الأربعاء، 15 أبريل 2009

البكاء خلف الميت..! المغرب والفرص الضائعة.


البكاء خلف الميت..!
                  المغرب والفرص الضائعة.  
                                                                مصطفى لمودن
  
  الشعوب كما الأفراد تتاح لهم فرص في مسار حياتهم، تكون هذه الفرص بمثابة منعرج أو قفزة أو سقطة أو… المهم هو كيفية التعامل مع كل مناسبة أو فرصة، وجعلها تخدم مصالح الشعب أو الفرد، بالنسبة للأشخاص نضرب مثلا بفرصة تتاح لمتابعة دراسة معينة، أو الحصول على عرض شغل…الخ. أما في حالة الشعوب فالأمر يختلف، الزمن يحسب بالأجيال، وضياع الفرص التي تتاح يكون تأثيرها السلبي واسعا يشمل الملايين، كما أن الفاعل في ذلك ليس فردا واحدا يقرر ولو كان الأمر في أعتا الديكتاتوريات صلافة واستبدادا، فهل يمكن أن نعدد الفرص الضائعة بالنسبة للمغرب، على الأقل في العقود الماضية الأخيرة؟   

       قد لا يختلف اثنان على أن أهم حدث عرفه المغرب في منتصف القرن الماضي (ق20م) هو الحصول على الاستقلال سنة 1956م، لقد كان ذلك مكسبا عظيما بعد تضحية جسام، فهل استفاد المغرب من ذلك؟ مباشرة بعد الاستقلال خاب أمل أغلب المغاربة، ومنهم من بقي للأسف يتمنى عودة الاستعمار، بعدما انطفت جذوة الحماس الفياض الذي غمر الوطن، عناصر الحركة الوطنية تناحروا فيما بينهم، وفقدوا كل سيطرة على الوضع بينما كانت كل الجماهير معهم، وظهر انتهازيون استغلوا "الفرصة" وأدخلوا المغرب إلى نفق توزيع الامتيازات على أقلية أصبحت تتحكم في كل شيء.
     اختار المغرب منذ وضع أول دستور سنة 1962 التعددية الحزبية، وقد نص في أحد بنوده على أن نظام الحزب الوحيد ممنوع، في وقت كانت أغلب الدول المستقلة آنذاك تنحو إلى سيطرة حزب واحد على مقاليد الحكم، لكن في المغرب هل كان ذلك صادقا من أجل تعددية حقيقية؟ شهد التاريخ مركزة مفرطة للحكم، سارت على نهج الحزب الواحد، وبقيت الديمقراطية والانتخابات شكلية، وتعرض البرلمان للحل أو التمديد حسب الأهواء، وكم من مرة أعلنت حالة الطوارئ، وغيب المعارضون في السجون، وحوصرت جرائد أو تم توقيفها…
    كان الحسن الثاني موفقا عندما قام "بإخراج" المسيرة الخضراء سنة 1976، فقد كانت الحياة السياسية قد وصلت إلى مرحلة اختناق لا تطاق، وأصبح أغلب الفاعلين السياسيين محاصرين، بينما الجماهير الشعبية تنتظر "الفرج" من أي جهة كانت، في وقت كان فيه المغرب قد تعرض لمحاولتين انقلابيتين، وكانت التدخلات الأجنبية من أجل المساعدة على ذلك شيء جار به العمل، فماذا أضافت المسيرة الخضراء؟ كان يمكن للراحل الحسن الثاني أن يعتمد على حكم محكمة "لاهاي"، والجهد الدبلوماسي، ومناسبة رحيل الجنرالفرانسيكو فرانكو الحاكم المطلق لإسبانيا التي كانت تستعمر الصحراء… لكن فكرة إشراك الشعب من أجل تحرير الصحراء كان لها مغزى آخر، ليس فقط الإيحاء بالتحكم في الشعب وتلبيته لكل الأوامر، بل خلق طفرة حماس جديدة، وإطلقاء المخيال الجمعي من أجل أمال كثيرة، والشعوب تحتاج أحيانا إلى ذلك؟ لكن ماذا استفاد المغرب بعد ذلك من الحماس الشعبي للمسيرة غير الدخول في مرحلة تاريخية جديدة، وبداية الشروع في مصالحة مع المعارضة السابقة، وهو ما قاد إلى أول انتخابات جماعية بعد فترة توقيف الأجهزة المنتخبة لمدة طويلة ابتدأت منذ 1965م.
