الأحد، 2 ديسمبر 2007

نادي الطليعة السينمائي بسيدي سليمان يجدد مكتبه


  نادي الطليعة السينمائي بسيدي سليمان يجدد مكتبه 

دفوعات غير مقنعة حول المشاركة   في"مهرجان الهيت"   

الجمعيات المشاركة في "مهرجان الهيت"

                                                

بعد مرور ما لا يقل عن سنة بيضاء من حياة النادي السينمائي، سواء من حيث الأنشطة، أو استنفاذ الصلاحية القانونية، عُقد مساء السبت 24 نونبر بدار الشباب 11 يناير جمع عام عادي حضره أعضاء من المكتب السابق ومهتمون ومتتبعون للشأن السينمائي والثقافي عموما.

   بعد تقديم التقرير الأدبي، الذي توقف على بعض المنجزات المتباعدة زمانا ـ متبعا أسلوب التمطيط ـ  من أهمها ملتقى السينما والتربية الذي وصل إلى نسخته الثالثة، وعروض وأيام سينمائية (السينما الألمانية) بالاشتراك مع وزارة التربية الوطنية، وأنشطة سينمائية وثقافية خاصة بالأطفال، وبعض الورشات التكوينية، علما أن بعض هذه الأنشطة متداخلة مع بعضها البعض، ولملء البياضات الشاسعة كان من الضروري تلاوة النص الكامل لبيان صادر عن النادي ضد الأحداث الإرهابية البغيضة، التي حدثت بالدار البيضاء منذ سنوات خلت! مع ذكر حضور أعضاء من مكتب النادي لعدد من الملتقيات والمهرجانات الوطنية، التي قال عنها الكاتب العام للأندية السينمائية ، أيوب الأنجري البغدادي أنها أصبحت محل تهافت من قبل البعض دون أن يكون لهم حضور ثقافي وتأطيري على الصعيد المحلي … كما صرح بذلك لجريدة "الصباحية" عدد64، بتاريخ 14 نونبر 2007، وهو ما جعله يمتنع عن حضور هذه المهرجانات لأن ذلك لا يشرفه حسب قوله.

   ولعل خاتمة الأثافي قبول رئيس النادي من تلقاء نفسه المشاركة في أحد مهرجانات الهيت، حيث تسلم من المنظمين 3000 درهم، قصد تمويل "الأنشطة" التي سيساهم بها النادي، وهو ما أثار نقاشا من طرف عدد من المتدخلين، وقد فسر رئيس النادي الجيلالي حمقات عدم الوفاء بما سطره بقوله : " عدم تمكننا من معدات سينمائية، ضمن قافلة السينما (التابعة للمركز السينمائي المغربي) والتي حُولت إلى مدينة زرهون،  بتدخل من وزير الثقافة ( يقصد به محمد الأشعري، ومعروف أنه كان يمثل تلك المدينة في البرلمان المنتهية ولايته)، وقَََُدم نشاط في يوم واحد، ليتم توقيف الأنشطة الأخرى، لأسباب لا نعلمها" حسب قوله، عوض التحلي بالشجاعة الأدبية، وتقديم نقد ذاتي أمام الحاضرين حول الانفراد باتخاذ القرارات، وسوء التدبير المالي، بل أكثر من ذلك ترشح من جديد ، وأُسندت له الرئاسة مرة أخرى!!! وكما يعرف منشطو الأندية فالحجز على خدمات القافلة السينمائية يتم داخل أجل معقول.

       في تقريره المالي ذكر أحمد المصمودي بصفته أمينا ضمن مكتب امتد انتدابه من سنة 2003، حيث كان الرصيد البنكي آنذاك 73.31 درهما، بينما الديون وصلت إلى 4218.80 درهما. أهم مداخيل النادي منحٌ وخدمات، منها ما قدمه مجلس جهة الغرب الشراردة بني احسن على مدى ثلاث سنوات هو 13000.00 درهما، والمجلس الإقليمي 9000.00 درهما، والمجلس البلدي لسيدي سليمان 7500 درهم على أربع سنوات، لكنها تتناقص مع كل سنة، من 3500 درهم في 04/03، إلى 1000 د. في السنتين الأخيرتين، وقد حصل النادي كذلك على 2000 د. سنة 2005 من الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، كمساهمة منها لدعم فعاليات المهرجان الثالث الذي أقيم في ماي من نفس السنة، واستفاد النادي كذلك من خدمات مؤدى عنها من طرف مجلس دار الشباب، وصلت إلى 1800 د. وأخيرا دعم " جمعية الهيت " الذي وصل إلى 3000 د. الرقم الذي أثار جدلا حول طريقة إنفاقه، مما دفعنا إلى إجراء بحث في الموضوع سنعود إليه.

   إذا مجموع المداخيل هو 52373.71 د. بما فيها منحة المركز السينمائي المغربي المقدرة ب 15000.00د. المسلمة للمخرج مصطفى الدرقاوي، حين كُرّم ضمن الملتقى الثالث للسينما والتربية.

