وجهة نظر:
في سبيل "يسارٍ اشتراكي فعّال…
جـــــــواد الـمــومــني
(پيرپينيان ـ فرنس)
تقودني تجربتي الميدانية المتواضعة؛ التي جانبت وما تزال تجانب المخاض السياسي في البلاد؛ إلى محاولة التفكير في المصير الذي يمكن أن يؤول إليه اليسار، مع طرح كل ما يمكنه أن يساهم في النهوض بهذا الفكر والممارسة الإنسانيين، الطموحين، القمينين بتحقيق القفزة المرجوة… وسأكون مقتضبا، لعاملين اثنين:
ـ أولهما: "التركيز" الذي بات مطلوبا أكثر من ذي قبل؛
ـ وثانيهما:
أنَّ المساهمة هاته، في حد ذاتها، ليست غاية بل هدفا إلى تفعيل التطارح، ثم إغناءً للثروة الفكرية الكائنة أصلاً في هذا الباب.
فعلى اليسار الاشتراكي أن يسعى إلى :
1) التقرُّب أكثر من الجيل الرقميّ..
2) مزيدٍ من التدرج في الارتباط بالشارع..(الهمُّ اليومي للمواطن قد يكون أحياناً " تحقيق التواصل" و ليس النقاش المستفيض..!!))
3) تشبيبِ القيادة السياسية..( قد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر..)
4) الوعيِ أكثرَ بالسُّـــلـَّم الاجتماعي؛ أقصدُ: التّحديد السوسيوـ ثقافي لشرائح المجتمع المغربي، فالواقع يُثبت أن مطالب الفئات الاجتماعية ليست على نفس المقاس؛ وبالتالي هناك اختلافاتٌ جمَّةٌ في فهم طُرُق الإنتاج، بل و حتى الوعيُ بِسُبُلِ الإنجاز…( أدبياتنا الحزبية تَحْفل بالكم الهائل من قبيل هذه الأطاريح ).
5) اعتبارِ المبادئِ غير جامدةٍ/حركية القوانين تبعاً للواقع المتغير… فالماء الراكد يضر أكثر مما يُفيد !!
6) وحْدةِ الصف اليساري/ المُشتت أصلاً؛ حيثُ ما أحوجنا إلى " لعنِ شيطان " القوة العددية و" رجْمِ " فكرة " امتلاك الحقيقة ".. فلِمَ الاختلاف الرحيم و الغرض يُوَحِّدنا ؟؟؟
7) إستشارةِ " المواطنِ (المعني بالأمر): فقد يبدو أمراً واهياً في البدء، إلاّ أنّ تجاربَ أوروبية قائمةً، تُثْبت مدى صحة هذا المنحى في سبيل تسطير المدى اليساري الاشتراكي.
وقد يحقق هذا التصور طـُفْرة نوعية في " رأسمال التواصل" الأفقي.
8) قَبولِ الآخر.. وتَقبُّلِه :فليس من الألْيَق خلال عصر " التقاطبات " نفي أو تجاهل الرأي المخالف..( و كمْ من حاجةٍ قضيْناها بتركها !!) و لاِعْتبار أنّ الساحة مفتوحة على كل الرؤى والأفكار…
9) التصورِ العقلي ـ العقلاني للواقع: بمعنى التخطيط السليم تبعاً ِل" لـَّحظة التاريخية "والابتعاد عن الأطاريح " التّْرَنْسَنْدَنْتاليَّة"(المثالية المطلقة) بحيث تصير الفكرة/الهدف في واد والتطبيق/الفعل في آخر!! فصراعنا أرضيٌّ سُفْلي، وغايته التحقيق الماديُّ
لِجَدلٍ فكري…
10) الإنتاجية ُالفكريّة المُنتظمةُ: التي تساير المستجدات وتنْأى عن المزايدات؛ والتي تُمَكِّنُ من تحقيق النَّقلة/الثورة النوعية المرجوة وتفكُّ بالتالي عُزلة ضُرِبتْ من جانبين: إنْ من جهتنا ـ كيساريين ـ بفعل تراكم الخيبات، وإنْ من جهة الطبقة الحاكمة المتحكمة عبر تواتُر التضليل و التعتيم..
______________________
پيرپينيان/فرنسا في: 01 نونبر 2011
_______________________________________________