     اعتبرت الانتخابات الجماعية والتشريعية التي جرت في المغرب بداية منعرج جديد في حياة المغاربة، على الأقل من حيث المبدأ، إذ أن صناديق الاقتراع وقرار الناخب سيكون حاسما في تحديد أولويات الحكم والاختيارات… لكن العكس هو ما حصل، بفعل تزوير هذه الإرادة الشعبية على مستوى متواصل ومتواتر، مما أفقد الانتخابات مضمونها الحقيقي، بل أكثر من ذلك، فقد رأى البعض على أن الانتخابات المحلية المؤدية إلى الجماعات المحلية والغرف المهنية، بمثابة "مقبرة" لمصداقية النخب المحلية التي تمثل العمود الفقري لكل هيئة سياسية تبتغي الجماهيرية والتوسع التنظيمي، وذلك عبر تورّط نماذج من هذه "النخب" في فساد مالي وتحصيل امتيازات خاصة، أو على الأقل هذا ما ظهر للشعب، في ظل هيمنة سلطة الوصاية على الجماعات المحلية والتحكم في اختباراتها الإستراتيجية… وهكذا ضاع المغرب في "خيار ديمقراطي" كان يمكن أن يقود إلى مشاركة شعبية في تدبير الشأن المحلي وتوسع الانخراط السياسي والحوار المتنوع على الصعيد المحلي، فانغلقت الجماعات المحلية على نفسها، وأصبحت امتيازا لدى البعض، وقد كان وراء هذا المنحى قرار سياسي غير معلن… لكنه أساء إلى البلد برمته.
    ولعلنا إذا ما استرسلنا في الحديث لن تكفينا صفحات الجريدة(وهيأة التحرير تلح على الاختصار)، فعلى مستوى الإعلامي مثلا ظل ومازال المغرب مترددا في توفير قناة أو قنوات تلفزيونية احترافية، فعندما شرعت التلفزة المغربية "تتحرك" في عهد الوزير الراحل عبد اللطيف الفيلالي، كان ذلك بداية الوعي بالأبعاد الحقيقية التي يتيحها الإعلام التلفزي المتقدم، ولعلنا نرى كيف أن دولة قطر الميكروسكوبية تحولت إلى "عملاق" بفضل "الجزيرة"، لكن الإرادة السياسية هي ما ينقص أو يعرقل، بحيث تظهر حسابات أخرى في آخر ساعة، لهذا تم توقيف "الحركة التلفزية" المشار إليها، وتحويل الإعلام بمرمته إلى وزير الداخلية السابق إدريس البصري الذي كان يتحكم في كل دواليب الدولة، ويطبق سياسة الجرعات المحسوبة.
    ونفس الأمر يمكن أن يقال عما سمي ب"حكومة التناوب التوافقي" أو "الممنوح" (الأمر سيان)، فقد عقدت أمال جسام على مثل هذا التحول النوعي في تاريخ المغرب الحديث، ومع مرور الوقت والتلكؤ بجيوب المقاومة، خابت الآمال، وعاد كل شيء إلى نقطة البداية، وفقـدَ الحزب المتزعم للتناوب كثيرا من بريقه، وأدى الثمن غاليا من وحدته وقوته، ولم ينفعه احتجاجه عن القفز على "المنهجية الديمقراطية"، وقد ظهر فيما بعد أن هذا "التناوب" المزعوم لم يكن مؤسسا على شيء كما كان يقترح الفقيه محمد البصري على عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول آنذاك، فقط أنه ساهم (الحزب) في "انتقال سلسل" للحكم، وربما جنب المغرب مشاكل كان في غنى عنها، أما نقل البلد إلى عهد الديمقراطية الحق فما زال بعيدا.
    ومازال المغرب "ينتج" شعارات  حسب كل مرحلة، سرعان ما تستهلك تلك الشعرات بعد استنفاد المطلوب منها، ف"العهد الجديد" كسابقه، فقط تميز بدينامية اجتماعية ومطلبية قوية وظهور "مجتمع مدني" في طريق التنظيم أكثر، وتوقفت "المصالحة والإنصاف" عند استماع "مغشوش" لضحايا سنوات القمع بث على قناة التلفزة بعد الزوال أثناء ضعف المتابعة، ومنح تعويضات من المال العام لجزء من الضحايا… وانحصرت الجهوية عند "النية" في إحداثها، وجامعاتنا "تخرج" العاطلين، وتعليمنا في نفق مسدود رغم التضحيات الجسام من أجل تطويره، والحديث عن أي إصلاح دستوري ما زال معلقا… ولكن رغم ذلك ففي المغرب ما يستحق العيش فيه والتضحية من أجله.
   إن للمغرب من الإمكانيات الهائلة مما يؤهله ليكون أحسن بكثير مما هو عليه الآن، شخصيا أردد دائما، أن أهم ثروات المغرب تتلخص في وجود الإنسان الطموح، التراب ، الماء، الشمس، الموقع الجغرافي… ولو كان لبعض الدول القليل مما نتوفر عليه لحققت العجب، ولنضرب المثل بسويسرا أو اليابان، تضاريس صعبة، رقعة جغرافية ضيقة… كيف سيكون المغرب لو كان هؤلاء هم من يسكنون هنا؟ إنه التحدي المطروح علينا جميعا كمغاربة، أما تضييع الفرص فلم يعد ذلك مقبولا من أحد.
      ———————
  نشر بجريدة “الشعاع القاسمي، العدد 22 ، أبريل2009، ضمن عمود اقترحت هيئة التحرير أن نشارك به في كل عدد

