السبت، 10 سبتمبر 2011

محمد مجاهد: تاريخ وزارة الداخلية مع الانتخابات هو التزوير وندعو لتشكيل لجنة للإشراف على الانتخابات


  محمد مجاهدتاريخ وزارة الداخلية مع الانتخابات هو التزوير وندعو لتشكيل لجنة للإشراف على الانتخابات 
محمد مجاهد الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد في حوار مع موقع "أنوال"
ندعم حركة 20 فبراير" على أساس أرضيتها التأسيسية
 
محمد مجاهد
إعداد: مصطفى لمودن 
توقف موقع "أنوال" مع  محمد مجاهد عند دعم حزبه ل"حركة 20 فبراير" وشروط استمرارية هذه الحركة وتوسعها، كما أجاب عن تساؤلات تهم الحزب وتحالفاته وعلاقاته بعدة جهات حزبية أو حكومية.. وعن الوضع الاجتماعي والاقتصادي ورأيه في العمل النقابي وحرية الإعلام والتعليم… وقد تحمل مجاهد الطبيب المختص مسؤولية تسيير "حزب اليسار الموحد" ضمن فريق من أربعة مناضلين منذ نشأته سنة 2002 بعد اندماج أربعة مكونات سياسية، وابتداء من 2004 تقلد مسؤولية الأمانة العامة للحزب، وقد آل إليه نفس المنصب النضالي بعد 2005، إثر التحاق "جمعية الوفاء للديمقراطية" بركب الاندماج، ويصبح من حينها "الحزب الاشتراكي الموحد" رقما فاعلا في المشهد السياسيالمغربي ضمن اليسار المعارض… الحوار التالي تطرق لعدة قضايا في خمسة محاور من وجهة نظر أول مسؤول عن "الاشتراكي الموحد.  

———————
محور "حركة 20 فبراير"

س: ـ كيف هي علاقة الحزب الاشتراكي الموحد ب"حركة 20 فبراير" ونوعية التفاعل معها؟  
ج:ـ أولا "حركة 20 فبراير" فتحت آفاقا جديدة بالنسبة للنضال الديمقراطي في المغرب، وقبل "حركة 20 فبراير" كنا في بلاد، الدولة فيها تسير في مخطط "النموذج التونسي" أو "النموذج المصري".. وتأتي "حركة 20 فبراير" في سياق الثورات الديمقراطية العربية، والتي هي جزء من هذه المخاضات التي تجري الآن في العالم العربي، وتعبر على أن هناك مرحلة جديدة في البلاد، من خلالها الشعب المغربي بدأ نضالا بأشكال التظاهر والخروج إلى الشارع من أجل إسقاط الاستبداد والفساد..
 س:ـ هناك من يرى بأن انخراط الحزب الاشتراكي الموحد في "حركة 20 فبراير" ساهم في خلق إشعاع للحزب، ما رأيكم؟ 
ج:ـ هذا هو الإشكال! نحن نريد أن ندخل "حركة 20 فبراير" "كي يصبح لنا إشعاع !". ليس هذا هو هدفنا، هدفنا هو البلاد أولا وقبل كل شيء، وأن نرى بلادنا تتحقق فيها الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية وحقوق الإنسان والكرامة، ومن أجل هذا دخلنا، حزبنا ليس له إطلاقا هذه النظرة الضيقة التي تهم ماذا سيربح وماذا سيخسر، ونحن نرى ما تحتاج إليه بلادنا، دخلنا لهذا الغرض، ومازلنا ندعمها لهذا الغرض..

س:ـ ما نوعية علاقتكم مع المكونات الداعمة للحركة، وخاصة "جماعة العدل والإحسان" التي يقال إنها تدعو إلى العمل المشترك والحوار؟ كما نجد قطاعات يسارية لها بعض المواقف الخاصة،  كيف تقيمون العمل داخل "حركة 20 فبراير" ضمن هذه المكونات المختلفة؟ 
ج:ـ دعمنا "حركة 20 فبراير" على أساس  بيانها التأسيسي الداعي إلى الملكية البرلمانية والدولة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وإسقاط الفساد وإلى عملية سياسية سلمية، وضمان حقوق الإنسان بمعناها الكوني… ودعمنا "حركة 20 فبراير" بالحرص على استقلاليتها كحركة للشعب المغربي.. فيما يخص ما قلتموه، نحن سبق أن أصدرنا بلاغا نوضح فيه بأن "حركة 20 فبراير" إذا لم يكن عندها الوضوح اللازم، بمعنى أن تكون أهدافها واضحة ومسطرة على أساس أرضيتها التأسيسية، فلا نعتقد بأنها ستكون قادرة على استقطاب أوسع الفئات الشعبية، بمعنى آخر، اعتبرنا بأن استمرار النضال الديمقراطي هو تقوية "حركة 20 فبراير" والارتباط بها، في نفس الوقت اعتبرنا بأن هذه التقوية وهذه الاستمرارية مرتبطة بالتزام الجميع بالأرضية التأسيسية.    

س:ـ هل توجهون اتهاما معينا ضد جهة ما تريد الاستحواذ على "حركة 20 فبراير"؟ 
ج:ـ إذا لم تكن هناك شعارات واضحة، الشعبالمغربي يريد التغيير الديمقراطي، ولكن كذلك يريد استقرار البلاد، يريد التغيير الديمقراطي بأقل كلفة ممكنة، والتغيير الديمقراطي الذي من جهة يضمن الديمقراطية ويضمن الاستقرار، وبأقل كلفة ممكنة، هو التغيير الذي يؤسس لقواعد الملكية البرلمانية.
من جهة أخرى، نحن نعرف أن هناك من له مشاريع أخرى، وقد لا تنسجم مع الديمقراطية، لذلك الكل مطروح عليه، أن يوضح مواقفه بشكلواضح من أجل الحركة ومن أجل التغيير الديمقراطي المنشود.

س:ـ يتهمكم البعض بتحديد سقف مطالب الشعب المغربي؟ 
ج:ـ لسنا الذين حددوا هذا السقف، بل حددته الوثيقة التأسيسية ل"حركة 20 فبراير"، هذا أولا، ثانيا، بدون تحديد هذا الوضوح، سيكون من الصعب تصور إمكانية توسع الحركة واستقطابها للفئات الواسعة من الشعب المغربي، هذا هو الواقع. 
———-
محور الحزب

س:ـ وقع تأجيل مستمر لانعقاد مؤتمر الحزب الاشتراكي الموحد، متى سينعقد المؤتمر؟ 
ج:ـ الجواب عن هذا السؤال سيحدده المجلس الوطني الذي سينعقد يومي 16 و17 من هذا الشهر (شتنبر)

س:ـ تقدم مناضلو الحزب الاشتراكي الموحد بعدة أوراق كأرضيات للمؤتمر القادم، هل ما تزال لهذه الأوراق راهنتيها؟ 
ج:ـ المجلس الوطني كلف لجنة من مناضلي المجلس الوطني، كي يصيغوا أرضية سياسية تناسب وتنسجم وتعبر عن المرحلة الحالية ومتطلباتها واحتياجاتها، لأنه كما تعلم الأرضيات كلها كانت قد صيغت قبل"حركة 20 فبراير"، وقبل هذه الثورات العربية الديمقراطية الجارية، وبالتالي نحن دشنا بشكل مشترك كحزب، وككل حساسيات الحزب، في إطار هيآت الحزب، في إطار المجلس الوطني، دشنا سلوكا سياسيا نضاليا داعما  ل"حركة 20 فبراير"، ويمكن أن أقول إننا دشنا بداية خط سياسي معين، ولم تكن بيننا اختلافات في هذا الموضوع. وعلى هذا الأساس، عقدت اللجنة ثلاث اجتماعات، ومن الممكن جدا، أن تكون هذه الأرضية نهائية بعد خمسة عشر يوما، مع العلم أن قانون الحزب يضمن لكل من لم يتفق مع هذه الأرضية أن يقدم رأيه الخاص.

س:ـ عرف الحزب الاشتراكي الموحد من نشأته سنة 2002 (اليسار الموحد)العمل بأسلوب التيارات داخل الحزب الواحد، وهي سابقة تقع لأول مرة في العالم العربي، ما تقييمكم لهذه التجربة؟ 
ج:ـ الحزب الاشتراكي الموحد حاول ومازال يحاول أن يجدد دمقرطة الحياة الحزبية، واحترام تعدد الآراء والاختيارات داخل الحزب الواحد، وهذا يأتي في إطار تحديث ودمقرطة الفكر السياسيالمغربي، يمكن أن نقول إن كل جديد لا يمكن أن يكون ناضجا مائة في المائة منذ البداية، ولكن بشكل عام التجربة إيجابية، وقد مكنت الحزب كي يكون فضاء لكل الآراء الموجودة داخل الحزب، وتتفاعل هذه الآراء فيما بينها، وهي تشكل غنى للحزب.

س:ـ يواجه أعضاء الحزب في البرلمان انتقادات من قبل مناضلين ومواطنين بسبب عدم تفاعلهم مع القضايا المحلية لمنتخبيهم.. هل لديكم إرشادات توجهونها لهؤلاء ولكافة منتخبي الحزب؟  
 ج:ـ منتخبو الحزب لهم علاقة دائمة مع المواطنين، ويحرصون على التواصل معهم، سواء بالنسبة للأستاذ المختار رشيدي بدائرة جرادة، أو الأستاذ عبد النبي الفلالي عن دائرة كرسيف، أو الأستاذ فتح الله حسن ممثلا لدائرة اشتوكة أيت باها، حسب معلوماتي، فهم نشيطون على مستوى البرلمان، وهم من طرحوا من حيث العدد أسئلة قياسية بالمقارنة مع عددهم كمجموعة نيابية، في إطار المجموعة النيابية لتحالف اليسار الديمقراطي.. وبالتالي أعتقد نحن كحزب نعتبر أن برلمانييه يقومون بدورهم…

س:ـ في ظل انحصار الدعم الحكومي للحزب الاشتراكي الموحد، كيف يمول مناضلو الحزب أنشطتهم وكراء المقرات؟ 
ج:ـ على أي حال، كل الإخوان المتواجدون في المدن، يعرفون كيف يمول الحزب، يمول من خلال المساهمات الشهرية لمناضلي الحزب، في كل مدينة المناضلون يؤدون ثمن كراء المقرات، ويجمعون مسهامات لتمويل أنشطتهم، أي تمويل ذاتي من مساهمات المناضلين.

س: ـ هل لدى محمد مجاهد رغبة في الترشح لولاية جديدة على رأس الحزب؟  
ج:ـ (يضحك) هذا سؤال استنفذ، لقد جاوبت بشكل واضح وصريح على هذه النقطة، مجاهد لن يكون الأمين العام لحزب الاشتراكي الموحد بعد المؤتمر، وهذا موقف قطعي، لعدة اعتبارات؛ الاعتبار الأول أن قانون الحزب واضح في هذا الموضع، ونحن مطروح علينا كحزب أن نحترم القانون، ثانيا، ثقافتنا الحزبية ـ وقد تكلمت عنها في البدايةـ وهي التجديد والتحديث والدمقرطة والإبداع في الحقل السياسي المغربي، وبالتالي بديهي ألا نعيد إنتاج نفس الأساليب التقليدية، التي تجاوزها العصر، ثالثا، بعد 2004 إلى الآن، بعد سبع سنوات، اعتقد أن كل ما يمكن إعطاؤه قد أعطي كأمين عام، وأعتقد أن الحزب يحبل بعدة طاقات وقدرات، يجب أن يفتح لها الباب كي تساهم.. رغم أن عملنا هو جماعي، ودائما كنت أعتبر نفسي منسقا لمجموعة أكثر من أي شيء آخر.
 ———-
 محور العلاقة مع الحكم والحكومة

س:ـ ماذا يقع لكم مع الإصلاحات الدستورية، تطالبون بالإصلاحات، ثم ترفضون الإصلاحات المقترحة؟ 
ج:ـ نحن دائما كنا مطالبين بالإصلاحات الدستورية العميقة، ولكن حينما تكون تعديلات جزئية محدودة، لا تمس جوهر النظام السياسي، لا يمكن أن ندعم أشياء تحافظ على الجوهر، موقفنا واضح، التعديلات التي حدثت منذ الستينات إلى الآن محدودة جدا، ولا تؤثر على جوهر الحكم، وبالتالي لا تفي بغرض إرساء قواعد الديمقراطية.

س:ـ تلحون على لجنة وطنية للإشراف على الانتخابات، كيف ترون هذه اللجنة؟ كيفية تشكلها وطبيعة عملها؟ 
ج:ـ أولا علينا أن نفهم أن وزارة الداخلية عبر تاريخالمغرب كان تاريخ التزوير وإخراج الخرائط الانتخابية وفبركة نتائج معينة عبر عدة طرق، إما عبر التزوير المباشر أو عبر آليات أخرى، من الصعب أن نعاود الآن نفس الممارسات، إذا كنا فعلا أمام إرادة حقيقية كي تكون انتخابات حرة ونزيهة، يجب أن تجرى في الشكل الذي يلائم ذلك، وهو ألا تشرف وزارة الداخلية على الانتخابات، وأن تتكلف بذلك لجنة مستقلة، نحن مستعدون للنقاش في هذا الجانب، لا نقول بالضبط كيف هي هذه اللجنة، وممن تتكون، هل قضاة أو أحزاب أو منهما معا أو من شخصيات وطنية، المهم هو لجنة مستقلة عن وزارةالداخلية… التفاصيل يمكن أن تناقش، وليس بالضرورة عندنا معطى مسبق.

س:ـ غالبا الحزب الاشتراكي الموحد يسير نحو مقاطعة الانتخابات القادمة، هل تعتبرون المقعد الفارغ كفيل بالدفاع عن الطبقات الشعبية وعن الخيارات الديمقراطية؟  
ج:ـ القرار لم يؤخذ بعد، لم نتخذ لا قرار المشاركة أو عدم المشاركة أو المقاطعة، كل ما في الأمر أن المجلس الوطني في دورته السابقة حدد مجموعة شروط نزاهة العملية الانتخابية؛وهي لجنة مستقلة تشرف على الانتخابات، لوائح انتخابية جديدة على أساس البطائق الوطنية، وكذلك مناخ سليم يعبر فعلا على أن هناك إصلاح.. مع الأسف أن هذه الأشياء المطروحة لحد الآن لم يتم التجاوب معها بشكل إيجابي، يبقى المجلس الوطني هو من يحدد الموقف.
ما أريد قوله هو أن العملية السياسية الآن أصبحت على هامش المجتمع، يجب أن نعرف ذلك، بمعنى فئات واسعة من الشعب المغربي لا تنخرط في هذه العملية السياسية، إذا أخذنا كمرجعية انتخابات 2007، ولم يكن حينها قد بدأ الحراك الشعبي، في 2007 كانت 37%كمشاركة، مع سبعة أو ثمانية ملايين غير مسجلين، مع مليون ملغاة… بقينا ندور في حدود19%  من المشاركين، ونحن نعرف أن البوادي تصوت أكثر من المدن، بمعنى أن الفئات الاجتماعية المتوسطة العريضة المتواجدة في المدن لا تشارك، وهي لا تشارك بسبب فقدان الثقة، لأن العملية السياسية لا تفتح الآفاق، لا تضع البلاد أمام تطور ديمقراطي، العملية السياسية تعيد إنتاج نفس أساليب التحكم وهيمنة الدولة وإنتاج النخب الفاسدة، هذا هو الوضع.. ونرى أن هذه العملية قد استنفذت، وأن شرائح واسعة من الشعب المغربي لم تعد مقتنعة بأننا نتقدم من خلال هذه العملية السياسية.. ثانيا، في العالم العربي بأسره، تبين بأن هذه العمليات السياسية سواء في تونس أو مصر أو سوريا أو اليمن.. كانت هذه العمليات تعيش على هامش المجتمع، أي كانت عملية سطحية، مصطنعة، غير مقنعة… وفي أعماق هذه المجتمعات كانت هناك مطالب واحتياجات أخرى، ومخاضات أخرى، وقد نتج عنها ما نتج.. لذلك نحذر من عملية سياسية يكون فيها المزيد من الابتعاد عن عمق المجتمع ومن أجل المجتمع.

   س:ـ من مناضلي الحزب الاشتراكي الموحد من يعتقد بعض التدخلات ضد مناضليه بمثابة رسالة إلى الحزب، كاعتقال المناضلين الصديق كبوري والمحجوب شنو من بوعرفة، ومنع محمد الساسي من إلقاء عرض عمومي في تاوريرت يوم الأحد 31 يوليوز، وقبل ذلك الزج بنجيبي ضمن معتقلي ملف بليرج..؟ هل لديكم نفس الظنون؟ 
ج:ـ وكذلك الهجوم الذي تم على مقر الحزب في الدار البيضاء في 13 مارس، على أي حال، لكل نضال ثمن، له تضحياته، بالنسبة إلينا نضالنا يندرج من أجل مصلحة البلاد، ضمن إرساء أسس الاستقرار والتقدم والتنمية، ونحن مقتنعون بمصلحة بلادنا، وبالتالي كيفما كانت الإشارات المقدمة من طرف الدولة سنستمر في الخط النضالي الذي يخدم مصلحة البلاد ومصلحة الطبقات الشعبية الأساسية.
وبالمناسبة احيي معتقلي الحزب وتحية نضالية حارة لرفاقنا في بوعرفة ولكل معتقلي الرأي والاجتجاجات الذين يناضلون من أجل الديمقراطية والكرامة والحرية  
___________
 محور التحالفات

 س:ـ ما تقييمكم ل"تحالف اليسار الديمقراطي" المشكل من الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي؟ 
 ج:ـ يعرف المشهد السياسي المغربي فرزا يوما بعد يوم، وقد حددنا منذ تأسيس "حزب اليسار الموحد" ثلاث مسارات تحالفية؛ المسار الاندماجي، ومسار التحالف مع القوى اليسارية، ومسار التحالف مع كل القوى الديمقراطية.. وقد تمكنا في 2005 من اندماج ثاني داخل الحزب، وجاء الحزب الاشتراكي الموحد، وكذلك في 2003 تم تأسيس "تجمع اليسار الديمقراطي"، ومن داخله تم  تأسيس  تحالف تجمعه روابط وقواسم مشتركة وقوية، وهو "تحالف اليسار الديمقراطي".. وهو بالنسبة إلي تجربة إيجابية، ويجب التمسك به، وتطويره والارتقاء به إلى مستوى أعلى.. مطروحة مجموعة من الخيارات حاليا، من بينها فدرالية اليسار الديمقراطي كمحطة نحو الاندماج، لأنه قد بلورنا أرضية سياسية مشتركة،  وأرضيات مرتبطة بالانتخابات، برامج انتخابية شاملة، بلورنا كذلك موقفا مشتركا من "حركة 20 فبراير" ودعمها، وموقفا مشتركا من مقاطعة الدستور، إذا هناك تاريخ غني بالعمل المشترك والثقة المتبادلة فيما بيننا كمكونات ثلاث، وسنعمل في الحزب الاشتراكي الموحد على المزيد من الارتقاء بهذا العمل وتمتين الثقة المتبادلة فيما بيننا..

 س:ـ رغم حرصكم على التعاون مع أحزاب اليسار، ودعوتكم للعمل المشترك، استغرب البعض عدم مشاركتكم في لقاء لأحزاب اليسار بدعوة من "الحزب الاشتراكي"، وحضور "الاتحاد الاشتراكي" و"التقدم والاشتراكية" و"جبهة القوى الديمقراطية" و"اليسار الأخضر" وقد اجتمعوا وأصدروا بيانا.. عدم مشاركتكم لا يسير في الاتجاه الذي تحدثتم عنه، ما السبب؟    
س:ـ نحن حزب جدي أولا، لا نريد أن نقوم بسلوك ليس له هدف واضح، ثانيا، نعرف أن هناك خمسة أطراف ولنا علاقات ثنائية مع ثلاثة، مع حزب "الاتحاد الاشتراكي"، ومع "التقدم والاشتراكية" و"الحزب الاشتراكي".. ثالثا، وأي لقاء من هذا القبيل يراد له النجاح وتحقيق الأهداف المبتغاة منه يجب أن تسبقه مشاروات.. لم يكن هذا التشاور المسبق. رابعا، مثل هذه الاجتماعات كانت في 2007، ولم تعط، وتلاشت، والأهم من هذا كله، هو أننا مختلفون بعد ظهور "حركة 20 فبراير" وبعد التصويت على الدستور، ومن بعد هذه الاصطفافات الحادة القائمة الآن، وهي ليست اختلافات بسيطة، إذا هناك مقاربات فيها اختلاف عميق ما بين جناح محسوب على اليسار وهو يدعم عمليا ما تطرحه الدولة، وهناك جناح معارض، ويعتبر بأن هذا الطريق الرسمي لا ينتج إلا الخيبة والنكسات.. ونحن مع اليسار المعارض ومع قوى مدنية ديمقراطية نطرح طريقا آخر، وهو طريق الإصلاح الحقيقي.. أما طريق الدولة فيقود إلى إنتاج نفس الأوضاع، ويعرض البلاد إلى المخاطر… هناك اختلاف حقيقي، كان بالأحرى أن تكون هناك نقاشات ثنائية، كي نــتبين هل هناك عمليا نقاط التقاء أو لا يوجد ذلك.. نحن عندما ندخل أي عمل نكون جادين فيه، ولا تكون عندنا حسابات ضيقة، اعتقد بأن السياق الذي جرى فيه اللقاء ممكن تحكمه سياقات ظرفية، وربما الهدف منه ليوجه البعض إشارات..

 س:ـ من خلال بيان الحزب الاشتراكي الموحد في 29 غشت المنصرم، ضد بيان الحكومة الذي يعارض من يشكك في مصداقية الانتخابات، يرى البعض أنكم من خلال بيانكم ساندتم حزب "العدالة والتنمية"، ما رأيكم؟ 
ج:ـ أولا بيان الحكومة ليس يعارض فقط، هو يهاجم بقوة الجهات والأشخاص، تكلم عن الجهات والأشخاص ـ أسطر عليها ـ  التي تشكك في نزاهة الانتخابات، ويضع هؤلاء الناس في خدمة أعداء الوطن، هذا هو الخطير.. أنا لا أعتقد أن البيان موجها "للعدالة والتنمية"، البيان موجه للجهات (بالجمع) والأشخاص. ثانيا، الجميع يعلم أنه لنا مع "العدالة والتنمية" اختلاف كبير، كما أن هذا الحزب يدعم توجهات الدولة وقد رأينا كيف دعم الدستور، وكذلك هو ضد احتجاجات "حركة 20 فبراير".

وفعلا، إذا لم تتوفر شروط النزاهة في الانتخابات، فهي فعلا لن تكون نزيهة، وواضح أن كل المؤشرات والمعطيات الحالية تدل أنها لن تختلف عن سابقاتها.

———–
 محور الوضع الاجتماعي  

س:ـ ما رأيكم في العمل النقابي، خاصة بعد تحييد أي دور فعال ومؤثر لها في "حركة 20 فبراير"؟ 
ج:ـ على أي حال بعد بداية "حركة 20 فبراير"، لا حظنا وتابعنا مجموعة من الخطوات قامت بها الدولة، مع بعض الأحزاب والنقابات والإطارات المدنية، وقد كان الهدف منها هو نقص الدعم ل"حركة 20 فبراير"، ومحاولة عزلها عن محيطها الطبيعي المتمثل في الأحزاب الديمقراطية والنقابات والإطارات المدنية.. هل نجحت الدولة في هذه الخطة؟ إلى حد ما أعتقد أنها نجحت في جزء منها، ولكن كيفما كان الحال، تبقى الحركة العمالية بالنسبة للكنفدرالية الديمقراطية للشغل على الأقل، وبالنسبة للقطاعات داخل الاتحاد المغربي للشغل، لها مواقف مساندة، ورأينا أنه كان عندها موقف مشرف في "حركة 20 فبراير" وفي الموقف من الاستفتاء على الدستور.. إشكالات الحركة النقابية عميقة، من الصعب مناقشتها في هذا الحوار..  نحن كنا طرحنا في مرحلة ـ وهو مطروح ـ إعادة هيكلة الحقل النقابي بما يقوي هذا الحقل ويجعله قادرا على الدفاع عن مطالب المأجورين وعموم الكادحين.. على أي حال هذا الملف يبقى دائما مطروحا. ويحتاج إلى إعادة البناء على أسس الديمقراطية والنفس النضالي والاستقلالية..

س:ـ كيف ترون الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد في إطار احتمال تقليص حجم صندوق المقاصة وخلق صندوق للتضامن ما زال هلاميا، وفي ظل عجز الميزانية وارتفاع متطلبات الإنفاق العمومي؟   
ج:ـ الوضع الاقتصادي والاجتماعي يسير من السيئ إلى الأسوأ، هناك ما هو بنيوي مرتبط ببنية الاقتصاد المغربي، وبنية توزيع الثروة الوطنية.. دائما نطالب بتغيير هذه البنى، هي بنى تقليدية، يسيطر عليها اقتصاد الريع، المصالح والامتيازات والفساد، وهي بنى تعرقل تقدم الاقتصاد المغربي، ومرتبطة بطبيعة النظام السياسي المغربي.. الجديد في المرحلة الحالية هو أن هناك أزمة عالمية. الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط والتي فيها شركاء للمغرب، الشركاء الأساسيين، هؤلاء يعيشون الآن أوضاع أزمة مزمنة، ولا يبدو أن هناك مخارج في مدى منظور لهاته الأزمة العميقة التي يعيشها الغرب الرأسمالي، ويعيشها معه العالم أجمع.. هذه الأزمة ترمي بظلالها وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد الوطني، وفي تقديرنا فالسنوات القادمة ستكون صعبة بالنسبة للاقتصاد المغربي، وبالخصوص بالنسبة للطبقات الشعبية الأساسية وبالنسبة للكادحين.. لذلك، حينما نطرح بناء أسس الدولة الديمقراطية الحداثية، ونطرح كذلك عملية سياسية سليمة وإسقاط الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.. نحن نطرح مخرجا وبديلا، وكيفية توفير الشروط للمواجهة والتصدي وتوفير شروط المناعة للبلاد ضد هذه التأثيرات الصعبة القادمة.. مع الأسف أن الخيار الرسمي، هو خيار ترقيعي يفتقد لبعد النظر، يفتقد للنظرة الإستراتيجية… أعطيك مثالا، حينما تكون هناك أوضاع اجتماعية صعبة، وتكون البلاد فيها استقرار وشروط الديمقراطية، بها التداول السلمي على السلطة، فيها القرار السياسي مرتبط بصناديق الاقتراع.. كيفما كانت الأزمة الاجتماعية، فإن البلد سيتمكن من الخروج من هذه الأزمة، ولن تتحول إلى أزمة سياسية، وهو ما يحدث مثلا في اليونان واسبانيا والبرتغال.. ولكن في بلادنا نحن، وفي بلدان الجنوب، حينما تغيب الديمقراطية، فالمشاكل الاجتماعية بالضرورة ستأخذ أبعادا سياسية، لأن المشكل في آخر المطاف هو مشكل سياسي عميق ويجب أن يوجد له حل من أجل أن يتم نتجاوز باقي المشاكل، ونجد الحلول للقضايا الاجتماعية والاقتصادية..

س:ـ في نفس الإطار، نريد موقفكم من قضايا اجتماعية ملحة، كالتعليم، حرية الإعلام، محاكمة الصحافيين، الوضع الثقافي في ظل احتدام الصراع والتناقضات بين فاعلين في المجال..؟  
س:ـ التعليم موضوع كبير، من المواضيع المجتمعية الكبرى، ووضعه مع الأسف يسيء على كافة المستويات، من الناحية الكمية وخصوصا من الناحية النوعية، الجودة تتراجع سنة بعد أخرى، كل ما يبذل لم يمكن من استعادة القطاع لعافيته، مازال المشكل الكبير في عدم وجود تناسق وتناغم بين التعليم مع سوق الشغل، كذاك مازال التعليم لا يلعب دوره في إشاعة القيم الكبرى للديمقراطية والحداثة والتسامح وحقوق الإنسان.. مازال التعليم يحمل قيم متناقضة، وفي بعض الأحيان يحمل قيما تقليدية.. إذن الموضوع مازال مطروحا على جدول أعمال النضال الديمقراطي في البلاد.
بالنسبة لحرية الإعلام، أنا دائما أقول أن الإعلام هو انعكاس مباشر لطبيعة السلطة السياسية ولبنيتها، يوجد هناك جنوح للتحكم والهيمنة السياسية بشكل عام، وينعكس ذلك بشكل واضح في الإعلام، إعلام الرأي الوحيد، حتى عندما يكون انفتاح يكون محدودا ومحسوبا ومدروسا ولأغراض ضيقة.. الإعلام ليس في خدمة الشعب المغربي ودافعي الضرائب، بل في خدمة الرأي الوحيد.
بشكل عام، المناخ العام للحريات وحقوق الإنسان، انفتاح الحقل الثقافي.. كل ذلك محكوم بثوابت الوضع السياسي، لا حظنا بعد ظهور "حركة 20 فبراير" الهجوم الذي وقع على المناضلين، العنف ضد المتظاهرين، تغليط الرأي العام، الحملة الدعائية ضد "حركة 20 فبراير" ومناضليها، لا حظنا استعمال العنف بقوة  ضد عدة مظاهرات، سواء ل"حركة 20 فبراير" أو للمعطلين أو لرجال ونساء التعليم.. وأدت إلى استشهاد كمال العماري في آسفي.. وهناك مناضل ضمن صفوف حزبنا هو عبد العزيز الرامي  في تاوريرت مازال طريح الفراش، وقد تم ضربه وكسر عموده الفقري بسبب مشاركته في"حركة 20 فبراير"… هناك مناخ عام مناف للحرية والحق في التعبير عن الرأي والتظاهر، واعتقالات الصحافيين، والرغبة الجامحة في التحكم في الإعلام، وبيان الحكومة الأخير يوضح بشكل لا لبس فيه أن الدولة تبحث عن الرأي الوحيد. 

س:ـ كلمة أخيرة حرة، ثم رأيكم في الإعلام الإلكتروني الذي أصبح متنفسا للتعبير عن الرأي والإخبار.

ج:ـ نحن الآن أمام تحول عميق في مجال الإعلام، نحن في مرحلة يتم فيها تحول كبير جدا، والذي ستكون له أبعاد في المستقبل حول الإعلام والتواصل، وهذا يدفعنا نحن كمناضلين وكفاعلين أن نقوم ونغير أساليب عملنا انطلاقا من هذا التحول العميق الموجود على أرض الواقع، وأتمنى لكل العاملين في هذا المجال التوفيق ومراكمة الخبرات بما يخدم إعلاما حرا مستقلا يدفع بلادنا في اتجاه الدمقرطة والتحديث والتقدم والتنمية وضمان الحقوق الشاملة لكل المواطنات والمواطنين.

 ——————— 

الجمعة، 2 سبتمبر 2011

حرب باردة في أجواء المغرب الكبير!


 حرب باردة في أجواء المغرب الكبير!

مصطفى لمودن


هل هي حرب باردة جديدة في الأفق؟ أم بداية تسخين لدخول المنطقة حربا حقيقية في ظل التسابق نحو التسلح وأمام اختلالات التوازن الطارئة، بفعل سيل الثورات الجارف وتضارب المصالح..
لم تنشأ علاقات ود واضحة بين دول المغرب الكبير الخمس مجتمعة منذ نيلها استقلالها تباعا عن المستعمر الأوربي، وقد عرفت العلاقات فيما بينها توثرا كاد يقود أحيانا إلى حروب مدمرة كما وقع بين المغرب والجزائر سنة 1963 فيما يسمى بحرب الرمال.. كما خاضت نفس الدول بدورها “الحرب الباردة” بالوكالة في خضم صراع الشرق الشيوعي ضد الغرب الرأسمالي على مدى عقود من الزمن، حيث اصطفت كل دولة طواعية أو مكرهة إلى جانب طرف معين…
وتفاقم الأمر أكثر منذ تنظيم المغرب “المسيرة الخضراء” واسترجاع الجزء الجنوبي ابتداء من سنة 1975، وقد وجدت “جبهة البوليساريو” السند والاحتضان من طرف ليبيا والجزائر. كما وجد نظام الحبيب بوركيبة في تونس معاندة من طرف جاريه الشرقي والغربي باستمرار..
والآن بعد زحف ثورة شعبية سلمية عارمة كاسحة نظام بنعلي في تونس، وبعد طرد العقيد القذافي من “مركب العزيزية” بطرابلس بواسطة بنادق الثوار وراجفات حلف شمال الأطلسي… واستقبال الجزائر لعائلة العقيد المطاح به، وعدم اعتراف نظام الجنرالات في دولة “المليون شهيد” بالمجلس الانتقالي الليبي، واشتراط تطهير ليبيا من “عناصر القاعدة”، مما اعتبره سادة ليبيا الجدد إعلانا عدوانيا ضد الثورة، وقد أكد محمود شمام وزير الإعلام في المجلس الانتقالي الليبي تورط الجزائر في مد العقيد القذافي بالسلاح والمرتزقة، ومنهم طبعا عناصر من “البوليساريو”.. رغم تأكيد وزير خارجية الجزائر مراد مدلسي يوم الخميس فاتح شتنبر بباريس على احترام الجزائر للشرعية الدولية وعدم رغبتها في استضافة العقيد المطاح به، وهو التصريح المغرق في “الدبلوماسية” الهادفة لتلافي العزلة حسب بعض الآراء.
وأمام خيار المغرب الطبيعي الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي، ومسارعة وزير خارجيته الطيب الفاسي الحضور إلى بنغازي عشية دخول الثوار إلى طرابلس، وهو نفس الموقف الذي اتخذه التونسيون تجاه ثورة بلد جار (الاعتراف والترحيب)، وهم لم ينسوا مناورات القذافي في بداية انتفاضة تونس كي لا يـُطاح بزميله الرئيس التونسي السابق بنعلي… ورغم أن موريتانيا بلد صغير منزوية في آخر طرف من خريطة المغرب الكبير، فلها وزنها السياسي وإن كان البلد يعيش على وقع الانقلابات المتتالية وعدم الاستقرار، فإن موقفها مما يحدث في ليبيا مازال يشوبه التردد، ولم يفصح  الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن موقف واضح  وقد أجل الحسم في الأمر وفق آخر خرجة إعلامية له في بداية غشت المنصرم.
وبذلك اختلطت الأوراق من جديد، وطفت على السطح حسابات أخرى، لا تصل مراميها إلى تهديد “المصالح الإستراتيجية” لكل دولة، بل تهدد الأنظمة في ظل عاصفة تهز العالم العربي منذ بداية السنة الجارية، اسمها ثورات الشباب وانتفاضتهم ضد الظلم والاستبداد والتهميش وغياب الديمقراطية..
تدخل الدول حسب منطق الأحداث في  صراع “نماذج الحكم”، واختلاف “المرجعيات”، حتى وإن كان هناك نزوع شبه تام نحو النموذج الليبرالي الرأسمالي، فقد طفت طروحات ذات بعد إسلامي في غالبية الدول الخمس، مع اختلاف الأساليب، وتقدم مكونات الجزائر في اللجوء إلى العنف منذ تسعينيات القرن الماضي.. وظهر بعد سكون طويل للمجتمع الليبي دام أربعة عقود أن القبيلة ما تزال حاضرة، وهي “نموذج” ما قبل الدولة، مع تقدم مجتمعي نسبي في تونس نحو “الحداثة”، وتأصيل تعددية حزبية حقيقية في المغرب رغم بعض الشوائب وتدخل الإدارة..
احتدام الصراع بين الدول الغربية من أجل خيرات المنطقة، فدول “حلف الأطلسي”، منصبة اهتمامها باستمرار على شمال إفريقيا برمته، وقد تطالب بالمزيد بعد تدخلها العسكري في ليبيا تحث مظلة قرار مجلس الأمن 1973، ومن هواجسها الأمنية مواجهة أي “تطرف” محتمل في منشئه بعيدا عن بلدانها، ولا تخفى كذلك تناقضاتها الداخلية فيما بينها، فمصالح فرنسا مثلا تختلف عن رغبات أمريكا.. الخ. ولا يمكن إغفال مصالح دول عظمى في المنطقة كالصين وروسيا… والجميع يلهث وراء النفط والغاز اللذان تزخر بهما  أعماق الصحاري، وهذا ما يدفع إلى مزيد من التوتر في المنطقة.
وبعد اختفاء “داعم” من نوع خاص لجبهة البلوساريو،  واحتمال عزلة الجزائر إذا انضافت إلى القائمة موريتانيا، فمشكلة الصحراء قد تدخل منعطفا جديدا، يجعل “جبهة البوليساريو” في موقف صعب، تكون نتائجه لصالح المغرب، وقبول مقترح “الحكم الذاتي”، إلا إذا ارتأى جنرالات الجزائر في ظل الوضع الحالي رأيا آخر، قد يكون “حماقة جر المنطقة إلى حرب” مدمرة، وهو خيار هروبي (محتمل) نحو الأمام في مواجهة مطالب الديمقراطية التي ما فتئت ترتفع في الشارع الجزائري رغم القمع والحصار، وقد حدد الشباب موعد 17 شتنبر القادم كمنطلق جديد للاحتجاج.
إذا وضعت الأنظمة غير الديمقراطية أمام خيار الانقراض أو مسار التنمية الذي قد يقود إلى نماء وعي الشعب وتنوع مطالبه (نموذج تونس)، فإنها (الأنظمة) تختار المواجهة والسير نحو التخلف مع بعض الرتوشات الإصلاحية الخادعة، لكن في حالة نجاح الثورات، وتحقيقها لأهدافها أو جزء منها، سيجعل بقية الدول ونعني بها الجزائر والمغرب وموريتانيا مضطرة إلى إحداث ديمقراطية حقيقية، تفقد بموجبها بعض ذوي المصالح لامتيازاتهم، ما سيجعل هذه الفئات تقف حائلة دون أي تغيير أو إصلاح، بل قد تتحالف هذه الفئات فيما بينها ضد “الثورات” التي حدثت في المنطقة، وبالتالي الدخول في مناورات وحرب باردة أو ساخنة، فلن يقبل مثلا قادة الجزائر تكرار حالة تونس أو ليبيا لديها..
إننا الآن أمام مصداقية الأنظمة الحاكمة،  في تبني خيار الديمقراطية الحقيقية بدون لف أو دوران، وفي التأسيس للتداول على السلطة انطلاقا من نتائج صناديق الانتخابات، وفي وضع تنمية حقيقية تلبي مطلب العيش الكريم وتخلق أجواء الحرية والطمأنينة…
ولا يمكن انتظار دعوات الاتحاد الأوربي أو غيره من أجل ذلك، فهؤلاء لا يهمهم سوى “سوق موحد” لتصريف المنتوجات والخدمات، وليس التعاون بين دول المنطقة في إطار “اتحاد” ملموس ومنظم ودون وصاية..
والشعوب من طبيعتها لا تنتظر لا حربا باردة أو حامية.
وأخيرا، حرصنا على الحديث عن مغرب كبير باسم الجغرافيا فقط، تأكيدا على معطى التنوع البشري في المنطقة، ومن أجل ترسيخ قيم الاعتراف والاحترام المتبادل… 