     بالنسبة لكل الأرقام التي وردت سواء في المداخيل والمصاريف، لم نكتف في ذلك بما قُدم أثناء الجمع العام، بل طلبنا من الأمين أحمد المصمودي أن يوضح لنا أكثر كل التفاصيل، فاستجاب مشكورا لجلسة ثنائية خاصة، أطْلعَنا خلالها على جداوله ووثاقه، فتوزعت المصاريف منذ البداية على 500 د. نفقات إعداد الملف الإداري، وأداء الديون المشار إليها أعلاه، ونفقات عدد من العروض والأيام السينمائية والملتقيات، مثلا 600 د. أيام السينما الألمانية، خاص بنشاط سينمائي حول حقوق الإنسان 1400د. حول اليوم العالمي للمرأة 1214.70 د.، الملتقى الثاني 17555د.، تنقلات أعضاء المكتب 625د. الملتقى الثالث 17555د.، وقد تخلف عن هذا النشاط 3655د كعجز…ليكون مجموع المصاريف هو:50257د. أما الرصيد المتبقي فيفوق الألف درهم،  أغلب الأرقام موثّق ومبوبة، لكن ذلك لا يكفي حسب وجهة نظرنا. وإن كانت المحاسبة لا تطعن في مصداقية أحد، ولكنها تؤسس لأسلوب الشفافية المرغوب فيه من طرف الجميع ، وليس في تاريخ النادي ولا بيْن مسؤوليه لصوصٌ كما قال عبد المطلب اعميار في المناقشة، ولكن قد يكون هناك سوء تدبير كما أكد هو ذلك، ولم يتم الالتفات إلى مقترح دعا إلى تشكيل لجنة تدقيق الحسابات، تنبثق عن الجمع العام، كما لم تُعرض المسودة الجديدة للقانون الأساسي على الحاضرين، رغم المطالبة بذلك (*)، بينما هناك من منح الصلاحية في ذلك للمكتب القادم، وهو ما يخالف الأعراف الديمقراطية التي تتأسس عليها الجمعيات الجادة.

       في علاقة بمهرجان الهيت

    مشاركة النادي السينمائي في مهرجان الهيت أثارت نقاشا أخذ طابع الحدية أحيانا، وإن كانت المسؤولية في ذلك ترجع للرئيس الذي خلف نفسه، مع أن ذلك لا ينفي مسؤولية الأعضاء الآخرين، علما أنهم لم يصدر عنهم أي شيء يعارض ذلك منذ سنتين، وقد دافع الرئيس عن نفسه بشكل لم يقنع أحدا، خاصة حول أوجه صرف المنحة التي تسلمها من " جمعية الهيت"، جزءٌ منها دفع مقابل تنقل مخرجين لم يرهم أحد إلا هو، ولم يفيدوا "المهرجان" بشيء، بالإضافة إلى تكلفة إطعامهم وكراء الصوتيات، ومختلفات، و1400 درهم سدت عجزا في مالية النادي، قُطعت من  منحة مصطفى الدرقاوي، قد تكون العملية "مقنعة" من حيث الصرف، كما حاول توضيح ذلك جاهدا الأمين، لكنها لا تُستساغ من حيث مبررات الإنفاق، لأنها بكل بساطة مخصصة للمشاركة في مهرجان اختار الرئيس عن طواعية المشاركة فيه، كما أكدت تدخلاتٌ من الحاضرين في المجمع العام، منهم الكاتب العام " لجمعية الهيت" محمد الغماري، الحاضر بصفته مدير دار الشباب، وقد خاطب أعضاء النادي السينمائي بأنهم التزموا برد المنحة، لأن النادي لم ينفذ ما التزم به، وباعتباره مستشارا جماعيا فقد ذكر كذلك أن المجلس البلدي لن يعطي منحة للنادي هذه السنة، وقد رد عليه أحمد المصمودي بأن منظمي المهرجان، والمشاركين فيه لم يقدموا الحساب، وجمعيات تسلمت منحة ولم تقدم شيءً، ليدخلا في نقاش ثنائي فيه الأخذ والرد.

      بعد ذلك اتصلنا بالكاتب العام لجمعية الهيت، محمد الغماري بمكتبه بدار الشباب، فذكر أن هناك خمس جمعيات تسلمت 1000 درهم، وهي : "الكشاف المغربي"، " التربية والتنمية"، "جمعية تنشيط الطفولة"، "الفنون والتراث"، "أصدقاء البيئة"، وكلها وقعت التزاما مصادقا عليه ونفذت ما التزمت به حسب المتحدث الذي أصر على إطلاعنا على الوثائق الموجودة ضمن ملفات متراكمة، فطلبنا الاكتفاء بتأكيداته، وأضاف أن هناك جمعية خاصة بالدراجات الهوائية، نظمت سباقا في المدينة، وتكلفت من جانبها بدفع جوائز نقدية للفائزين، إلا النادي السينمائي الذي تسلم أكبر منحة، نظرا لإشعاعه ومكانته (يريد البعض تمريغ هذا التاريخ في الوحل)، بينما اعتذر عبد المطلب اعميار عن تسلم منحة قدرت ب 2000 د. خصصت لجمعية تُعنى بالشأن المحلي، كان يرأسها وقتذاك، وعن سؤالنا حول مصدر هذه الأموال، قال أنها عطايا وتبرعات من مؤسسات اقتصادية.   

