قوافي قافلة … أو بيان القافلة .
شعر: عبد العاطي جميل(*)
إلى كل الضحايا .. إلى كل المقاومين …
أفتح النافذه ..
وفي جملة واحده ..
أقول : هذا وطن وثن
يعبد الحيتان ..
ويبيذ الإنسان ..
وتلك حكاية وصايه …
هذي قافلة صوب إيفني
تمد اليدا ..
تدين العسف ،
تدين الخسف ،
وتهد الصدى ..
وتعلن جهارا :
تأييد المقاومة
تجريم المساومة ..
تردع العثار
وترفع الحصار ..
تحيي وقفة الرجال ،
وصولة الجبال ..
قالت المدينة الحزينه :
فيا حصار ، طل أو لا تطل
لابد لي أشهر سيف الصبر
في انتظار النصر ..
فلي تاريخ صارخ
يلبس ذرع الشهامة ،
وثوب الشهاده ..
ضد النذالة ..وضد الرذالة ..
فيا ليل طل ،
ويا حزن زل ،
لابد لي أن أقهرك …
هكذا أشهرت المدينة لاءاتها
في وجه شاحنات
بحجم سفينة نوح
تحمل كنوز البحر
إلى شمال يشل أطراف وطن
يتجول الفقر فيه
صبحا .. وظهرا ..
ليلا .. وفجرا …
هل أقول :
كانت آيت باعمران آية
آهلة بالحب والعمران ،
في ظل احتلال ،
ترقب الأحلام والفجرا ..
وفي ظل استقلال ،
تحصد الألغام والفجورا ..؟ …
هل أقول لعاصمة
ترفل في نعيم الشطط ،
في جحيم الخطط ،
ولا تتوب ..
كي تخصي الفحولة ،
وتمحي البطولة ،
عن تاريخ الجنوب ؟ …
تخجل مريم إيفني العذراء
أن تقول :
إن رجال أمن
قد هتكوا ميثاق الشرف
وميثاق الإعلان
عن حقوق الإنسان
واغتصبوا تاريخ الشهداء
جردوا المدينة من زي الكرامة ،
وفتحوا الثانويات للتعذيب ،
لا للتعليم ..
وشققا للسياحة والإباحة ،
كي يدنسوا الرمال
وينسخوا تاريخ الأبطال …
فهل نسوا
أن لإيفني خيولا تصهل
في السهل
كما في الجبال
في وجه المسخ الجوال ؟ …
أو تناسوا
أن آلات التصويرشاهدة
على التزوير ..
على كذب الوزير ..
شاهدة على مقالع الجند
تسددها أيادي الخساسة
نحو الأطفال والنساء ..
وشاهدة عيون الأطفال
على ما يقترفون
من نهب .. ومن سلب ..
في فاضحة النهار …
كالسلاجقة هدموا .. وردموا
كالتتار نهبوا .. وصلبوا
فنشروا القفار ،
وفرضوا الحصار …
أسود علينا ،
ونهود عند الأعداء نعيمات
مذ حولوا البلاد
إلى دور قوادة ..
شوهوا عفة الأجداد
وزينوا قبح قيادة ..
طرزوا المدنسات
بوهم مقدسات
وزيفوا السيادة ..
فأمسى الخوف ،
وأضحى الصمت ،
وأصبح القتل ،
ركنا من أركان العبادة …
لإيفني قوافل مقاومة
هبت
تشهد بشاعة الجريمه ..
وتشهد التاريخ
أن العسف .. وأن الخسف ،
لا يلحق ـ أبدا ـ
بالشعب الهزيمه ..
بل يزيدها ،
ضد النفي ،
ضد الإقصاء ،
ألف عزيمه
على ألف عزيمه …
20 يونيو 2008
-———————————————–
(*)عبد العاطي جميل ، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ـ فرع مراكش ـ عاصمة المرابطين …
القصيدة أبدعها الشاعر عبد العاطي جميل المشارك في القافلة التضامنية مع ساكنة سيدي إفني المنظمة من طرف تجمع اليسار الديمقراطي يوم الأحد 22/06/08.