السبت، 31 أكتوبر 2009

الاتحاديون يحتفون بالمهدي بنبركة


 الاتحاديون يحتفون بالمهدي بنبركة   
بمبادرة من فرع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بسيدي سليمان تم إحياء ذكرى اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة، الذي تعرض لعملية غادرة في 29 أكتوبر 1965، ولم يظهرله أثر من حينه…وقد أصبح يحتفى بيوم المختطف في المغرب في نفس اليوم كل سنة.

 

وقفة رمزية بشارع علال بن عبد الله للمطالبة بالكشف عن الحقيقة، حقيقة الاختطاف وملابساته.
  
ترحما على الفقيد المهدي بنبركة وكافة شهداء الوطن والديمقراطية.. 
في الصورة: على اليمين محمد السكتاوي رئيس فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب.
              على اليسار، رشيدة بنمسعود عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي.


حفل تكريم المؤسسين:
محمد بلمقدم (أحد المكرمين) يلقي كلمة بالمناسبة، عبد الحميد الجماهري عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، مصطفى الشفك، كاتب فرع الحزب بسيدي سليمان، أحمد الناصري، ومحمد الزهراوي (مكرمان)

 

فضل محمد بلمقدم حضور الوقفة الرمزية، بخلاف آخرين لم يحضروا، وغادروا إلى اتجاهات أخرى بعد المشاركة في حفل تكريم قدماء الحزب.

الجمعة، 30 أكتوبر 2009

.جمعية لأصحاب المقاهي


إشارة: تنشر أسفل الجانب الأيمن أولا
(نافذة جديدة شبه يومية)
.جمعية لأصحاب المقاهي

من حق كل مواطنين اثنين على الأقل تأسيس جمعية حسب القوانين الجاري بها العمل وحسب منطوق الفصل الأول من ظهير الحريات العامة: "الجمعية هي اتفاق لتحقيق تعاون مستمر بين شخصين أو عدة أشخاص لاستخدام معلوماتهم أو نشاطهم لغاية غير توزيع الأرباح فيما بينهم." (غير توزيع الأرباح)
ولعل أول خروج لهذه الجمعية الفتية الخاصة بأصحاب المقاهي هو عقد لقاء مع مسؤول محلي عن الإدارة الترابية بسيدي سليمان، كان أهم موضوع له هو تخلي هؤلاء عن احتلالهم المبالغ فيه للملك العام، بحيث أن أغلبهم تعودوا على توزيع الكراسي في كل الفضاءات المحيطة بهم، وحسب الأخبار المتسربة عن الاجتماع فقد التزموا باحترام القانون، وقد ذكرهم المسؤول بالتزاماتهم وحثهم على ذلك الآن قبل مجيء العامل إلى المدينة، أي أحسن يكون التنفيذ بالخاطر ولا ندوزو لحاجة أخرى.. علما أن القانون المصادق عليه من قبل المجلس البلدي هو احتلالهم لثلث المساحة المتوفرة أمامهم.
 ثم الخرجة الثانية والمهمة جدا لهذه الجمعية التي ستجعلها تفتخر وتعتز بمنجزاتها هو حصولها على مراجعة الرسوم الحضرية الخاصة باحتلال الملك العام، من 9.5 درهم للمتر المربع كل ثلاثة أشهر إلى 8.5 درهم، بناقص درهم واحد… وقد كانت حجتهم أو حجة المستشار الذي "رافع عنهم" هو ضعف المداخيل ومساهمة المقاهي في التشغيل وكثرة وتنوع الضرائب. وفي خضم النقاش المحتدم صرح أحد المستشارين قائلا إذا لم يستطيعوا الدفع فلينسحبوا بل  اقترح أن يؤدي هو هذه الضريبة "ولكن ما يفرشوش" كما ذكر، في تلميحه إلى ضعف قيمة هذه الضريبة بالمقارنة مع عائد كل متر مربع خلال 3 أشهر، وأشار آخر لحقوق الشغيلة وهل تحترم فعلا، بينما رئيس المجلس البلدي، الشاب القادم من المقاولة وعالم المال، قال كيف يعقل أن تخفض الدولة عددا من الضرائب ولا نخفض نحن…
   النتيجة التي خرجت بها، هو تضارب المصالح، كل يدافع عن مداخيله ومصلحته بطريقة أو بأخرى، لكن المغيب هو المواطن الذي توضع أمامه باستمرار الحواجز كي لا يمر ويسير في الشارع بأمن وأمان، ويضطر ليعرض نفسه وأقاربه لخطر الدهس بالعربات.
فهل سيكون من مهام الجمعية الفتية المذكور السعي لدى أعضائها ولدى أصحاب المقاهي ليكتفوا بما سمح به القانون؟ بل هل يمكن أن يدفعوا ثمن ما احتلوه من ملك عام لسنوات طوال؟ بل وهل يمكن محاسبة الجباة الذين استخلصوا الضرائب حسب ما هو في الأوراق وليس حسب ما يوجد في الواقع..؟  تتناسل الأسئلة، والرهان الحقيقي من وراء كل هذا هو هل نريد دولة الحق والقانون أم نشرع للفوضى وقانون الغاب يأكل به القوي الضعيف؟ وربما إلى مثل ما سعى إليه أحدهم حينما دعا زبانيته من الشداد كي يدافعوا عن "حرمة" مكتسبة حسب اعتقادهم لمكان يحتلوه عنوة منذ زمن بعيد!
    وإلى موضوع آخر.  
 سيدي سليمان في 30 أكتوبر2009

الخميس، 29 أكتوبر 2009

لجنة دولية للتضامن مع بنصميم


لجنة دولية للتضامن مع بنصميم
تحل بقرية بنصميم لجنة دولية متكونة من عدد من المناضلين ممثلي جمعيات مختلفة ومنتخبين يوم الأحد 6 دجنبر 2009، للتعبير عن التضامن مع السكان وبمشاركة مناضلين من المغرب…
  كما سينعقد المجلس الوطني لجمعية "التعاقد العالمي للماء" (ACME- MAROC) يوم السبت 5 دجنبر بالرباط.
     وتجدر الإشارة أن مقاولا أجنبيا حصل على "ترخيص" لتحويل جزء من مياه قرية بنصميم إلى معمل شيده بعين المكان، لتعبئة قنينات الماء وبيعه، وهو ما خلف احتجاجات وردود فعل مختلفة منذ الإعلان عن "المشروع" في 2002، وما أدى إلى محاكمات بعض السكان صدرت في حق ستة منهم  أحكام بالسجن لمدة ثلاثة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة مالية حددت في 70000 درهم يؤدونها بالتضامن فيما بينهم وذلك من ابتدائية مكناس في 29 يونيو الفائت.  
    ما حدا بعدد من الجمعيات إلى التضامن مع سكان القرية، وتنظيم مسيرة سنوية إليها، وهي متواجدة بنواحي أزرو، كما تمت مراسلة عدة جهات وطنية ودولية من أجل نفس القضية، وعقد لقاءات مع مسؤولين مغاربة كان آخرها لمسؤولين من  "اكمي ـ المغرب " مع وزير العدل عبد الواحد الراضي في 15 يوليوز المنصرم بحضور أحد سكان القريةن كما تلقت سفارة المغرب بباريس رسائل تضامن مع القرية.
 كما أثارت قضية قرية بنصميم اهتمام إعلاميين فصدرت عنها كتبات وتحقيقات (منذلك مواكبة مدونة سيدي سليمان للمسيرات والأنشطة التضامنية)، ووصلت إلى قبة مجلس النواب، حيث طرح أحد البرلمانيين سؤالا في الموضوع، لكن إجابات المسؤول الحكومي لم تبتعد عما هو مدرج في الوثائق الرسمية التي يطعن فيها السكان أنفسهم، وعلى الأقل هناك وجهتي نظر مختلفتين، هناك الجانب المعارض والذي يرى في المشروع قضاء على موارد القرية التي تعتمد على العين المجاورة (محط الخلاف) لسقي الأرض وتوفير أسباب العيش لأزيد من 3000نسمة، وهو ما سيؤدي إلى ضرب مبدأ الاستقرار ويهدد ثقافات محلية بالاندثار… بينما يرى المؤيدون، ومنهم حتى جزء من السكان، أن المشروع سيوفر فرصا للشغل ويساهم في مداخيل الجماعة القروية حسب ما ستناله من مستحقات ضريبية، وأن الصبيب المستخلص لن يتعدى 40 % من مجمل مياه العين، وأن كل شيء تم حسب دراسات ومعطيات علمية، لكن المعارضين يشككون في تلك المعطيات ويعتبرونها متقادمة خاصة ما توفر من معلومات أدلت بها جهات رسمية حول مياه حوض سبو. ويبدو حسب آخر معطيات يتم تداولها أن انتظارات السكان المؤيدين (أو طرف منهم) قد خاب وتقوت بذلك الفئة المعارضة… وهو ما دفع الجمعيات المساندة إلى التحرك بشكل عاجل ليبقى الماء للسكان ومساندتهم في مطالبهم.
                    مصطفى لمودن

جماعة أسجن إقليم وزان تخريب الممتلكات العمومية إلى أين؟


جماعة أسجن إقليم وزان
     تخريب الممتلكات العمومية إلى أين؟
 وزان: محمد حمضي
 لم تمر الانتخابات الجماعية الأخيرة بالجماعة القروية أسجن التابعة إداريا إلى إقليم وزان، دون أن تلوث حياة الساكنة وتزج بهم في صراعات تبدو في البداية تافهة لكنها سرعان ما ستتطور إلى ما لا يحمد عقباه.
    مناسبة هذا الكلام ما تعرض له الملك العام بدوار دشار الخير من تخريب على يد شخص يوجد في "خصومة سياسيةمع ساكنة الدوار. فحسب الشكاية التي  رفعها ممثل الدوار بالجماعة القرويةالسالفة الذكر إلى المحكمة الابتدائية بوزان للنظر فيها، والتي جاء فيها بأنه بتاريخ فاتح أكتوبر الأخير قام المشتكى به (ع-س) رفقة شخص مجهول "بسرقة المصباح الكهربائي من عمود الإنارة العمومية بدوار دشار الخير، كما قام بتخريب هذا العمود مما اضطر السكان وبمجهودهم الخاص إلى تعويض ما سرقوإصلاح ما خرب".
   فهل ستتدخل السلطات المحلية والإقليمية من أجل فتح تحقيق في الموضوع، ومعاقبة كل من يسمح لنفسه بتخريب تجهيزات المرافق العمومية؟ 

الأربعاء، 28 أكتوبر 2009

دورة أكتوبر للمجلس الحضري بسيدي سليمان


دورة أكتوبر للمجلس الحضري بسيدي سليمان   
دورة التفويتات والتأجيلات
انعقدت كما هو معلوم دورة أكتوبر للمجلس الحضري بسيدي سليمان يوم الاثنين 24 أكتوبر 2009 بقاعة بغداد (خاصة بالأعراس!)، وقد تميزت باحتجاج متضررين من الفيضانات التي عرفتها المدينة والمنطقة في فبراير الماضي، ومناقشة تسع نقط والمصادقة (أو الإقرار) على ست، وتأجيل ثلاث، وقد اشتد النقاش أحيانا ووصل إلى درجة قصوى من التوتر، كما عرفت الجلسة طلب استعجال من الرئيس لأن صاحب القاعة "باغي القاعة ديالو"، ومغادرة الباشا ممثل السلطة للاجتماع قبل انتهائه دون تعيين خلف له، كما كانت تشير كل مرة سيدة مستشارة لساعة هاتفها النقال مبينة انصرام الوقت، حيث لم ينته الاجتماع إلا بعد الخامسة مساء ليركب بعض المستشارين سيارات رباعية الدفع نادرا ما يسير مثيلها في سيدي سليمان.