      قد يقول قائل لماذا كل هذه الجعجعة حول مقدار مالي لا يُسمن؟ والمال العام يتعرض وتعرض لمختلف أشكال النهب، ولا من حسيب أو رقيب، الجواب هو أن القضية مسألة مبدأ، وليست العبرة في كم المال، ولو كان دريهمات.

    إذا كان النادي السينمائي قد عقد جمعا عاما مفتوحا في محل عمومي، عرض فيه ماليته على العموم، وأعتقد أن أمينه مستعد لكل محاسبة، فكيف عليه الحال بالنسبة "لجمعية الهيت"، والتي ليس في علمنا أنها عقدت ندوة، أو أصدرت بلاغا، أو كشوفات حسابية، لتبرئة ذمتها، وتوضيح أوجه الصرف للمانحين خاصة، علما أن كيفية تشكيل هذه الجمعية محط تساؤل، من حيث عدم انفتاحها على عدد من الفعاليات النشيطة بالمدينة، بل تم الاكتفاء في تأسيسها على أفراد ضمن علاقات محدودة، وذلك بعد فشل لقاءات موسعة شاركت فيها عدد من الجمعيات، ولما بدأ يتبلور اتجاه لا يرضى عنه البعض تم توقيف العملية، وقد أجابنا رئيسها أثناء اجتماع موسع تحت إشراف الباشا مع عدد من الوداديات والجمعيات بالمدينة حول ذلك قائلا: " إلَبغانا شي واحد انعزْموه، أحْنا ما غادي انعزمو حدْ."، نقول هذا ونحن لا نسعى إلى الطعن في مصداقية أحد، ولكن قصد التأسيس لعلاقات وتدابير واضحة، تحدد الأهداف والوسائل، وتروم الشفافية والمصلحة العامة، فكثير من الأنشطة المقامة سواء بالنسبة للنادي السينمائي، ومهرجان الهيت، تتطلب مالا وجهدا، ولا يمكن تنشيط المدينة، وخلق الحدث بالمجان، وبالاتكال على جهد مناضلين.  

   وتجدر الإشارة أن دورة صيف 2007 ألغيت بسبب تزامن ذلك مع الانتخابات البرلمانية كما صرح لنا بذلك الكاتب العام. علما انه لنا (ولغيرنا) في الموضوع المهرجان عدة ملاحظات منها ما نشر في صحف وطنية.

    قبل تأسيس المكتب الجديد، أثيرت مواضيع حول التوجهات الجديدة للأندية السينمائية، هناك من يُحبد توسيع اهتمامها على كل ما له علاقة بالصورة، مع الحرص على التكوين، والانفتاح على المؤسسات التعليمية، وقلة تريد حصره في نشاطه التقليدي، حول تقديم فرجة سينمائية لجمهور خاص.

   قبل عرض لائحة أعضاء المكتب، لا يسعنا إلا أن نُذكر أن العمل الجمعوي من طبيعته مبنيٌ على التضحية وخدمة الآخرين، دون انتظار أي عائد من ذلك، بل قد يجلب الجحود من طرف البعض، ورغم ذلك على القافلة أن تسير… من ركائز المكتب الجديد من حيث الأعضاء من له علاقات محترمة في وسط الأندية السينمائية كأحمد المصمودي، وعبد المطلب اعميار، وكذلك شباب يشتغلون في مجال السينما أصلا، في التمثيل أو الإخراج، كرضوان الخلفي وأشرف الكدكاد،  بالإضافة إلى من راكم في العمل الجمعوي كعلي البوخاري ونجاة جدني….تنتظر الجميع مهام ومسؤوليات. 

                   أعضاء المكتب                   


 

          الواقفون من اليمين: رضوان الخلفي (نائب الكاتب العام) ـ مصطفى الغفير(مستشار)ـ اعميار عبد المطلب (الكاتب) ـ الجيلالي حمقات (الرئيس) ـ أشرف الكدكاد (نائب الرئيس).

   الجالسون من اليمين: أحمد المصمودي ( الأمين) ـ نجاة جدني ( مستشارة) ـ علي البوخاري( نائب الأمين ) مصدق علوي (مستشار، ليس في الصورة).

  إعداد:مصطفى لمودن

…………………                 

(*) كنت من طلب واقترح ذلك


 قصد الاطلاع على كامل المدونة اضعط على الرابط التالي: