مسرح الأطفال من أجل البيئة والماء والحياة
إعداد مصطفى لمودن
قدمت فرقة الأمل التابعة لجمعية فاس ظهر المهراز للتنمية الثقافية والاجتماعية والرياضيةمسرحية عالم الخيال من تأليف وإخراج الحسين طوكوك*، وذلك أثناء احتفال جمعية التعاقد العالمي للماء بإفران يومي 17 و 18 ماي 2008.
يمكن اعتبار العرض المسرحي المقدم أمام جموع الحاضرين والمشاركين عملا فنيا متكاملا، يثير في قالب فني مسرحي المشاكل التي تخص الماء من حيث الندرة والتلوث، وقضايا بيئية متعددة… رغم أن القاعة لم تكن تتوفر على أبسط شروط العرض المسرحي.
إعداد الديكور… المسرحية نتيجة عمل جماعي
عملية وضع الماكياج… كخلية نحل يتعاون كل أعضاء الجمعية من أجل تقديم العرض المسرحي.
توقف العرض المسرحي في بدايته عند حياة عادية لأطفال وهم منغمسين في لعبهم الطفولي الجميل، لكن الملل يتسرب إليهم رغم حضور الحكواتي المتنقل الذي يسرد قصصه وحكاياته على الصبية، وقد أصبحت بدورها هذه الحكايات لا تثير فضولهم…
تشخيص للفرح واللعب الطفولي…
وصول الحكواتي عم منصور…
رغم كل اجتهادات عم منصور لم تعد حكاياته تثير الأطفال…
حديث حول الرغبة في تغيير الأجواء…
الذهاب إلى الغابة…
لكن بمجرد انتقالهم إلى الغابة رمز الحياة بكل عنفوانها وصراعاتها تتراكم المشاكل وتنفتح عيونهم وعقولهم على عدد من الإكراهات، فهذا الأسد رمز القوة والبطش والاستبداد يرى في الأطفال مجرد غذاء لذيذ له، وبمساعدة الثعلب خادمه المطواع يضع الأطفال في مخزن الأغذية!
الأسد والثعلب في تأهب وقد أحسا بوجود فرائس…
الأسد يتوعد…
الأطفال في خطر!
وضع الأطفال في مخزن الأغذية…
تظهر على الركح كذلك الزرافة وهي تتصف بالعطف والمودة والوداعة، فتصاب بمرض غامض، وهو ما يحل بالأسد كذلك، فترى العرافة أن دواء ملك الغابة يكمن في كبد الأطفال!
حضور العرافة والزرافة…
لكن هؤلاء بفضل العلم والشجاعة… التي يتصفون بها، سيجعلون الأسد يتراجع عنافتراسهم في انتظار أن يجدوا له دواء شافيا، وقبل ذلك البحث عنسبب حصول الوباء، فيجدون أنتلوث مياه النهر هو السبب، وبذلك يدخلون جميعا في وئام مؤقت من أجل حفر بئر، ثم الصعود إلى السماء وملامسة السحب والالتقاء بكائنات فضائية ورؤية حالة الأرض من الأعلى، فيظهر للجميع أن الوضعية البيئية أكثر كارثية بسبب مختلف أشكال التلوث، حينها لن يبق أمامهم سوى توجيه نداء الأرض إلى الجميع من أجل ميثاق حول حماية الأرض، وتختم المسرحيةبنشيد جماعي مطلعه: هبوا إلى الأرض وامنحوها الحياة…
تعاون الجميع من أجل حفر بئر…
الصعود إلى السماء واكتشاف سحب سوداء ملوثة… والأرض في خطر…
لم تخل المسرحية من مختلف النكهات الضرورية للمسرح ولمسرح الأطفال خصوصا، من أناشيد حيث جاء في مطلع أحدها كذلك: يا حماة السلام يا أهل الحضارة— ما خطبكم تعالوا مياهنا ذخيرة.
حضور ديكور وموسيقى وإضاءة وماكياج وملابس… تناسب محتوى العرض والمضامين المراد إيصالها للجمهور، بالإضافة إلى المؤثرات الصوتية؛ زئير الأسد، خرير الماء… كما ظهرت خبرة وتحكم واضحين في حركات الممثلين وتنقلاتهم على الخشبة وعكس مختلف الأحاسيس، بما في ذلك طفلات صغيرات أبَنْنَعنْ كفاية محترمة، تؤكد العمل الخلاق الذي تقوم به جمعية فاس ظهر المهراز للتنمية الثقافية والاجتماعية والرياضية، وهي تتكامل بمختلف عناصرها، ولعل تفاعل المشاهدين إيجابا مع العرض يؤكد النجاح في تبليغ الرسالة، في قالب فني تفادى الخطاب المباشر.
متابعة أطوار العرض المسرحي.
أما ملاحظاتنا فتتركز أساسا على العنوان غير المناسب (عالم الخيال)، وهو لا يعكس مضمون المسرحية، كما أن مشاكل البيئة لا تقتصر فقط على الأدخنة والسموم التي تنفثها المعامل، وأي ميثاق كاف وملزم لحماية الأرض؟ سؤال ليس من الضروري أن تجيب عنه المسرحية.
تحية للفرقة وللجمعية عامة عن صدق خدماتها التربوية والفنية.
لحظة تلقي تحية الجمهور بعد انتهاء العرض هو أهم مكافأة لكل من ساهم في أي عرض فني…
تفكيك الديكور وجمع مختلف الآليات المستعملة أثناء العرض.
نعتقد أنه من الأفيد إحداث مهراجنات جهوية ووطنية تشارك فيها الجمعيات الجادة، تقدم كل جمعية إبداعاتها وتعريفا بأنشطتها وما راكمته من إنجازات، في إطار التبادل الثقافي والإشعاعي بين الجمعيات، غير أن ذلك يقتضي دعما خاصا من قبل عدة جهات، خاصة وزاراتالشبيبة والرياضة والثقافة والتربية الوطنية…
مصطفى لمودن
———————————–
———————————————————————————————————
قدمت جمعية فاس ظهر المهراز للتنمية الثقافية والاجتماعية والرياضية كذلك أناشيد على أنغام موسيقية، من إنجاز أطفال وشباب مشاركين أعضاء الجمعية.
من الأناشيد ما يدور موضوعها حول الطفولة والبيئة والماء…
منصتون للأناشيد صبيحة الأحد 18 ماي بإفران.
توزيع جوائز تقديرية على بعض الأطفال المشاركين
(عرضنا صورا منها في إدراجات سابقة، وسنعرض ما تبقى لاحقا)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
*الكاتب والمخرج هو نفسه من قام بدور الحكواتي عم صالح
ملحوظة:
ـ سأعود للنشاط التشكيلي بدوره في إدراج قادم