الاثنين، 19 سبتمبر 2011

أي دور للمدرس في تحقيق جودة التعلمات؟


 أي دور للمدرس في تحقيق جودة التعلمات؟
 
في غياب التجهيز والوسائل التعليمية لا يعطي أي اجتهاد بيداغوجي النتائج المنتظرة

مصطفى لمودن

أصبح من المسلم به أن التلميذ(ة) هو محور العملية التعليمية التعلمية، من أجله يتكاثف مجهود جميع الفاعلين في الحقل التربوي والتعليمي، ولعل المدرس (ة) من ضمن هؤلاء الفاعلين، بل هو المسؤول الأساسي بحكم وظيفته ومباشرته لعمله مع التلاميذ، فما المطلوب من المدرس(ة)؟ وما هي الشروط المهنية التي يجب أن يتوفر عليها؟ كيف يمكن للمدرس(ة) أن يساهم بالفعالية المطلوبة من أجل تحقيق جودة التعلمات والكفايات المرجوة؟ وهل يقتضي ذلك معرفة عميقة وجيدة بالتلاميذ؟ وكيف يتحقق له ذلك؟ بل وكيف يمكن أن يساهم في تنظيم فضاء الفصل الدراسي والأنشطة الصفية وظروف التعلم ودمج الموارد واستغلالها في حياة التلميذ(ة) المعرفية والمهارية والسلوكية؟ وكيف يمكن للمدرس أن يتحقق من حصول كل ذلك عبر نموذج تقويمي عادل وفعال ومفهوم؟ فما هي إذا الشروط المطلوبة فيالمدرس؟
إن المدرس هو من اختار هذه المهنة عن قناعة، ويقدر الرسالة المنوطة به، الملم بأسس وضوابط المنظومة التربوية التي يشتغل ضمنها، يقوم بالإعداد الجيد لكل ما سيشرف عليه مع التلاميذ بشكل منظم وعلى تدرج، مراعيا في ذلك المستوى العمري للتلاميذ والمستويات الدراسية، وهو منشط للفصل الدراسي ومنظم ومحفز وليس بملقن، المشتغل بالبحث وترقية مستواه المعرفي والمحسن لأساليب عمله… ولعل نجاحه في عمله التربوي والتعليمي، يتطلب منه معرفة جيدة بالتلاميذ، فكيف سيتمكن من ذلك؟
عند بداية السنة الدراسية يقوم المدرس (ة) بتقويم تشخيصي لكافة التلاميذ، لتحديد مستوى التعلمات والمكتسبات التي يتوفرون عليها والقادرين على إدماجها… وذلك عبر تشخيص دقيق لوضعية كل تلميذ (ة)، لأنه عبر تلك المكتسبات المعرفية والمهارية ستبنى مكتسبات وموارد جديدة، ويعرف المدرس (ة) الإمكانيات الفردية المتوفرة لكل تلميذ(ة)، وأثناء كل مرحلة دراسية محددة يـُـجري تقويما تكوينيا لمعالجة التعثرات في حينه، وفي نهاية المرحلة الدراسية ينجز تقويما إدماجيا… ومن أجل المعرفة الجيدة بالتلاميذ لا يكتفي المدرس (ة) بذلك فقط، بل يعرف الحالة النفسية لكل تلميذ(ة) ووضعيته الاجتماعية والوسط الذي يعيش فيه، لما لذلك من تأثير على التعلمات وعلى العلاقات مع الآخرين، كل ذلك يساعد على تحقيق جودة في التعلمات المرجوة..
فما المقصود بجودة التعلمات؟
التعلمات تكون خاصة بكل مستوى دراسي معين، لتحقيق كفايات معينة، يقصد بها القدرات المكتسبة، والتي تسمح بالسلوك والعمل في سياق معين، وهي تتكون من معارف ومهارات وقدرات واتجاهات مندمجة بشكل مركب، تجعل المتعلم(ة) الذي اكتسبها قادرا على إثارتها أو وتجنيدها أو توظيفها قصد مواجهة مشكلة ما وحلـّـها في وضعية محددة..
فكيف يمكن للمدرس (ة) جعل الفصل الدراسي فضاء للتواصل والتفاعل لتحقيق جودة التعلمات؟
للإجابة عن ذلك لابد من الانطلاقة من مسلمة أساسية، وهي أن التلميذ(ة) هو المحور والأساس، وأن المدرس (ة) مجرد منشط ومحفز ومنظم، وبالتالي فجماعة الفصل، وفي إطار تفاعل التلاميذ فيما بينهم، وعرض مكتسباتهم وتنظيمها في إطار تشاركي وتفاعلي، هو ما يجعل التعلمات تحصل بشكل مقبول ومرغوب فيه من طرف التلاميذ، وعليه فالأهم من كل ذلك هو العمل ضمن مجموعات مصغرة، أو جعل كل التلاميذ مجموعة في بعض الأحيان، وهو ما يلزم تنظيم الحجرة الدراسية بشكل غير تقليدي، بحيث يكون جميع التلاميذ يرون السبورة (كأداة تعلم تقليدية ما تزال قائمة) والمدرس (ة) وأعضاء مجموعتهم… فتوضع المقاعد على شكل نصف دائري، أو كل مجموعة على حدة في مقاعدها الخاصة. وفي نفس الإطار يتم الاستعمال المناسب للمراجع من كتب وكراسات وغيرها.. وكذلك الأدوات الديداكتيكية المطلوبة (وسائل الإيضاح) بالشكل الفعال ولما وجدت له، وقد أصبح مطلوبا إجراء حصص دراسية خارج الفصل لما لذلك من فائدة، سواء في الوسط الطبيعي (البيئة) أو الوسط الاقتصادي (السوق، المقاولة..) أو الاجتماعي والمؤسساتي(زيارة مرافق عمومية كمقر الجماعة…) والاستفادة مما يحققه ذلك من موارد يدمجها التلميذ(ة) في حياته الدراسية والمعشية.. فكيف يستطيعالمدرس من حصول قدرة لدى التلميذ (ة) على دمج الموارد؟
في إطار التقويمات المطلوب إجراؤها عبــْــر عدة مراحل، سواء قبل التعلمات أو أثناءها أو بعدها (تقويم تشخيصي، تقويم تكويني، تقويم إدماجي) (*)، وكي يكون أي تقويم فعالا، يجب أن يكون مفهوما من قبل التلميذ(ة)، يتطرق للموارد التي تم تحصيلها أو مناقشتها أو اكتسابها، وذلك ضمن بيداغوجيا الإدماج، حيث يستطيع التلميذ استعمال ما تعلمه ضمن سياق معين.. ولكي يحقق التقويم العدالة المرجوة بين التلاميذ، يعتمد أسسا مضبوطة بالارتكاز على ثلاث معايير أساسية، وهي ملاءمة المنتوج الذي جاء به التلميذ (ة) للمطلوب، وأصالة المنتوج وانسجامه، وطريقة تقديم المنتوج.. وحتى تتاح الفرصة أكثر ولجميع التلاميذ، ترفق التقويمات بثلاث تعليمات، ولكل جواب صحيح عن ذلك تخصص نقطة، ومن استطاع (أو استطاعت) أن يجيب بشكل صحيح ومن خلال المعايير المطلوبة على أكثر من الثلثين يكون قد استطاع دمج التعلمات وفق المطلوب
يظهر إذا كيف أصبحت العملية التعليمية التعلمية ممارسة مركبة، تتدخل فيها عدة مؤثرات بشرية وتقنية ومعرفية، لكي تحقق الهدف منها، وهو ما يتطلب بذل مجهود كبير وتعاون عدة متدخلين في الحقل التربوي، مادام الغرض هو خدمة الوطن والصالح العام والناشئة التي ستكون عماد المستقبل
لكن هل كل الإطراف الأخرى المعنية بالتربية والتعليم مستعدة لتقوم بدورها؟
———————–
(*)التقويم الإشهادي يكون في آخر مرحلة دراسية، مثلا في نهاية الدراسة الابتدائية
 ـــــــــــــــــــــــــ 