الاثنين، 13 أبريل 2009

نيابة عمالة سلا للتربية الوطنية: بالرغم من الصعوبات والتضحيات العاملون بالوسط القروي يعانون من التسلط المرضي لبعض المكلفين بالإدارة.


نيابة عمالة سلا للتربية الوطنية:
بالرغم من الصعوبات والتضحيات العاملون بالوسط القروي يعانون من التسلط المرضي لبعض المكلفين بالإدارة.
سلا: عبد الإله عسول 
في السنوات الأخيرة، تم تشديد الخناق على بعض العاملين ببعض المؤسسات التعليمية المتواجدة بهوامش المدينة، من خلال فتح ملف "الزمن المكيف"..
 هذا الملف الذي عرف الأخذ والرد والنقاش والتفاوض المستفيض، الممزوج بالتهديدات والانذارات، وأفضى في الآونة الأخيرة إلى تبني صيغة تم قبولها من طرف الأطراف المعنية، سميت ب"الزمن المعدل"…
وغير خاف على أحد من أبناء المدينة خصوصا رجال التعليم والمشرفون عليه، ما يعانيه العاملون والساكنة بهذه الهوامش (أطراف العيايدة واحصين..)من قلة المواصلات وانعدام المرافق وغياب الأمن…
ومؤخرا انضاف إلى طابور معاناة عدد من مدرسي ومدرسات الوسط القروي سواء بجماعة السهول أو بوقنادل، حيث أصبحوا يتعرضون لمضايقات بعض (أشدد على بعض) "المكلفين بالادارة "، الذين لايفقهون في الإدارة سوى "الحضية" ومراقبة الدخول والخروج وسوء المعاملة بطريقة انفعالية تسلطية…
    وهناك مسؤولين على إدارات مجموعات مدرسية محددة يتعرض العاملون بها– ومنهم عدد من النقابيين- لسوء المعاملة والتلسط المرضي والتعامل اللإنساني، مما أثر سلبا على مستوى العلاقات داخل هذه المؤسسات، وأشاع أجواء من الإحباط والتذمر. 
والسؤال الأساسي والموضوعي الذي يطرحه المتضررون، هل بهذه الأساليب القروسطية سيتم ضمان  الاستقرار  للعاملين، حتى يتكيفوا مع صعوبات الوسط القروي واكراهاته؟ أليس لهذا الوسط خصوصيات يجب مراعاتها؟
  إن جل العاملين والعاملات يقدمون تضحيات مهمة لتأدية واجبهم مع بعض الاستثناءات القليلة التي لايقاس عليها، لكن على الساهرين على الشأن التعليمي بهذه النيابة والجهة، استحضار ذلك والتدخل لايقاف مثل هذه الممارسات اللامسؤولة وارجاعها عند حدودها التربوية التي تحترم الكرامة وتشجع على المزيد من البذل والتضحية…
   أما إذا بقيت الأمور على هذه الحال.. فإننا نتساءل إن لم تكن هناك جهات تحن للعهد البائد "عهد التسلط والتزلف "، لأهداف كيدية وضيقة سيفضحها الزمن والنضال الشريف الوحدوي..؟

رسالة مفتوحة إلى الأخوين مدير ورئيس تحرير جريدة المنعطف.


