج نصه كما توصلنا به.
                      مصطفى لمودن

                             بيان
   في يوم الثلاثاء 12/02/08 انعقد جمع عام بمقر الاتحاد المغربي للشغل بسيدي سليمان، قصد دراسة سلبيات ومعطيات الشطر الأول، الذي كان أول عملية قامت بها الحكومة في إطار إعادة هيكلة قطاع صوديا وسوجيطا بالتنسيق مع الفرقاء الاجتماعيين، ابتداء من سنة 2005، مع العلم أن الشطر الأول عرف انعكاسات سلبية، تدل على الفشل الذريع وهزالة ميدانية لا تخدم مصلحة إنعاش الشغل بصفة عامة والمردودية بصفة خاصة، حيث أن هذه العملية كانت مسرح الخلافات والإكراهات القائمة والعالقة بين المستثمرين الجدد والطبقة الشغيلة، مما أدى إلى درجة اللجوء إلى كل الطرق القانونية.
 أما فيما يخص الشطر الثاني لقد تم الإجماع على رفضه نتيجة معطيات الشطر الأول، الذي أثار تذمر الطبقة العاملة، بسلبياته الميدانية على أرض الواقع، إن هذا الرفض جاء من أجل الحفاظ على الحقوق والمكتسبات المشروعة التي حققها العمال بنضالاتهم، كما أكد الجميع على موافقتهم بكيفية استثنائية على تفويت الشطر الثاني بشروط واضحة والمتمثلة فيما يلي:
  1)ـ ترسيم جميع العمال المؤقتين. 
   2)ـ تعويضهم في حالة عدم الاستجابة للمطلب رقم (1)
   3)ـ تصفية المشاكل العالقة بالنسبة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والتغطية الصحية
    4)ـ استفادة جميع العمال من البقع الأرضية المبرمجة في إطار جمعية عمال الشركة للتنمية الفلاحية المتواجدة بالمدار الحضري بسيدي سليمان.
     5)ـ استقرار العمال القاطنين داخل الوحدات الإنتاجية بمقر سكناهم
     6)ـ إدماج جميع الأطر الشابة في الاستمرار لمزاولة مهامهم داخل الوزارة الوصية أو توزيعهم على قطاعات أخرى بضمانات رسمية وقانونية.
     إن عمال وأطر قطاع صوديا وسوجيطا ينددون بصوت عال دفاعا عن حقوقهم ومكتسباتهم، وأنهم مستعدون كامل الاستعداد لخوض نضال موسع كفاحا وحفاظا عن كرامتهم بكل ما يملكون من إمكانيات وقدرات مهما كلفهم ذلك من تضحيات، ضاربين ناقوس الخطر على مواجهة كل من يريد هضم حقوقهم ومكتسباتهم،  في نفس السياق عبرت الطبقة العاملة المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل بسيدي سليمان عن تضامنها التام مع الشغيلة بصوديا وسوجيطا بالتفويت الفوري لهذه العملية التي زاغت عن الأهداف المعلنة رسميا وإجراء تقييم موضوعي لنتائجها، وتشكيل اللجنة الوطنية لتتبع ومراقبة المشاريع، بهدف السهر على ضمان حقوق العمال ومكتسباتهم واحترام دفاتر التحملات وعقود الاستغلال من طرف المستفيدين من التفويت، مع تأكيد المطلب الداعي إلى استمرار شركة صوديا وسوجيطا لتأمين إنتاج البذور والشتائل والحفاظ على مختلف الأصناف النباتية والحيوانية مع استرجاع الدولة لكافة الأراضي المفوتة في أفق إصلاح زراعي ديمقراطي.  

ملحوظة: المدونة ترحب بمختلف بيانات الهيئات وكذلك أخبار عن أنشطتها