ارتفع منذ البارحة السبت 7 فبراير منسوب مياه نهر سبو ونهر اردم(أحد روافده) ليتوسع نطاق الفيضانات ويشمل مناطق جديدة همت قرى عديدة واكتسحت سهولا بكاملها، وتسببت في قطع الطرق في إقليمي القنيطرة وسيدي قاسم…لينضاف كل إلى ذلك إلى ما أحدثه نهر بهت من خسائر في هدم المنازل وتشريد الأسر وضياع المزروعات.
أثناء ليلة البارحة تسربت مياه نهر اردم إلى عدد من المنازل في حي السلاطنة بسيدي قاسم المدينة، كما حوصرت قرى أخرى من نفس الإقليم كقرية أولاد برحيل وقرية أولاد عبد الواحد… وسكانها يطلبون النجدة التي لم تصلهم بعد إلى حدود صباح اليوم الموالي الأحد، وعلم من مصادر رسمية أذيعت على القناة الثانية المغربية أن فيضانات نهر سبو اكتسحت عشر جماعات قروية بنفس الإقليم… كما علم هذا الصباح ارتفاع منسوب مياه نهر بهت ليغمر منازل جديدة في قرية الزهانة من جماعة دار بلعامري، وكذلك أحياء من مدينة سيدي يحيى منذ البارحة… وقطعت الطريق الوطنية الرابطة بين سيدي قاسم وسوق الأربعاء الغرب، والخط السككي الرابط بين سيدي قاسم وطنجة، وطرق أخرى ثانوية وغير مصنفة توجد داخل المناطق المنكوبة، وتعرضت الطريق الوطنية رقم 4 بين سيدي سليمان وسيدي قسم للغمر والجرف في ثلاث محلات.
وتجدر الإشارة أن الجيش تدخل لإغاثة المنكوبين، كما تساهم الوقاية المدنية في ذلك، وتقدم مؤسسة محمد الخامس للتضامن مساعدة من جانبها تتمثل في توفير بعض الوجبات الغذائية، وللمحسنين والمتطوعين سواء كمواطنين أو كمجتمع مدني مساهمات حسب المستطاع.
وإذا كان عدد كبيرمن المواطنين قد هدمت منازلهم، فمنهم من ارتحل واكترى دورا في مناطق لم تصلها الفيضانات، وآخرون لجؤوا عند أقارب لهم أو متضامنين من عامة المواطنين، بحيث قد لا تعدهم السلطات ضمن المنكوبين، بينما النسبة الغالبة جمعت في مناطق«محمية»، ولحدود علمنا ففي سيدي سليمان محلان، وضع المنكوبون بقاعة قديمة بالكنيسة التي خلفها الاستعمار، وبمستودع فارغ لتصبير الحوامض، وبسيدي يحيى مركزان اثنان، كما أن هناك مناطق تجمعات أخرى بسيدي موسى بن احسين، ومعصرة الزيتون القديمة، وبالمركز الفلاحي لالة عيشة، وبضيعة بنحيون…إلخ. أما بإقليم سيدي قاسم، فقد تم تجميع المنكوبين في مشرع بلقصيري، مركز تجينة، دار العسلوجي، الحوافات، سيد الكامل، النويرات…إلخ.
حضر الكثير من الإعلاميين للمنطقة، وقد أنجزوا تقارير صحفية والتقوا مع مختلف المعنيين، من مسؤولين محليين ومواطنين متضررين، وفاعلين من المجتمع المدني. لكن لاحظ المتتبعون تأخر تقديم المسعدات للمنكوبين، في بعض الأحيان يتم إبلاغ الناس بضرورة ترك منازلها بعد منتصف الليل دون تقديم أي مساعدة على التنقل وحراسة الأمتعة… الغياب التام لمسؤلين مركزيين من وزراء وغيرهم عن المنطقة باستثناء وزير العدل عبد الواحد الراضي الذي ظهر في القناة الثانية وقد قدمته على أنه رئيس إحدى الجماعات القروية المتضررة، كما أنه معروف عنه توفره على ممتلكات بالمنطقة، خاصة ضيعات فلاحية.
أكيد أن الملاجئ لا توفر الحماية الكافية للأسر المتضررة، خاصة عندما يوضع الجميع في فضاء واحد، أطفال ونساء ورجال، وتقل الضروريات الملحة أو تنعدم، كالماء الكافي والأغطية والأفرشة… مما يحتم الحاجة إلى التدخل العاجل لتوفير كل الحاجيات، ويمكن للمجتمع المدني أن يساهم بما يقدر عليه، وفي هذا الإطار عقد بسيدي سليمان صباح يومه الأحد اجتماع موسع حضرته بعض هيئات المجتمع المدني ومناضلين، من نتائجه تشكيل أربع لجان عمل، تفعيل النتائج المترتبة عن زيارات للمنكوبين وللسلطات قصد توفير محل خاص تجمع فيه المسعدات الممكن الحصول عليها سواء من سيدي سليمان أو من خرجه، وقد تلقينا وعدا بحصول دفعة أولى من مسهامين من الدار البيضاء غدا الاثنين. وإذا كان جميع الحاضرين في الاجتماع المذكور قد عبروا عن ضرورة تدخل الجهات المسؤولة من أجل مد المنكوبين بما يحتاجونه وتحمل مسؤوليتهم، غير أن بعضا آخر عبر عن عدم قدرته على الدخول في مثل هذا العمل الذي يجعل المجتمع المدني ينوب عن الدولة ويمتص غضب المتضررين، الذين يجب عليهم أن يحتجوا لينالوا حقوقهم، لكن الغالبية مع تقديم ما يمكن تقديمه.
وقد علمنا أن مواطنة تعرضت لكسر في يديها بسيدي سليمن جراء سقوط المنزل الذي تسكنه، كما تعرض المواطن حمد الحشلافي للتعنيف من قبل أفراد من القوات المساعدة عندما كن راجع إلى محل لجوئه بمحطة تلفيف الحوامض، وقد نقل إلى المستشفى المحلي لتلقي العلاج، وهو متزوج وله 3 أطفال جميعهم في الملجأ، وحاول هذا المساء متضرر الانتحار من فوق بناية مصنع التلفيف حيث يتجمع المنكوبون وقد وقع على أفرشة وضعت فوق الأرض.
وقبل الختام نخبر أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان أصدرت بيانا منذ يوم الخميس المنصرم (نشرنا نصه بشكل واسع)، توقف حول ظاهرة استفحال السكن العشوائي بالمدينة، والتأخر غير المبرر في إنجاز مشروع «مدن بدون صفيح»، ويدعو إلى فتح تحقيق في كل التجاوزات الحاصلة، كما نشرت بعض فعاليات المجتمع المدني عبر الانترنيت نداء لإغاثة منكوبي الفيضانات.
اليوم الأحد الجو صحو نسبيا، لكن مياه الأنهار ما تزال تتدفق محدثة ضحايا جددا، كما أن المزيد من المنازل يتهدم تباعا، وهو ما سيظل قائما ولو توقف المطر.
مصطفى لمودن.
ه
أثناء ليلة البارحة تسربت مياه نهر اردم إلى عدد من المنازل في حي السلاطنة بسيدي قاسم المدينة، كما حوصرت قرى أخرى من نفس الإقليم كقرية أولاد برحيل وقرية أولاد عبد الواحد… وسكانها يطلبون النجدة التي لم تصلهم بعد إلى حدود صباح اليوم الموالي الأحد، وعلم من مصادر رسمية أذيعت على القناة الثانية المغربية أن فيضانات نهر سبو اكتسحت عشر جماعات قروية بنفس الإقليم… كما علم هذا الصباح ارتفاع منسوب مياه نهر بهت ليغمر منازل جديدة في قرية الزهانة من جماعة دار بلعامري، وكذلك أحياء من مدينة سيدي يحيى منذ البارحة… وقطعت الطريق الوطنية الرابطة بين سيدي قاسم وسوق الأربعاء الغرب، والخط السككي الرابط بين سيدي قاسم وطنجة، وطرق أخرى ثانوية وغير مصنفة توجد داخل المناطق المنكوبة، وتعرضت الطريق الوطنية رقم 4 بين سيدي سليمان وسيدي قسم للغمر والجرف في ثلاث محلات.
وتجدر الإشارة أن الجيش تدخل لإغاثة المنكوبين، كما تساهم الوقاية المدنية في ذلك، وتقدم مؤسسة محمد الخامس للتضامن مساعدة من جانبها تتمثل في توفير بعض الوجبات الغذائية، وللمحسنين والمتطوعين سواء كمواطنين أو كمجتمع مدني مساهمات حسب المستطاع.
وإذا كان عدد كبيرمن المواطنين قد هدمت منازلهم، فمنهم من ارتحل واكترى دورا في مناطق لم تصلها الفيضانات، وآخرون لجؤوا عند أقارب لهم أو متضامنين من عامة المواطنين، بحيث قد لا تعدهم السلطات ضمن المنكوبين، بينما النسبة الغالبة جمعت في مناطق«محمية»، ولحدود علمنا ففي سيدي سليمان محلان، وضع المنكوبون بقاعة قديمة بالكنيسة التي خلفها الاستعمار، وبمستودع فارغ لتصبير الحوامض، وبسيدي يحيى مركزان اثنان، كما أن هناك مناطق تجمعات أخرى بسيدي موسى بن احسين، ومعصرة الزيتون القديمة، وبالمركز الفلاحي لالة عيشة، وبضيعة بنحيون…إلخ. أما بإقليم سيدي قاسم، فقد تم تجميع المنكوبين في مشرع بلقصيري، مركز تجينة، دار العسلوجي، الحوافات، سيد الكامل، النويرات…إلخ.
حضر الكثير من الإعلاميين للمنطقة، وقد أنجزوا تقارير صحفية والتقوا مع مختلف المعنيين، من مسؤولين محليين ومواطنين متضررين، وفاعلين من المجتمع المدني. لكن لاحظ المتتبعون تأخر تقديم المسعدات للمنكوبين، في بعض الأحيان يتم إبلاغ الناس بضرورة ترك منازلها بعد منتصف الليل دون تقديم أي مساعدة على التنقل وحراسة الأمتعة… الغياب التام لمسؤلين مركزيين من وزراء وغيرهم عن المنطقة باستثناء وزير العدل عبد الواحد الراضي الذي ظهر في القناة الثانية وقد قدمته على أنه رئيس إحدى الجماعات القروية المتضررة، كما أنه معروف عنه توفره على ممتلكات بالمنطقة، خاصة ضيعات فلاحية.
أكيد أن الملاجئ لا توفر الحماية الكافية للأسر المتضررة، خاصة عندما يوضع الجميع في فضاء واحد، أطفال ونساء ورجال، وتقل الضروريات الملحة أو تنعدم، كالماء الكافي والأغطية والأفرشة… مما يحتم الحاجة إلى التدخل العاجل لتوفير كل الحاجيات، ويمكن للمجتمع المدني أن يساهم بما يقدر عليه، وفي هذا الإطار عقد بسيدي سليمان صباح يومه الأحد اجتماع موسع حضرته بعض هيئات المجتمع المدني ومناضلين، من نتائجه تشكيل أربع لجان عمل، تفعيل النتائج المترتبة عن زيارات للمنكوبين وللسلطات قصد توفير محل خاص تجمع فيه المسعدات الممكن الحصول عليها سواء من سيدي سليمان أو من خرجه، وقد تلقينا وعدا بحصول دفعة أولى من مسهامين من الدار البيضاء غدا الاثنين. وإذا كان جميع الحاضرين في الاجتماع المذكور قد عبروا عن ضرورة تدخل الجهات المسؤولة من أجل مد المنكوبين بما يحتاجونه وتحمل مسؤوليتهم، غير أن بعضا آخر عبر عن عدم قدرته على الدخول في مثل هذا العمل الذي يجعل المجتمع المدني ينوب عن الدولة ويمتص غضب المتضررين، الذين يجب عليهم أن يحتجوا لينالوا حقوقهم، لكن الغالبية مع تقديم ما يمكن تقديمه.
وقد علمنا أن مواطنة تعرضت لكسر في يديها بسيدي سليمن جراء سقوط المنزل الذي تسكنه، كما تعرض المواطن حمد الحشلافي للتعنيف من قبل أفراد من القوات المساعدة عندما كن راجع إلى محل لجوئه بمحطة تلفيف الحوامض، وقد نقل إلى المستشفى المحلي لتلقي العلاج، وهو متزوج وله 3 أطفال جميعهم في الملجأ، وحاول هذا المساء متضرر الانتحار من فوق بناية مصنع التلفيف حيث يتجمع المنكوبون وقد وقع على أفرشة وضعت فوق الأرض.
وقبل الختام نخبر أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان أصدرت بيانا منذ يوم الخميس المنصرم (نشرنا نصه بشكل واسع)، توقف حول ظاهرة استفحال السكن العشوائي بالمدينة، والتأخر غير المبرر في إنجاز مشروع «مدن بدون صفيح»، ويدعو إلى فتح تحقيق في كل التجاوزات الحاصلة، كما نشرت بعض فعاليات المجتمع المدني عبر الانترنيت نداء لإغاثة منكوبي الفيضانات.
اليوم الأحد الجو صحو نسبيا، لكن مياه الأنهار ما تزال تتدفق محدثة ضحايا جددا، كما أن المزيد من المنازل يتهدم تباعا، وهو ما سيظل قائما ولو توقف المطر.
مصطفى لمودن.
ه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق