الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

سيارة المجلس الجماعي الخاصة بالرئيس!


  سيارة المجلس الجماعي الخاصة بالرئيس!

غالبا ما تكون سيارة أنيقة، تحمل حرف  جوبالأحمر من فضلكم، وبدون أي مبرر قانوني أو إنساني تبقى في الغالب تحث تصرف الرئيس، كيفما كان حجم هذا الرئيس، سواء من أكان على رأس مجلس حضري لمدينة معينة، أو رئيس مقاطعة حضرية بمجموعة حضرية، أو مجرد أول مسؤول منتخب في جماعة قروية كبيرة أو صغيرة في ربوع الوطن…
 تظل هذه السيارة في خدمة الرئيس طول الوقت، وأحيانا يضاف إليها سائق على حساب ميزانية الجماعة طبعا، تحمل "السيد الرئيس المحترم" حسب اللغة الجاري بها العمل إلى كل وجهة أرادها، تبيت عنده، تستعملها المدام والأبناء وبقية الأسرة والعائلة والعشيرة… في تحد صارخ للجميع، بل بدون وازع أو استحياء. ممن قد يستحي هؤلاء؟ هل من فقراء جماعتهم؟ هل من المرضى الذين قد لا يجدون سيارة إسعاف تنقلهم إلى أقرب مستوصف أو مستشفى؟ هل من أغلبية السكان الذين لا يجدون وسيلة نقل تـــقلهم إلى مقر أعمالهم أو إلى السوق؟ (حسب ظروف كل جماعة طبعا)، هل من التلاميذ أبناء الشعب الفقراء الذين يتكبدون مشاق التنقل لمؤسساتهم التعليمية البعيدة؟ ومنهم من قد ينقطع عن الدراسة بسبب ذلك…
لا محاسب لمثل هؤلاء الرؤساء، ولا يمكن أن يوجد في أي موقع من يقول لهم "كفى"، ليس للسكان المقهورين سلطة على رئيسهم للحد من سطوته، فقد يعود إلى سدة الرئاسة في المرة القادمة أو يخلفه آخر من نفس الطينة حسب الطرق المعهودة…  بقية الأعضاء المستشارين كل منهم قد نال نصيبه من "الوزيعة" حسب مستواه ودرجة قربه أو بعده من الرئيس، ولا يمكن أن يرفعوا أصبع "لا" في وجه ولي نعمتهم، السلطات تعتبر ذلك من صميم "شغل" الجماعات المحلية، في إطار ديمقراطية مغشوشة طبعا، بل بعض رجال السلطة يكتفون بما ينالون من بونات الوقود وامتيازات أخرى ليباركوا باسم سلطة الوصاية بعض أفعال النهب والتبذير الجارية على "قدم وساق".
يجب وضع حد لمثل هذه المهازل التي تمس كرامة المواطنين بسرقة أموالهم مباشرة فماذا سيفعل مثلا رئيس جماعة قروية بسيارة الجماعة؟ وهو ليس مطلوبا منه الحضور كل يوم إلى مقر الجماعة. إن بعضهم يعض على "امتيازات" خاصة بالنواجذ، ويحرص على العودة إلى المسؤولية ولو كلفه ذلك مال قارون، ليس من أجل خدمة الناس، بل لغرض إشباع نزوات مرضية، تدخل في إطار المباهاة والتنافس الشخصي والعشائري والقبلي مع منافسين محليين حقيقيين أو وهميين، ومن أجل مراكمة المنافع ونيل الصفقات(أونصيبا منها) وتمهيد الطريق للعلاقات المشبوهة… ونستثني طبعا من يؤكد بسلوكه عكس ذلك، ولا يقترب منأموال دافعي الضرائب، وهي مناسبة كذلك ندعو من خلالها إلى التفريق في الرموز بين سيارات الجماعات الحضرية أو القروية (ج) وسيارات السلطة التي يستعملها مثلا القواد والباشوات أثناء مزاولتهم لمهامهم، (يمكن أن تحمل حرفد)هذا الخلط يعرف كيف يستغله بعض ضعاف النفوس ومهتبلو الفرص لقضاء بعض "الأغراض"، وعلى كل إدارة أو مصلحة أن تتحمل نفقات عتادها المهني، هذا إذا كنا نريد إحياء مصداقية افتقدت للجماعات المنتخبة وعدد كبير من المنتخبين.