  
أعضاء المجلس الحضري في اجتماع الدورة برئاسة رئيس المجلس وحضور باشا المدينة

ـــــــــــــــــــــــــــــ 
الميزانية:
 صادق المجلس البلدي على تهيئ الميزانية وميزانية التسيير حيث نتوفر على نسخ من ذلك، ويحتاج تقديمها لقراءة خاصة كما وعدنا سابقا، فهي على الأقل تبين نوايا التسيير انطلاقا من الاعتمادات المتوفرة، وتوضح درجة اجتهاد المجلس في البحث عن موارد متنوعة أو اكتفاءه بالمداخيل التقليدية الجاري بها العمل، لكن نشير إلى بعض الأرقام التي تحمل دلالات، من ذلك ارتفاع في "تعويض للرئيس ولذوي الحق من المستشارين" ب 133200.00 عما قرر في 2007و 2008، ليستقر الرقم على 164400.00، ولعل من أغرب ما يمكن أن يصادفه متصفح للميزانية تخصيص 6000.00 ل"مصاريف الدفن والقضاء على القمل"! ومن أجل إبادة الفئران" 10000.00 (لا غير!)، و"شراء المبيدات للطفيليات والحشرات" 25000.00، و"شراء مواد التلقيح" 30000.00، أما "شراء عتاد صغير للتزين" فلن يكلف غير 70000.00 درهم، و"شراء الوقود والزيوت" سيكلف 700000.00، أرقاما كثيرة ومتنوعة سنعود لها، غير أن من أهم ما يثير الانتباه كذلك تخصيص فصل ل"الثقافة والفنون الجميلة" وقد تقرر فيه صرف"منح لصالح الجمعيات الثقافية" (الثقافية وليس الرياضية لأن في ذلك شأن آخر يعرفه الراسخون في تسيير دواليب المجلس) حدد في 100000.00 درهم، وهو شيء جيد نتمنى أن يرتفع أكثر، لكن ماذا يقصد بالثقافة عموما لدى المجلس البلدي؟ وما هي الجمعيات التي ستستفيد؟ علما أنه قد درجت العادة على توزيع منح على مقربين من مستشارين بلديين دون شفافية واستحقاق، كما أن بعض الجمعيات صورية، ويتناوب بضع أشخاص على توزيع المهمات داخلها، مما يعتبر تدليسا ضد الصالح العام ونيل منح دون أن يكون لبعض هذه الجمعيات أثر على مستوى الواقع فبالأحرى على المجال الثقافي… لقد حصر "مجموع ميزانية التسيير" لسنة 2010 في 42418000.00، عدى "حسابات خصوصية مرصودة" قدرت ب5384938.00 درهم.. أما المداخيل فحكاية أخرى، هناك على العموم انتظار بارتفاع طفيف لبعضها، باستثناءات منها المتحصل من الضريبة على القيمة المضافة حيث تم تسجيل نفس الرقم المقبوض إلى غاية 30/09/2009، وكأن هذا الرقم قدر، لكنه قد يعكس حقيقة الركود الذي تعرفه المدينة في المجال الاقتصادي، وقبل إغلاق هذه النقطة لابد من الإشارة إلى بعض الانتظارت الغريبة من ذلك 100000.00 درهم "منتوج الموازين العمومية وضريبة الوزن والكيل"، بينما هذا المرفق يمكن أن يساهم بما هو أكثر من ذلك حسب مطلعين أو أن يحذف أو يحول الميزان العمومي من شارع محمد الخامس فليس هذا المكان ملائم لمرور الشاحنات. بينا ليست هناك "الضريبة على الملاهي" التي وفرت 5000.00 درهم في 2008(ربما لم تبق ملاهي!)، بينما يمكن تحويل ذلك إلى رسم ضريبي تؤديه قاعات الأعراس. ونجد فرض رسوم جديدة مثل "بيع الخشب والمغروسات والنباتات" (1000.00)…الخ.
   كما صادق المجلس على تفويت "التدبير المفوض لقطاع الإنارة العمومية لفائدة" المكتب الوطني للكهرباء (ورد في جول الأعمال "لفائدة الخواص"،  وربما هي مرحلة عبور إلى ذلك). 
لمصلحة أصحاب المقاهي:
  وقرر المجلس تخفيض الرسم الضريبي من أجل "شغل الأملاك الجماعية" لفائدة المقاهي والمطاعم والمحلبات بدرهم واحد ليصبح الأداء هو 7.5 درهم، ومن المعلوم أنه لا يسمح إلا باستغلال ثلث الملك العام (الطوار، ممر الراجلين) وافق 18 مستشارا وامتنع 11، وقد عرفت هذه النقطة نقاشا حادا وتوثرا، بحيث اعتبر البعض أن أي تخفيض سيفتح الباب أمام آخرين من أجل رفع نفس المطالب، كما أن المداخيل الجبائية لا تقبل التجزيء حسب متدخل آخر، بل هناك من تنبأ برفض المقرر من قبل سلطة الوصاية، وقد قدم في البداية أحد المستشارين "مرافعة" مكتوبة يبرر فيها سعيه لرفع ملتمسه، من ذلك انخفاض المداخيل وتشغيل العاطلين وتنوع الضرائب وكثرتها حسبه… وقد تساءل البعض في خضم النقاش المحتدم عن احترام حقوق الشغيلة واحترام الملك العام المسموح باستغلاله، وقد ذهب مستشار إلى اقتراح أن يؤدي هو لأصحاب المقاهي الرسوم المفروضة شرط ألا يضعوا كراسيهم بالشارع، وأن الرسوم في هذا المجال يجب أن ترتفع وليس أن تنخفض. بينما ألح مستشاران على تخفيض أكثر(أحدهما كان جادا فعلا) 

