ثقــــافة الاســتهلاك
إدريس الميموني
هناك تنافس مخيف بين الدول الصناعية من أجل إغراق الأسواق بكل ما يحتاجه الإنسان، حيث أصبحت وسائل الإعلام تلعب دورا كبيرا في خدمة التسويق باستعمال أسلوب الإغراء، وذلك للحصول على مجموعة من الزبائن لتوفير ربح سريع، وبهذا الصدد فإن أغلبية الأشخاص في الدول الفقيرة والمحتاجة يلجئون إلى وسيلة الاقتراض من البنوك لسد الحاجيات الضرورية، وذلك هو المخرج الوحيد لديهم من أجل الاقتناء والاستهلاك، وبهذه الطريقة يحصل ذوو الامتيازات ورؤوس الأموال على المزيد من الأرباح، وامتصاص دماء المستهلكين ذوي الدخل المحدود، لتكديس الثروات عن طريق الأرباح الخيالية والسريعة.
في بلدنا المغرب الذي يعاني من أزمات حادة، نتيجة تباطؤ التنمية وفرض توصيات صندوق النقد الدولي، والمتجلية في البطالة التي تعرف تزايد مستمرا، وكذا الغلاء الفاحش الذي يجعل المواطنين يعانون أكثر، وهذا يساهم في إثقال كاهل السكان، وخاصة الفقراء والمعوزين، والموظفون والمستخدمون المتوفرين على دخل قار، يجدون أنفسهم في حيرة من أمرهم جراء القروض من الابناك لسد الخصاص المتواجد لديهم في سكنهم، أو محلات الاقتناء أو شيء من هذا القبيل.
إن القروض الكبرى والمتوسطة من المصارف جعلت مجموعة من الأشخاص يقتنون سلعا كالسلع المهربة وإعادة المتاجرة فيها، لسد تكاليف المصاريف اليومية الباهضة، وآخرون يبحثون بكل السبل المشروعة وغير المشروعة للبحث عن مداخيل إضافية.
وهذا يجعلنا نتساءل عن الظروف الصعبة لبعض الطبقات الاجتماعية، وعن الفوارق المتواجدة بين هذه الطبقات، فكيف يمكن الوصول إلى نوع من العدالة الاجتماعية والتساوي بين الأفراد والجماعات؟ بل وهل من الضروري الوقوع ضحية إغراءات المعلنين لنستهلك ما يفوق حاجياتنا وطاقتنا؟