أصداء قرار "مقاطعة" الانتخابات من قبل "الحزب الاشتراكي الموحد"


 أصداء قرار "مقاطعة" الانتخابات من قبل "الحزب الاشتراكي الموحد"
   
 أثناء التصويت رحجت كفة الداعين للمقاطعة

خلف قرار "الحزب الاشتراكي الموحد" القاضي بمقاطعة الانتخابات القادمة صدى في الصحف ،أغلب الجرائد "المستقلة" أشارت إلى الخبر بمهنية في أعدادها المنشورة يوم الاثنين 19 شتنبر،  ك"المساء" و"الصباح" و"الصحراء المغربية"، أما "أخبار اليوم" فعالجت الموضوع بدقة أكبر ومساحة أوسع، وأجرت حوارا مع محمد مجاهد نشر في آخر صفحتها، لكن "الأحداث المغربية" فضلت مسلكا آخر من خلال إشارة صغيرة على صدر صفحتها الأولى، تتحدث فيها عن مغادرة الحسين أزوكاغ وانضمامه لحزب آخر قصد الترشح دون التأكد من ذلك، وهو رئيس جماعة بإقليم شتوكة آيت باها، وعضو المجلس الوطني لنفس الحزب، وتنبأت بمزيد من المغادرة كأنها تتلقى الوحي، بينما كان الموضوع المدرج بداخلها مناسبا وحياديا.. وللتذكير فقد أعلن النائب البرلماني فتح الله حسن عن نفس الإقليم عقب إعلان نتائج التصويت عن التزامه بالقرار الحزبي، وهو ما أكده كذلك مستشارون محليون من بركان، ويعتقد كثير من أعضاء الحزب أن المنتخبين المنتمين لهذا الحزب اليساري المعارض مناضلون ملتزمون بانتمائهم الحزبي..
وقد خلق "الحزب الاشتراكي الموحد" الحدث في نهاية الأسبوع المنصرم، عبر تأكيده على خطه النضالي المنسجم مع طموحات الشعب المغربي في الديمقراطية الحق كما صرح بذلك قياديوه، ودعا مناضلون آخرون إلى وضع إستراتيجية عمل لتنفيذ قرار "المقاطعة"، ونص البيان الصادر عقب نهاية اجتماع المجلس الوطني رقم 12 على " تفعيل هذا القرار داخل جميع أجهزة الحزب وفضاءات عمله الميدانية"، وإيصاله للجماهير عبر الصيغ المناسبة في علاقة مع الشارع، وارتباطا ب"حركة 20 فبراير"..حيث " أكد المجلس الوطني استمرار دعمه لحركة 20 فبراير وانخراطه في فعالياتها على قاعدة أرضيتها التأسيسية التي ترسم أفقا واضحا للحركة هو إقامة نظام ملكية برلمانية هنا والآن يسود فيه الملك ولا يحكم، ويتم فيه ربط المسؤولية بالمحاسبة والفصل بين السياسة والمال وضمان التوزيع العادل للثروة الوطنية ومحاربة الفساد واحترام حقوق الإنسان في أبعادها الكونية ، في إطار ضمان استقلالية الحركة والعمل على تطوير أدائها ومبادراتها النضالية بما يحقق الأهداف والوظائف التي وجدت من أجلها." حسب نفس البيان المنشور بموقع "أنوال".

إنقاذ "الحمل والتوليد" بمستشفى سيدي سليمان قبل فوات الأوان


 إنقاذ "الحمل والتوليد" بمستشفى سيدي سليمان قبل فوات الأوان

ظلت نساء كثيرات تنتظرن قدوم الطبيبة المختصة مدة نصف نهار بكامله يوم الاثنين 12 شتنبر 2011، كل واحدة حسب حالتها ووضعيتها الصحية، منهن من تريد كشفا عاديا، ومنهن من تتضور من الألم حسب سيدة كانت بدورها تنتظر. لتحضر الطبيبة في حدود منتصف النهار، ومعروف أنها تداوم على الحضور إلى مستشفى سيدي سليمان يوم الاثنين والخميس فقط، حيث تتنقل إيابا وذهابا إلى مدينة بعيدة يرجح أن تكون الرباط، وسبق أن تطرقت مدونة سيدي سليمان لهذا الموضوع… مما يراكم عدد حالات النساء المحتاجات للفحص وتشخيص وضعيتهن الصحية، لهن ولأجنتهن… وأضافت السيدة المتحدثة أن الطبيبة لما وصلت شرعت في استقبال النساء بسرعة وحتى ضمن ثلاث، وعلى عجل "تشخص" وتصف الأدوية..
وارتباطا ب"الحمل والولادة" بنفس المستشفى ذكرت نسوة مررن من "قسم الولادة" الذي يعرف أحيانا معاملة سيئة من قابلات، منه ضرب النساء واستعمال العنف ضدهن، كالصفع والكلام النابي… وهو ما يحدث ردة فعل من طرف بعض النسوة دفاعا عن أنفسهن، كما وقع قبل أسبوع.. وقد استدعت إحدى القابلات إثر ذلك الشرطة حسب نفس المصادر. وحضر ما يعتقد أنهما شرطيان، ودخلا على النساء في غرف تواجدهن، وهدد أحدهما السيدة بنقلها إلى الزنزانة عوض المستشفى.. ويذكر نساء مررن بنفس الجناح الخاص بالتوليد بخير قابلة ويثنون على حسن معاملتها (نحتفظ باسمها)، ورفضها المطلق تسلم أي "هدية" تعطى لها، مما يدعو إلى التنويه بكل المخلصين في عملهم من أطباء وممرضين وموظفين وأعوان… والذين يشتغلون في ظروف صعبة، حيث كثرة الطلب وقلة الإمكانيات وضعف مساحة فضاء المستشفى… وذكرنا لحالة قسم التوليد قد يكون فقط الشجرة التي تخفي الغابة في ظل عدم التواصل والانفتاح على الفاعلين المحليين، فلم يحدث يوما إن نظم المستشفى ندوة أو عرضا للإمكانيات والخصاص…واي تدخل للاصلاح ففيه نفع للجميع.
المستشفى قطاع عمومي يؤدي خدمات حيوية للمجتمع، من المفروض أن يكون محط اهتمام الجميع، فمن لا يحتاج خدماته الآن أو غدا، قد يجد نفسه مضطرا لولوجه في أية لحظة.  يجب ألا يغيب المستشفى عن اهتمامات الجهات المختصة وخاصة وزارة الصحة، والسلطة المحلية والمنتخبون والمجتمع المدني.. قصد معاينة أحوال هذه المؤسسة العلاجية، والمطالبة بإحداث مستشفى مناسب وتحسين جودة الخدمة والاستقبال، وتوفير الأطر الكافية.. ختاما نؤكد أنا لا نعرف ظروف الطبيبة المذكورة أعلاه، ولا المشاكل التي تعترضها وشكل التعاقد المبرم معها، وغرضنا هو تحسين خدمة المستشفى.
ــــــــــــــــ
 المدونة: مستعدون لنشر أي توضيح أو رأي مخالف..

جمعية زيزرة بوزان في خدمة التربية


جمعية زيزرة  بوزان في خدمة التربية
 
محمد حمضي:  وزان

  لن يهنأ بال لثلة من الأبناء البررة  لدوار زريزة  الواقع بتراب جماعة بني كلة القروية وعيونهم تصادف كلما عادوا إلى دوارهم العشرات من الأطفال عجزوا عن حجز مقعد لهم بالمدرسة العمومية لا لشيء إلا لأن الفقر يفتك بهم وصعوبة التضاريس تقف سدا في وجههم… لن يرتاح ضميرهم ولن يشعروا بقيمة مواطنتهم ودوارهم سيظل يحوي بين ثناياه أطفال عاجزين عن فك طلاسيم الحروف العربية والعجمية وتيفيناغ في العشرية الثانية للقرن الواحد والعشرين … ولأن لدوار زريزة دين في عنقهم فقد اختارت فعاليات ديمقراطية أن تنتظم في إطار جمعية زريزرة للتنمية التي تنشط في مجال دعم التمدرس بالعالم القروي، وأن تكون في الموعد وتساهم في إنجاح الدخول المدرسي الحالي الذي يعتبر خاتمة البرنامج الاستعجالي، الذي سبق أن أطلقته وزارة التربية الوطنية.
   في هذا الخضم أشرفت الجمعية يوم السبت 17 شتنبر على توزيع أكثر من 200 محفظة بأدواتها ذات الجودة العالية، استفاد منها تلاميذ دوار زريزرة الذين يتابعون دراستهم بالمدرسة الابتدائية، كما حضي بنفس الالتفاتة الجميلة والإنسانية تلاميذ التعليم الثانوي بشقيه الإعدادي والتأهيلي الذين يتابعون دراستهم بمدينة وزان وينحدرون من الدوار المشار إليه.
   الحفل الذي حضره نائب التعليم على إقليم وزان وطيف آخر من الفعاليات الرسمية والمدنية يدخل في إطار احتفال المدرسة العمومية بعيدها، وشكل مناسبة للحضور قصد الإطلاع على الصعوبات التي تقف في وجه التلاميذ وخصوصا نسبة الهذر المرتفعة المسجلة في صفوف التلميذات اللواتي يتعذر عليهن متابعة مشوار دراستهن بالتعليم الإعدادي بمدينة وزان، لأسباب يتطلب الأمر تشخيصها والقبض عليها عاجلا، خصوصا وأن أسرهن عبرن عن إرادة صلبة وعزيمة قوية وتعطش من أجل أن تغرف فلذات أكبدها من أعماق محيطات التربية والتعليم، إن تدخلت كل الجهات التي هي في علاقة تماس بالموضوع حتى تنتفي هذه الحواجز التي يستقر الفقر على رأسها.

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

شباب الثورات العربية



شباب الثورات العربية 

إدريس الميموني                        
سجل لنا  التاريخ بارتياح كبير، أن هناك شعوبا بطبيعتها تعشق الثورة   حتى الموت، في رفض دائم للرفض والاستبداد، شباب وشيوخ  وأرامل وأطفال، يقفون في وجه الطغيان والجبروت، يتنازلون عن  حقهم في  الحياة ليعيش الآخرون، يهبون أنفسهم  وكلماتهم وأشعارهم وأرواحهم قرابين  ليعيدوا إحياء العدالة  والحق، ومن  المحزن أن يفلت من العقاب  من عذبوا الأبرياء واعتقلوهم  ثم قتلوهم ، لمادا يا ترى..؟ لأنهم من ناصري الحق، منهم الشعراء  والأدباء وغيرهم،  مؤسف أن أغلبهم  رحلوا عن العالم، وعذبوا في سبيل أوطانهم،  قبل أن  يذوقوا شيئا من  الأمل، فانتفاضة الشعوب  كان لها الأثر الايجابي في تحقيق الانتصار، رغم  الاعتقالات  والتعسفات  والإذلال الذي مورس أو أطالت قذارة ووحشية  ما  قام  به  الجلادون تجاه  من  حاولوا  إشعال  الثورة في   أوطانهم.

  أما ما شاهدته  دول  تونس  ومصر وليبيا واليمن…الخ.  ثورات شبابية، تدعوا إلى الإصلاح الجوهري.  ورفع الظلم  والقهر والتسلط عن الشعوب المغلوبة عن أمرها، دليل على جبروت الحكام الذين حكموا مدة من الزمن شعوبهمن ولم يبلوا البلاء الحسن، والتاريخ أستاذ شاهد على دلك، ليكتب لنا هذه الأحداث المؤلمة الدامية  والمفرحة،  إنه الانتصار المبين،  لان العسر يليه اليسرن انتصار الشعوب ضد الاستبداد  والعجرفة، شباب تخفق قلوبهم للحرية والعدالة الاجتماعية، شعارهم لا توريث الثروة للعشيرة والأبناء، في هذه اللحظة بالذات، ربما  أنهم  ندموا على فعلتهم  ولا ينفع الندم قبل فوات الأوان، بعدما ظهر زعماؤهم بأنانيتهم   وحبهم   للسلطة والمال، في قتل كل من عارض أفكارهم السلطوية،  فضلوا قتل المدنيين  بالآلاف  وهم عزل، فداءا لعدم هيبتهم  والركوع لهم.              
إذن يمكن القول  أن روح النضال والانتفاضة لدى الإنسان، وما عاشته الدول العربية، هو انتصار للديمقراطية والعدالة الاجتماعية.                   

