الأربعاء، 9 فبراير 2011

يطالب بشغل قار بنعيسى عبيث الذي حاول إحراق نفسه يجب على الإنسان ألا يحرق نفسه كيفما كانت الأسباب


يطالب بشغل قار
بنعيسى عبيث الذي حاول إحراق نفسه
يجب على الإنسان ألا يحرق نفسه كيفما كانت الأسباب 
بنعيسى عبيث على سرير المستشفى في سيدي سليمان

دخلنا على بنعيسى عبيث في غرفته بالمستشفى المحلي بسيدي سليمان ليلة الأحد 6 فبراير فوجدانه على سريره شبه جالس يتناول وجبة عشاء حملها له شاب من أقاربه، كنا أربعة، الثلاثة الآخرون زملاؤه في "الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين".. عند أول لقاء ببنعيسى يظهر أنه طيب وهادئ وقد عانقنا بحرارة، طيبوته يمكن استنباطها وتأكيدها بسرعة من نص الحوار الذي أجريناه معه، رغم أن نقل الكلام إلى المكتوب يلغي نبرات الصوت التي تزيد صفة الإنسان النبيلة وضوحا أكثر… بنعيسى يطالب بشغل قار، ويعلن انتماءه المسؤول لثلاث هيئات مختلفة..يتحدث بثقة وكله أمال من أجل المستقبل.  
طبعا كان أول سؤال يمكن طرحه هو لماذا بنعيسى شرع في إحراق نفسه عشية يوم الثلاثاء 1 فبراير أمام مقر عمالة سيدي سليمان حينما كان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ينظم وقفة احتجاجية… أرجع ذلك إلى سبب واضح كما قال، وهو ما اعتبره حصول مجموعة من التراكمات أوصلته إلى قمة اليأس، ليس من أجل إحراق نفسه فقط، بل شيء آخر أكثر من ذلك لو قدر عليه كما ذكر، وأضاف بأنه ظل يتقلى "وعودا كاذبة" لمدة 25 أو30 يوما من مسؤولين… فسألناه عمن يكون هؤلاء المسؤولون، فذكر ثلاثا بصفتهم المهنية من المسؤولين المحليين، بالإضافة إلى عدم الاستجابة لطلبين وضعهما من أجل مقابلة عامل الإقليم كما قال.. 
ما هو طلبك؟ طرحنا عليه السؤال، فرد :"حقي في الشغل، كنت أريد على الأقل رؤية العامل، وحينها أناقش معه، أنا أريد أن أعيش، عمري الآن 41 سنة، أم أرملة، أب كان مقاوما في جيش التحرير، أخ متزوج في عمره خمسون سنة له ثلاث أولاد وهو بدون شغل يسكن مع أمي، أخت أرملة لها ثلاث أولاد، بدون شغل كذلك وهي تسكن مع الوالدة، آخر عاطل، وأخ واحد من يشتغل..
وحول سؤال عن التخصص الذي يتوفر عليه من خلال دبلوم التكوين المهني الذي في حوزته أجاب بأنه في الميكانيك، كما أنه مستعد للعمل في هذا المجال ردا عن سؤال حول ذلك، وأضاف أن المهم بالنسبة إليه هو أن يشتغل، ووضح أكثر قائلا:" أريد أن أتزوج، حتى أنا أريد أن تكون لي أسرة وأطفال، أريد أن استقر… ما قمت به ليس على خلفية معينة، قد يقول البعض بأنني أركب على أحداث معينة"، وسرد من جديد جزء من معاناته ومحاولاته من أجل الشغل والوعود التي تلقاها… وأضاف:" لا أجد حتى  ثمن الحمام"، وانتقد بعض التوجيهات التي سمعها من أجل أن يشغلوه في مقاولات محلية ذكر اثنين منها بالاسم متخصصة في الصناعة الغذائية، متوقفا عند سوء معاملة العمال فيها..
وحول إشاعة راجت في الشارع بصدد زيارة مسؤول جهوي لبنعيسى عبيث، نفى هذا الأخير ذلك، وقال إن مدير ديوان عامل الإقليم ورئيس الشؤون الداخلية من زاراه كأبرز المسؤولين، وقد وعداه خيرا فيما يخص تشغيله.
كان ضروريا أن نسأل بنعيسى عن رأيه في بعض المظاهر التي بدأت تطفو متأثرة بظواهر احتجاجية تؤدي إلى إحراق البعض لنفسه، سألناه عن الخطاب الذي يمكن أن يوجهه لبعض الشباب الذين يظنون أنهم وصلوا لمرحلة  من اليأس ويمكن أن يقرروا إحراق أنفسهم… 
فجاء رده سريعا:" أقول لهم، الإنسان يجب ألا يحرق نفسه، هناك طرق للاحتجاج يمكن أن يناضل بها، ولا يحرق نفسه، أتمنى من الشباب ولو يصل إلى قمة اليأس كما وصلت أنا ألا يحرقوا أنفسهم، ممكن للإنسان أن يدخل في اعتصام، في إضراب عن الطعام، ولكن أن يحرق نفسه هذا ليس بحل.."
طرحنا عليه مجددا سؤالا فيما يخص مطلبه، فكرر أنه في حاجة لشغل قار، ورأى أنه يمكن للمسؤولين تفادي أي "حرج" كما ذكر بواسطة إيجاد شغل له عن طريق الجمعية الوطنية لحلمة الشهادات المعطلين بسيدي سليمان، لأنه عضو ضمنها… كما علمنا أن بنعيسى عبيث عضو بالمكتب المحلي لحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" بنفس المدينة، ومنخرط في "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" حسب قوله.. وتجدر الإشارة إلى أنه قد غادر المستشفى صبيحة الاثنين 7 فبراير، وكانت قد نظمت "الجمعية الوطنية لحلمة الشهادات المعطلين" بسيدي سليمان وقفة احتجاجية عشية الأحد للتضامن مع بنعيسى عبيث والمطالبة بالشغل كما جاء في بيان وزع بالمدينة.
 ومن المعلوم كذلك أن شابا حاول الإنتحار ليلة السبت 5 فبراير عبر صعوده عمودا كهربائيا بحي اجبيرات، وقد تم قطع الكهرباء على المكان كما حضرت السلطة المحلية وعدد من المواطنين وتم إنقاد الشاب، وتعرض أحد أفراد الوقاية المدنية لكسر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 
المدونة: كل من له رأي أو موقف مستعدون لنشره على المدونة، نحن ضد الرأي الوحيد كيفما كان. 
نضع التوقيع على الصور مادامت في ملكية مدونة سيدي سليمان، ورغم ذلك هناك من يستعملها بعد قطع التوقيع !!!