الماء الصالح للشرب
 أخذ موضوع الماء الصالح للشرب حيزا مهما من مجمل النقاشات؛ حول جودة الماء، ضعف الصبيب، وتقادم شبكة التوزيع، والتطهير السائل… وقد وجهت في ذلك انتقادات حادة للمكتب الوطني للماء الصالح الشرب.
وجدير بالذكر أن مدينة سيدي سليمان أدت عبر بلديتها أموالا طائلة من أجل الماء الصالح للشرب الحقيقي والذي كان من المؤمل أن يعوض الماء السابق غير المستساغ، لكن ذلك لم يحدث، وقد أرجع البعض ذلك إلى تحويل الماء إلى جماعات قروية مجاورة للأنبوب الحامل للماء، وذكر الرئيس السابق قدور المشروحي أثناء الجلسة أنه كان من الممكن رفع دعوى قضائية ضد المكتب الوطني للماء الصالح للشرب (م.و.م.ص.ش. )، لكن تدخلات ـ لم يفصح عن طبيعتها ـ حالت دون ذلك، ومن جهته قال رئيس المجلس الحضري الحالي هشام حمداني بأنه راسل المدير العام للمكتب و. م. ص. للشرب لكنه لم يتلق جوابا! وطالب البعض بحذف الماء القديم نهائيا… وأثار أحد المستشارين فرض رسم إضافي قيمته درهم ونصف عن كل أداء مستحقات استهلاك الماء لدى أكشاك متعاقدة مع م.و.م.ص.ش، عوض أن يؤديها هذا الأخير.
   في رده أشار مدير مصلحة م.و.م.ص.ش.  حول الجودة إلى أن "الماء صالح للشرب بناء على معايير تقنية واختبارات يقوم بها المركز شهريا"، لكنه أضاف بأن "هناك مشكل ذوق"، وبأن "الجودة تتطلب ثمنا"، وأرجع مجمل ذلك إلى تعرض أنبوب نقل الماء إلى التخريب الذي يتعرض له، وحددها في 17 نقطة، مما أضعف من الصبيب ب 20 لتر في الثانية، ولتعزيز الصبيب يتم اللجوء إلى ماء أقل جودة، ولمواجهة عمليات التخريب  طالب بمساعدة الجميع في ذلك ولو عبر التحسيس، وأضاف لقد "اتصلنا بالدرك ورئيس الدائرة والقائد" و"ليس من مهمتنا نحن الزجر"، كما تم التعاقد ـ يضيف ـ مع شركة فرنسية من أجل وضع خواتم على الروكارات مقابل 2500 درهم للواحد، لكن يتم تكسير الجدار الإسمنتي. وأرجع سبب انقطاعات الماء بشكل مفاجئ إلى المكتب الوطني للكهرباء الذي يقطع بدوره الكهرباء عن محركات الضخ دون إخبار، وأشار في هذا الصدد أن إدارته ستقتني مولدا كهربائيا.
 وقال أن ما يمكن توفيره من ماء يصل إلى 6200 متر مكعب يكفي لاستهلاك ساعتين، ويصل الصبيب في أقصى قوته إلى 160 لتر في الثانية، "نعطي منه لدار بلعامري وبمعيز"، وحول برامنج م.و.م.ص.ش. مستقبلا ذكر المسؤول بأن الإنتاج سيتعزز ب 50 لتر في الثانية، وفي 2010 ستصبح الكمية 300 لتر في الثانية، بزيادة 60 %، وفي نفس السنة ستجدد شبكة التوزيع ويبنى خزان جديد قرب حي السليمانية على علو مناسب ويربط بقناة قطرها 400 ملمتر…
 وتقرر بالإجماع من قبل المستشارين الحاضرين مطالبة م.و.م.ص.ش.  بالتدخل العاجل لحل المشاكل الخاصة بالموضوع، وتكوين لجنة لتتبع ذلك مكونة من ممثل عن كل هيئة سياسية متواجدة داخل المجلس، ذكر الرئيس أنه سيستدعيها لوضع برنامج عمل.    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إشارات:
ـ غادر الباشا ممثل سلطة الوصاية الاجتماع على الساعة 3 و50 دقيقة دون تعيين من يخلفه، وذلك بعدما طالب بتقديم نقطة "اللجنة الإدارية ولجنة الفصل" المنوط بها مراجعة اللوائح الانتخابية، واستمرت المداخلات، لكن لما وصل دور قدور المشروحي توقف عن إتمام مداخلته، احتجاجا على عدم وجود ممثل للسلطة، وبعد دخول الجميع في صمت  لخمس دقائق، طلب الرئيس تسجيل ذلك في المحضر، وقد وجد مخرج عن طريق تقدم موظفين لدى السلطة إلى الكرسي الفارغ (ثلاثة)، وأعتبر أحدهم ممثلا للسلطة!
ـ الرئيس يتدخل مستحثا الجميع على الإسراع قائلا" هناك إشكال تقني، مول القاعة باغي القاعة ديالو".
ـ مصطفى حمو بل احتج على ورود كلمة "تعاقد" في جدول الأعمال حول تكليف محام للدفاع عن مصالح المجلس لدى المحاكم، وأظهر حمية زائدة حول مهنة المحامي التي لا تقبل هذه الصفة، بل يجب ذكر كلمة "توكيل"، ولام زملاءه في المكتب على عدم انتباههم لذلك، لكن عبد الله حاجي (محام بدوره) رد عليه بأنهم اعتمدوا على الأرشيف، وأين كان المحتج سابقا باعتباره كان عضوا في مكاتب  سابقة، فرد حمو بل ربما كنت أسهو!
ـ أثار موضوع تخفيض الرسم الضريبي على المقاهي من أجل احتلال الملك العام نقاشا حادا بين بعض المستشارين، وبعدما اقترح مصطفى حموبل طريقتين للتصويت على ذلك، الأولى من مع المقترح والثانية من مع تخفيض أكثر (في إطار مزايدات)، وبعد إجراء التصويت ظهر أن العملية "مخدومة"، وقف هذا الأخير ورفع من نبرة احتجاجه، فأمره الرئيس بأن يجلس، فرد عليه حموبل "هاد الكلمة اربيك عليها".
ـ بدوره وقف عزيز نجد، وهو كان الداعي الوحيد والصريح حسب اعتقاده عن تخفيض الضريبة الضريبة المشار إليها إلى 7 و5 دراهم عن كل متر يستغل، وقد أرعد وأزبد وكسر كأس ماء على الطاولة، مما جعل الباقين يصمتون مشدوهين، وتكلم إلى أن تعب ثم جلس.
ـ الرئيس هشام حمداني يخرج النقود من جيبه ويطلب من أحد الموظفين جلب قنينات الماء المعدني لمستشارين، فهل هو كرم من الرئيس أم يدخل ذلك في ميزانية المجلس؟ 