الأحد، 11 سبتمبر 2011

السلطة المحلية بسيدي سليمان تشرف على قطع الطريق الوطنية رقم 4


 السلطة المحلية بسيدي سليمان تشرف على قطع الطريق الوطنية رقم 4

مصطفى لمودن
 من جديد وجد عابرو مدينة سيدي سليمان على متن عرباتهم نفسهم اليوم السبت 10 شتنبرتائهين وسط الأزقة والدروب الضيقة أو المغلقة أو التي لا تقود لأي اتجاه، وذلك بعدما استحال عليهم عبور الطريق الوطنية التي تعبر المدينة وتربط بين الشرق والغرب.. فقد سمحت السلطة المحلية ل"جمعيات" بدون حس أو ذوق أو مسؤولية بتنظيم "نشاط حول فنون الحرب"… بقر من مقر العمالة، حيث توقفت حافلة كبيرة وسط الشارع، وتحلق جماعة من الشباب وكل من لا شغل له حول كوكبة من "الأبطال" يعرضون قوتهم أمام الآخرين، وأحدهم يمجدهم عبر مكبرات الصوت.. وقال هذا المتحدث إنه كان ينتظر قدوم حافلة أخرى، وأعلن عن امتعاضه من عدم قدومها، وربما كانت ستقوم القيامة  لو حضرت أعددا كبيرة من "أبطال فنون الحرب والقتال"، وقد حمل جهة ما مسؤولية ذلك وهو يكاد يذرف الدموع.. وطبعا ترعى السلطة المحلية هذه المهزلة، وقد شوهد باشا المدينة يتجول قرب المكان بسيارته السوداء الفارهة وهو يراقب عن كثب الفوضى العارمة التي تجد من يرعاها للأسف..
لن يتموقف أي عاقل ضد الرياضة والرياضيين، ولن يعارض أي مواطن على شباب فضل الأنشطة البدنية المنظمة، لكن عرقلة المرور في زوال ومساء سبت يعرف حركة سير قوية، والتعدي على حقوق الغير عمل غير مقبول إطلاقا، خاصة بالنسبة لحرية التنقل والجولان، وقطع طريق وطنية وحدية يجده مستعملوها وقد قطعت دون سابق إشعار.. كان على المنظمين والسلطة وكل من له مسؤولية قريبة أو بعيدة فيما وقع اختيار أماكن أخرى وما أكثرها، هناك الملعب البلدي، هناك فضاء أرحب أمام المسبح البلدي… فهل يريد هؤلاء عرض عضلاتهم ورشاقتهم وحنة أيديهم بالزز وضدا على الجميع؟   
وفي نفس السياق، ما تزال بعض شوارع المدينة مكتظة بعرض السلع المختلفة وعرقلة السير والجولان، دون أن تجد هذه المشاكل من حل. أما أصحاب المقاهي فقد سيطروا على الأرصفة بالتمام والكمال، وأصبح ذلك بالنسبة إليهم حقا مكتسبا لا تنازل عنه.
ما عليك يا سيدي سليمان سوى الحلم بغد أفضل يكون النظام واحترام القانون من سيماته، لكن متى سيأتي هذا الغد؟

السبت، 10 سبتمبر 2011

محمد مجاهد: تاريخ وزارة الداخلية مع الانتخابات هو التزوير وندعو لتشكيل لجنة للإشراف على الانتخابات


  محمد مجاهدتاريخ وزارة الداخلية مع الانتخابات هو التزوير وندعو لتشكيل لجنة للإشراف على الانتخابات 
محمد مجاهد الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد في حوار مع موقع "أنوال"
ندعم حركة 20 فبراير" على أساس أرضيتها التأسيسية
 
محمد مجاهد
إعداد: مصطفى لمودن 
توقف موقع "أنوال" مع  محمد مجاهد عند دعم حزبه ل"حركة 20 فبراير" وشروط استمرارية هذه الحركة وتوسعها، كما أجاب عن تساؤلات تهم الحزب وتحالفاته وعلاقاته بعدة جهات حزبية أو حكومية.. وعن الوضع الاجتماعي والاقتصادي ورأيه في العمل النقابي وحرية الإعلام والتعليم… وقد تحمل مجاهد الطبيب المختص مسؤولية تسيير "حزب اليسار الموحد" ضمن فريق من أربعة مناضلين منذ نشأته سنة 2002 بعد اندماج أربعة مكونات سياسية، وابتداء من 2004 تقلد مسؤولية الأمانة العامة للحزب، وقد آل إليه نفس المنصب النضالي بعد 2005، إثر التحاق "جمعية الوفاء للديمقراطية" بركب الاندماج، ويصبح من حينها "الحزب الاشتراكي الموحد" رقما فاعلا في المشهد السياسيالمغربي ضمن اليسار المعارض… الحوار التالي تطرق لعدة قضايا في خمسة محاور من وجهة نظر أول مسؤول عن "الاشتراكي الموحد.  

———————
محور "حركة 20 فبراير"

س: ـ كيف هي علاقة الحزب الاشتراكي الموحد ب"حركة 20 فبراير" ونوعية التفاعل معها؟  
ج:ـ أولا "حركة 20 فبراير" فتحت آفاقا جديدة بالنسبة للنضال الديمقراطي في المغرب، وقبل "حركة 20 فبراير" كنا في بلاد، الدولة فيها تسير في مخطط "النموذج التونسي" أو "النموذج المصري".. وتأتي "حركة 20 فبراير" في سياق الثورات الديمقراطية العربية، والتي هي جزء من هذه المخاضات التي تجري الآن في العالم العربي، وتعبر على أن هناك مرحلة جديدة في البلاد، من خلالها الشعب المغربي بدأ نضالا بأشكال التظاهر والخروج إلى الشارع من أجل إسقاط الاستبداد والفساد..
 س:ـ هناك من يرى بأن انخراط الحزب الاشتراكي الموحد في "حركة 20 فبراير" ساهم في خلق إشعاع للحزب، ما رأيكم؟ 
ج:ـ هذا هو الإشكال! نحن نريد أن ندخل "حركة 20 فبراير" "كي يصبح لنا إشعاع !". ليس هذا هو هدفنا، هدفنا هو البلاد أولا وقبل كل شيء، وأن نرى بلادنا تتحقق فيها الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية وحقوق الإنسان والكرامة، ومن أجل هذا دخلنا، حزبنا ليس له إطلاقا هذه النظرة الضيقة التي تهم ماذا سيربح وماذا سيخسر، ونحن نرى ما تحتاج إليه بلادنا، دخلنا لهذا الغرض، ومازلنا ندعمها لهذا الغرض..

