"حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان
مسيرة الأحد 29 يناير مفعمة بالشباب
إعداد مصطفى لمودن
نظمت "حركة 20 فبراير" مسيرة احتجاجية مساء الأحد 29 فبراير، وقد انطلقت بعد الخامسة مساء بقليل من أمام السوق البلدي بشارع محمد الخامس، وعرجت على شارع العروبة دون أن تصل إلى ملتقى الطرق بجانب حي المسجد، ويبدو أن المنظمين فضلوا الاختلاط بأكبر قدر من الساكنة التي تعبر جزء من هذا الشارع، حيث يكثر الباعة المتجولون، وفعلا فقد صدحت الحناجر بشعارات مختلفة من طرف المشاركين في المسيرة، من قبيل التنديد بارتفاع الأسعار وتفشي الفساد والاستبداد والرشوة والعطالة.. وطالبوا بتغيير الدستور "الممنوح"، ورحيل "المخزن" وعامل الإقليم وقد وصفوه بأنه لم يفعل شيء، ومحاسبة "المجالس المنتخبة" على صعيد الحواضر والقرى، وانتقدوا في شعاراتهم حكومة بنكيران…
وبدا أن الشباب من الجنسين قد ساهم بقوة في هذه المسيرة، شارك فيها المعطلون حملة الشواهد والمنتمين للتنظيمات اليسارية المتواجدة بالمدينة المدعمة للحركة، وعدد من المواطنين والمواطنات، منهم من يحتج على ارتفاع الأسعار وتدني أو انعدام الخدمات العمومية، ومنهم من له مشاكل خاصة تهم "برنامج مدن بدون صفيح" الذي دخلت فيه المدينة ويعرف مشاكل متعددة حول تنفيذه، ومن هؤلاء من يتهم أحد أعوان السلطة بالتلاعب في ذلك..
ومرت المسيرة خلف مقر العمالة، لتتوقف قبالة مقر "المنطقة الإقليمية للأمن" في حدود السادسة والنصف، وأثناء وصولها اصطف عدد من رجال الشرطة بزيهم الرسمي أمام بوابة البناية الرئيسية، ويبدو أن تفضيل المنظمين ختم المسيرة بهذا الشكل له علاقة بما وقع لمليكة الكرز العضوة بعدد من التنظيمات المدعمة ل"حركة 20 فبراير" من اعتقال ونقل إلى شرطة القنيطرة قبل تسعة أيام بتهمة إصدار شيك بدون رصيد، ليظهر في الأخير أنها ليست المعنية، ومن المرتقب أن يعود المحتجون غدا الاثنين أمام نفس مصلحة الشرطة في منتصف النهار للاحتجاج على ذلك، وقد وزعت أثناء المسيرة دعوة من أجل الحضور، وهي نفس الدعوة التي ذكّر بها إبراهيم المحمدي في نهاية المسيرة وهو يلقي كلمة بصفته عضوا في"حركة 20 فبراير" بسيدي سليمان، وقد استهل كلمته بوصفه المغرب يعيش استبدادا سياسيا منذ أربعة قرون بخلاف كثير من الدول العربية على حد قوله، ونفس الشيء بالنسبة للاقتصاد المحتكر، ورأى بأن الفساد في جميع تفاصيل حياة المغرب، وتحدث عن كرة القدم واعتبر أن "جهاز الكرة" لا سلطة للمغاربة عليه، ثم توقف عند بعض ما حققته "حركة 20 فبراير"، مثل التعديل الدستوري والزيادة في الأجور للموظفين، وتشغيل جزء من العاطلين، والتظاهر في الشارع.. لكنه ـ يضيف ـ ما زال الطريق طويلا، فالحكومة وفقه بدون صلاحيات، والنظام حافظ على ثوابته، وما حضور بنكيران إلى منتدى دافوس سوى من أجل الحفاظ على التبعية للنظام الرأسمالي، وأشار إلى أن المغاربة لا ينتظرون سلوكات شخصية لرئيس الحكومة أو وزرائه مما يسوقونه حولهم، وهذا لا يدوخ المغاربة كما ذكر المتحدث، ودعا إلى الاستمرار في الاحتجاج ضمن "حركة 20 فبراير" حتى يستفيد الجميع من خيرات البلاد، ولم يفته الحديث عن مشاكل محلية تهم انتشار البؤس ونهب الأراضي.. واعتبر سيدي سليمان نموذجا لما يحدث في المغرب كله..