الاثنين، 12 نوفمبر 2012

البصمة في كوميسارية سيدي سليمان


البصمة في كوميسارية سيدي سليمان
سعيد الشعـــــــبي
ربما لم تنتبه بعد المديرية العامة للأمن الوطني  إلى العبقرية الفريدة التي أصبح يتميز بها رجال الأمن بالمنطقة الإقليمية بسيدي سليمان وخاصة مصلحة البطاقة الوطنية للتعريف وهي جزء من الكل ونموذج لمجموعات من الاجتهادات (طبعا ليست بالقانونية ولا الفقهية)  وهذا ماحصل معي شخصيا على الأقل يوم الأربعاء الأول من شهر المسيرة الخضراء وللمناسبة رمزيتها لأننا بالفعل نحتاج إلى مسيرات ومسيرات مسيرات تحرر عقل رجال السلطة من العجرفة والتسلط والكبرياء المبالغ فيه.
 ولأننا كمغاربة متهمون حتى تثبت براءتنا كان لزاما علي أن أتوجه إلى الكوميسارية من أجل الحصول على شهادة حسن السيرة والسلوك التي تثبت صفاء سيرتي الشخصية من أي جرم أو جنحة أو حتى مخالفة وطبعا الطابور والصف شيء مقدس في هاته الكوميسارية  التي يراقب عميدها الإقليمي أمورها من وراء الزجاج وكأنه أقسم الأيمان ألا يخرج وينزل من طابقه العلوي… انتظرت ريثما أخذ الموظف راحته التامة وسلمته بطاقتي الوطنية ودون رقمها  وهويتي  وأنا أهيم بإخراج مبلغ ثلاثين درهما نقدا كواجب التنبر والتي اقترضتها من والدي أطال الله في عمره فإذا بأحد رجال العربي رفيق(العميد الاقليمي بسيدي سليمان) يضع بشكل مستفز لوحة صغيرة بها مداد أسود ويأمرني بمنحه أصبعي فتعجبت في قرارة نفسي لأن البصمة تحل محل التوقيع في حالة عدم معرفة التوقيع فقلت لا علينا إليك بأصبعي فامسكه كما يمسك الملقاط المسمار وبدأ يغمسه في لوحة المداد بشكل قوي هنا بلغ الاستفزاز مبلغه فقلت صبرا سعيد سوف يترك أصبعك لا محالة  وعندما أردت أن ابصم عن طواعية أصر هذا العبقري جدا أن يتكلف هو بابصامي فخاطبته أن المربع  الخاص بهاته العملية واضح  فكانت إجابته مثيرة للضحك والنرفزة في آن واحد قال لي هذا البوليسي الشاب ياحسرة (راه البصمة خاصها التقنية ديالها..واش غير أجي وابصم) هنا نفذ الصبر وتكلفت بالبصم دون الحاجة لمساعدته فاستشاط غضبا …
الواقعة هي جزء مما يحدث في كوميسارية هاته المدينة والتي أصبح مطلب زيارتها من طرف السيد ارميل مطلبا ملحا  فقد كثرت شكايات الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سيدي سليمان(الشكاية الموجهة ضد أحد الضباط العمالين بالضابطة القضائية نموذجا والمسمى أنوار) .وكثرت شكايات المواطنين والمواطنات من الشطط في استعمال القوة.
 ولازلنا نتذكر شكاية مواطنة اعتقل زوجها في تهمة رفض التوقيع على محاضرها التي استعملت فيها تقنية الكوبي كولي وتتبعنا كيف ثم الحكم على هذا المواطن السليماني بناءا على تلك المحاضر بعقوبة حبسية لا نجد لها مثيلا إلا في جرائم القتل العمد.
كوميسارية سيدي سليمان  يصر مسؤولوها على جعلها الاستثناء في كل شيء  الاستثناء من حيث سيارات النجدة التي لا تتململ من أمام المنطقة الأمنية… الاستثناء في طوابير المواطنين من أجل الحصول على بطاقة التعريف الوطنية ..الاستثناء في   تعرض الضابطة القضائية لشكايات المواطنين والجمعيات الحقوقية على حد سواء… الاستثناء من حيث ضعف انتشار رجال الأمن وغياب دورياته في الأحياء الهامشية الاستثناء في كون عميده وكبار ضباطه بل وحتى بعض رؤساء دوائره في لزوم المكاتب  المغلقة الاستثناء في اختلاط الدرجات والرتب (كلشي سيفيل)
 فإلى متى ستبقى كوميسارية سيدي سليمان بعيدة عن المساءلة والمراقبة ويعي مسؤولوها أن هاته الإدارة مرفق عمومي مهمته خدمة المواطن وليس احتقاره واستحماره…أم أن نسمات الربيع العربي لم تهب بعد بشكل قوي على الأقل في هاته الكوميسارية.

————-

المشرف على المدونةأحيي الأخ سعيد الشعبي على مقالته هاته، فأنا بدوري تعرضت لنفس الشيء، أي البصمة بالأصبع مرتين في كناش كبير لما طلبت "نسخة من بطاقة السوابق (لاحظ التسمية التي تنطلق من الاتهام أولا)، حينما وضعت الطلب، وحينما تسلمت "الشهادة"، وتحدثت في موضوع البصمة هذا مع الموظف المكلف، وعلمت أن هذه الطريقة مستحدثة بعد وصول المسؤول الجديد على إدارة الأمن.. فكيف تؤخذ البصمة رغم أن المعني بالحصول على الوثيقة يدلي ببطاقة تعريفه الوطنية؟ من الأفضل رفع هذا الإجراء الذي يذكرنا بأيام الاستعمار حيث كان "ليزانديجان" (الأهالي حسب ترجمة مخففة) يبصمون بأصابعهم في كل إدارة تنكيلا بهم ودفهم كي يشعروا بالدونية والمهانة، فهل تقصد إدارة الأمن بسيدي سليمان نفس الشيء؟ (مصطفى لمودن)