========== 

الأربعاء، 31 أغسطس 2011

مساحات زراعة القنب الهندي تتوسع بإقليم وزان


مساحات زراعة القنب الهندي تتوسع بإقليم وزان

 
تبدو في بعض المناطق من الشمال حقول القنب الهندي على جنبات الطرق 
وزان: محمد حمضي

أشار تقرير اسباني صادر عن دائرة مكافحة تهريب المخدرات وحفظ الصحة العامة، إلى اتساع دائرة أنشطة تهريب المخدرات شمال المغرب، واتساع دائرة المساحات المزروعة بالقنب الهندي التي قال بأنها تعدت 120 ألف هكتارا.
  أرقام التقرير الإسباني جاءت على طرف النقيض من تلك التي سبق أن تناقلتها وسائل الإعلام المغربية عن وزارة الداخلية المغربية سنة 2010، والتي تفيد بأن المساحة المزروعة  قد تقلصت بحوالي 65% . وبلغة الأرقام دائما انتقال هذه المساحة من 134 ألف هكتار حسب تقييم أنجز  سنة  2003 بتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للجريمة والمخدرات، إلى 47 ألف هكتار سنة 2010 .
الإقرار بالمجهود الاستثنائي الذي قامت به الدولة المغربية في السنوات الأخيرة في تشديدها للخناق على كل من يتعاطى مع هذه الآفة الخطيرة زراعة وتسويقا محليا أو دوليا، عمل يشهد به المتتبعون في الداخل والخارج، لكن هذا لا يمنع بأن نسجل بأن سنة 2011 شكلت تراجعا محسوسا في هذا المجال، مما جعل المساحة المزروعة بالقنب الهندي تتوسع بشكل ملحوظ شمال المغرب، لتطال مناطق لم يخيم عليها شبح هذا النوع من الزراعة  سابقا كما هو الحال بإقليم وزان.
   مصادر متعددة، من شهود عيان ورسميين وفاعلين مدنيين، يجمعون في تصريحاتهم للجريدة بأن المساحة المزروعة بإقليم وزان قد توسعت بشكل كبير هذه السنة، لتصل إلى أحواز وزان، هذا دون الحديث عن جماعات قروية (سيدي رضوان، زومي، أسجن، ونانة…) التي غزت هذه النبتة حقولها.
    الملامسون لهذا الملف الشائك عن قرب، يحصرون سبب  التوسع الاستثنائي هذه السنة لمجال زراعة القنب الهندي بهذه المنطقة كما بغيرها في شمال المغرب، في دقة اللحظة التاريخية التي يجتازها العالم العربي، ومنها المغرب ولو بشكل مختلف. لحظة عنوانها العريض حراك سياسي واجتماعي قوي من أجل استنشاق نسيم الديمقراطية والحرية. وتفويتا للفرصة على من يتربص باستقرار بلادنا، وعلى جيوب مقاومة انتقالها الهادئ والسلس، اختارت الدولة المغربية مقاربة التبصر والحكمة في تعاطيها مع هذا الملف كما مع قضايا أخرى، لكن فاعلا مدنيا بالمنطقة تساءل عن سر"التساهل الغير مفهوم" لبعض الرسميين بهذه المنطقة كما بغيرها بجهة الشمال، الذي طبع الكثير من تصرفاتهم في الآونة الأخيرة اتجاه أشياء غير قانونية، والتي كان بالإمكان محاصرتها في حينها قبل استفحال الأمر، وختم برسم استفهام عريض في انتظار إجابات الزمن الكشاف.
    تجدر الإشارة ونحن نتحدث عن محاربة زراعة القنب الهندي شمال المغرب، بأن وزارة الداخلية سبق أن وضعت برنامجا  تنمويا يفوق  غلافه المالي 900 مليون درهما، يروم تشجيع ساكنة 74 جماعة قروية على تعاطيها لأنشطة اقتصادية وفلاحيه  بديلة لمحاربة زراعة القنب الهندي.
    المشاريع المقترح تمويلها من هذا الغلاف المال الهام، تقتضي الصرامة في مراقبة انجازها حتى لا يحول البعض إلى جيبه قسطها الأوفر، ولنا من الحجج من واقع الفساد الذي تقاومه حركة 20 فبراير ما يفقأ العين.   

الاثنين، 29 أغسطس 2011

"حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان تنظم آخر مسيرة خلال شهر رمضان


"حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان تنظم آخر مسيرة خلال شهر رمضان
 
انطلقت مسيرة "حركة 20 فبراير" وسط زحمة الشارع، حيث يفرش الباعة سلعهم في غالبية الفضاء المتاح، وحيث الشارع غاص بالمتجولات والمتجولين في ليلة أحد من أواخر ليالي رمضان توافق 28 غشت 2011 ، ومن جديد ظلت تصدح حناجر المحتجين، من أجل الديمقراطية والحرية والكرامة وإسقاط الاستبداد، ومن أجل دستوري ديمقراطي ينبع من الجماهير حسب أحد الشعارات المرفوعة أكثر من مرة، كما ذكر المحتجون أسماء بعينها لمسؤولين مطالبينهم بالرحيل كالماجدي وأزولاي والراضي وآل الفاسي والشرقي… وكباقي المسيرات السابقة رفعت مطالب من أجل جودة التعليم والصحة ومختلف خدمات الإدارة العمومية… وأعلن فبرايرييو سيدي سليمان تضامنهم مع الشعوب العربية التي تناضل من أجل الحرية في ليببيا وسوريا واليمن… ومع معتقلي "حركة 20 فبراير" المغربية وعلى رأسهم الصديق كبورلاي والمحجوب شنو وباقي رفاقهما من بوعرفة كما حرص على ذلك مصطفى بريول عضو الحركة في كلمة مقتضبة له في منتصف المسيرة، تطرق فيها لاختلات محلية ككثرة البطالة ولجوء المواطنين لمهن بسيطة لعلها تسد بعض حاجياتهم كالبيع بالشوارع..
ومن جديد وضعت على عجل مساء نفس اليوم أبواق ضخمة من طرف جهات لا تعلن عن نفسها (وغالبا بمباركة السلطة) في الطريق التي تسلكه المسيرة، إحداها قرب بنك خاص، والمجموعة الثانية وسط ساحة "غزة" (أمام العمالة) ظلت طيلة الليل تقذف أسماع المتجولين بالشارع بالأغاني، و"لسوء حظ" أصحاب الأبواق هاته فإنها تعطلت التي بجانب المصرف لما وصلت إلى جانبها مسيرة "حركة 20 فبراير"!
ألقى كلمة الختام إدريس الخارز، وقد أكد استمرار الحركة في نضالها، مبتدئا بجملة "مامفاكينش" التي تعود للفقيد المناضل محمد بوكرين، وذكر بالمطلب الأساسي ل"حركة 20 فبراير" وهو تحقيق دستور ديمقراطي، واستنكر استعمال الأبواق للتشويش على المطالب، كما تحدث عن ظاهرة غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار التي استفحلت مؤخرا، ووعد باسم الحركة بتصعيد نضالي في الدخول الاجتماعي المقبل سواء على الصعيد الوطني أو الصعيد المحلي..
وحافظت السلطة المحلية على نفس التعامل مع المسيرات، حيث بعث باشا المدينة رسائل تمنعها، وقد توصل بها كل من الداودي الشرقي، وإدريس الخارز، وبنعلي السلاوي..
وتجدر الإشارة أن "حركة 20 فبراير" نظمت ندوة فكرية حول موضوع "الوضع السياسي والاجتماعي بالمغرب بعد الاستفتاء على الدستور"، يوم الخميس 25 غشت 2011 بقاعة الحزانة البلدية، وقد ساهم في تأطير الندوة الرفيقان عبد السلام الشاوش، عضو اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومحمد بلاط عن الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، حضرها نشطاء الحركة بالمدينة ومتتبعين…
 
  
 
 
 

"حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان تنظم آخر مسيرة خلال شهر رمضان


"حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان تنظم آخر مسيرة خلال شهر رمضان
 
انطلقت مسيرة "حركة 20 فبراير" وسط زحمة الشارع، حيث يفرش الباعة سلعهم في غالبية الفضاء المتاح، وحيث الشارع غاص بالمتجولات والمتجولين في ليلة أحد من أواخر ليالي رمضان توافق 28 غشت 2011 ، ومن جديد ظلت تصدح حناجر المحتجين، من أجل الديمقراطية والحرية والكرامة وإسقاط الاستبداد، ومن أجل دستوري ديمقراطي ينبع من الجماهير حسب أحد الشعارات المرفوعة أكثر من مرة، كما ذكر المحتجون أسماء بعينها لمسؤولين مطالبينهم بالرحيل كالماجدي وأزولاي والراضي وآل الفاسي والشرقي… وكباقي المسيرات السابقة رفعت مطالب من أجل جودة التعليم والصحة ومختلف خدمات الإدارة العمومية… وأعلن فبرايرييو سيدي سليمان تضامنهم مع الشعوب العربية التي تناضل من أجل الحرية في ليببيا وسوريا واليمن… ومع معتقلي "حركة 20 فبراير" المغربية وعلى رأسهم الصديق كبورلاي والمحجوب شنو وباقي رفاقهما من بوعرفة كما حرص على ذلك مصطفى بريول عضو الحركة في كلمة مقتضبة له في منتصف المسيرة، تطرق فيها لاختلات محلية ككثرة البطالة ولجوء المواطنين لمهن بسيطة لعلها تسد بعض حاجياتهم كالبيع بالشوارع..
ومن جديد وضعت على عجل مساء نفس اليوم أبواق ضخمة من طرف جهات لا تعلن عن نفسها (وغالبا بمباركة السلطة) في الطريق التي تسلكه المسيرة، إحداها قرب بنك خاص، والمجموعة الثانية وسط ساحة "غزة" (أمام العمالة) ظلت طيلة الليل تقذف أسماع المتجولين بالشارع بالأغاني، و"لسوء حظ" أصحاب الأبواق هاته فإنها تعطلت التي بجانب المصرف لما وصلت إلى جانبها مسيرة "حركة 20 فبراير"!
ألقى كلمة الختام إدريس الخارز، وقد أكد استمرار الحركة في نضالها، مبتدئا بجملة "مامفاكينش" التي تعود للفقيد المناضل محمد بوكرين، وذكر بالمطلب الأساسي ل"حركة 20 فبراير" وهو تحقيق دستور ديمقراطي، واستنكر استعمال الأبواق للتشويش على المطالب، كما تحدث عن ظاهرة غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار التي استفحلت مؤخرا، ووعد باسم الحركة بتصعيد نضالي في الدخول الاجتماعي المقبل سواء على الصعيد الوطني أو الصعيد المحلي..
وحافظت السلطة المحلية على نفس التعامل مع المسيرات، حيث بعث باشا المدينة رسائل تمنعها، وقد توصل بها كل من الداودي الشرقي، وإدريس الخارز، وبنعلي السلاوي..
وتجدر الإشارة أن "حركة 20 فبراير" نظمت ندوة فكرية حول موضوع "الوضع السياسي والاجتماعي بالمغرب بعد الاستفتاء على الدستور"، يوم الخميس 25 غشت 2011 بقاعة الحزانة البلدية، وقد ساهم في تأطير الندوة الرفيقان عبد السلام الشاوش، عضو اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ومحمد بلاط عن الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، حضرها نشطاء الحركة بالمدينة ومتتبعين…
 
  
 
 
 

وأخيرا لوزان مركزها لمعالجة القصور الكلوي


  وأخيرا لوزان مركزها لمعالجة القصور الكلوي 
وزان: محمد حمضي

لكثرة ما أصاب دار الضمانة من قبح جاء محمولا على صهوة الفساد الإداري والانتخابي… ولكثرة ما تقاذف أولائك بينهم ثقة المواطنين في مواسم شراء الضمائر… فإن الكثير من المبادرات الإنسانية الناصعة الوجه والخلفية التي تفتض بكارة القتامة الجاثمة فوق صدر المدينة، غالبا ما تمر في صمت لأن أصحابها لا يبتغون من ورائها شهرة أو نجومية  بمساحيق فاسدة، ولا يوظفونها من أجل مقعد وسخ… همهم الأول والأخير خدمة معوزي هذه المدينة، والتخفيف من معاناتهم قدر المستطاع.
   أعضاء جمعية دار وزان للتنمية والثقافة الذين يشتغل عددا منهم خارج مدينتهم الأصلية، وفي مراكز عليا بالإدارة العمومية والقطاع الخاص، اختاروا بعيدا عن البهرجة والأضواء أن تعلو البسمة شفاه العديد من أهل وزان في هذا الشهر المبارك، حين قرروا أن يلتقوا على الساعة الخامسة مساء يوم الجمعة27 غشت برحاب المستشفى الإقليمي أبو القاسم الزهراوي من أجل إعطاء انطلاقة فتح مركز معالجة القصور الكلوي…
  نعم أصبح لوزان مركزا لمعالجة القصور الكلوي، هذا المرض الذي يكلف العشرات من المرضى الانتقال ثلاث مرات في الأسبوع إلى العاصمة قصد تصفية الدم… معاناة نفسية ومالية وجسدية تقرئها على تضاريس وجوه المرضى…
   المشروع كلف جمعية دار وزان من ماليتها الخاصة 100 مليون سنتيم. وقد انطلق هذا المشروع  في البداية بتهيئة وتشغيل قاعة بالمستشفى، في انتظار إتمام بناء فضاء مستقل لا زالت الأشغال جارية به. ووفرت الجمعية أربعة آلات لتصفية الدم وتجهيزات أخرى، وهي كافية في الوقت الحالي كما صرح بذلك المندوب الإقليمي لوزارة الصحة.
   الجمعية والمحسنون قاموا بما يمليه عليهم ضميرهم، وتبقى مسؤولية الانطلاقة الفعلية  للمركز على عاتق وزارة الصحة العمومية بتوفير وفي الأيام القليلة القادمة، طاقما صحيا مختصا يشرف على معالجة المرضى، وكذا توفير الأدوية الكافية.   

1ـ البناء العشوائي يتسرطن بسيدي رضوان إقليم وزان 2ـ عاجل إلى وزير الداخلية غموض يلف التشغيل بجماعات إقليم وزان! 3ـ ظروف عمل بعيدة عن الأنسنة بملحقة إدارية


 1ـ البناء العشوائي يتسرطن بسيدي رضوان إقليم وزان
  
2ـ عاجل إلى وزير الداخلية
غموض يلف التشغيل بجماعات إقليم وزان!

3ـ ظروف عمل بعيدة عن الأنسنة  بملحقة إدارية
 *******
 وزان: محمد حمضي

1ـ البناء العشوائي يتسرطن بسيدي رضوان إقليم وزان

 يتحدث أكثر من مصدر من داخل جماعة سيدي رضوان القروية التي يدير شؤونها حزب الجرار، عن قرب وصول سباق البناء العشوائي الذي انطلق بها في  يونيوه 2009 ، إلى نقطة الوصول. ولهذا السبب تضيف مصادرنا بوثوقية مطلقة، تم تعبيد مسار السباق أمام المتسابقين حتى يتم طيه في أقل مدة زمنية، قبل أن تداهم الأجندة الانتخابية رموز الآفة الاجتماعية التي على بالكم.
   وللتدليل على تسرطن البناء العشوائي في القرية، وتوظيفه اليوم في الآتي من الاستحقاقات الانتخابية القادمة قبل أوانها، يتحدث أكثر من منتخب بنفس الجماعة عن التحايل على القانون الذي يقوده الثلاثي بالجماعة  ،حيث تم تمكين أكثر من 10 مواطنين خالفوا القانون ، من وثيقة  تتنازل فيها الجماعة لصالح هؤلاء عن الذعائر وغيرها التي أصدرتها المحكمة الابتدائية ضدهم !
  كان من الممكن هضم هذه "المرونة" لو أن المخالفين قاموا بمعالجة مخالفاتهم تقنيا وإداريا وماديا، وصادقت عليها اللجنة المختصة. أما يقول مصدرنا أن يتم تحدي القانون، والتحايل على منطوق المحكمة، وتوظيف كل ذلك من أجل ردم جسر الأمل الذي يقود بلادنا نحو موعدها مع التاريخ بعد أن تم خدش الوجه المعماري للقرية، فهو لعب بالنار، ويستدعي بالتالي نبشا آنيا في الموضوع… نبشا يسائل فيه المجلس القروي وإدارته التقنية، والسلطة المحلية.
*****************

                              
            2ـ  عاجل إلى وزير الداخلية
غموض يلف التشغيل بجماعات إقليم وزان!

   في الوقت الذي كانت ساكنة وزان تنتظر أن يعلن عن اكتشاف الغاز أو النفط بأحواز دار الضمانة، ما دامت عملية التنقيب عن الذهب الأسود بهذه المنطقة لم تتوقف منذ مدة غير عسيرة، مما سيفتحها على آفاق تنموية رحبة، وسيمتص القلق الاجتماعي، وسيبتلع بطالة الشباب و..لكن شيئا من هذا لم يحدث، بل الاكتشاف الوحيد الذي علم به المواطنون أخيرا، وحل ضيفا مؤرقا على سمرهم الرمضاني، يتعلق بحرمان الشباب المعطل بالإقليم من مناصب الشغل القليلة التي توفرها الجماعات القروية، وإسناد بعضها إلى شباب من نوع خاص، تقول المصادر، جيء بهم من خارج الإقليم بل وحتى من خارج  الجهة!
          مصادر من جماعات قروية، طلبت حجب اسمها، صرحت  بأن عملية توظيف شباب (ذكورا وإناثا)  تم استقدامهم من جهات جغرافية تشير لها الأصابع، لم يعد سرا خافيا على أحد، بحيث يكفي أن تلتحق لجان التحقيق والتقصي إلى قباضة وزان لتقف بنفسها على ذلك. وأضافت نفس المصادر بأن هناك من لم يلتحق بمقر عمله وحضر يوما من بعيد ليستفسر عن مآل تسوية وضعيته الإدارية والمالية!
   الرأي العام المحلي، وأمام هول الصدمة الذي أصابته وهو يعلم بهذا التشغيل الغريب، في الوقت الذي  يرى العطالة تتسرطن بالإقليم، ينتظر التفاتة سريعة من وزير الداخلية. وكخطوة أولى تعليق هذه العملية التي تصب الزيت على النار في هذا الظرف الاجتماعي الحرج الذي تجتازه بلادنا، في انتظار نتائج التحقيق الشفاف المدعوة إلى فتحه السلطة الوصية. وبعد ذلك  فكلمة الفصل للدستور الذي ربط المسؤولية بالمحاسبة. 
************
3ـ ظروف عمل بعيدة عن الأنسنة  بملحقة إدارية
أجواء من القلق  والاستياء تخيم على العاملين بالملحقة الإدارية الواقعة بساحة الاستقلال، بسبب رداءة الفضاء الذي يشتغلون فيه، مما ينتج عنه تصلب في الأعصاب، وتدني في جودة الخدمات المنجزة…
  الجريدة في زيارة خاطفة لهذه الملحقة، وقفت على الظروف الصعبة التي يؤدي فيها العاملون رسالتهم. فبصرف النظر عن الهندسة المعمارية لهذه الملحقة الإدارية التي تعتدي على حق العين والنفس التمتع بفضاء تفيض جماليته مما يساهم لا محالة في رفع الإنتاجية، وتجويد الخدمة العمومية، ونسج علاقات إنسانية بين العاملين، وبين هؤلاء والمواطنين، ينضاف إلى ذلك ضيق المكاتب التي يتكدس فيها الموظفون في شروط حاطة بالكرامة، تسوق عنهم صورة سيئة، ورداءة التجهيزات من مكاتب وكراسي، وقلة وسائل العمل الضرورية، ناهيك عن عدم توفير قاعة انتظار مجهزة بالحد الأدنى من الكراسي توضع رهن إشارة المواطنين إلى حين قضاء مآربهم الإدارية، وهجوم غبار الأتربة المتراكمة بساحة الاستقلال على مكاتبهم منذ أزيد من سنتين، مما ينعكس سلبا على صحتهم. أما شكل توزيع المكاتب وطلاء جدران الملحقة فإنها توحي من النظرة الأولى إلى أن آخر ما فكر فيه من كان وراء هذا "التصميم"، هو غياب اللمسة الجمالية التي تزرع الحياة في الفضاء، وتعامل صاحب هذا الإخراج بمنطق "كوار وأعطي لعوار"ليقدم في نهاية المطاف اصطبلا يحوي ويستقبل بشرا ينتمي إلى القرن الواحد والعشرين!
   العاملون بهذه الملحقة الإدارية، يأسفون لصمت الطيف المكون للمجلس البلدي الذي لم يجدوا لها تفسيرا، حين لم يبادر هذا الطيف بنقل معاناتهم إلى دورات المجلس البلدي للتخفيف منها، ويأملون أن يتم الالتفات إليهم من طرف هؤلاء قبل الرحيل الغير مأسوف عليه!