س:ـ ما نوعية علاقتكم مع المكونات الداعمة للحركة، وخاصة "جماعة العدل والإحسان" التي يقال إنها تدعو إلى العمل المشترك والحوار؟ كما نجد قطاعات يسارية لها بعض المواقف الخاصة،  كيف تقيمون العمل داخل "حركة 20 فبراير" ضمن هذه المكونات المختلفة؟ 
ج:ـ دعمنا "حركة 20 فبراير" على أساس  بيانها التأسيسي الداعي إلى الملكية البرلمانية والدولة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وإسقاط الفساد وإلى عملية سياسية سلمية، وضمان حقوق الإنسان بمعناها الكوني… ودعمنا "حركة 20 فبراير" بالحرص على استقلاليتها كحركة للشعب المغربي.. فيما يخص ما قلتموه، نحن سبق أن أصدرنا بلاغا نوضح فيه بأن "حركة 20 فبراير" إذا لم يكن عندها الوضوح اللازم، بمعنى أن تكون أهدافها واضحة ومسطرة على أساس أرضيتها التأسيسية، فلا نعتقد بأنها ستكون قادرة على استقطاب أوسع الفئات الشعبية، بمعنى آخر، اعتبرنا بأن استمرار النضال الديمقراطي هو تقوية "حركة 20 فبراير" والارتباط بها، في نفس الوقت اعتبرنا بأن هذه التقوية وهذه الاستمرارية مرتبطة بالتزام الجميع بالأرضية التأسيسية.    

س:ـ هل توجهون اتهاما معينا ضد جهة ما تريد الاستحواذ على "حركة 20 فبراير"؟ 
ج:ـ إذا لم تكن هناك شعارات واضحة، الشعبالمغربي يريد التغيير الديمقراطي، ولكن كذلك يريد استقرار البلاد، يريد التغيير الديمقراطي بأقل كلفة ممكنة، والتغيير الديمقراطي الذي من جهة يضمن الديمقراطية ويضمن الاستقرار، وبأقل كلفة ممكنة، هو التغيير الذي يؤسس لقواعد الملكية البرلمانية.
من جهة أخرى، نحن نعرف أن هناك من له مشاريع أخرى، وقد لا تنسجم مع الديمقراطية، لذلك الكل مطروح عليه، أن يوضح مواقفه بشكلواضح من أجل الحركة ومن أجل التغيير الديمقراطي المنشود.

س:ـ يتهمكم البعض بتحديد سقف مطالب الشعب المغربي؟ 
ج:ـ لسنا الذين حددوا هذا السقف، بل حددته الوثيقة التأسيسية ل"حركة 20 فبراير"، هذا أولا، ثانيا، بدون تحديد هذا الوضوح، سيكون من الصعب تصور إمكانية توسع الحركة واستقطابها للفئات الواسعة من الشعب المغربي، هذا هو الواقع. 
———-
محور الحزب

س:ـ وقع تأجيل مستمر لانعقاد مؤتمر الحزب الاشتراكي الموحد، متى سينعقد المؤتمر؟ 
ج:ـ الجواب عن هذا السؤال سيحدده المجلس الوطني الذي سينعقد يومي 16 و17 من هذا الشهر (شتنبر)

س:ـ تقدم مناضلو الحزب الاشتراكي الموحد بعدة أوراق كأرضيات للمؤتمر القادم، هل ما تزال لهذه الأوراق راهنتيها؟ 
ج:ـ المجلس الوطني كلف لجنة من مناضلي المجلس الوطني، كي يصيغوا أرضية سياسية تناسب وتنسجم وتعبر عن المرحلة الحالية ومتطلباتها واحتياجاتها، لأنه كما تعلم الأرضيات كلها كانت قد صيغت قبل"حركة 20 فبراير"، وقبل هذه الثورات العربية الديمقراطية الجارية، وبالتالي نحن دشنا بشكل مشترك كحزب، وككل حساسيات الحزب، في إطار هيآت الحزب، في إطار المجلس الوطني، دشنا سلوكا سياسيا نضاليا داعما  ل"حركة 20 فبراير"، ويمكن أن أقول إننا دشنا بداية خط سياسي معين، ولم تكن بيننا اختلافات في هذا الموضوع. وعلى هذا الأساس، عقدت اللجنة ثلاث اجتماعات، ومن الممكن جدا، أن تكون هذه الأرضية نهائية بعد خمسة عشر يوما، مع العلم أن قانون الحزب يضمن لكل من لم يتفق مع هذه الأرضية أن يقدم رأيه الخاص.

س:ـ عرف الحزب الاشتراكي الموحد من نشأته سنة 2002 (اليسار الموحد)العمل بأسلوب التيارات داخل الحزب الواحد، وهي سابقة تقع لأول مرة في العالم العربي، ما تقييمكم لهذه التجربة؟ 
ج:ـ الحزب الاشتراكي الموحد حاول ومازال يحاول أن يجدد دمقرطة الحياة الحزبية، واحترام تعدد الآراء والاختيارات داخل الحزب الواحد، وهذا يأتي في إطار تحديث ودمقرطة الفكر السياسيالمغربي، يمكن أن نقول إن كل جديد لا يمكن أن يكون ناضجا مائة في المائة منذ البداية، ولكن بشكل عام التجربة إيجابية، وقد مكنت الحزب كي يكون فضاء لكل الآراء الموجودة داخل الحزب، وتتفاعل هذه الآراء فيما بينها، وهي تشكل غنى للحزب.

س:ـ يواجه أعضاء الحزب في البرلمان انتقادات من قبل مناضلين ومواطنين بسبب عدم تفاعلهم مع القضايا المحلية لمنتخبيهم.. هل لديكم إرشادات توجهونها لهؤلاء ولكافة منتخبي الحزب؟  
 ج:ـ منتخبو الحزب لهم علاقة دائمة مع المواطنين، ويحرصون على التواصل معهم، سواء بالنسبة للأستاذ المختار رشيدي بدائرة جرادة، أو الأستاذ عبد النبي الفلالي عن دائرة كرسيف، أو الأستاذ فتح الله حسن ممثلا لدائرة اشتوكة أيت باها، حسب معلوماتي، فهم نشيطون على مستوى البرلمان، وهم من طرحوا من حيث العدد أسئلة قياسية بالمقارنة مع عددهم كمجموعة نيابية، في إطار المجموعة النيابية لتحالف اليسار الديمقراطي.. وبالتالي أعتقد نحن كحزب نعتبر أن برلمانييه يقومون بدورهم…

س:ـ في ظل انحصار الدعم الحكومي للحزب الاشتراكي الموحد، كيف يمول مناضلو الحزب أنشطتهم وكراء المقرات؟ 
ج:ـ على أي حال، كل الإخوان المتواجدون في المدن، يعرفون كيف يمول الحزب، يمول من خلال المساهمات الشهرية لمناضلي الحزب، في كل مدينة المناضلون يؤدون ثمن كراء المقرات، ويجمعون مسهامات لتمويل أنشطتهم، أي تمويل ذاتي من مساهمات المناضلين.

س: ـ هل لدى محمد مجاهد رغبة في الترشح لولاية جديدة على رأس الحزب؟  
ج:ـ (يضحك) هذا سؤال استنفذ، لقد جاوبت بشكل واضح وصريح على هذه النقطة، مجاهد لن يكون الأمين العام لحزب الاشتراكي الموحد بعد المؤتمر، وهذا موقف قطعي، لعدة اعتبارات؛ الاعتبار الأول أن قانون الحزب واضح في هذا الموضع، ونحن مطروح علينا كحزب أن نحترم القانون، ثانيا، ثقافتنا الحزبية ـ وقد تكلمت عنها في البدايةـ وهي التجديد والتحديث والدمقرطة والإبداع في الحقل السياسي المغربي، وبالتالي بديهي ألا نعيد إنتاج نفس الأساليب التقليدية، التي تجاوزها العصر، ثالثا، بعد 2004 إلى الآن، بعد سبع سنوات، اعتقد أن كل ما يمكن إعطاؤه قد أعطي كأمين عام، وأعتقد أن الحزب يحبل بعدة طاقات وقدرات، يجب أن يفتح لها الباب كي تساهم.. رغم أن عملنا هو جماعي، ودائما كنت أعتبر نفسي منسقا لمجموعة أكثر من أي شيء آخر.
 ———-
 محور العلاقة مع الحكم والحكومة

س:ـ ماذا يقع لكم مع الإصلاحات الدستورية، تطالبون بالإصلاحات، ثم ترفضون الإصلاحات المقترحة؟ 
ج:ـ نحن دائما كنا مطالبين بالإصلاحات الدستورية العميقة، ولكن حينما تكون تعديلات جزئية محدودة، لا تمس جوهر النظام السياسي، لا يمكن أن ندعم أشياء تحافظ على الجوهر، موقفنا واضح، التعديلات التي حدثت منذ الستينات إلى الآن محدودة جدا، ولا تؤثر على جوهر الحكم، وبالتالي لا تفي بغرض إرساء قواعد الديمقراطية.

س:ـ تلحون على لجنة وطنية للإشراف على الانتخابات، كيف ترون هذه اللجنة؟ كيفية تشكلها وطبيعة عملها؟ 
ج:ـ أولا علينا أن نفهم أن وزارة الداخلية عبر تاريخالمغرب كان تاريخ التزوير وإخراج الخرائط الانتخابية وفبركة نتائج معينة عبر عدة طرق، إما عبر التزوير المباشر أو عبر آليات أخرى، من الصعب أن نعاود الآن نفس الممارسات، إذا كنا فعلا أمام إرادة حقيقية كي تكون انتخابات حرة ونزيهة، يجب أن تجرى في الشكل الذي يلائم ذلك، وهو ألا تشرف وزارة الداخلية على الانتخابات، وأن تتكلف بذلك لجنة مستقلة، نحن مستعدون للنقاش في هذا الجانب، لا نقول بالضبط كيف هي هذه اللجنة، وممن تتكون، هل قضاة أو أحزاب أو منهما معا أو من شخصيات وطنية، المهم هو لجنة مستقلة عن وزارةالداخلية… التفاصيل يمكن أن تناقش، وليس بالضرورة عندنا معطى مسبق.

س:ـ غالبا الحزب الاشتراكي الموحد يسير نحو مقاطعة الانتخابات القادمة، هل تعتبرون المقعد الفارغ كفيل بالدفاع عن الطبقات الشعبية وعن الخيارات الديمقراطية؟  
ج:ـ القرار لم يؤخذ بعد، لم نتخذ لا قرار المشاركة أو عدم المشاركة أو المقاطعة، كل ما في الأمر أن المجلس الوطني في دورته السابقة حدد مجموعة شروط نزاهة العملية الانتخابية؛وهي لجنة مستقلة تشرف على الانتخابات، لوائح انتخابية جديدة على أساس البطائق الوطنية، وكذلك مناخ سليم يعبر فعلا على أن هناك إصلاح.. مع الأسف أن هذه الأشياء المطروحة لحد الآن لم يتم التجاوب معها بشكل إيجابي، يبقى المجلس الوطني هو من يحدد الموقف.
ما أريد قوله هو أن العملية السياسية الآن أصبحت على هامش المجتمع، يجب أن نعرف ذلك، بمعنى فئات واسعة من الشعب المغربي لا تنخرط في هذه العملية السياسية، إذا أخذنا كمرجعية انتخابات 2007، ولم يكن حينها قد بدأ الحراك الشعبي، في 2007 كانت 37%كمشاركة، مع سبعة أو ثمانية ملايين غير مسجلين، مع مليون ملغاة… بقينا ندور في حدود19%  من المشاركين، ونحن نعرف أن البوادي تصوت أكثر من المدن، بمعنى أن الفئات الاجتماعية المتوسطة العريضة المتواجدة في المدن لا تشارك، وهي لا تشارك بسبب فقدان الثقة، لأن العملية السياسية لا تفتح الآفاق، لا تضع البلاد أمام تطور ديمقراطي، العملية السياسية تعيد إنتاج نفس أساليب التحكم وهيمنة الدولة وإنتاج النخب الفاسدة، هذا هو الوضع.. ونرى أن هذه العملية قد استنفذت، وأن شرائح واسعة من الشعب المغربي لم تعد مقتنعة بأننا نتقدم من خلال هذه العملية السياسية.. ثانيا، في العالم العربي بأسره، تبين بأن هذه العمليات السياسية سواء في تونس أو مصر أو سوريا أو اليمن.. كانت هذه العمليات تعيش على هامش المجتمع، أي كانت عملية سطحية، مصطنعة، غير مقنعة… وفي أعماق هذه المجتمعات كانت هناك مطالب واحتياجات أخرى، ومخاضات أخرى، وقد نتج عنها ما نتج.. لذلك نحذر من عملية سياسية يكون فيها المزيد من الابتعاد عن عمق المجتمع ومن أجل المجتمع.

   س:ـ من مناضلي الحزب الاشتراكي الموحد من يعتقد بعض التدخلات ضد مناضليه بمثابة رسالة إلى الحزب، كاعتقال المناضلين الصديق كبوري والمحجوب شنو من بوعرفة، ومنع محمد الساسي من إلقاء عرض عمومي في تاوريرت يوم الأحد 31 يوليوز، وقبل ذلك الزج بنجيبي ضمن معتقلي ملف بليرج..؟ هل لديكم نفس الظنون؟ 
ج:ـ وكذلك الهجوم الذي تم على مقر الحزب في الدار البيضاء في 13 مارس، على أي حال، لكل نضال ثمن، له تضحياته، بالنسبة إلينا نضالنا يندرج من أجل مصلحة البلاد، ضمن إرساء أسس الاستقرار والتقدم والتنمية، ونحن مقتنعون بمصلحة بلادنا، وبالتالي كيفما كانت الإشارات المقدمة من طرف الدولة سنستمر في الخط النضالي الذي يخدم مصلحة البلاد ومصلحة الطبقات الشعبية الأساسية.
وبالمناسبة احيي معتقلي الحزب وتحية نضالية حارة لرفاقنا في بوعرفة ولكل معتقلي الرأي والاجتجاجات الذين يناضلون من أجل الديمقراطية والكرامة والحرية  
___________
 محور التحالفات

