المؤتمر الثاني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي
رهان الاستمرارية
تازة: مصطفى لمودن
تعقد النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي مؤثرها الثاني بتازة يومي الأربعاء والخميس 1 و 2فبراير تحت شعار" الارتقاء بالتعليم العمومي رهين بتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية"، وقد انطلقت الجلسة الافتتاحية بشعارات شبيهة بما ترفعه "حركة 20 فبراير" من قبيل الشعب/ المعلم يريد إسقاط الفساد، و"حرية، كرامة، عدالة اجتماعية"، وشعارات أخرى لها علاقة بمطالب رجال ونساء التعليم عموما، وينعقد المؤتمر في منعرج حاسم حسب غالبية كلمات ومداخلات مسؤولي النقابة ومنخرطيها، من ذلك إعادة النظر في تسمية النقابة ذاتها، حيث هناك رغبة في انفتاحها على جميع فئات التعليم المدرسي (ابتدائي – إعدادي – ثانوي)، لتصبح "النقابة المستقلة للتعليم"، مع تأكيد تراجع في حجم الإنخراطات وتأسيس فروع جديدة، وتطرقت كلمة المكتب الوطني في الجلسة الافتتاحية لمجموعة من "المرتكزات" منها انخراط النقابة دعم الحركات الاحتجاجية، خاصة "حركة 20 فبراير" من أجل إرساء مسلسل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية"، والتأكيد على "فشل الحوار الاجتماعي" و"فشل البرنامج الاستعجالي الذي لم يحقق أي إصلاح شمولي يقطع مع سياسة الارتجال"، ورفض نتائج اتفاق 26 أبريل 2011 الذي وقعته النقابات (الأكثر تمثيلية) والحكومة وأرباب العمل، حيث تعتبره النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي لم يأت بجديد وساهم في تشتت الحركة النقابية وأفرز غياب التضامن النقابي، وقد وجهت النقابة انتقادات شديدة لما تسميه "النقابات التقليدية" وترى أن الحكومة تحالفت مع هذه النقابات ضدها لتهميشها ومحاصرتها، وهو نفس الطرح الذي سار عليه في كلمته ممثل عن "الفيدرالية الديمقراطية للتعليم" وممثل "الهيئة الوطنية للتعليم"، وهي نقابات تنسق مع "النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي" بالإضافة إلى "الجامعة الوطنية لموظفي التعليم"…وجاء في نفس الكلمة كذلك المطالبة بحوار حقيقي مع الحكومة، ووصفت آخر لقاء مع وزير التربية الوطنية الجديد محمد الوفا في 20 يناير الأخير ب"أن هذا اللقاء مؤشر إيجابي في علاقة الوزارة مع كافة الفرقاء الاجتماعيين"، ووجهت النقابة كذلك انتقادات قوبة للسياسة المتبعة في قطاع التعليم؛ من ذلك تبضيعه والانصياع لتعليمات صناديق الاقتراض الدولي وتشجيع التعليم الخاص، وتفقير نساء ورجال التعليم وتكريس فوارق بينهم وذكر كمثل المصنفون في السلم التاسع، مع التعرض لتعسفات الإدارة وما يعرفه التعليم من إشكالات كالاكتظاظ والنقص في الأطر واستمرار ظاهرة الموظفين الأشباح، كما نال البرنامج الاستعجالي الكثير من النقد واعتبر فاشلا، ونفس الشيء بالنسبة لبيداغوجيا الإدماج…
وذكر للموقع العياشي تاكركرا عضو المكتب المنتهية ولايته في جواب عن سؤال حول رهانات المؤتمر أن النقابة ستسعى لتوسيع الانخراط النقابي ليشمل الإعدادي والثانوي بالإضافة إلى الابتدائي، وتجديد الهياكل التنظيمية وتوسيعها، والخروج بتصور عام يأخذ بعين الاعتبار الحراك القائم على المستوى المحلي والعربي، والانخراط في هذا الحراك لتأكيد المواقف التي أخذتها النقابة من قبيل دعم "حركة 20 فبراير" ورفض "الدستور الممنوح"…وتحقيق الملف المطلبي المحين وعلى رأسه الترقية الاستثنائية وجبر الضرر لجميع التعليم خاصة المنتمين للسلم التاسع (الزنزانة 9)باعتبارهم الفئة الأكثر تضررا، وتدقيق التحالفات مع "النقابات المستقلة" لخوض غمار استحقاقات اللجان الثنائية المقبلة.
