غزة كباقي الأمهات
ذ. فتيحة مخلص
غزة
بعد ليل طويل
استيقظت
تصنع لصغارها
رغيفا
و تعد قهوة
الصباح
سمعت طرقا
على الباب
سارعت
لرؤية زائر الفجر
قبل الوصول
إلى العتبة
وجدت الباب
مخلوعا
تفرست في وجه
الغريب
إنها تعرفه
هو صاحب الزيارات المفاجئة
لقد زار العراق مرتين
اجهض
الحلم والحضارة
سلواعنه
دجلة والفرات
خرج للتو
من كتب التاريخ
نافضا الغبار
عن وجهه
و على زيه
إنه هولاكو
درعه فولاذي
رأسه حديدي
جاء ممتطيا الريح
صمدت غزة أمامه
كشجرة مباركة
لا شرقية و لا غربية
نورها
يأخذ الألباب
هولاكو
يكره النور
استل سيفه
ضرب أعناق صغارها
انبهر هولاكو
الرؤوس الصغيرة
تساقطت على الأرض
تباعا
وخرجت منها
حمامات بيضاء
ودم تقاطر
فوق التراب
انبت
الانتفاضة و السنابل
غزة حبلى
غزة ولود
تضع كل سنة توأما
تحسبا لزيارات
هولاكو
غزة صامدة ..إلى الأبد