الأحد، 17 مايو 2009

المتضررون من الفيضانات بسيدي سليمان يطالبون بمراجعة طريقة منحهم المساعدة المالية وحصولهم على وصل إيداع ملف وداديتهم


المتضررون من الفيضانات بسيدي سليمان يطالبون بمراجعة طريقة منحهم المساعدة المالية وحصولهم على وصل إيداع ملف وداديتهم
       طالب أفراد من المنكوبين بفعل الفيضانات والذين تهدمت منازلهم بحصولهم على الجزء الثاني من المنحة المالية المقدمة لهم إلى ما بعد وضع الأساسات، وليس إلى ما بعد بناء السفلي، كما جاء في "التزام" وقعوا عليه أثناء توصلهم بشيك يتضمن النصف الأول من المنحة المالية يوم السبت المنصرم 16 ماي 2009، حيث طلب منهم ليلة الجمعة الحضور إلى البلدية في اليوم الموالي.
    ذكر حسن بنروان أحد المستفيدين أن توقيعهم على "الالتزام" كان يتم على عجل، ودون أن يطلعوا على فحواه، لكن بعدما سرت همسات بين المستفيدين قرأ أحد المسؤولين المحتوى، وذكر حسن بنروان الذي يحمل كذلك صفة رئيس ودادية "بهت الخير" أنهم يعترضون على البند الثاني من "الالتزام" الذي بصم عليه كل واحد(ة) بأصبعة! وقد جاء فيه:" عدم المطالبة بالشطر الثاني من المساعدة المالية إلى غاية إتمام بناء الطابق السفلي وإقرار اللجنة المختصة بتتبع أشغال البناء". وقد طرد حسن بنروان من قاعة الاجتماع بعد احتجاجه كما ذكر، وهُـدد زميل له بالطرد كذلك عندما بدأ الحديث إلى ثالث بجانبه كما أكدوا جميعا.
   وذكر أعضاء من مكتب ودادية "بهت الخير" التي أسسوها منذ 13 مارس 2009 بدار الشباب أن مليون ونصف المليون سنتيم كدعم أولي غير كاف لبناء سفلي، وبالتالي حسب اعتقادهم لن يحصلوا على الشطر الثاني من الدعم.
 وتجدر الإشارة أنهم قد أودعوا ملف جمعيتهم كاملا لدى السلطات في 19 مارس ستة أيام بعد تأسيسها كما يقولون، لكنهم لم يتوصلوا إلى حد الآن بوصل الإيداع، وأضاف رئيس الودادية أن الجمع العام حضره 165 متضررا من مختلف الأحياء.
    وقد وقع نفس الشيء بالنسبة لودادية حي أولاد مالك، التي تأسست قبل أسابيع بدار الشباب في جمع عام مستوف لجميع الشروط، لكن بعد وضع ملفهم لم يتوصلوا بوصل الإيداع إلى الآن.
   وللتذكير فقد عرفت منطقة سيدي سليمان فياضانات مهولة ابتداء من 3 فبراير 2009، أدت إلى هدم منازل عديدة بالمدينة والعالم القروي، ونزوح جماعي نحو ملاجئ خصصت لاستقبال المنكوبين، وإذا كان أزيد من 2560 منكوب في العالم القروي بجهة الغرب الشراردة بني احسن قد وعدوا بمنحة مالية حددت في 15000 درهم، من أجل إعادة بناء مساكنهم، لكن في سيدي سليمان استفاد 204 متضرر من بقعة للسكن، تختلف مساحتها ما بين أزيد من ستين وأقل من سبعين مترا مربعا في الغالب، ومواكبة تقنية و3 ملايين سنتيم على دفعتين،  وذلك في شرق سيدي سليمان قرب ثانوية علال الفاسي، ضمن مشروع أطلقت عليه مؤسسة "العمران" التابعة لوزارة السكنى والتعمير والتهيئة المجالية اسم: "عملية الخير الشطر الأول". ومن المرتقب أن يتم تحديد بقعة كل مستفيد يوم الثلاثاء القادم 19 ماي بمكان التجزئة المعدة للمنكوبين بحضور عدة مسؤولين.
    وفي نفس الموضوع تتابع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ملف منكوبي الفيضانات سواء بالمدينة أو بالعالم القروي، وقد أصدرت عدة بيانات حول ذلك، وراسلت عدة مسؤولين، وعقدت اجتماعا مع باشا سيدي سليمان في 20 مارس الفائت، ومع رئيس دائرة سيدي سليمان حول العالم القروي في 31 مارس كذلك، كما نظمت لقاء جماهيريا بالبلدية في 19 أبريل المنصرم حضره حشد من المتضررين، لتقديم حصيلة تحركات فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان، وقد أعطيت أثناءه الكلمة لبعض ممثلي المتضررين  قصد التعبير عن مشاكلهم، واختتم اللقاء برفع رسالة إلى الوزير الأول حول معالجة مخلفات نكبة الفيضانات وتفادي تكرار المأساة.
   ختاما، سجلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي سليمان مجموعة من الملاحظات المدرجة في اللقاء الجماهيري المشار إليه، من ذلك استثناء البعض من الاستفادة رغم توفرهم على نفس الشروط، وقد أودع مكتب الفرع قائمة للمتضررين لدى مصالح الباشوية بتوافق مع المسؤول الأول أثناء الاجتماع المشار إليه، ولعل أشهر المتضررين هي فاطنة القرشي  من حي "السوق القديم" التي لا يجادل أحد في أحقيتها، وقد استفاد كل جيرانها وبقيت هي في الوسط، بعدما تهدم منزلها الطيني بفعل نهر بهت عن آخره، وظلت تشتكي لفترة طويلة دون أن يلتفت إليها أحد.