 ـ رغم حرص الرئيس الشاب والجديد على الشأن الجماعي فقد بدا عير ملم ببعض القضايا والمساطر، مما جعل بعض "قدماء" المجالس يتدخلون بين الفينة والأخرى لوضع القطار على سكته، أو التذكير ببعض القرارات والقضايا التي سبق معالجتها.
ـ ظهر من خلال جدول الأعمال أن سلطة الوصاية بدورها لا تقوم بكامل اختصاصاتها كما يجب، كمثل على ذلك وضع مقترح "دراسة اتفاقية الشراكة المتعلقة بحذف الممرات السككية واستبدالها بممرات علوية" دون مد المجلس بأي وثيقة حول ذلك.
ـ لوحظ وجود قلة من المواطنين لتبع أشغالالدورة، فهل مرد ذلك لخلل تواصلي من طرف المجلس البلدي، أم للتوقيت غير المناسب،  أم عدم اكتراث المواطنين بما يحدث ويقرر في مدينتهم، إلى أن يتفاجؤوا مستقبلا بنزول قرارات قد تكون مفيدة وقد تحمل أعباء مالية عليهم.. 
ـ ظهر من خلال النقاش أن أحد المحامين، عضو المكتب المسير للمجلس، هو في نفس الوقت محام للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وقد حاول في تدخله إيجاد المبررات لبعض المسائل المثارة من قبل زملائه المستشارين تجاه موكله! 
 ـ غلب طابع التعيين والتراضي على تكوين اللجنة الإدارية الخاصة بمراجعة الانتخابات، فبعدما ترشح لها أربع أعضاء، وزعهم الرئيس إلى قسمين، عضوين رئيسين واثنين إضافيين بمبرر أنهما منسجمان! وعين المجلس منه عضوا آخر في لجنة الفصل رغم أن القانون كما قدمه الباشا يبيح إمكانية إشراك أي مواطن مقيد في اللوائح الانتخابية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  النقط المؤجلة:
أجّل النظر في ثلاث نقط، الأولى حول "إنشاء وكالة الماء والكهرباء والتطهير السائل"، وقد أثارت جدالا بين المعارضين والمؤيدين الذين يتزعمهم رئيس المجلس، وأشار المعارضون إلى رغبة بعض الجهات "لانتزاع الاختصاصات من المجلس البلدي"، والتخوف من رفع الأسعار، كما أن هناك اتفاقا ساريا مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب حول التطهير السائل، وقد أشار ممثل م.و.م.ص.ش. أنه في حالة تفويت توزيع الماء فسيتم الاكتفاء من قبلهم بالإنتاج فقط.  
النقطة الثانية المؤجل الحسم فيها حول "التدبير المفوض لمرفق المجزرة لفائدة الخواص"، وأثناء الناش وقع إجماع على أن المجزرة غير صالحة، وقيل أنها تكلف البلدية أموالا كبيرة بسبب الموظفين والمستخدمين الذي يعملون فيها، بالإضافة إلى شاحنة توزيع اللحوم ونفقاتها والماء والكهرباء… بينما العائد لا يتعدى 3% من مداخيلها والباقي يدفع للخيرية، وأشار الرئيس إلى أن هناك حصة مالية درها 30 مليون مقررة لترميم هذه المجزرة المتواجدة بحي أولاد مالك، لكن ماذا سنرمم يضيف متسائلا؟ ود ذكر بعض المستشارين أنه كان في وقت سابق من المقرر توفير مجزرة مناسبة وأن ميزانية ذلك قيل أنهامتوفرة، وتساءل ثان:"ماذا سنفوت، هل لدينا مجزرة فعلا؟" مشيرا إلى أن الأرض تعود للأملاك المخزنية، وهناك مسطرة معقدة لتفويتها، والغريب في الأمر أن الرئيس رد على ملاحظات مستشار حول مشاكل المجزرة وسوء الحكامة ودور المجلس البلدي في ذلك، قائلا: " الحكامة الجيدة لا علاقة لها بالمجزرة" (!). 
النقطة الثالثة وهي مقترح وضع ممرات علوية على معابر فوق السكة الحديدية، وأشار الرئيس أنه تلقى ذلك من قبل سلطة الوصاية، لكنه لا يعرف شيئا عن الموضوع، إلا مطلب المكتب الوطني للسكك الحدية  توفير الأرض والكهرباء، وهو سيقوم بالبناء، وفي انتظار تفاصيل دقيقة حول الأماكن المحددة أجلت هذه النقطة المهمة حسب أغلب المستشارين بسبب حوادث القطار القاتلة إلى موعد لاحق. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
   أما فيما يخص توكيل محام أو التعاقد معه فقد فوت المجلس الصلاحية للرئيس لتكليف محام، لكن بعضهم اشترط أن يكون مقيما في المدينة ويحق له الترافع في جميع درجات المحاكم المغربية.    
 خلاصةالنقط المؤجلة ذات طبيعة خاصة، خاصة نقطتان متعلقتان بالتفويت، هما تفويت الماء والكهرباء والتطهير السائل والمجزرة، ولعل أغلبية المجلس الحالي مصممة على تفويت كل شيء للخواص وللشركات، علما أن هذا المجلس حصل بمجموعه على نسبة مشاركة مصوتة في انتخابات 12 ينويو 2009 على 28 في المائة من المسجلين، من ذلك أوراق ملغاة، فهل هؤلاء المستشارون يمثلون سكان المدينة فعلا؟ وبالتالي اتخاذهم قرارات مصيرية سترهن المدينة لسنوات؟ أم يحق لهم ذلك وكما يشاؤون ما دام لا أحد منع أغلبية السكان من التوجه لصناديق الإقتراع؟ أم أن هذه عملية التصويت والانتخاب المجالس ليست سوى تمثيلية هزلية في نظر أغلب الناخبين وبالتالي لا فائدة من التصويت أصلا؟ أسئلة تثير مصداقية الانتخابات والمجالس المنتخبة ومسؤولية المواطنين وبعض الهيئات السياسية التي تقول عن نفسها أنها مناضلة، فهاهم قلة ممن "يمثلون" المدينة حسب أدنى مشاكرة انتخابية في الحواضر المغربية يتخذون قرارت خطيرة أساسها تفويت عدد من المصالح في المدينة للخواص، عوض تحسين مستوى تسييرها ومحاسبة كل من يخل بواجبه..
سننتظر الدروات المقبلة لنرى أجوبة توضحخ ذلك. 
مصطفى لمودن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
المدونة: كل من له رأي مخالف أو وجهة نظر أخرى مستعدون لنشر ذلك.

الجمعة، 23 أكتوبر 2009

دورة المجلس البلدي في الاثنين القادم دورة التفويتات !


دورة المجلس البلدي في الاثنين القادم
دورة التفويتات !
   دعا رئيس المجلس الحضري بسيدي سليمان كافة المستشارين إلى دورة أكتوبر التي ستنعقد الاثنين القادم(26 أكتوبر) بقاعة الخزانة البلدية (غالبا) رغم أن الاستدعاء لم يشر إلى المكان حسب نسخة اطلعنا عليها! وإنما هذا ما يتم تداوله بشكل شفوي أمام غياب أي مكان عمومي آخر لعقد اجتماع مماثل من المفترض أن يكون مفتوحا أمام المواطنين بسبب الأشغال الجارية لإعادة بناء مقر البلدية السابق ليحتضن عمالة إقليم سيدي سليمان المحدث أخيرا.
   يتضمن جدول الأعمال عدة نقط، أهمها "دراسة الميزانية للسنة المالية 2010"، وقد وجهت للمستشارين جداول تتضمن "تهيئ الميزانية" و " وميزانية التسيير المرتقبة" حصلنا على نسخ منها، سنعود في موضوع لاحق لتفاصيلها، أما النقطة الثانية المدرجة، فتتحدث عن "التدبير المفوض لقطاع الإنارة العمومية لفائدة الخواص"، ثم " طلب إنشاء وكالة الماء والكهرباء والتطهير السائل"، و"دراسة مشاكل الماء الصالح للشرب (الكمية ـ الجودة ـ الخدمات)"، ف"التدبير المفوض لمرفق المجزرة لفائدة الخواص"، و"انتخاب أعضاء اللجنة الإدارية ولجنة الفصل المنوط بها مراجعة اللوائح الانتخابية العامة" و"دراسة اتفاقية الشراكة المتعلقة بحذف الممرات السككية واستبدالها بممرات علوية"، ومراجعة أحد فصول الجبايات المحلية المتعلقة بتحديد "سعر الرسم المفروض على شغل الأملاك الجماعية"، بحيث هناك مقترح لتخفيضه حسب ورقة مرفقة بالاستدعاء بدرهم واحد من 9.50 المقررة منذ 9 ماي2008 عن كل متر مبرع. وآخر نقطة هي "عقد اتفاق مع محام للدفاع عن حقوق الجماعة".
    ويبدو أن أهم نقطة مدرجة في جدول الأعمال تتعلق بتفويت قطاع الإنارة العمومية إلى الخواص، وإذا كان هذا الأمر قد أثير منذ فترة انتداب المجلس السابق، واثأر حينها ردود فعل مختلفة بين معارض ومؤيد، هناك من يتخوف من المزيد من رفع الأسعار أمام عدد من التفويات المتتالية كما وقع مع التطهير السائل الذي يدبره الآن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب حيث يدرج رسم غضافي ضمن تسعيرة الماء، وظهور حديث عن تفويت التطهير الصلب في أمد قريب، ومن جهة  أخرى هناك من يشتكي من ضعف الخدمة المتوفرة حاليا ويطالب بتحسينها، ويعتقد بأن الخواص هم من سيحقق ذلك!
    لكن يظهر أن نقطا أخرى كان البعض ينتظر التطرق لها، من مثل جودة تعبيد الشوارع وعدم صيانة بعضها مما عرفته من حفر، عدم طرح مشاريع للدراسة أو البحث عن تمويل لها، من مثل بناء مدارس في الأحياء الجديدة، إيجاد حل لمشكل السوق الأسبوعي، الذي أصبح يجرى في خلاء منعدم من كل تجهيز، وغير ذلك من قضايا ملحة تعرفها المدينة، ولن يدفع المجلس البلدي (الحضري) إليها غير إلحاح الساكنة وحضورها أثناء الدورات لتتبع مجريات بعض أعمال المجلس البلدي الذي تعود ضدا على السياق العام على الغموض والكولسة كما كان سابقا، فهل سيغير المجلس البلدي من مثل هذه السلوكات لينفتح على مختلف الشرائح الاجتماعية ويتواصل بشكل إيجابي مع الجميع.
مصطفى لمودن

الخميس، 22 أكتوبر 2009

مطرح سيدي سليمان للنفايات المنزلية بؤرة للتلوث يمكن أن تكون مصدرا للثروة


 مطرح سيدي سليمان للنفايات المنزلية
بؤرة للتلوث يمكن أن تكون مصدرا للثروة
  
  يطرح مطرح جمع الأزبال بسيدي سليمان عدة إشكالات، من أهمها مشكل الأرض، والحيز المخصص، والمخلفات البيئية الخطيرة، وطريقة الجمع والمراكمة، والإمكانيات اللوجستيةالمتوفرة للبلدية، والتصورات الممكنة لإيجاد حل للنفايات المنزلية التي يمكن أن تتحول إلى مصدر غنى لعدد من الأطراف.
 ساهم في إعداد هذا الملف:
الحسين الإدريسي، دة. حياة الإدريسي، عبد المطلب منشح، مصطفى لمودن. (*)
 

فضاء أقبح من القبح: 
   قلة من يمكن أن يطلعوا على مطرح وضع النفايات بسيدي سليمان، ركامات هائلة مبعثرة كيفا اتفق، امتلأ المكان المخصص للجمع عن آخره"وفاض"، ليعم مناطق مجاورة، جوانب الطرق والممرات المتشعبة، جذران عالية من القاذورات المتعفنة، أكياس بلاستيكة ما تزال تحضن سمومها القاتلة، عجلات مطاطية، علب بلاستيك مختلفة الأحجام، روائح كريهة تزكم الأنوف لتدفع كل من في المكان إلى الهرب بعيدا، جحافل من الذباب بالآلاف، وحشرات تزحف وتتنقل من هنا وهناك، منظر تقشعر منه الأبدان، لكن رغم ذلك ستجد من ينقب بين نفايات سكان سيدي سليمان بحثا عن "أشياء" تصلح للبيع وإعادة تدويرها ضمن عجلة اقتصاد "تنمية الفقر"، هذا الاقتصاد المشوه الذي خلف ضحايا كثر من أهمهم مخاليو المزابل (جامعو بعض البقايا)، ذكر أحد الأطفال الذي وجدناه فوق كومة سوداء من النفايات وهو بلباسه الرث أن أهم ما يجمعون قنينات وعلب البلاستيك حيث تباع بدرهم واحد للكيلوغرام! من القراء من قد تثيره الشفقة على هذا الطفل الذي لم يتجاوز العشر سنوات، لكن الشفقة لا معنى لها هنا أمام زحف الفقر على قطاعات واسعة من المجتمع دون خلق آليات تضامن تشارك فيها عدة أطراف وتتحمل فيها الدولة مسؤوليتها كاملة، كان من الممكن أن يكون هذا الطفل على مقعد الدراسة عوض استنشاق سموم قاتلة، على مبعدة منه مراهق أكثر منه سنا، لكنه جد نحيف، يملأ أكياسا بما جادت به عليه المزبلة، وبجانبه جحش وبضع شياه تلتهم بقايا أكل عفن من هنا وهناك، قال محاوري: "يؤم هذا المكان خلق كثير للرعي وجمع النفايات الصالحة لبيع"، انتهى تدخله، فقد كان استطلاعنا للمكان وقت الظهيرة حيث يغادر الغالبية المكان اتقاء حرارة الشمس والتي تزيد في تبخر الأزبال.   

كيف تتحول المزبلة إلى مصدر رزق!

ركام هائل يغلب عليه البلاستيك والنفايات المتعفنة، منها ما تحول في بعض الأماكن المتقادمة إلى ما يشبه التراب!


 
 صورة جوية تبين مكان تواجد المطرح باللون الرمادي 
   توجد هذه المزبلة بجانب الطريق الوطنية رقم 4 (أنظر الصور الجوية)، خلف المدينة بما يناهز 5 كيلومترات بسهب الفال، وقد مدخراتها العفنة إلى حدود الطريق، ولا تخفيها غير أشجار كثيفة من الكاليبتوس، في على بعد أمتار قليلة…
     ليس الخطير مما تخلفه هذه المزبلة مما يظهر منها وما تشعر به الحواس، لكن أخطر ما تسببه من مضار تأثيرها على الفرشة المائية كما قالت الباحثة الدكتورة حياة الإدريسي ضمن مساهمتها في هذا التحقيق، وهي قد قامت بدورها بمعاينة واقعة إفساد صحة البشر والحيوانات والبيئة بعين المكان. 
  

وصلت الأزبال لتطل على الطريق الوطنية (مدخل الشاحنات)
وأي مكان، بعدما عجزت البلدية في زمن مضى عن إيجاد مكان تضع فيه نفايات المدينة، وبعدما تم البحث في كل الأمكنة القريبة والبعيدة ـ كما قال أحد المستشارين القدماء بالمجلس البلدي ـ تفضلت شركة "الصوديا"(شركة عمومية تابعة للدولة)  بتخصيص 5 هكتارات من أرض تابعة لها، رقمها هو 6505، وقد أحيط الهكتار بسور، لكن سرعان ما امتلأت هذه البقعة، ليتم الإفراغ في خارجها وكيفما اتفق، المهم هو التخلص من الأزبال ورميها بعيدا.
 
امتلأت منذ زمن بعيد المساحة المخصصة للمطرح التي يحيط بها سور  

    مرة سئل رئيس المجلس البلدي السابق قدور المشروحي عن كيفية معالجة الأزبال بمطرح النفايات، فقال كلما امتلأ المكان تدفعه جرافة وتكومه… انتهى جواب المسؤول، ليظهر بذلك الكيفية التي  يعالج بها المشكل من قبل كافة المسؤولين، فليس المجلس البلدي وحده المعني بالأمر على كل حال، لكنه هو المعني الأول.  
 عوائق وآفاق:
    أثناء جمعنا للمعطيات من أجل نشر هذا الموضوع، علمنا أن المجلس البلدي قد أعد من قبل أحد مسؤوليه المختصين مشروعا على الورق، يتضمن عدة احتمالات لمعالجة مشكل المطرح، لكن بقية التفاصيل لم نتوفر عليها، سوى صعوبة إيجاد أرض مناسبة، فالمالك الجديد للمكان هو مستثمر حصل على تفويت ضيعة الصوديا، وقد علمنا بقدوم الدرك الملكي في تاريخ سابق للمكان ربما لمعاينة واقعة احتلال "ملك خاص"، لهذا يرى البعض أن الحل يجب أن يكون تشاركيا بين جماعات متقاربة مثل سيدي قاسم التي لها مشكل مماثل مع مطرحها، وأن الحل كذلك يجب أن تشارك فيه وتدعمه على الأقل وزارة الداخلية، غير أنه في نفس الوقت هناك مسعى لخوصصة قطاع التطهير الصلب بالمدية، وفي هذا الإطار قدم أحد المستثمرين الإيطاليين مشروعه الخاص أمام أعضاء المجلس البلدي وبعض المدعويين يوم الجمعة 16 أكتوبر 2009 بإحدى قاعات الأعراس الخاصة، ولعل المجلس البلدي الحالي قد يسير في منحى تفويت هذا القطاع، ليوضع تساؤل عريض مفاده غياب المقاولة المغربية عن هكذا مشروع، بل ولمَ التفويت أصلا؟ ألا يمكن للمجلس البلدي أن يقوم بالأمر بنفسه؟ وما هو التأثير الذي يمكن أن يقع سلبا على الضريبة المحلية الخاصة بالنظافة التي قد ترتفع لتضرب هي الأخرى القدرة الشرائية للساكنة، فينضاف إلى ذلك ما وقع مع تفويت التطهير السائل إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ليظهر بوضوح الشلل التام الذي يصيب مجالسنا المنتخبة وعدم قدرتها على تحمل مسؤوليتها كاملة في عدد من المدن المغربية، فلا تجد من حل غير تفويت عدد من الخدمات في إطار التدبير المفوض لصالح شركات أجنبية وعلى حساب جيوب ساكنتها، بل وحتى على حساب جودة الخدمات كما حاصل في الرباط والدار البيضاء، لكن في نفس الوقت يجب كذلك تقدير الخسائر البيئية الفادحة الناتجة عن إلقاء النفايات في الهواء الطلق، وقد تقدم المستثمر الذي أشرنا إليه بخطة لفرز النفايات وإعادة استعمالها، وطمر البقية بطريقة قد لا تؤذي البيئة.
   إلى الآن بلدية سيدي سليمان تدبر مسألة النفايات المنزلية بشكل عشوائي، كما هو واضح  للجميع، (لا أحد يعرف كيف تعالج النفايات الطبية) شاحناتها تجوب الأحياء مرتين أو ثلاث في الأسبوع، تبقى بعض البؤر بالمدينة تحتضن أزبالا متراكمة لأيام، رغم كل المجهودات التي تقام، مما يجعلنا نتحفظ على بعض المعطيات المدلى بها من قبل أحد المسؤولين عن الإمكانيات المتوفرة للمجلس البلدي، من ذلك توفره على 14 شاحنة تجمع فقط 5 أطنان في اليوم من النفايات كما جاء على لسانه! (أنظر الورقة التقنية)، أما ما ذكره عن دور عمال النظافة في إطار الإنعاش الوطني فيثير الاستغراب والدهشة، أولا من حيث ضعف الأجور المقدمة لهم، ثانيا من حيث قلة النظافة في المدينة كما نرى كل يوم، عدم توظيف عمال نظافة كافيين لمختلف الأحياء والشوارع.
    لمعالجة مشاكل النظافة عامة لا بد من تضافر جهود كافة المتدخيلن، من مجلس بلدي وقطاعات حكومية ومواطنين وجمعيات… لأن الهدف هو سلامة البيئة وصحة الناس كافة.
ــــــــــــــــــــــــــ
  أجرينا مع الباحثة في مجال البيئة حياة الإدريسي حوارا حول تأثيرات المطارح على البيئة، والطرق المناسبة لجمع النفايات ومعالجتها، وكيفية تحويل هذه النفايات من بؤرة للمخاطر إلى مصر ثروة.