 س:ـ ما تقييمكم ل"تحالف اليسار الديمقراطي" المشكل من الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي؟ 
 ج:ـ يعرف المشهد السياسي المغربي فرزا يوما بعد يوم، وقد حددنا منذ تأسيس "حزب اليسار الموحد" ثلاث مسارات تحالفية؛ المسار الاندماجي، ومسار التحالف مع القوى اليسارية، ومسار التحالف مع كل القوى الديمقراطية.. وقد تمكنا في 2005 من اندماج ثاني داخل الحزب، وجاء الحزب الاشتراكي الموحد، وكذلك في 2003 تم تأسيس "تجمع اليسار الديمقراطي"، ومن داخله تم  تأسيس  تحالف تجمعه روابط وقواسم مشتركة وقوية، وهو "تحالف اليسار الديمقراطي".. وهو بالنسبة إلي تجربة إيجابية، ويجب التمسك به، وتطويره والارتقاء به إلى مستوى أعلى.. مطروحة مجموعة من الخيارات حاليا، من بينها فدرالية اليسار الديمقراطي كمحطة نحو الاندماج، لأنه قد بلورنا أرضية سياسية مشتركة،  وأرضيات مرتبطة بالانتخابات، برامج انتخابية شاملة، بلورنا كذلك موقفا مشتركا من "حركة 20 فبراير" ودعمها، وموقفا مشتركا من مقاطعة الدستور، إذا هناك تاريخ غني بالعمل المشترك والثقة المتبادلة فيما بيننا كمكونات ثلاث، وسنعمل في الحزب الاشتراكي الموحد على المزيد من الارتقاء بهذا العمل وتمتين الثقة المتبادلة فيما بيننا..

 س:ـ رغم حرصكم على التعاون مع أحزاب اليسار، ودعوتكم للعمل المشترك، استغرب البعض عدم مشاركتكم في لقاء لأحزاب اليسار بدعوة من "الحزب الاشتراكي"، وحضور "الاتحاد الاشتراكي" و"التقدم والاشتراكية" و"جبهة القوى الديمقراطية" و"اليسار الأخضر" وقد اجتمعوا وأصدروا بيانا.. عدم مشاركتكم لا يسير في الاتجاه الذي تحدثتم عنه، ما السبب؟    
س:ـ نحن حزب جدي أولا، لا نريد أن نقوم بسلوك ليس له هدف واضح، ثانيا، نعرف أن هناك خمسة أطراف ولنا علاقات ثنائية مع ثلاثة، مع حزب "الاتحاد الاشتراكي"، ومع "التقدم والاشتراكية" و"الحزب الاشتراكي".. ثالثا، وأي لقاء من هذا القبيل يراد له النجاح وتحقيق الأهداف المبتغاة منه يجب أن تسبقه مشاروات.. لم يكن هذا التشاور المسبق. رابعا، مثل هذه الاجتماعات كانت في 2007، ولم تعط، وتلاشت، والأهم من هذا كله، هو أننا مختلفون بعد ظهور "حركة 20 فبراير" وبعد التصويت على الدستور، ومن بعد هذه الاصطفافات الحادة القائمة الآن، وهي ليست اختلافات بسيطة، إذا هناك مقاربات فيها اختلاف عميق ما بين جناح محسوب على اليسار وهو يدعم عمليا ما تطرحه الدولة، وهناك جناح معارض، ويعتبر بأن هذا الطريق الرسمي لا ينتج إلا الخيبة والنكسات.. ونحن مع اليسار المعارض ومع قوى مدنية ديمقراطية نطرح طريقا آخر، وهو طريق الإصلاح الحقيقي.. أما طريق الدولة فيقود إلى إنتاج نفس الأوضاع، ويعرض البلاد إلى المخاطر… هناك اختلاف حقيقي، كان بالأحرى أن تكون هناك نقاشات ثنائية، كي نــتبين هل هناك عمليا نقاط التقاء أو لا يوجد ذلك.. نحن عندما ندخل أي عمل نكون جادين فيه، ولا تكون عندنا حسابات ضيقة، اعتقد بأن السياق الذي جرى فيه اللقاء ممكن تحكمه سياقات ظرفية، وربما الهدف منه ليوجه البعض إشارات..

 س:ـ من خلال بيان الحزب الاشتراكي الموحد في 29 غشت المنصرم، ضد بيان الحكومة الذي يعارض من يشكك في مصداقية الانتخابات، يرى البعض أنكم من خلال بيانكم ساندتم حزب "العدالة والتنمية"، ما رأيكم؟ 
ج:ـ أولا بيان الحكومة ليس يعارض فقط، هو يهاجم بقوة الجهات والأشخاص، تكلم عن الجهات والأشخاص ـ أسطر عليها ـ  التي تشكك في نزاهة الانتخابات، ويضع هؤلاء الناس في خدمة أعداء الوطن، هذا هو الخطير.. أنا لا أعتقد أن البيان موجها "للعدالة والتنمية"، البيان موجه للجهات (بالجمع) والأشخاص. ثانيا، الجميع يعلم أنه لنا مع "العدالة والتنمية" اختلاف كبير، كما أن هذا الحزب يدعم توجهات الدولة وقد رأينا كيف دعم الدستور، وكذلك هو ضد احتجاجات "حركة 20 فبراير".

وفعلا، إذا لم تتوفر شروط النزاهة في الانتخابات، فهي فعلا لن تكون نزيهة، وواضح أن كل المؤشرات والمعطيات الحالية تدل أنها لن تختلف عن سابقاتها.

———–
 محور الوضع الاجتماعي  

س:ـ ما رأيكم في العمل النقابي، خاصة بعد تحييد أي دور فعال ومؤثر لها في "حركة 20 فبراير"؟ 
ج:ـ على أي حال بعد بداية "حركة 20 فبراير"، لا حظنا وتابعنا مجموعة من الخطوات قامت بها الدولة، مع بعض الأحزاب والنقابات والإطارات المدنية، وقد كان الهدف منها هو نقص الدعم ل"حركة 20 فبراير"، ومحاولة عزلها عن محيطها الطبيعي المتمثل في الأحزاب الديمقراطية والنقابات والإطارات المدنية.. هل نجحت الدولة في هذه الخطة؟ إلى حد ما أعتقد أنها نجحت في جزء منها، ولكن كيفما كان الحال، تبقى الحركة العمالية بالنسبة للكنفدرالية الديمقراطية للشغل على الأقل، وبالنسبة للقطاعات داخل الاتحاد المغربي للشغل، لها مواقف مساندة، ورأينا أنه كان عندها موقف مشرف في "حركة 20 فبراير" وفي الموقف من الاستفتاء على الدستور.. إشكالات الحركة النقابية عميقة، من الصعب مناقشتها في هذا الحوار..  نحن كنا طرحنا في مرحلة ـ وهو مطروح ـ إعادة هيكلة الحقل النقابي بما يقوي هذا الحقل ويجعله قادرا على الدفاع عن مطالب المأجورين وعموم الكادحين.. على أي حال هذا الملف يبقى دائما مطروحا. ويحتاج إلى إعادة البناء على أسس الديمقراطية والنفس النضالي والاستقلالية..

س:ـ كيف ترون الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد في إطار احتمال تقليص حجم صندوق المقاصة وخلق صندوق للتضامن ما زال هلاميا، وفي ظل عجز الميزانية وارتفاع متطلبات الإنفاق العمومي؟   
ج:ـ الوضع الاقتصادي والاجتماعي يسير من السيئ إلى الأسوأ، هناك ما هو بنيوي مرتبط ببنية الاقتصاد المغربي، وبنية توزيع الثروة الوطنية.. دائما نطالب بتغيير هذه البنى، هي بنى تقليدية، يسيطر عليها اقتصاد الريع، المصالح والامتيازات والفساد، وهي بنى تعرقل تقدم الاقتصاد المغربي، ومرتبطة بطبيعة النظام السياسي المغربي.. الجديد في المرحلة الحالية هو أن هناك أزمة عالمية. الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط والتي فيها شركاء للمغرب، الشركاء الأساسيين، هؤلاء يعيشون الآن أوضاع أزمة مزمنة، ولا يبدو أن هناك مخارج في مدى منظور لهاته الأزمة العميقة التي يعيشها الغرب الرأسمالي، ويعيشها معه العالم أجمع.. هذه الأزمة ترمي بظلالها وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد الوطني، وفي تقديرنا فالسنوات القادمة ستكون صعبة بالنسبة للاقتصاد المغربي، وبالخصوص بالنسبة للطبقات الشعبية الأساسية وبالنسبة للكادحين.. لذلك، حينما نطرح بناء أسس الدولة الديمقراطية الحداثية، ونطرح كذلك عملية سياسية سليمة وإسقاط الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.. نحن نطرح مخرجا وبديلا، وكيفية توفير الشروط للمواجهة والتصدي وتوفير شروط المناعة للبلاد ضد هذه التأثيرات الصعبة القادمة.. مع الأسف أن الخيار الرسمي، هو خيار ترقيعي يفتقد لبعد النظر، يفتقد للنظرة الإستراتيجية… أعطيك مثالا، حينما تكون هناك أوضاع اجتماعية صعبة، وتكون البلاد فيها استقرار وشروط الديمقراطية، بها التداول السلمي على السلطة، فيها القرار السياسي مرتبط بصناديق الاقتراع.. كيفما كانت الأزمة الاجتماعية، فإن البلد سيتمكن من الخروج من هذه الأزمة، ولن تتحول إلى أزمة سياسية، وهو ما يحدث مثلا في اليونان واسبانيا والبرتغال.. ولكن في بلادنا نحن، وفي بلدان الجنوب، حينما تغيب الديمقراطية، فالمشاكل الاجتماعية بالضرورة ستأخذ أبعادا سياسية، لأن المشكل في آخر المطاف هو مشكل سياسي عميق ويجب أن يوجد له حل من أجل أن يتم نتجاوز باقي المشاكل، ونجد الحلول للقضايا الاجتماعية والاقتصادية..

س:ـ في نفس الإطار، نريد موقفكم من قضايا اجتماعية ملحة، كالتعليم، حرية الإعلام، محاكمة الصحافيين، الوضع الثقافي في ظل احتدام الصراع والتناقضات بين فاعلين في المجال..؟  
س:ـ التعليم موضوع كبير، من المواضيع المجتمعية الكبرى، ووضعه مع الأسف يسيء على كافة المستويات، من الناحية الكمية وخصوصا من الناحية النوعية، الجودة تتراجع سنة بعد أخرى، كل ما يبذل لم يمكن من استعادة القطاع لعافيته، مازال المشكل الكبير في عدم وجود تناسق وتناغم بين التعليم مع سوق الشغل، كذاك مازال التعليم لا يلعب دوره في إشاعة القيم الكبرى للديمقراطية والحداثة والتسامح وحقوق الإنسان.. مازال التعليم يحمل قيم متناقضة، وفي بعض الأحيان يحمل قيما تقليدية.. إذن الموضوع مازال مطروحا على جدول أعمال النضال الديمقراطي في البلاد.
بالنسبة لحرية الإعلام، أنا دائما أقول أن الإعلام هو انعكاس مباشر لطبيعة السلطة السياسية ولبنيتها، يوجد هناك جنوح للتحكم والهيمنة السياسية بشكل عام، وينعكس ذلك بشكل واضح في الإعلام، إعلام الرأي الوحيد، حتى عندما يكون انفتاح يكون محدودا ومحسوبا ومدروسا ولأغراض ضيقة.. الإعلام ليس في خدمة الشعب المغربي ودافعي الضرائب، بل في خدمة الرأي الوحيد.
بشكل عام، المناخ العام للحريات وحقوق الإنسان، انفتاح الحقل الثقافي.. كل ذلك محكوم بثوابت الوضع السياسي، لا حظنا بعد ظهور "حركة 20 فبراير" الهجوم الذي وقع على المناضلين، العنف ضد المتظاهرين، تغليط الرأي العام، الحملة الدعائية ضد "حركة 20 فبراير" ومناضليها، لا حظنا استعمال العنف بقوة  ضد عدة مظاهرات، سواء ل"حركة 20 فبراير" أو للمعطلين أو لرجال ونساء التعليم.. وأدت إلى استشهاد كمال العماري في آسفي.. وهناك مناضل ضمن صفوف حزبنا هو عبد العزيز الرامي  في تاوريرت مازال طريح الفراش، وقد تم ضربه وكسر عموده الفقري بسبب مشاركته في"حركة 20 فبراير"… هناك مناخ عام مناف للحرية والحق في التعبير عن الرأي والتظاهر، واعتقالات الصحافيين، والرغبة الجامحة في التحكم في الإعلام، وبيان الحكومة الأخير يوضح بشكل لا لبس فيه أن الدولة تبحث عن الرأي الوحيد. 

س:ـ كلمة أخيرة حرة، ثم رأيكم في الإعلام الإلكتروني الذي أصبح متنفسا للتعبير عن الرأي والإخبار.

ج:ـ نحن الآن أمام تحول عميق في مجال الإعلام، نحن في مرحلة يتم فيها تحول كبير جدا، والذي ستكون له أبعاد في المستقبل حول الإعلام والتواصل، وهذا يدفعنا نحن كمناضلين وكفاعلين أن نقوم ونغير أساليب عملنا انطلاقا من هذا التحول العميق الموجود على أرض الواقع، وأتمنى لكل العاملين في هذا المجال التوفيق ومراكمة الخبرات بما يخدم إعلاما حرا مستقلا يدفع بلادنا في اتجاه الدمقرطة والتحديث والتقدم والتنمية وضمان الحقوق الشاملة لكل المواطنات والمواطنين.

 ———————