أنا الـــمــرأة..هـــذا بــيانـــي
مـحـمـد رحــو
أنا المرأة
على الهامش كنت
وما زلت
على الهامش
أنا التي اتهمت
بكسر مرآة شوهاء
لا تعكس وجهي العميق
ما عادت ترجني الدهشة
إن نعتوني ب(الطفلة النزقة)
أو وصفوا حبيبي ب(الفتى الطائش)
هي مقالب إخوتي الأوصياء
مذ واربت باب الوجود
كنت أراهم
لا يجسرون على الدنو قليلا
كي يستقرئوا بلاغة جرحي الغائر
أنا التي ارتبت فيما رأيت
حد أن تمتمت:
هل تراهم استقرؤوه
ولم يخجلوا – قليلا – أن يصنفوه
في مرتبة القاصر
لي الآن أن أعترف:
ما أنصف حلمي بيوم مختلف
عن أيام تطحنها الوحشة/يدمنها الضجر
سوى رفيقي العاشق المجنون
بغد لا يخذل أفق النساء
ما أنصف حلمي بفصل نضر
سوى أصدقائي الشعراء
(أعني الأحرار المرابطين
بخندق الانتماء
لفجري الحر الفسيح)
هم أصدقائي الكاسرون
إيقاع اليومي البليد
من أجل عيدي
يقشرون قواميس الحذر
يقاربون حنين الروح
لريح تؤجج نبض الإباء
من أجل ميلادي الجديد
لا تمتطيهم رهبة خرافية
من ركوب صهوات السفر
صوب بلاد ثانية
تحتفي بربيع النساء
فمتى يفهم السيد/الذكر
نصفه الحيوي الشريد
لحن نشيده الذي
بدونه لا يكتمل النشيد
وهل تراه – غير آسف – يغادر
محطة الطقس الغابر/
حنجرة جده/الببغاء!
***
ربع روحي يغمره النور
وما تبقى من ربوع الروح المحبطة
" جد مرتاح"
لمزاج الذي يخشى العبور
واضحا بشارع مكتظ
بأطياف الإجحاف
أسفي عليه إذ يتوسد
خرافة رسختها الأعراف!
***
أكثر من أخت لي
سحبوها لكهف الأحقاب
أكثر من أخت لي
جرعوها جام العذاب
***
ولهم أن ينشروا السراب
ملء عيون سريرتي المشرعة
على قوة (الشيء) المبدعة
مشروع طريق واعد
بمولد زهرة الماء!
***
من يستمرئ التباس الأمور
من يخشى انكشاف المستور
من يخشى جمالية التحديق
في جدارية الجسد
من يتفادى فتح العينين
على نهد الحقيقة!
***
لي الآن أن اشهر عشقي
ليوم تغرب فيه
شموس فقهاء ينقبون
عن مبرر باهت
لرجم مفاتن البهاء!
لي الآن أن أشرع توقي
ليوم أدفن فيه
نعيق اللغة اليابسة
بقبرها الأخير
لي الآن أن أميز
بين من يحبني كإنسانة تنخرط
في عصرها الحديث
خالعة رواسب القرون الدامسة
ومن يشتهيني
على السرير فقط !
***
هل يصعقكم الذهول
إن طفح صمتي فصحت:
دعوني أتكلم (1)
لي الآن أن أحرر صيحتي العميقة
تلك الأسيرة منذ قرون
لي الآن أن أصون
دم تمردي المختلط
بدم رجلي المنخرط
بأرض أعماقي الطليقة!
_________
(1) دعوني أتكلم "شهادة امرأة من المناجم البوليفية"
دوميتلا باريوس دو