تأثيرات المطارح بصفة عامة على الصحة والبيئة
المطرح العشوائي أو غير الهيكل يشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين وعلى سلامة البيئة عموما، حيث إن تجميع الأزبال في مكان معين والتي تتكون من 56% من المادة القابلة للتحلل من طرف البكتيريا منتجة لمادة سائلة سامة  تسمى عصارة الأزبال تتسبب في  تلويث المياه الجوفية والمياه السطحية  والتربة، تستوعبها مكونات البيئة والتي بدورها تنقل هذه الملوثات والمكروبات إلى النباتات والحيوانات وفي نهاية المطاف إلى  الإنسان ( عن طريق الشرب أو السقي  من مياه الآبار والمياه السطحية أو عن طريق امتصاص هذه المواد من طرف النباتات) ولذا فهي تتسبب في أمراض وتسممات  تقل أو تزداد خطورتها مع نسبة تمركز المواد الملوثة المرتبطة بالا زبال و بالمطارح.
إذن فاستعمال للمياه الملوثة بعصارة الأزبال في الإنتاج الفلاحي  قرب المطارح أو المسقي بمياه ملوثة يتسبب في أمراض، كتلبك معوي وتوقف نشاط المخ، وأمراض تعفنية وتنفسية بكتيرية وسرطانية متنوعة وتسممات، مما قد يؤدي إلى حدوث وفيات.
 من ناحية أخرى وعلاوة على ذلك تتسبب المطارح في تشويه للمنظر العام للمجال وانبعاث روائح كريهة منه ناتجة عن عملية تحلل الأزبال والمساهمة في الاحتباس الحراري، بإنتاج غازات بيلوجية، كثاني أكسيد الكربون والميثان والأزوت وغازات أخرى تساهم في الرفع من درجة حرارةالأرض.


الطريقة البيئة السليمة لمعالجة الأزبال   
  هي تدبيرها من نقطة البداية، أي من نقطة تجميع الأزبال، حيث يتم تجميع كل مادة على حدة (أوراق، بلاستيك، مادة معدنية، زجاج ، قشور الفواكه و الخضر …) ليتم تدويرها وإعادة تصنيعها واستعمالها مما يؤدي لخفض نسبة الأزبال إلى 100% بالنسبة للأزبال المنزلية وشبه المنزلية، وإعادة هذه المواد لعجلة الصناعة، مما يؤدي للحفاظ على مواردنا الطبيعية مساهمة في التنمية  المستدامة، هذه الطريقة تستلزم ضمن ما تستلزم تنظيم حملات  تحسيسية في صفوف المواطنين،  ليصبحوا بذلك   فاعلين وواعين بضرورة الانخراط في مواجهة  أحد مشاكل الشأن المحلي في إطار التدبير المواطَـن والتشاركي.
  هناك طرق أخرى للتخلص من الأزبال كالحرق المباشر (طريقة غير سليمة من المنظور البيئي ) أو التجميع في مطرح مهيكل يحترم المعايير البيئية (معالجة عصارة الأزبال بشكل بيلوجي أو كيميائي بعد عملية الفرز للنفايات)
 فيما يخص المطرح المهيكل، فالمغرب أحدث عدة قوانين تنص على إلزامية الجماعات المحلية باختيار شكل سليم لتدبير الأزبال وإنشاء مطارح مهيكلة، إلا أنه لحد الآن عدد قليل من المدن تتوفر على مطارح مهيكلة بإشراف من شركات أجنبية (تدبير مفوض) مما يبين قصور الجماعات المحلية في تدبير هذه المشكلة.

المطرح مصدر ثروة
المطرح مكان يجمع فيه مواد مختلفة؛ أوراق، بلاستيك، مادة معدنية،زجاج، قشور الفواكه و الخضر .. التي  نسميها عادة بالأزبال، كل هذه المواد يمكن تدويرها بإعادة تصنيعها واستعمالها. فالمطرح  يمكن من الحصول على مصدر: 
ـ للمواد الأولية قابلة للتدوير.
ـ للسماد البيولوجي التي تستعمل بدل السماد الكيميائي.

ـ للطاقة.                
 ـ للشغل المهيكل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ 
يلقى في المطرح كل شيء غير صالح!

ورقة تقنية حول جمع الأزبال بسيدي سليمان
 
الوسائل اللوجستيكية
ـ  14 شاحنة من النوع الكبير لجمع الأزبال منها5  جديدة ( 2008)
-1 جرافة.
-1 شاحنة خاصة بالنقط السوداء.
-1 شاحنة  مكشوفة خاصة بالأحياء المهمشة.
-1 شاحنة لنقل الحاويات التي توضع في بعض الأماكن( 1 بالمجزرة، 1بالمستشفى، 3بزهانة، 1بالسوق الأسبوعي 1 بالسوق المركزي، 2بالسويقة السليمانية )
 

التجميع
-كل يوم  ابتداء من السادسة صباحا باستثناء يوم الأحد
-الاثنين والثلاثاء جولتان لجمع الأزبال بالمدينة لتعويض الأحد
-يوميا يتم جمع 5 أطان من الأزبال بواسطة الشاحنات المستعملة، وهي تستهلك ما بين 60 و68 ليتر من البنزين للشاحنة الواحدة في الأسبوع

اليدالعاملة
-3عمال  دائمين لكل شاحنة مكلفون بجمع الأزبال بمختلف الأحياء بالإضافة إلى سائق الشاحنة
- 12 عاملا مؤقتا بأجر 300 درهم لأسبوعين.
-18 عاملا رسميا مكلفا بنظافة الشوارع

المطرح البلدي
- يوجد على بعد 5 كلمترات من المدينة بالجهة اليمنى للطريق الرابط بين القنيطرة و سيدي سليمان.
- احدث منذ 16 سنة خلت بسهب الفال على أرض تابعة لشركة صوديا، رقمها 6505
- يحتل المطرح مساحة تقدر ب 5 هكتارات وهو محاط بسور في طور التلاشي.
-هو حاليا غير قادر على استيعاب أزبال المدينة التي تفرغ خارج المطرح لتشكل ركامات يتجاوز علوها مترين
- إمكانية البحث عن مطرح آخر مطروحة والاستعداد لتفويت قطاع النظافة عبر التدبير  المفوض (مشروع  قيد الدرس وقد قطع أشواطا مهمة على مستوى التحضير )
                                                 
                          تنسيق الموضوع مصطفى لمودن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
( أنجز ضمن عمل متكامل تشرف عليه مجموعة أكمي سيدي سليمان حول الماء والبيئة)