عربون وفاء
أربعينية الفقيد عبد الرحيم
مؤدن
إعداد مصطفى لمودن
غاصت قاعة بلدية
القنيطرة بالحضور في حفل تأبين الفقيد عبد الرحيم مؤدن مساء السبت 13 شتنبر 2014،
حضر أعضاء العائلة، عائلة الدم والقرابة، وعائلة القلم والمداد، ورفاق الطفولة
والشباب، وزملاء العمل والبحث العلمي.. تناوب الكثيرون على الصدح بما يكنونه
للفقيد من محبة، وهم يستعرضون ذكرياتهم مع الفقيد، أو يقترحون المبادرات ليبقى اسم
عبد الرحيم مؤدن يرن دائما في مسامعنا، فأغلب المتدخلين اقترحوا اطلاق اسم الفقيد
على معالم في مدينة القنيطرة أو غيرها، وقد حضرت هذه المدينة في بعض التدخلات، لأن
القنيطرة كانت المكان الأثير عند الفقيد، ففيها ازداد وفيها بلغ أشده، لهذا ظل
دائما ينادي بالاعتناء بها، ولعل من آخر ما كتب في الصحف، دعوته لتفادي
"ترييف" القنيطرة كما قال صديقه القاص والروائي إدريس الصغير وكذلك رئيس
فرع اتحاد كتاب المغرب فرع القنيطرة المصطفى كليتي.. لكن، أهم ما لفت الانتباه
الوعود التي ذكرت، فهذا حسن الوزاني رئيس مديرية الكتاب بوزراة الثقافة، قال إن
الوزراة ستصدر المجموعة الكاملة لكل ما تركه الفقيد مكتوبا.. وقال المصطفى كليتي
إن فرع اتحاد كتاب المغرب سينظم يوما دراسيا حول فكر وكتابات الفقيد.. وقد نوه عبد
الرحيم العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب بمبادرة وزارة الثقافة، وأخبر بقرب تخصيص
أيام ثقافية للفقيد بالفقيه بنصالح.. وضمن من تحدثوا كذلك أمين مؤدن ابن الفقيد
نيابة عن كل أفراد الأسرة، واعتبر في كلمته أن مواساة الفقيد أثناء مرضه كان يخفف
عليه كثيرا، ونوه بأشكال الدعم المعنوي التي تلقتها أسرته..
قدم للحفل التأبيني الشاعر والإعلامي ياسين
عدنان بلباقة ولطافة معهودة فيه.. وقد أصر عدد من الحضور على تقديم تذكارات رمزية للأسرة،
كعربون محبة وتقدير للفقيد ولما أسداه من خدمة للتربية التعليم والثقافة.. ولعل من
أبرز تلك الهدايا صورة جماعية للفقيد رفقة أقرانه لاعبي كرة القدم ضمن فريق محلي،
وقد حضر شخصيا أغلب من في تلك الصورة التاريخية (انظر الصورة)، كما قدمت
"جمعية النجم الأحمر" من بلقصيري لوحة يغلب عليها لون الذهب، مطرزة
بمقالات للفقيد، وقدمت جمعية ثقافية من اخنيفرة باقة مجماميع قصصية لتلاميذ كان
الفقيد يساهم في تأطيرهم خلال مشاركته في أنشطة ثقافية بنفس المدينة..
كل ذلك الحضور
الذي واكب الحفل التأبيني، يعبر عن مدى أواصر الارتباط بالفقيد، سواء كشخص، أو
كإبداع سيظل صداه يتردد كثيرا.. بحيث وصف مسير الحفل زخم الحضور بقوله إن الكاتب
المغربي مازال يجد الاحتضان من المجتمع، وهي كلمة جد معبرة..
وتجدر الإشارة إلى
أن الفقيد عبد الرحيم مؤدن توفي يوم الأحد 27 يوليوز 2014 بالديار الهولندية بعد
مرض لم ينفع معه علاج، عن عمر يناهز 66 سنة، وهو من مواليد القنيطرة، تابع دراسته
العليا بفاس، وعمل في مجال التعليم بكل من مكناس وسلا والقنيطرة، إلى أن عين
بجامعة ابن طفيل لتدريس الأدب العربي.. له بحوث جامعية حول أدب الرحلة، وكتَبَ
النقد في مجال القصة، وله معجم يتطرق للقصة في المغرب، وترك مجاميع قصصية للكبار
وللصغار وكتابات مسرحية.. وقد نشر له آخر كتاب بعد وفاته..
(الصور من حفل التأبين، أغلبها بعدسة الصديق
حميد الشكراني)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق