يهم المدونات على موقع مكتوب
خطر داهم قادم
اقتنت "ياهو" الأمريكية الموقع العربي "مكتوب"، الخبر أعلنت عنه قناة الجزيرة مساء اليوم الثلاثاء 25 غشت، وإذا كان مالكو"مكتوب" قد باعوا حقوقا لهم لا يناقشهم فيها أحد، وربما سال لعابهم من أجل رقم مالي ضخم، خاصة أن الموقع المذكور قد بني على مهل منذ سنوات، ويقدم خدمات متعددة منها المدونات بالعربية والتي أوجدت لها بالقوة مكانة متميزة داخل جل الدول العربية، وأصبحت مصدرا للأخبار لا محيد عنه، بل ومؤثرة على الرأي العام المحلي بشكل ملفت للانتباه أمام سيطرة الحكومات أو شركات قوية على القنوات التلفزية وأغلب وسائل الإعلام الأخرى، وأمامنا حالة مصر كأبرز مثل، بالإضافة إلى دول أخرى كالمغرب، بحيث أضحت المدونات تعد بالآلاف، ومتنفسا لمختلف الشرائح الاجتماعية والمثقفين والهيئات المحلية من أجل التعبير والإخبار بالأنشطة والتواصل على مجال واسع، ويعرف بعض المتتبعين وخاصة من تستهويهم المدونات أن شركة "ياهو" قد حذفت من باقة خدماتها المدونات، دون سبب واضح، بل مثل هذه الشركات ما يهما هو الربح المالي فقط، ولاتهم بتقديم خدمات ذات بعد ثقافي وإنساني… ليظهر جشع الرأسمال الذي يستحوذ على كل ما هو مفيد ليحوله إلى خدمته الضيقة الخاصة، وهنا نتساءل عن مصير المدونات التي تعد بالملايين على موقع "مكتوب"، بل نطرح أسئلة أكثر ملحاحية عن دور جهات "ما"، محتمل أنها لا تستحمل ما ينشر في المدونات، ويمكنها أن تدفع الملايير من أجل إقبار هذه الأدوات الحديثة في الاتصال والتواصل، وقد حملت الأخبار قبل أيام أن الجهات المختصة في مصر قد قننت استعمال الانترنيت، عبر تحديد مساحة معينة لكل مستعمل، بحجة كثرة الطلب وضيق السعة، لكن مستعملين للانترنيت اعتبروا أن وراء ذلك التحكم في أنشطتهم التدوينية وحرية استعمال الشبكة العنكبوتية، وهناك دول أخرى تراقب بشكل مباشر الانترنيت، ومنها ما يحجب مواقع معينة عن مواطنيها، معروف على أن الانترنيت يتوفر على إمكانيات وفرص هائلة، من أجل البحث عن محتضنين آخرين للمدونات أو تخصيص مواقع بالمجان، لكن أن يتهدم موقع أو مدونة وينتهي من الوجود، يصعب تعويضه بسرعة، ونشر رابطه لدى مرتاديه السابقين، ولهذا بيع ـ ربما ـ موقع "مكتوب" بالملايير لأنه معروف، وإلا كانت الشركة المقتنية قد خلقت موقعا مشابها له، لكن رواجه يصعب، ويتطلب سنوات من العمل والإعلانات المكلفة جدا، وهنا نطرح المسؤولية الأخلاقية لموقع كم روج لاستعمال العربية، وعدد من رواده انخرطوا فيه لهذا السبب، باعتباره موقعا عربيا، ومؤسسه الأصلي من دولة عربية هي الأردن، واعتقد على أنه من اللازم على كل المدونين توخي الحذر، وتسجيل محتويات مدوناتهم، فقد يصبحون على حذفها ويضيع أرشيفهم، الذي قضوا من ورائه أياما من الجهد، بالإضافة إلى ما يتضمنه من معطيات هائلة، تهم أماكن وشخوص وقضايا مختلفة…كما حذفت "ياهو" كل المدونات التي كانت تحتضنها بنقرة على زر، يمكن أن يقع نفس الشيء للمدونات على "مكتوب"، لنقول جميعا متحسرين، والله خسارة، لقد خاب ظننا.
مصطفى لمودن