الجمعة، 19 يونيو 2009

هكذا وطانا المكتب الوطني للكهرباء مصابح الشوارع تتحدى نور الشمس!


هكذا وطانا المكتب الوطني للكهرباء 
مصابح الشوارع تتحدى نور الشمس!
 المسألة أثارتني كما أثارت البعض بطبيعة الحال، نحن من يؤدي الثمن، كلنا نؤدي الثمن، وإن كان بعضنا طبعا يسترجع أكثر مما يدفع إذا كان يدفع أصلا، لنبدأ الحكاية بطريقة أخرى، قررت أن أشرك قراء مدونة سيدي سليمان في "تصنيف" جديد، والتصنيف في عرف المدونات هو "عنوان فرعي" يتضمن مجموعة من المواضيع المتشابهة والمتقاربة، كما تلاحظون ذلك على قائمة باليسار، وكل عنوان فرعي بعده أرقام، هي عدد المواضيع المنشورة في ذلك "التصنيف"، والتصنيف الجديد ارتأيت أن أضع له عنوانا سميته "الشاهد"، أي أن كل من تفضل وكتب في هذا الركن، فهو يشهد على "ظاهرة" معينة، ويريد أن يطلع القراء والرأي العام عليها، مبدئيا أنا في كامل الاستعداد للكتابة في نفس الموضوع باستمرار، ولكن أتمنى أن يحفز ذلك آخرين للمساهمة والتعبير عما يخالجهم، فلا تترددوا في الكتابة، كل مواضيعكم نتلقاها بالأحضان.
   أعود لأول موضوع أريد إشراككم فيه.
  يوم الثلاثاء 2 يونيو 2009 بالضبط، وعندما كنت بمحل لإصلاح إحدى مكونات السيارات، وكما يعرف مالكو السيارات أن هناك أكثر من عشر حرف مرتبطة بذلك، الميكانيكي، العجلاتي، الصباغ، مول الشاكمات، مول الرادياتور… الخ.
    صاحب المحل الذي قصدته معروف بطيبوبته وتضحيته، وقد حدثت لي معه وقائع لطيفة تؤكد ذلك، يمكن أن نعود لبعضها مستقبلا، ورشته أنيقة ومنظمة، عند سلامي عليه كان معه زبونان، وبينهم صينية وبراد شاي، دائما الشاي متوفر ومشحر على أحس ما يرام، دعاني لشرب كأس ترددت في البداية، لكن بعد انصراف الزبونين قصدت الرجل الطيب وطلبت رشفة من شايه اللذيذ، بعدها خرجت، فراعني(أدهشني وشد انتباهي) ضوء مصابيح الشوارع المتلألئ في واضحة النهار، ناديت الرجل الطيب جدا، وأنا أعرف أنه يحمل "الهم الجماعي" كعدد من المواطنين الذين يرون ولا يكتفون بالرؤية، بل تدفعهم بصيرتهم وغيرتهم إلى "فعل" أي شيء ممكن، قلت له أنظر كم من شارع، وكم من مصباح وحرارة الشمس ما تزال تلهب جلودنا!
  حك الرجل ذقنه وتأمل مليا في وجهي ثم نظر إلى الأرض ودخل مقصورة في ركن من ورشته، وركب أرقام المكتب الوطني للكهرباء بسيدي سليمان، وسمعته يتحدث بأدب إلى مسؤول يرد عليه من الجانب الآخر من سلك الهاتف، قال الرجل الطيب للمسؤول أن حيين بكاملهما "تشتعل" فيهما المصابيح في وقت مبكر والشمس ما تزال ساطعة.
   لما خرج الرجل الطيب وعلامات البشر على محياه بفعل العمل النبيل الذي قام به، ذكر أن أحدهم شكره على صنيعه، وأنهم سيصلحون ذلك….
    تمنيت أن يكون ما قيل صحيحا، وفرحت كما سيفرح كل قارئ وقر في قلبه حب صادق للوطن بهذا الرجل الطيب الذي أدى ثمن مكالمة من جيبه، وممثل الإدارة الذي شكر ووعد خيرا. 
   إلى اليوم ما تزال المصابيح تشتعل في واضحة النهار، وأعتقد أن الرجل الطيب كل يوم يضرب كف بكف وقد أصبح متيقنا أن آفة الإهمال قد عمت، قلت له وأنا أحاول أن أخفف عنه منذ أول وهلة من هول صدمة تجعله يتحاشا كل يوم النظر إلى المصابيح وهي تلتهم الدراهم، دراهمنا جميعا التي يؤديها المجلس البلدي نيابة عنا ليضيء لنا النهار، ليحجب عنا ضوء الشمس، ليقول لنا أن "نوره" أهم من كل الأضواء! فربما المجلس البلدي وحده "يضوي البلاد" كما نطقت بذلك في زمن حالك أغنية مغربية معروفة. قلت للرجل الطيب لقد كتبت عن ذلك منذ سنة خلت، وأن تلك المقالة سطت عليها إحدى الجرائد ونسبها أحدهم لنفسه (يمكن الضغط هنا للرجوع إليها وقلت له إن "قضية" المصابيح المضيئة في واضحة النهار تؤرقني كذلك، لهذا أخذت لبعضها صورا ليشهد الجميع كما كنت شاهدا، ولتشهدوا كيف يريد المكتب الوطني للكهرباء وبقية المسؤولين المعنيين أن "يواطوننا" مع الأرض بإثقال كواهلنا بتكاليف غير مفيدة.
                                       مصطفى لمودن
  
  حتى مصابيح التجزيئات السكنية التي في طور البناء تضئ في واضحة النهار. 



 
 أينما وليت وجهك يصدمك منظر المصابيح المضاءة رغم وجود ضوء الشمس ، وفي هذه الصورة يظهر مصباح وقد استدار بقدرة قادر جهة منازل إدارية… 

الأربعاء، 17 يونيو 2009

على ضوء نتائج الباكالوريا بسلا إشكاليات تدبيرية من صميم المنظومة التربوية


 على ضوء نتائج الباكالوريا بسلا
إشكاليات تدبيرية من صميم المنظومة التربوية
  سلا: البركالي /عسول
تم تسجيل  تحسن طفيف  في أجواء الامتحان، لكن مع استمرار مظاهر الغش، الذي عبر عدد من التلاميذ والتلميذات عن لجوء بعض المترشحين له، إما بالاعتماد على "الحروزا"، "باستعمال الهواتف النقالة" أو حتى بالتهديد.
وعن سؤالنا حول الأسباب الرئيسة التي تدفع الطلبة إلى الغش، أكد العديد منهم أن من بينها، طول المقرر، ناهيك عن المعدلات العالية التي تطلبها عدد من المعاهد وحتى الجامعات، بالإضافة لعدم إتمام البرنامج التعليمي في بعض الاحيان أمام ما يعرفه قطاع التعليم من خصاص في المدرسين، حيث يتم اللجوء إلى أساتذة الإعدادي أو حتى الابتدائي، وإلى "المواد المتآخية"، وهو ما يؤثر على مستوى الاستيعاب.
طبعا فإن الأمر لا يتعلق بكل الطلبة، الذين من بينهم من أكد أن مواضيع الامتحان في المتناول.
من جانب آخر وضعت نيابة سلا ترسانة من الترتيبات التنظيمية للحيلولة دون وقوع تسرب أو تسيب، حيث تم وضع 5 مراكز للتصحيح، وتم توزيع الأساتذة المكلفين بالحراسة والمراقبة في مراكز لا يعملون بها، و طلب منهم الإمضاء في أوراق تحرير التلاميذ لتفادي أي تزوير (مثل الضجة التي حدثث السنة الماضية بإحدى ثانويات النيابة)، كما أكدت مصادر رفضت ذكر اسمها أنه تم ضبط حالات غش وقد اتخذت فيها الإجراءات اللازمة، وأخرى تم فيها سحب أوراق التحرير فقط.
 كما تم  تسجيل وضع العديد من الشواهد الطبية بالنسبة للمترشحين الأحرار، وذلك لضمان الاستفادة من الدورة الاستدراكية بعد أن أدركوا صعوبة الامتحان في دورته الأولى.
وأكد أحد أطر التوجيه والتخطيط أن من بين الحلول التي يمكن الاستفادة منها لتدليل صعوبات الامتحانات الموحدة بالخصوص، ضرورة إعادة النظر في طرق التقييم والتقويم، وذلك بإخضاع الأساتذة إلى تكوينات متينة في هذا المجال، والتخفيف من طول المقرر، وإعادة النظر في طريقة انتقاء المعاهد والجامعات للراغبين في ولوجها وذلك باعتماد المباراة أولا وأخيرا. وعلل المتحدث رأية هذا بأن هناك من ينجح بالغش ويحصل على معدلات عالية (؟)
وقد أفادت مصادر من نيابة سلا، أن عدد المترشحين للسنة الثانية باكلوريا بلغ في التعليم العمومي 9130، والخصوصي 710، الأحرار 2448. أما السنة الأولى باك فعدد المترشحين  بها هو 9494.

فـرط الثـرثرة السياسـية


فـرط الثـرثرة السياسـية
أمــــيـــن جـــوطــي
        Aminmoon20@yahoo.fr
الثرثرة هي كثرة الكلام دون معنى، فهي ضجيج من الألفاظ دون حمولة فكرية أو معرفية. وهي مرض يتضخم عند صاحبه فيعاني من فرط الثرثرة hyperphrasie، وهو مرض خطير لكن خطورته تشتد عندما يكون المصاب به فاعلا قياديا في الساحة السياسية. إذ نصبح أمام مصاب بفرط الثرثرة السياسية hyperphrasie politique.
ويظهر هذا المرض عندما تغيب الكفاءة السياسية وتنعدم القدرة على إعمال التفكير المنهجي العلمي السليم، ويطغى بدلا عن ذلك التبرير غير المنطقي والتسويف والوعود المدغدغة للعواطف…الخ.
يسود العالم العربي هذا المرض وتشتد حدته مع اقتراب كل مرحلة انتخابية، فمع غياب برامج عملية وواقعية عند أغلب الأحزاب، حتى لا نعمم، يقفز علينا بعض الساسة من خلال بعض الديكورات الإعلامية  ليطيلوا في الخطب ويغدقوا علينا من تسويفاتهم التي نادرا ما تدخل حيز الفعل، ويزايد البعض منهم على البعض الآخر، ليصل الأمر إلى حد البغبغة (اضطراب نفسي يجعل المصاب به يهذي من غير أن يعرف معنى كلامه).
فتحت ضغط إغراء المناصب والتسابق المحموم للوصول إلى الكراسي يلوح"السياسي" بكلامه شرقا وغربا، دون انسجام مع معطيات الواقع المعيش وبعيدا عن جادة الصواب، ويتمظهر ذلك أيضا خلال المساجلات التي تدور بين "الساسة"حيث تغيب المنهجية وتدافع الحجة بالحجة، وتغلف الحقيقة بتدفقات كلامية هي أقرب إلى الهلوسة، ويبقى الكلام في مواجهة الكلام ليكون فقاعة كبيرة لا ينجم عنها إلا الفراغ.
وعلى هؤلاء أن يعلموا بأن السياسة هي فن الممكن وليست فنا للكذب أو إسهالا لفظيا، كما عليهم أن يعملوا على علاج أنفسهم من هذا المرض الذي يفتك بالحياة السياسية ويشوه المعنى النبيل للسياسة.
والعلاج قد يكمن في:
* العلاج بالعمل ergothérapie وذلك من خلال الانكباب على هموم المواطنين ومشاكلهم ومحاولة إيجاد أفضل الحلول لها.
* اكتساب معرفة سياسية واسعة مما يؤدي إلى امتلاك رؤية شاملة للأمور.        
 * توظيف صحيح للخطاب السياسي المنهجي والعلمي والمتماسك، المبني على الوعي السياسي ومعالجة القضايا وفق معايير التفكير السليم التي تتجاوز الهلوسة الكلامية الموجهة للعموم وبلغة قد تكون طنانة ورنانة وتخاطب المشاعر ولكنها زبد يذهب جفاء.
 *  وضع مخططات و برامج طموحة وقابلة للتحقيق دون استغلال سياسوي ضيق لا يخدم إلا المصالح الذاتية أو الحزبية الضيقة.
 * التحلي بالجرأة السياسية وامتلاك القدرة على الصدق مع الموطنين، لأن الثرثرة السياسية وإن حققت بعض المكاسب الآنية  فإنها ستؤدي إلى انعدام الثقة بين السياسي والمواطنين مع مرور الوقت.  

