الثلاثاء، 18 مارس 2008

أحزاب تجمع اليسار الديموقراطي تدعو لوقفة قصد مساندة التعليم العمومي


أحزاب تجمع اليسار الديموقراطي تدعو لوقفة قصد مساندة التعليم العمومي 
    نص البيان و الكلمة التأطيرية للوقفات الاحتجاجية التي ينظمها تجمع اليسار الديمقراطي دفاعا عن المدرسة العمومية
 
     دعت الأحزاب المكونة لتجمع اليسار الديمقراطي إلى وقفة احتجاجية بالرباط يوم الخميس 27 مارس على الساعة الخامسة مساء*، أمام مقر مجلس النواب في إطار عدم الرضا على الوضعية الصعبة التي يمر منها قطاع التعليم العمومي بالمغرب، والمحاولات القائمة من أجل ضرب مجانية التعليم، وضعف مستواه عموما من حيث الجودة والتعميم والإلزامية… وهو ما تأكد مؤخرا من خلال تقرير البنك العالمي الذي وضع التعليم المغربي في مرتبة متدنية بالمقارنة مع الدول العربية…
 
  وقد أصدر تجمع اليسار الديمقراطي المكون من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والحزب الاشتراكي الموحد وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي وحزب النهج الديمقراطي نداء في الموضوع، كما حصلنا على نص الكلمة التأطيريةللوقفة الاحتجاجية التي ستتلى على الحضور وتبت عبر وسائل الإعلام، ندرجهما معا تعميما للفائدة.
وتجدر الإشارة أن الأحزاب المعنية بالدعوة لهذه الوقفة محسوبة على اليسار، وقد شاركت ضمن تحالف انتخابي موحد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة( 6 شتنبر 2007) برمز الرسالة  باستثناء حزب النهج الديمقراطي الذي لم يشارك في أي انتخابات وفق اختياره الخاص، غير أنها (أي الأحزاب الثلاث الأخرى )لم تحصل على نتائج مهمة، ولم تستطع تكوين فريق برلماني، ولم تحصل على نسبة 5 % من الأصوات الانتخابية مما حرمها من التمويل العمومي، ونعتقد أن ذلك يرجع للصعوبة التي أصبحت عليها الانتخابات في المغرب، خاصة استعمال المال لشراء الأصوات، ومقاطعة عدد من الشرائح الاجتماعية لهذه الانتخابات بسبب عدم مصداقيتها وضعف نتائجها على تحسين مستوى عيش المواطنين، بالإضافة إلى مشاكل ذاتية تخص هذه الأحزاب من حيث القدرة على التواصل وتبسيط الخطاب…وقد عرف بعضها هزات داخلية من ذلك استقالة محمد الساسي من عضوية المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، في سابقة من نوعها حيث اعترف بعدم قدرته على الحصول على مقعد في مجلس النواب، ومنذ ذلك الوقت دخل هذا الحزب فيما يشبه السبات،  أما حزب المؤتمر الوطني الاتحادي فيعول على امتداده فيما تبقى من المركزية النقابية الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، بعد الانشقاقات المتوالية التي عرفتها، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ظهر أنه غير متعود على الانتخابات، ولم يحصل الكاتب العام لنفس الحزب أحمد بنجلون سوى على 666 صوتا بإحدى دوائر الرباط، وقد دخل في تنافس مع محمد الساسي المسؤول الثاني في الحزب الاشتراكي الموحد، رغم أن كلا الحزبين في نفس التحالف الانتخابي! لقد كان يقاطع حزب الطليعة الانتخابات منذ حصوله على الاعتراف القانوني سنة 1983، إثر خلاف مع الحزب الأم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ( رغم أن قياديين من الحزب يعترضون على هذا التوصيف ويعتبرون أن هيئتهم هي الأم)…فهل سيكون هذا الاحتجاج بداية للتحرك من جديد في ارتباط مع هموم الشارع، وقد خبرت هذه الأحزاب ذلك نسبيا من خلال تنسيقيات مناهضة الأسعار وتدني الخدمات العمومية، حيث يتواجد مناضلوها بكثافة داخل هذه التنسيقيات، علما أن أصوات هذه الأحزاب عير مسموع في " منبر" مجلس النواب لاعتبارات تعود للقانون الداخلي للمجلس، إذ لا يتم الإقرار بصلاحيات ذات دور لأقليات من أجل التعبير عن وجهة النظر من خلال تشكيل لجان التقصي مثلا، أو إعطاء الفرص الكافية لطرح الأسئلة المباشرة…
ولا يتوفر تجمع اليسار الديمقراطي على صوت إعلامي مسموع، في إطار تراجع الإعلام الحزبي عموما، وعدم توفر هذه الأحزاب على جرائد فقد توقفت جريدة " اليسار الموحد" التي كانت تابعة للحزب الاشتراكي الموحد بسبب ضائقة مالية وسوء التسيير، ويتوفر حزب النهج على أسبوعية بنفس الاسم، لكننا لا نستطيع تحديد مستوى انتشارها.
       مصطفى لمودن
 
نـــــــــــداء
 
 
أيتها الجماهير الشعبية
يدعوكم تجمع اليسار الديموقراطي(حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي- الحزب الاشتراكي الموحد-حزب المؤتمر الوطني الاتحادي-حزب النهج الديموقراطي) إلى المشاركة المكثفة والفعالة في الوقفة التي ينظمها تحت شعار :
 
          لا لضرب مجانية التعليم نعم لتعليم عمومي مجاني وجيد للجميع
وذلك يوم الخميس27 مارس2008 على الساعة الخامسة مساء أمام   مقرالبرلمان
للاحتجاج على:
  1-التدهور الخطير الذي آل إليه التعليم العمومي ببلادنا نتيجة السياسة اللاشعبية للحكومات المتعاقبة
  2–التخطيط لتحويل التعليم إلى سلعة تنفيذا لتوصيات المؤسسات الرأسمالية الدولية
  3-غياب التكوين المستمر والإجراءات التحفيزية للشغيلة التعليمية
  4-تفاقم ظاهرة الاكتظاظ في الحجرات  والهذر المدرسي
  5-النقص المهول في أطر التدريس والإدارة التربوية
  6- تردي البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية
  7-تهميش الفكر العقلاني النقدي في المناهج والمقررات الدراسية
 
ــــــــــــــــــــــــــــ
الكلمة التأطيرية للوقفات الاحتجاجية التي ينظمها تجمع اليسار الديمقراطي دفاعا عن المدرسة العمومية
ـــــــــــــــــــــــــــ
تجمع اليسار الديمقراطي:  
اللجنة الوطنية لقطاع التعليم
الكلمة التأطيرية للوقفات الاحتجاجية التي ينظمها تجمع اليسار الديمقراطي دفاعا عن المدرسة العمومية يوم الخميس 27 مارس 2008 على الساعة السادسة والنصف بعد الزوال
  

أيتها المواطنات، أيها المواطنون،
    لم يعد خافيا على أحد مستوى التدهور المخيف الذي وصل إليه التعليم العمومي ببلادنا جراء تملص الدولة من التزاماتها تجاه المرفق العمومي بصفة عامة وقطاع التعليم بصفة خاصة، هذا القطاع الاجتماعي الحيوي بالنسبة لمستقبل شعبنا وبلدنا، الشيء الذي يتجلى في المزيد من تردي الخدمات التعليمية.
هكذا أصبحت المؤسسات التعليمية بمختلف الأسلاك تعاني من غياب أبسط التجهيزات البيداغوجية والمخبرية والرياضية وحتى بنيات تحتية بسيطة ضرورية مثل الماء والكهرباء والمراحيض والملاعب الرياضية ومن نقص فادح في الأطر الإدارية والتربوية وغياب تام للتكوين المستمر وتجميد الأجور بالنسبة للعاملين بقطاع التعليم ومن مظاهر الاكتظاظ الذي وصل مستويات خيالية ودمج مستويات مختلفة في نفس القسم.ويعاني تعليمنا من استمرار مظاهر الهدر المدرسي ناهيك عن تدني مستوى التمدرس حيث أزيد من مليوني طفل في سن التمدرس خارج المدرسة مما يساهم في تفشي الأمية. ولازال تعليمنا عمليا سجين المنظور التقليدي ويعمل على تهميش الفكر النقدي والتحرري.
مقابل ذلك ينمو قطاع التعليم الخصوصي كالسرطان في ظل غياب أية مراقبة فعلية ومقدما خدمات مشكوك في جودتها، علما أن هذا النمو المتسارع يتم كذلك عبر استغلال بشع لعشرات الآلاف من العاملين بهذا القطاع يحرمون في الغالب من أبسط حقوقهم في الأجر العادل والضمان الاجتماعي وغيرها وكذلك عبر استنزاف أطر التدريس بالقطاع العمومي مما يؤدي إلى المزيد من تخريب هذا الأخير.
إن هذه الوضعية هي التي ساهمت في ترتيب المغرب هذه السنة في الرتبة 126 في سلم التنمية البشرية وجعلته يحتل مؤخرة الترتيب بين بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط فيما يتعلق بجودة الخدمات التعليمية حسب التقرير الأخير للبنك العالمي.
غير أن البنك العالمي مرة أخرى لا يتحدث عن مسؤوليته هو ومسؤولية الطبقات السائدة على ما وصلت إليه الأمور ويتناسى تقريره الشهير لسنة 1995 والميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي وصل بدوره إلى الباب المسدود.
وبدل تقديم الحساب للشعب المغربي وقواه الحية نراهم يهربون إلى الأمام ويقفزون نحو المجهول ويخططون لإجراءات لا شعبية أخرى تتعلق بضرب صريح لما تبقى من مجانية التعليم مع الإصرار على المزيد من تشجيع القطاع الخاص من خلال الإعفاءات الضريبية وإجراءات تحفيزية مختلفة حيث وصل الأمر إلى محاولة بيع مؤسسات عمومية وتفويتها للخواص !
أيتها المواطنات، أيها المواطنون،
لهذه الأسباب، وحيث أن قضية الدفاع عن المدرسة العمومية هي مسؤولية الجميع، فان تجمع اليسار الديمقراطي الذي يضم كلا من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والنهج الديمقراطي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي والحزب الاشتراكي الموحد، يدعوكم إلى المشاركة المكثفة في الوقفات الاحتجاجية التي ينظمها يوم الخميس 27 مارس 2008 على الساعة السادسة والنصف بعد الزوال (18
h30) تحت شعار "لا لضرب مجانية التعليم نعم لتعليم عمومي مجاني وجيد للجميع".
كما يدعو النقابات والمنظمات الحقوقية والتنسيقيات ضد الغلاء وتدهور الخدمات العمومية وجمعيات وآباء وأمهات وأولياء التلاميذ والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب ومجموعات المعطلين الأخرى وكل المنظمات المدنية الديمقراطية إلى دعم هذه المعركة وغيرها من الخطوات النضالية.
 *ملحوظة:(هناك تضارب بين البيان والكلمة التأطيرية فيما يخص التوقيت، الأول يذكر الخامسة مساء والثانية السادسة والنصف)