رسالة مفتوحة إلى الأخوين مدير ورئيس تحرير جريدة المنعطف.
من:عبدالاله عسول (سلا)..ناشط صحفي، متعاون مع عدد من الجرائد والمواقع الالكترونية
122264
   تحية طيبة وبعد.
   فوجئت بالنشر الحرفي لمقال صدر لي بمجموعة من المواقع الالكترونية وبجريدة بيان اليوم –عدد5695 بتاريخ 23/03/09"حول انتشار المخدرات بالمؤسسات التعليمية بسلا"، فوجئت بنشره ضمن الملف الذي نشرته جريدتكم المنعطف"عدد 3386 بتاريخ 24/03/09 " أي بفاصل يوم واحد عن الزميلة بيان اليوم… وهو الملف الذي اعدته "بشرى العطوشي"..
  المفاجأة أنه لم يتم الاشارة لمصدر المقال (اسم كاتبه)..وذلك احتراما لاخلاقيات المهنة أو على الأقل التنسيق مع المعني..
  إنني لست ضد أن يتم استعمال أي مقال لأي كان في اطار اعداد ملفات أوسع وأشمل ولكن لابد من الأمانة والاعتراف بمجهود الآخر…
   لقد اتصلت بالعطوشي بعد صدور الملف بيوم وناقشت معها الأمر للقيام بتصويب والإحالة إلى اسم صاحب المقال المشار إليه، لكن ذكرت بأنها لا علم لها بالموضوع وطلبت مني رقم الهاتف حتى تتصل بي بعد التأكد… وهم ما لم يحصل (؟؟)
  ما جعلني اتصل بأخوتكم كمسؤولين عن التحرير وعن احترام أخلاقيات المهنة… لكن لم أتوصل بأي رد أو جواب… ما جعلني أتوجه لكم بهذه الرسالة المفتوحة…

  إنني أطالب (إن سمحتم بذلك) أن يتم التصويب والتذكير باسم صاحب المقال بالصفحة 5 من العدد المذكور لجريدة المنعطف أسفل الحوار مع نائب الجديدة (مقال حول المخدرات بسلا)…
   إنني أنتظر تدخلكم… لوضع حد لتوجه صحفي يعمل بطريقة
  «copier coller»   وأشد على أيديكم
إمضاء :عبد الإله عسول
(سلا)

أساتذة فرعية الدغوغيين بدائرة بلقصيري يطالبون بترميم الطريقالمؤدية إلى المدرسة


أساتذة فرعية الدغوغيين بدائرة بلقصيري يطالبون بترميم الطريقالمؤدية إلى المدرسة 
 
  راسل الأساتذة العاملون بفرعية الدغوغيين كلا من عامل إقليم سيدي قاسم والمندوب الإقليمي لوزارة التجهيز والنقل قصد " التدخل من أجل ترميم طريق معبدة نعبرها للصول إلى المدرسة"، كما جاء في موضوع الرسالة التي توصلت "الشعاع" بنسخة منها، وتضيف رسالة الأساتذة العاملين بالفرعية المذكورة التابعة لمجموعة مدارس الأندلس جماعة دارالعسلوجي:" نلتمس منكم التدخل من جانبكم قصد ترميم طريق معبدة نستعملها بواسطة سيارتيْنا قصد الوصول إلى مدرسة الكبارتة… الطريق المعنية  معبدة، لكن لم يتم ترميمها منذ أزيد من خمس سنوات، مما جعل الحفر بها تزداد اتساعا سنة بعد أخرى، وقد فاقمت الفيضاناتالأخيرة وضعيتها أكثر".

   مخلفات الفيضانات على  شبه قنطرة يستعملها سكان قرية الكبارتة (الدغوغيين)، وقد وضعت عليها الآن أتربة مما يهدد سلامة العابرين بسبب الانزلاق
   وتجدر الإشارة أن وضعية الطرق عموما تعرف تدهورا كبيرا، دون أن تتعرض لأي إصلاح، ولعل أغرب ما في الأمر، هو عندما يوزع مستشارون قرويون تابعون لجماعة دار العسلوجي بين الفينة والأخرى أحجارا  مخصصة للطرق فيما بينهم، كل واحد يقرر مكان وضعها، مراعيا في ذلك إبقاء علاقة تبعية بينه وبين ناخبين مفترضين، دون أن يكون للجماعة مخطط واضح تصلح بمقتضاه أو تشيد طرقا أو طريقا جيدا أينما كان هذا الطريق عوض تبديد الجهود، ويبقى تدخل المصالح الحكومية ضروريا لإصلاح الطرق.
————–
  نشرت بجريدة "الشعاع" أبريل 2009 كاتب المادة مصطفى لمودن

الأحد، 12 أبريل 2009

لغة: الهمزة المتوسطة، الصعوبات والبدائل الممكنة


 لغة:

الهمزة المتوسطة، الصعوبات والبدائل الممكنة 

    يطرح رسم الحروف العربية عدة إشكالات لدى التلاميذ، سواء في التعليم الابتدائي أو غيره، بل يُطرح ذلك أحيانا حتى لدى الكبار ، وتمثل  الهمزة "الدابة السوداء" التي تقف في وجه كل رغبة في كتابة سليمة من بعض الأخطاء الإملائية،  نقترح إطلالة على نموذج تبنته الجهات الرسمية المشرفة على التربية والتعليم، ثم نعرض البديل الذي نراه بسيطا يصلح للجميع، ولن نتبع في هذا منهجية "درس" تربوي يجري داخل حجرة دراسية.


      في المرجع التربوي الخاص باللغة العربية المعد من قبل ست مفتشين وأستاذ ديداكتيك اللغة العربية، المعنون ب "مرشدي في اللغة العربية"، وهو يعتبر "دليل الأستاذ"، مصادق عليه من قبل الوزارة الوصية على القطاع، نجد مقترحا لتدريس الهمزة وسط الكلمة في الصفحة 170 من الكتاب المذكور، (وفي الصفحة 145 من كتاب التلميذ بنفس العنوان) ما هو مضمون المقترح والخطوات المتبعة؟


  بعد اقتراح مراجعة على الألواح حول همزة "ابن"، وذلك حصيلة درس سابق، يقترح الانتقال إلى فقرة "الملاحظة"، وجاء المرجع بكلمة واحدة هي "سأل"، مقرونة بما يمهد لاستنتاج كالآتي بالضبط:


-        جاء الهمزة في كلمة"سأل" متوسطة.


-        همزة متوسطة مفتوحة.


-        قبلها فتح.


-        كتبت الهمزة في كلمة "سأل" على الألف لأنها مفتوحة وقبلها فتح (انتهى)


مع إشارة جانبية تقول :" تتم مناقشة بقية الأمثلة بنفس الأسلوب الحواري مع توظيف الألوان المغايرة"، دون اقتراح كلمات مناسبة لذلك.


 لنمر معا إلى مرحلة حاسمة في الدرس الإملائي سميت ب"الاستنتاج"، يقوم على الإجابة عن أسئلة تقول:


-        "متى تكتب الهمزة المتوسطة على الألف؟"


-        "ومتى تكتب الهمزة المتوسطة على الواو؟"


-        "ومتى تكتب الهمزة المتوسطة على الياء؟"


 ليخلص المرجع الرسمي إلى الاستنتاج التالي:


"تكتب الهمزة المتوسطة على الألف:


-        إذا كانت الهمزة مفتوحة بعد فتح.


-        إذا كانت مفتوحة بعد سكون.


-        إذا كانت ساكنة بعد فتح.


تكتب الهمزة المتوسطة على الواو:


-        إذا كانت مفتوحة بعد ضم.


-        إذا كانت مضمومة بعد فتح.


-        إذا كانت مضمومة بعد سكون.


-        إذا كانت ساكنة بعد ضم.


-        إذا كانت مضمومة بعد ضم.


تكتب الهمزة المتوسطة على الياء:


-        إذا كانت مكسورة بعد سكون.


-        إذا كانت ساكنة بعد كسر.


-        إذا كانت مفتوحة بعد ياء ساكنة.


-        إذا كانت مفتوحة بعد كسر.


-        إذا كانت مكسورة بعد ضم.


-        إذا كانت مكسورة بعد فتح.(انتهى)


ثم نجد "التطبيق" على الألواح حسب ما يراه المؤلفون، ويقترحون 9 كلمات تتضمن الظاهرة المدروسة عوض 14 حالة كما يتأكد ذلك من الاستنتاج!


الكلمات المقترحة هي : رئة – فؤوس – كأس – كؤوس – رؤوس – بؤساء- مسائل – ذئب- دأب (انتهى)


   وفي الأخير يعرض الكتاب/المرجع نصا تطبيقا غاية في الغرابة، "لأهميته" نطلع الجميع عليه:


  " يوميتي"


" علقتك على الحائط في غرفة نومي، أنت أول ما تنفتح عليه عيناي صباحا، وآخر ما ينطبق عليه جفناي مساء، تعدين أيامي، وأعد ورقاتك أشعر كلما أخذت منك ورقة كأنني أنتزع حياتي يوما.


 وضعتك على مكتبي لتراك دائما عيناي، وحملتك في جيبي فوق قلبي لأحس بك في كل حين وأراقبك يوما يوما وشهرا شهرا.


   في هذا الليل أنتزع آخر ورقة منك، ثم ألقي بثوبك القديم في الموقد."(انتهى)


ولحسن "نية" المؤلفين لم ينسوا ذكر صاحب النص الذي هو أمين تقي الدين، وللغرابة نجده (النص) يتكرر في بعض المراجع المماثلة، لكن "بتصرف" لم ينصف التلاميذ والمدرس الذي يطلب منه اعتماد الكتاب "المقرر"، بل أن ينسخ هذه الدروس في أوراق "بهية الطلعة"، تسمى جذاذة، يقدمها لكل من حضر كدليل على "حسن التدبير"، ولا يهم بعد ذلك المحتوى وما يدرس، فهل بمثل هذه الطرق سننقد التعليم مما يتخبط فيه، أو مما أريد له أن يكون عليه، من ضعف المستوى وغيره؟ (أنظر مقالات سابقة لنا في نفس الموضوع)..


-        نستنتج طول وتعقد درس الهمزة المتوسطة كما قدم.


-        افتقار النص للظاهرة الرسمية /الإملائية المدروسة، باستثناء كلمتين هما "الحائط" و "دائما"، أما "كأنني" و "لأحس" فلا يمكن اعتبارهما حقيقة كلمات تشمل الهمزة المتوسطة، ولكنهما تعرضتا لطارئ وهو دخول حرفي جر.


-        النص المقترح (المفروض بحكم طبيعة الأشياء) لا علاقة له مقنعة وواضحة بالمحور الذي من المفترض أن  تدور حوله كل المواضيع، ألا وهو "وسائل الاتصال والتواصل"، وهو الوحدة/الملف الخامس في مقرر المستوى الخامس.


فما هو البديل الذي اقترحته على تلاميذي؟ وعملت به وهو موثق في دفاتر تمارينهم وأوراقي الخاصة.


الدرس الآخر:


      


-        يجب أن يشعر التلاميذ بأن هناك مشكلة لديهم وأن يجدوا لها حلا نهائيا، وذلك عبر توصلهم بعد كتابة كلمات بها الهمزة المتوسطة أن هناك اختلافات فيما بينهم، وبالتالي فبعضهم على خطأ بطبيعة الحال. وهو ما يدفعهم إلى التشوق لمعرفة الحلول وبالتالي ضمان متابعتهم بانتباه.


-        يتوصلون إلى أن الهمزة وسط الكلمة تكون محمولة على حروف هي : ﯾ و –ا  ـــــــــــــــــــ أي الياء (النبرة) والواو والألف.


-        ولكن ذلك وفق قاعدة معينة، وهي إرجاع الغلبة للحركة الأقوى بين حركة الهمزة والحركة التي قبلها.


-        حسب القاعدة التالية، حركة الجر (الكسرة) أقوى من حركة الرفع (الضمة)، وهذه الأخيرة أقوى من النصبة (الفتحة)، والسكون (الجزم) هو الأضعف (إن لم نقل هو الميت). ونشير إلى ذلك بالرسم التوضحي التالي:


            ْ‹  َ‹  ُ‹  ِ





-        كل حركة تغلب تأتي بالحرف الذي يناسبها، الكسرة تأتي بالياء، والضمة تأتي بالواو، والفتحة تأتي بالألف، أما السكون فلا يأتي بأي شيء.(رغم وجود حالات شاذة قليلة كمائة كما تعودنا كتابتها)


       ْ ‹    َ  ‹  ُ    ‹  ِ


     ↓     ↓     ↓     ↓


     …   ا      و     


(رسم توضيحي)



-        نضرب أمثلة:


   مِــــئْـــذنة: الهمزة ساكنة قبلها كسر. الكسرة تغلب السكون فتأتي بالياء.


مسْـــؤُول: الهمزة مرفوعة وقبلها سكون، الرفعة تغلب السكون فتأتي بالواو.

سَـــــــأَل: الهمزة مفتوحة وقبلها فتح، الحركتان منسجمتان، فتكون الهمزة على الألف.


… إلخ من الأمثلة الكثيرة.


أما النص التطبيقي الذي اقترحته، فقد حاولت أن يكون بسيطا، قصيرا، مفهوما، له علاقة بالمحور الدراسي (وسائل الاتصال والتواصل)، وله ارتباط بالحياة المعيشة، ويحمل فائدة للتلاميذ:


"هاتف"


   


"جهازك صغير الحجم، ينبئك بما لم تكن تنتظر، ويجيبك دون أن تسأله، فائدته لا تحصى، إنه المسؤول الأول عن اتصالاتك… الهاتف النقال؛ لكن لا تقربه من رأسك مرارا، لأنه قد يؤذيك، ضعه جانبا و لا تسأم من ذلك"(انتهى)


خلاصة:


-        في النص على الأقل ست كلمات تتنوع بها الظاهرة المدروسة.


-        بعد التصحيح، ظهر أن تلميذة كتبت النص بدون أي خطأ، وتلميذان بخطأ واحد، وتلميذان بخطأين، والبقية من 22 تلميذا بالوسط القروي وقعوا في أخطاء متفاوتة.


-        بعد"اجتهادنا هذا" لا ندعي أننا وقعنا على وصفة سحرية، هذا ما كنا نتعلم مثله في الكتاتيب، لكن بطريقة غير مفهومة بما فيه الكفاية.


-        لا يمكن أن نعول دائما على المرجع، بل يمكن للمدرس أن يضيف أو أن ينقص، مراعيا عدة شروط، منها عامل الزمن، والوسط…


-        لا يمكن تقبل "هفوات" ولو بسيطة في كتاب مرجعي رسمي معتمد، من المفروض أن يكون قد مر عبر عدة قنوات قبل إقراره.   


-        يبقى الرسم التوضيحي المقترح مسجلا في لوح على الحائط أمام التلاميذ طول السنة، حتى تترسخ لديهم القاعدة، ويعودون لها كل مرة عند حدوث إشكال خطي لديهم.


                          مصطفى لمودن



ثلاث أيام من الاحتجاجات عبر ثلاث نقط فروع التنسيق الإقليمي بالقنيطرة لحملة الشهادات المعطلين تطالب بالشغل


ثلاث أيام من الاحتجاجات عبر ثلاث نقط
فروع التنسيق الإقليمي  بالقنيطرة لحملة الشهادات المعطلين تطالب بالشغل

            خاض حملة الشهادات المعطلون سلسلة احتجاجات على الصعيد الوطني، في إطار أسبوع احتجاجي ما بين 6 و12 أبريل الحالي (2009)، تنفيذا لمقررات المجلس الوطني للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب المنعقد في فاتح مارس المنصرم.
      وقد سطرت فروع التنسيق الإقليمي بالقنيطرة ثلاث أيام للاحتجاج، كانت الانطلاقة يوم الجمعة  الأخير بالقنيطرة، ويوم السبت بسيدي سليمان، والأحد بسيدي يحيى، وكما كان مقررا فقد تم تنظيم لقاء موسع بمقر حزب الاتحاد الاشتراكي، أطلق عليه المعطلون المحتجون "مهرجانا خطابيا" حسب صيغة الدعوة الموزعة، حضره بالإضافة إلى المعطلين حملة الشواهد من مناطق مختلفة من الإقليم هيئات سياسية ونقابية وجهت لها الدعوة، وقد ألقى ممثلوها كلمات تضامن بالمناسبة، وقد ذكر عضو من المكتب المحلي لحملة الشهادات المعطلين أن الدعوات لم تستثن أحدا يتواجد بالمدينة، لكن الحضور انحصر في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحزب الاشتراكي الموحد، الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، الفدرالية الديمقراطية للشغل، اللجنة التحضيرية لأطاك، مجموعة "أكمي" سيدي سليمان، وتعذر حضور ممثلين عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لتزامن ذلك مع اشتغال بعض أعضاء المكتب أو حضور آخرين للمجلس الوطني للفروع. وقد تم بالمناسبة تكريم محمد بويركة اعترافا بنضاله وتضحيته وتحمله المسؤولية الجمعوية بتفان… ابتداء من الخامسة مساء خرج الجميع إلى ساحة البلدية للمشاركة في وقفة احتجاجية رددت خلالها شعارات تستنكر غياب أية حلول لمعضلة التشغيل، وألقى حكيم الشرقي عضو مكتب الجمعية بسيدي سليمان كلمة في نهاية الوقفة ذكر فيها بظروف الاحتجاجات وسياقها، وأعاد التذكير بالمطالبة بإيجاد الشغل للعاطلين، وتنفيذ الوعود التي سبق أن تلقوها من أجل التشغيل سواء من قبل الولاية أو الجهة أو جماعات محلية، من أجل مناصب شغل، ورخص نقل، ودكاكيين… وأدان دورية صادرة عن وزير الداخلية منعت الجماعات المحلية من توظيفات مباشرة للأعوان المؤقتين، وأدان كذلك "ما وقع لفروع الجمعية بسوق الأربعاء وسيدي علال التازي" وأعلن عن "التضامن مع المعتقلين من فروع الجمعية"، وأضاف المتحدث أن المعطلين "عاقدين العزم على إنزال المعركة الإقليمية من قبل فروع الإقليم من أجل الشغل"، وأدان في الختام ما سماه"محاولات الالتفاف على الجمعية ومحاولات نسفها كما وقع بسيدي سليمان والجرف" واعتبر أن جمعيته "ستبقى الممثل الشرعي والوحيد  لعموم المعطلين بالبلد". 


  وعن سؤال موجه لمحمد بوريكة عضو مسؤول في المجلس الإقليمي حول من المسؤول عن ضعف فرض الشغل وعن مناسبة الاحتجاجات المقامة، أجاب بأن الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين تخوض أسبوعا احتجاجيا على الوضع، في انسجام مع خلاصات المجلس الوطني، والأزمة مسؤولة عنها الدولة المغربية، التي لم تستطع أن تقدم أية حلول للتشغيل… هناك حلول ترقيعية منذ سنوات، منذ "الشباب والمستقبل"، و"ندوة مراكش"… إلى "الأنابيك"، ثم "مقاولاتي"… وبشهادة المسؤولين يتم الاعتراف بفشل هذه البرامج التي كانت ترقيعية.  
  أما عن المقترحات الممكنة من أجل التشغيل أجاب محمد بويركة بالقول إن الجمعية قدمت العديد من المقترحات في مذكراتها المطلبية من أجل الشغل، ولنا ملاحظات حول كثلة الأجور والوظيفة العمومية، نول بأنه يجب تقليص رواتب خيالية، والحد من تعد المهام لدى بعض المسؤولين، وتقليص الامتيازات أو حذفها كرخص النقل، والمطالبة بتوزيع عادل للثروة..
   وجاء في بيان صادر عن المجلس الإقليمي بالقنيطرة أن فروع التنسيق الإقليمي بالقنيطرة تخوض أسبوعا نضاليا احتجاجيا، انسجاما وخلاصات المجلس الوطني المنعقد بتاريخ 01/03/2009، وذلك تحث شعار "رغم القمع والاعتقالات والمحاكمات الصورية، نضالنا متواصل من أجل الحق في الشغل القار والتنظيم"، أيام الجمعة، السبت، الأحد، 10-11-12 أبريل 2009 في كل من القنيطرة، سيدي سليمان، سيدي يحيى، في ظل وضع يتسم بالتهميش والإقصاء الذي يطال حاملي الشهادات المعطلين محليا، إقليميا، وطنيا، وكذا نهج المسؤولين سياسة التسويف والمماطلة وربح الوقت على حساب معاناة المعطلين، وأمام هذا الوضع المأزوم والكارثي، نعلن للرأي العام ما يلي:
1- إدانتنا لكافة الاعتقالات والمتابعات والمحاكمات الصورية التي تطال كافة المناضلين وعلى رأسهم مناضلي الجمعية.
2- رفضنا لكل المخططات التي تستهدف الحق في الشغل والتنظيم، وعلى رأسها الدورية المشؤومة لوزير الداخلية والعمل بالعقدة كمخطط يستهدف ضرب الحق في الوظيفة العمومية والعمل القار.
3- المطالبة بفتح حوار مركزي مع الجمعية، والاستجابة للمطالب المشروعة والعادلة.
4- تشبثنا بالجمعية الوطنية إطارا صامدا ومكافحا، وممثلا شرعيا لحاملي الشهادات المعطلين.
5- مطالبتنا بإخراج الوعود المقدمة إقليميا إلى حيز الوجود، وذلك على أرضية ملفنا المطلبي:
  - الوظيفة العمومية
  - رخص النقل
  - الملفات العالقة
  - الوعود المقدمة بالجماعات المحلية
6- نهيب بجميع الهيئات السياسية، الحقوقية، النقابية والجمعوية بالإقليم بالتضامن مع مطالبنا ونضالنا العادل والمشروع من أجل انتزاع الحق في الشغل والتنظيم.