جدلية الصراع الانتخابي بسيدي سليمان انتفاء الرجة وإحلال المطبوخ المبتذل


جدلية الصراع الانتخابي بسيدي سليمان 
انتفاء الرجة وإحلال المطبوخ المبتذل 
   إعداد : الإدريسي الحسين 
وأخيرا نزلت بالساحة السياسية لسيدي سليمان النتائج الخاصة بالانتخابات الجماعية صبيحة 13 يونيو 2009، بعد حرب اللوائح بين الأحزاب المعروفة والمستحدثة، وبعد الحملة الانتخابية الصاخبة وبعد الاحتكام لصناديق الاقتراع ليوم 12-6-2009… ظهرت النتائج لتفتح باب النقاشات والتحليلات على مصراعيها بكل المستويات: الشارع- المقاهي – الأحزاب… على خلفية الانتصار أو الهزيمة أو الإهمال والعزوف، طبعا حول حصاد الاستحقاقات الجماعية الأخيرة عربونا عن الانخراط الواسع في ما اصطلح على تسميته خطأ باللعبة  في سوق التصويت، فكيف يمكن قراءة الأرقام المقدمة؟ ماذا تعكس سياسيا وسوسيولوجيا؟ ما هي معالم المجلس الجديد المطالب بالإجابة عن تطلعات المواطنين محليا في إطار الرهانات والتحديات الجماعية في أفق مواجهة الأوضاع المتدهورة بالمدينة في ظل مخلفات الأزمة الاقتصادية العالمية؟
 لقد جاءت الحصيلة على الشكل التالي ليبدأ معها العد العكسي لتشكيل مكتب المجلس بكل ما يحتمل ذلك من تخمينات ومفاوضات:
جدول 1 : الأصوات والمقاعد حسب الأحزاب بسيدي سليمان

رتبة
الحزب
الأصوات
%
المقاعد
%
رتبة
الحزب
الأصوات
%
المقاعد
%
1
الاتحاد الاشتراكي
2273
17.8
8
22.85
10
الحركة الشعبية
364
4.6
0
00
2
الاتحاد الدستوري
2075
16.7
8
22.85
11
العهد
268
2.10
0
00
3
الاستقلال
1282
10.05
5
14.28
12
التنمية المستدامة
264
2.07
0
00
4
الوحدة والديمقراطية
1269
9.97
4
11.42
13
التقدم والاشتراكية
192
1.5
0
00
5
الديمقراطية الاجتماعي
961
7.09
4
11.42
14
الأحرار
188
1.47
0
-
6
العدالة والتنمية
919
7.24
3
8.57
15
العمالي
152
1.19
0
-
7
الليبرالي المغربي
766
6.01
3
8.57
16
التحالف
150
1.17
0
-
8
الأصالة والمعاصرة
740
5.81
0
00
17
النحلة
139
1.09
0
-
9
جبهة القوى
635
4.9
0
00
18
التجديد والإنصاف
99
0.007
0
-

جدول 2 : حصيلة الانتخابات الجماعية بسيدي سليمان  (للاسئناس)
                               
المجموع المعبر عنه
الملغاة
المصوتون
العزوف
المسجلون
12736
2275
15011
31236
46247
 
قراءة أولية في الأرقام، عدة ملاحظات أهمها:
* تقارب النتائج في الصدارة ما بين الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري، وهي حصيلة تخالف بالتأكيد ما كان متوقعا – قبل التصويت وفي بداية الحملة الانتخابية- سواء بالنسبة لحزب الوردة أو بالنسبة لحزب الفرس، لتحقيق رهاناتهما  لرئاسة المجلس البلدي في تجربة 2009-2015، فكلاهما يطمح إلى الحصول على أغلبية مريحة (+ 15 مقعدا) تلافيا للمشكل الذي ظهر في بداية تجربة 2003 والذي لم يحسم إلا بتدخل عبد الواحد الراضي (نائب الكاتب الأول آنذاك لحزب الاتحاد الاشتراكي) على حساب الاتحاد الدستوري وبالتعاقد مع العدالة والتنمية. فالحصول على نفس النتائج (8-8) يعيد طرح المشكل وإن كان بصيغة جديدة وفي ظرفية مخالفة تماما، مع أنه من المستحيلات الوصول إلى الأغلبية الحزبية المريحة في إطار نظام اللوائح، فالحصول على ثمانية لكلا الحزبين يمكن اعتباره إنجازا مخيبا للأمل ويضع الحزبين وجها لوجه.

كيف يمكن تفسير هذه النتيجة المعقدة والناجمة عن منافسة قوية على الساحة السياسية المحلية ما بين18 حزبا(مختلفة الثقل السياسي و التنطيمي) المعتمدة على أساليب ومخططات متباينة بالتأكيد في عملها وممارستها، فمنها تلك المعتمدة على الحسابات السياسية البرغمائية التي لا تخلو من مناورات (الاتحاد الاشتراكي) وأخرى تعتمد على الحسابات المالية والعلاقات الاجتماعية، غير منظمة…( الاتحاد الدستوري مثلا)
والجدير بالذكر أن الحملة الانتخابية قد قسمت التنظيمات السياسية الى مجموعتين متفاوتتين في النشاط والحضور بالمدينة.
المجموعة الأولى تتكون من: الاتحاد الاشتراكي + الاستقلال + التحالف+التقدم والاشتراكية؛ الهيآت السياسية ذات تواجد في الساحة السياسية والنقابية والجمعوية، وبمقراتها، وكلها دخلت إلى المنافسة والحراك الانتخابي على خلفية محاربة الفساد والمفسدين وتعزيز مكانتها في ممارسة الشأن المحلي بناء على سياسة القرب مما يؤهلها منطقيا لكسب رهان الانتخابات الجماعية محليا.

المجموعة الثانية (ومنهاا المستحدثة: الوحدة والديمقراطية، التجديد والإنصاف، الأصالة والمعاصرة..) دخلت غمار الانتخابات الجماعية وهي تراهن على المال وعلى كسب  الأصوات بالأحياء المهمشة التي دكتها مشاكل هذه السنة: الفيضانات وعواقب الأزمة الاقتصادية العالمية (لم ينشر لها أي منشور حزبي … غريب…)مجندة لذلك كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لإفساد خطة الاتحاد الاشتراكي أساسا.
مكنت الطريقتان من إفراز نتيجتين متفاوتيتن، لكن مع ملاحظة أن الاتحاد الاشتراكي قد ربح  بعض الأجزاء من المائة على حساب الاتحاد الدستوري، وهذا ما يظهر من مقارنة في النتائج بإرجاعها إلى حصيلة 2003.
جدول3 :مقارنة بين نتائج 2003 و2009 

تجربة 2003
الحصيلة الحالية
الاتجاه
USFP
7
22.5
8
22.8
ربح طفيف
UC
8
25.8
8
22.8
تراجع طفيف
IS
4
12.9
5
14.28
ربح طفيف
PJD
4
12.9
3
8.57
تراجع كبير
RESTE
8
25.8
11
31.4



المجموع


31

100
36
100


الاتحاد الاشتراكي تمكن وبصعوبة من الحصول على ثمانية مقاعد لكنه لم يصل إلى 12 وحتى 10 الذي روج له مع بداية الحملة الانتخابية الجماعية، ومع ذلك فإنه انتصار مهم  للصف الديمقراطي.
* وأما الاتحاد الدستوري فهو يعد من الرابحين بتجاوز كما يقال فهو.
* لم يحقق الحد الأقصى الذي دعا إليه لضمان الأغلبية (+12 مقعد)
*لم يستفد من شرائح اجتماعية بالأحياء الفقيرة المحسوبة عليه أصلا قبل الدخول المفاجئ لحزب الوحدة والديمقراطية، الشئ الذي بعثر الأوراق وطعن في الخلف حزب الفرس كما أربك حساب الاتحاد الاشتراكي والاستقلال معا.

* وعلاوة على ذلك فإن هذا الحزب لم يستفد من عدة أصوات والتي كانت ملغاة على حد تصريح أحد رؤساء مكاتب الانتخاب ليكتفي بالمرتبة الثانية بعد الاتحاد الاشتراكي.
* حزب الوحدة والديمقراطية كان من الرابحين الصغار في المعركة الانتخابية بحصوله على 4 مقاعد في المشاركة الأولى، وهذا شبيه بما تحصل عليه الاحزاب المسماة بالإدارية بدل المخزنية سابقا، رغم عدم التوفر على رصيد نضالي ومقر ومنخرطين. فكيف حصل على 4 مقاعد يتساءل المتتبعون؟ الإجابة واضحة : الاعتماد على المآل  لاختزال المحطات (التنظيمية –النضالية –البرمجة كل عوامل "فريع الرأسمال" كما يقول أحد المناضلين !!! ) ألم يقل أن كل الطرق بما فيها طريق المال تؤدي إلى صناديق الاقتراع !
* لا يفوتنا هنا أن نسجل أن الرابح أيضا هو "الحزب الليبرالي" الذي دخل إلى غمار المعركة بفضل استقالات من الاستقلال ليحصل على 3 مقاعد، مسجلا تحديا في المشهد السياسي والحزبي بمدينة سيدي سليمان كمخرج للصراعات الداخلية في الاحزاب الوطنية الديمقراطية.
 أفرزت النتائج أيضا متضررين:  حزبي الاستقلال – العدالة والتنمية .
- حزب الاستقلال الذي هيأ حملته بشكل كبير على أمل التناوب على رئاسة المجلس، أخفق الهدف وحصل فقط على 5 مقاعد، ويمكن تفسير ذلك بالصراعات الداخلية وتشبث الدواجي خطأ بوكالة اللائحة مما تسبب في انسحاب عدة مناضلين للدخول في لوائح أخرى، وسحب عدة مصوتين لصالحهم.
- أما العدالة والتنمية فقد جنت ثمار أخطائها: مرض الدعاية الدينية في الوسط الجماهيري، والتراجع التنظيمي بعد 16 ماي واللعب على الحبلين، حصل حزب العدالة والتنمية على 3 مقاعد في خضم الدخول في تحالفات هشة لمواجهة رئاسة المجلس سابقا، في أعقاب الوظائف المشبوهة وفك الارتباط مع الاتحاد الاشتراكي والدعاية الملغومة في الحملات الانتخابية في إطار الانتخابات التشريعية ل2007.
- الخاسرون: أول خاسر هو الحركة الشعبية بسقوط وكيل لائحتها الذي كان يفوز دائما بمقعد على الأقل في المجالس الجماعية السابقة، أما أحزاب اليسار (التحالف، التقدم والاشتراكية) فهي مطالبة بالتجديد واسترجاع المبادرة واستثمار  رصيدها النضالي وإمكانياتها الذاتية والسياسية في تمتين علاقتها مع المواطنين، وذلك بالخروج من التقوقع التنظيمي، ولمواجهة هيمنة مافيوزيي المال الحرام في الانتخابات والدخول إلى المعركة  بخلق آليات تنسيقية قمينة بفك العزلة عليها. فأكبر أخطائها هو الدخول بالتردد وبالمشاكل التنطيمية العميقة، خسارة تتطلب التفكير والعمل المستعجلين لتدارك ما فات من محطات تاريخية صعبة ، عوض السقوط في جلد الذات والبكاء على الأطلال.
  أما باقي الأحزاب الخاسرة ( جدول 1) فتبقى مشاركتها شكلية من أجل أهداف لا يعرفها إلا وكلاء لوائحها، ولهم فرصة أخرى لتحقيق أغراضهم بتلك الاطارات أو بأخرى. ليحسبوا كيف ما أرادوا، الاطارات معروضة للركوب فليحسنوا الاختيار .  
في نهاية المطاف يمكن القول إن الانتخابات الجماعية لم تأت بجديد، بل كرست الواقع الجماعي بمختلف تلاوينه واختلافاته الظاهرة والباطنة، وكأن المدينة لم تتمكن من إفراز إلا ما أفرزته صناديق الاقتراع.
 يمكن إرجاع الربح الطفيف لدى الاتحاد الاشتراكي الى إدخال العنصر النسوي (اللائحة المضافة) وإلى الحملة القوية وإلى تحريك المرشحين للعلاقات الاجتماعية (فالمسألة ليست سياسة تنظيمية، كما يمكن أن يعتقد) لأن الحزب محليا يعاني من صعوبات ويتعرض لهجومات قوية من العدالة والتنمية منذ 2007، ومن أطراف أخرى كانت متحالفة معه (جبهة القوى..) بصدد التوظيفات (الصحافة )، السلوكات المشبوهة،  وسوء التدبير والتسيير للمجلس السابق (المالية/توزيع الرخص/الإنفراد بالقرار) كلها سلبيات حدت من وزن الوردة محليا وهددت ربح الرهان (تهديد من الاستقلال المعتمد على سياسة "مولا نوبا" للتناوب على رئاسة المجلس، وتهديد من الاتحاد الدستوري والوافدين الجدد الذين يستغلون أخطاء الرئيس لاستقطاب أصوات الناخبين  والمشجعين على العزوف.) فمن هذه الزاوية يمكن اعتبار أن الاتحاد الاشتراكي خرج من الرجة السياسية بأقل ضرر و إن أثار ذلك انتقادات لاذعة في صفوف الاتحاديين أنفسهم.
 
 
 (يتبع)

الأحد، 14 يونيو 2009

نتائج الانتخابات الجماعية بوزان


   نتائج الانتخابات الجماعية بوزان 

  وزان: محمد حمضي
  مجموع الهيأة الناخبة:29541
  المصوتون:14196
 الأصوات الملغاة:  2212
 الأصوات المعبر عنها:11984
 نسبة المشاركة دون احتساب الأصوات الملغاة:48.05 في المئة
نسبة المشاركة باحتساب الأصوات الملغاة:40.56 في المائة
     
          نتائج بعض الأحزاب المشاركة
الحزب                      عدد الأصوات      عدد المقاعد
الإتحاد الاشتراكي           857                  3
العدالة والتنمية               2219                8
التجمع الوطني الأحرار     3015              11
حزب الاستقلال                1313             5
 الحركة الشعبية                ——             3 
الاتحاد الدستوري              ——             5  
  الحزب العمالي               231              0
تحالف اليسار الديمقراطي       194            0

  يذكر بأن تحالف اليسار الديمقراطي بوزان مثله الحزب الاشتراكي الموحد  واحتل المرتبة الأخيرة بعد التنافس مع 14 حزبا مشاركا.   
   وقد جرت الانتخابات يوم الجمعة 12 يونيو 2009.