يوم دراسي حول الصحافة الالكترونية في غيبة المدونين
مصطفى لمودن
"تنظم وزارة الاتصال يوما دراسيا حول الصحافة الالكترونية بالمغرب" يوم السبت 10 مارس بالرباط.. لكن ماذا سيقول لها في الموضوع "الفدرالية المغربية لناشري الصحف" و "النقابة الوطنية للصحافة بالمغرب"؟.. هذه الأطراف الثلاثة لا علاقة لها بالموضوع يشكل مباشر، سوى من قبل بعض الأفراد الصحفيين الذين يمكن أن يكون لهم نشاط الكتروني.. يخصص اليوم الدراسي لأربعة محاور، "القضايا القانونية والتنظيمية، النموذج الاقتصادي لمقاولات الصحافة الالكترونية، الكفاءات والتقنيات وأخلاقيات المهنة والملكية الفكرية"، حسب بلاغ صادر بالصحف عن نفس الوزارة يوما فقط قبل عقد اليوم الدراسي.
وهنا نستحضر كيف لم تسمح الدولة بشرعية جمعيتين للمدونين تأسستا في 2009، الأولى سميت " تجمع المدونين المغاربة" ما تزال المدونة مريم التيجي تتحمل مسؤولية رئاستها بالنيابة، ومازال أعضاء مكتبها الوطني موجودين، ومن ضمنهم كاتب هذه السطور.. والثانية هي "جمعية المدونين المغاربة"، كلا الجمعيتين وضعتا لدى سلطات الرباط كافة وثائق الملف الإداري، لكن ولاية الرباط امتنعت عن مد الجمعيتين بوصل الإيداع!.. لم تنتظر كل جمعية الوصل طبعا، وشرعتا في مجموعة من الأنشطة المتقطعة، لكن الرغبة في العمل بشكل قانوني وواضح جعل مثلا "تجمع المدونين المغاربة" تتوقف.. لو افترضنا سوء نية الدولة في كل ما حصل، فالمجتمع وعالم التدوين يكون قد ضاع في خبرة كان يمكن أن تكون مفيدة اليوم.. فمع من تتحدث وتستشير وزارة الاتصال اليوم؟ إن ناشري الصحف لا علاقة لهم بالموضوع، وبعضهم اضطر اضطرارا ليضع لجريدته موقعا الكترونيا لا يختلف في شيء عن الجريدة الورقية، بينما عالم الانترنيت أكثر رحابة وأوسع انتشارا في العالم بأسره، وتفاعلي، ومن المفترض أن يكون أكثر تنوعا وبدون رقابة أو حواجز كما تسعى الوزارة إلى ذلك، خاصة بالنسبة لمن يرغب في تحصيل "الدعم العمومي"، وهذا أول معرقل للإعلام عبر الانترنيت إذا كان مشروطا، كما سبق أن صرح بذلك محمد الخلفي وزير الاتصال… إن للمدونين خبرة تواصلية قوية عبر مختلف الاستعمالات الممكنة للانترنيت، وكان من واجب الوزارة الانفتاح عليهم.