حضر الجلسة الافتتاحية التي احتضنتها قاعة الندوات بالمركز التربوي الجهوي بتازة ممثلو نقابات تنسق معها "النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي"، ونائبا وزارة التربية الوطنية على إقليمي تازة وكرسيف وممثلا عن مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الحسيمة تازة تونات، وممثلا عن جمعية مديري ومديرات التعليم الابتدائي، وممثلا عن حزب التقدم والاشتراكية وكلهم ألقوا كلمات بالمناسبة، وقدم المنظمون تشكراتهم لبعض الإدارات، وحول تساؤل الموقع عن مساهمات بعضها، كان الجواب أن عمالة تازة ساهمت بتمويل حفلة شاي وحلويات قدمت للمدعوين والمؤتمرين بعد الجلسة الافتتاحية، أما الأكاديمية الجهوية فقد وفرت من جانبها مقرا لعقد المؤتمر وداخلية الثانوية التقنية للمبيت.. وذكر في الكلمة الافتتاحية أن النقابة لم تستطع عقد مؤتمرها في بعض المدن بسبب صعوبة إيجاد مكان مناسب.
ولم يستطع الكاتب الوطني للنقابة فريد أعديشن حضور المؤتمر بسبب وعكة صحية ألمت به، وبعث برسالة تليت على المؤتمرين أهم ما جاء فيها تذكير بالظرفية التي يعقد فيها المؤتمر خاصة على المستوى السياسي والاجتماعي.. وانتقد بدوره النقابات التي لم تستوعب حسبه "النضال الفئوي" وتحالفت مع الوزارة ضد نقابته وفق قوله، فأوقفت أي حوار وأوقفت الكاتب الوطني السابق محمد بلبهلول عن عمله، واتهم أكاديمية جهة مكناس تافلالت بوضع عراقيل أمام المؤتمر الأول المنعقد بمكناس صيف 2008، ولم تسمح بإجرائه في أية مؤسسة تعليمية تابعة لها، "لتحطيم النقابة وإسكات صوتها" مختتما رسالته بتأكيده على استراره في النضال داخل النقابة..
حضر المؤتمر الثاني للنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي 170مؤتمرا، غالبيتهم المطلقة من الأساتذة الرجال، يمثلون 33 فرعا حسب اللائحة المقدمة برسم الموسم الدراسي الحالي، غير أن عملية الانتداب لم تتم بالشكل الجاري به العمل، بحيث أصدر المكتب الوطني للنقابة بلاغا سابقا دعا فيه إلى حضور عشر مؤتمرين عن كل فرع ! وقد صودق بالأغلبية المطلقة على التقريرين الأدبي والمالي رغم الملاحظات الحادة التي ووجها بها من طرف 34 متدخلا، خاصة التقرير المالي الذي وصف بغير دقيق، وقد رست "النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي" على شاطئ مؤتمرها الأخير بعجز مالي، لكنه غير عويص في انتظار جمع عائدات توزيع بطائق الانخراط على الأعضاء.
وعرفت الجلسة الافتتاحية وصلات فنية بمشاركة الشابة سامية الشطري بعروض كاليغرافية عن "جمعية أنوال للمسرح والفن"، وقدم الفنان صلاح الطويل مجموعة أغاني ملتزمة منها واحدة تغنى لأول مرة أمام الجمهور…
وتجدر الإشارة أن "النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي" تأسست صيف 2006 بمراكش، ويبدو أنها وصلت لمنعطف جديد يمكن أن يقودها إلى حل نفسها لتنهي مع النضال الفئوي، وهو ما ستجيب عنه بقية فقرات المؤتمر ومقررات اللجان الموضوعاتية التي ستشتغل طيلة اليوم الثاني، أمام الحماس الفياض الذي أبداه المؤتمرون من أجل النهوض بنقابتهم.