الثلاثاء، 18 مارس 2008

فــــــــزاعــــــــــــــــات !!!


           فــــــــزاعــــــــــــــــات !!!
 
 
     هل تخيف الفزاعات العصافير فعلا؟
     أصبحت العصافير أكثر جرأة وشجاعة
     بعضها يحط فوق الفزاعات نفسها
     وبعضها الآخر يحط جماعات 
     يتناول ما طاب له، ويغادر غير فَزِعٍ
     أو عابئ، لا ينفع سوى صياح "الحياحة" 
      وما يحدثونه من أصوات وجلبة…
     تبح الحناجر، وتعيى الطبول والمزامر 
 
 
dsc005
فزاعة لإخافة العصافير!
     لم تعد تُستعمل بنادق البارود
    يستحيل الحصول على البارود
    سوى من أجل "التبوريدة" وفروسية المواسم والاستعراضات 
    وقد عُوض بحبل بلاستيكي طويل
    يلفه خبير بذلك حوله 
    ويبسطه بقوة، فيحدث صوتا 
   يشبه تماما طلقة بارود
   قد يكون "لاعب الحبل" هذا طفل صغير…  
   فيصدق بذلك قول الحاجة أم الاختراع
   ما أن تبزغ السنابل، وتبدأ في النضج 
 حتى يهرع الفلاحون وأبناؤهم لطرد العصافير عنها
 الصعوبة تزداد إذا علمنا أن كل العصافير تستفيق عند الغسق
 فتهرع متلهفة إلى السنابل
 ولا تخلد للراحة إلا بعد غروب الشمس
 وعلى الفلاح إذا أراد أن يدافع عن سنابله 
 أن يظل متواجدا في حقله طول الوقت
 الطيور وكل الآفات الأخرى يحاربها بكل ما أوتي من حيلة وقوة وخبرة… 
dsc005 
 رغم كثرة الفزاعات تنزل العصافير !
 لكن هناك أفات أخرى لا يعرف كيف يواجهها
 فما أن يحصد، إن كان هناك ما يُحصَد 
 حتى يتفاجأ بالسقوط المدوي للأسعار.
  يَفرض السماسرة والتجار والوسطاء قانونهم الخاص
 غشٌّ في الموازين وخفض في الأثمان
 يجد الفلاح أن كل جهده وجهد أفراد أسرته قد ذهب أدراج الرياح والغمام…
 ليعيش هما على هم مع الجفاف والقروض وصعوبة العيش وارتفاع أسعار بقية المواد (إلا منتوجاته طبعا)
 كيف يمكن للفلاح نصب فزاعات ضد هذه الآفات التي تنغص عليه حياته باستمرار؟
 كيف يستطيع أن يحمي نفسه من جشع طفيليات تنتعش من عرق جبينه؟
 تمتص دمه ودم أسرته
 ليبقى في فقره وفاقته وبؤسه وضنكه…
 إلى متى تستمر الحكاية باسطوانتها المشروخة حول اقتصاد السوق وحرية الأسعار؟  
إلى متى؟ إلى متى؟ 
 إلى متى والكل غافل عن معانات الفلاحين الفقراء؟
                  
            مصطفى لمودن